الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مفهوم الصداقة وفوائدها للطفل

مفهوم الصداقة وفوائدها للطفل

مفهوم الصداقة وفوائدها للطفل

علاقة الصداقة علاقة معروفة منذ أقدم العصور، وتعتبر من أهم العلاقات الإنسانية في كافة مجالات الحياة، وهي علاقة ترابط وعاطفة متبادلة ومشاركة وتفاهم بين شخصين أو أكثر.
علاقة الصداقة مهمة في حياتنا في مختلف المراحل العمرية، فعلى الرغم من عدم وجود صلة أو قرابة تربطنا بالصديق إلا أنه من أقرب الناس إلى قلوبنا، فهو يشاركنا كل لحظات حياتنا من سعادة وسرور وأحزان وهموم، يصاحبنا في أوقات التعقل والتهور، يقف معنا في الصدمات والأزمات، ويسدي لنا النصيحة والمشورة، إنه من ينطبق عليه مقولة "رب أخ لك لم تلده أمك"، فبالتالي تساهم العلاقة في تكوين شخصية جميع أطراف العلاقة.
أثبتت الدراسات بأن وجود الصديق الحقيقي عند كل فرد يخفض حوالي 25% من أمراض الجهاز المناعي وتصلب الشرايين، وذلك لأن الوحدة والانطواء تجعل الفرد في قوقعة مرضية، وبالتالي يكون عرضة للإصابة بأمراض عديدة.

فما أهمية الصداقة في حياة الطفل؟
يعتبر تكوين الصداقة بالنسبة للطفل جزء حيوي وأساسي في نموه وتطوره النفسي والاجتماعي والأخلاقي والعاطفي، حيث إن الكفاءة الاجتماعية والإيثار واحترام الذات والغير والثقة بالنفس ترتبط ارتباطاً إيجابياً بوجود أصدقاء في حياة الطفل منذ الصغر، ويكتسب الطفل العديد من المهارات الاجتماعية من خلال الصداقة مثل التعاون والتواصل والقدرة على المحاورة والجدال، وإثراء المفردات لديه، ويتعلم الطفل القدرة على التحكم في العواطف واحترام مشاعر الآخرين، والقدرة على التفاوض والتفكير وتحليل المواقف وكيفية التعامل معها في حالة الخلافات التي تنشأ بينه وبين أصدقائه، وقد أظهرت الأبحاث أن الطفل الذي ليس لديه أصدقاء يمكن أن يعاني من صعوبات عقلية وعاطفية لاحقا.

تبدأ مرحلة تكوين الصداقة لدى الطفل منذ دخوله الحضانة والروضة، حيث يكتشف عالما مختلفا عن عالمه في البيت، ويلاحظ السلوكيات المختلفة عن سلوكياته، فيبدأ في تقليد تلك السلوكيات والتصرفات من باب التودد إلى من حوله بالتصرف مثله، فتلتصق هذه التصرفات بشخصيته وتصبح جزء منه، ويكتسبها من باب التقليد وليس التأثير، لأن الأطراف الأخرى من الأطفال لا تقصد التأثير على الغير، فهم يتصرفون بدهيا وعلى الفطرة وحسب مكتسباتهم الأسرية، والطفل هنا يتودد إلى من حوله بالتصرف مثله، وهذا التقليد يجعله يتقرب منهم، ويندمج معهم، فيصبحون بالنسبة له جزء مهما من يومياته وسعادته، يلعب ويمرح معهم، ويختلف ويتضارب معهم، لكنه يجد فيهم أسرته الثانية التي لا يريد مفارقتها.

عندما ينتقل الطفل إلى المدرسة، يبدأ في إنشاء علاقات صداقة مقصودة، ويبدأ في التعرف على طبائع وشخصيات المحيطين به، خاصة من هم في عمره، سواء الذين يشبهونه في التفكير أو المختلفين عنه إلى حد ما، ويركز على النقاط المتشابهة والمشتركة والنقاط المتناقضة والمختلفة بينه وبينهم، ثم ينتقل لمرحلة تكوين شخصيته المستقلة التي يريدها هو، ويكون هذا التكوين من مجموعة الصفات والسلوكيات التي يتصف بها أصدقائه، فكل تصرف يعجبه يبدأ في ممارسته، مما يساعد على تنمية شخصيته تنمية إيجابية، فقد أثبتت الدراسات أن الصداقة تمكن الطفل من معرفة المزيد عن نفسه وتطوير هويته الخاصة، كما تساهم في نضجه.

فوائد علاقات الصداقة:
1- تساعد الطفل على تكوين العلاقات الاجتماعية: فالطفل الذي لديه علاقات صداقة يستطيع الاندماج في المجتمع، والتعامل مع الآخرين بسلاسة وحرية وسهولة، فمكتسبات الصداقة تمده بثقة في نفسه، وتعطيه خبرة في تعامل مع المواقف بحكمة تناسب عمره وقدراته.
2- تحميه من الإصابة بالانطوائية: والتي تؤدي إلى شعور الوحدة وأمراض الاكتئاب والخوف والقلق، بالإضافة للأمراض العضوية.
3- تحمي صحته النفسية: إن شعور الطفل بالحب والحنان والاهتمام تجاهه ممن حوله يعمل على إيجاد نفسية متفائلة وتفكير إيجابي، وتقوي إرادته وعزائمه فلا ينهزم داخليا بالمشاعر السلبية المدمرة.
4- استمرارية علاقة الصداقة مهما كثرت مشاغل الحياة: حيث تؤكد العلاقة مدى الترابط الإنساني بين النفوس التي تعارفت وتآلفت، وصارت كنفس واحدة، لا تقطعها مسافة ولا يفرقها زمن ولا تفصلها مشاغل دنيوية.
5- توفر للطفل شعور الأمان: الطفل خارج بيئته الأسرية يشعر بالخوف والقلق، وعندما يقوم بتكوين علاقات صداقة في البيئة الدراسية، يشعر بالأمان والراحة، ويشعر بأن هناك من يحميه ويدافع عنه ضد كل ما يخيفه أو يتوقعه في هذه البيئة البعيدة عن البيت

6- تبني أسسا سليمة للتوافق والتعاون: فحيث يكون هناك طفل ضعيف أو كسول أو متردد، فهذا يحتاج وبشدة لصديق قوي يدافع عنه، أو نشيط يحفزه، أو مقدام يقوده إلى النجاح، وهكذا يحدث توافق ويكمل كل صديق صديقه، فهذه العلاقة المتكاملة يحتاجها الطفل ليعيش حياة متوازنة.
7- تساعد الطفل على إثبات ذاته: يستطيع الطفل أن يجد نفسه ويعرف حقيقتها وقدراتها بين المجموعات المختلفة من الأطفال، فهناك اختلافات كثيرة في الشخصيات من صفات وطبائع ورغبات، وبالتالي يجد الطفل نفسه وأين مكانه بين هؤلاء الزملاء، ويبدأ في تكوين شخصيته وآراءه، ويعرف قدراته القيادية وغيرها، وهنا يختار الأصدقاء الأقرب إلى نفسه وشخصيته وينضم لهم كصديق ويحاول إثبات شخصيته داخل مجموعة أصدقائه.
8- تُعلّم الطفل المشاركة: من خلال الصداقة يتعلم الطفل كيف يشارك أصدقائه في ممتلكاته الخاصة من ألعاب وطعام وغيره، وينمو في نفسه حب العطاء وفعل الخير، وينمو هذا الإحساس مع الطفل حتى يصل إلى المشاركة في الأفكار والمعتقدات والنشاطات، وتمييز الأمور الجيدة من السيئة، وتكون الخطوات الأولى إلى شخصيته المستقلة في المستقبل.
9- الصداقة تجعل الطفل منفتحا: الصداقة تساعد الطفل على معرفة الفئات الأخرى في المجتمع، تلك الفئات المختلفة عنه دينيا واجتماعيا وتربويا وفكريا، وتمييز أسبابها ومصادرها مع تقدمه في العمر، ومعرفة معتقدات الآخرين وأفكارهم ومعرفة طرق التعايش السلمي والودي مع كل أفراد المجتمع المغاير..
10- الخروج للعالم الواسع غير المحدود: الصداقة تفتح للطفل أبواب المعرفة على العالم المختلف عن البيت المحدود المساحة، وتوسع آفاقه نحو ثقافات جديدة ومغايرة لثقافته البسيطة، وتدخله إلى مجالات عديدة تكسبه تجارب حياتية يستفيد منع في المستقبل.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة