الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صحيح مسلم

صحيح مسلم

صحيح مسلم

من هو الإمام مسلم ؟

هو أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري ، ولد بمدينة نيسابور سنة (206 هـ) وتوفى بها سنة (261 هـ). رحل إلى الحجاز ومصر والشام والعراق في طلب الحديث ، وكان أحد أئمة الحديث وحفاظه ، اعترف علماء عصره ومن بعدهم له بالتقدم والإتقان في هذا العلم ، من شيوخه الكبار إسحاق بن راهويه ، وأحمد بن حنبل ، وسعيد بن منصور وغيرهم ، ومن الذين رووا عنه الترمذي وأبو حاتم الرازي وابن خزيمة .

وكان إماماً جليلاً مهاباً ، غيوراً على السنة ذابَّاً عنها ، تتلمذ على البخاري وأفاد منه ولازمه، وهجر من أجله من خالفه ، وكان في غاية الأدب مع إمامه البخاري حتى قال له يوماً : دعني أقبل رجلك يا إمام المحدثين وطبيب الحديث وعلله .

ثناء العلماء عليه :

أثنى أئمة العلم على الإمام مسلم ، وقدمه أبو زرعة وأبو حاتم على أئمة عصره . وقال شيخه محمد بن عبد الوهاب الفراء : كان مسلم من علماء الناس وأوعية العلم ، ما علمته إلا خيراً، وقال مسلمة بن قاسم : ثقة جليل القدر من الأئمة ، وقال النووي: أجمعوا على جلالته وإمامته ، وعلوِّ مرتبته وحذقه في الصنعة وتقدمه فيها .

كتابه الصحيح :

صنَّف الإمام مسلم كتبـًا كثيرة ، وأشهرها صحيحه الذي صنفه في خمس عشرة سنة ، وقد تأسى في تدوينه بالبخاري رحمه الله فلم يضع فيه إلا ما صح عنده ، وقد جمع في صحيحه روايات الحديث الواحد في مكان واحد لإبراز الفوائد الإسنادية في كتابه ، ولذلك فإنه يروي الحديث في أنسب المواضع به ويجمع طرقه وأسانيده في ذلك الموضع، بخلاف البخاري فإنه فرق الروايات في مواضع مختلفة ، فصنيع مسلم يجعل كتابه أسهل تناولاً ، حيث تجد جميع طرق الحديث ومتونه في موضع واحد ، وصنيع البخاري أكثر فقهـًا ؛ لأنه عنيَ ببيان الأحكام ، واستنباط الفوائد والنكات ، مما جعله يذكر كل رواية في الباب الذي يناسبها ، ففرق روايات الحديث ، ويرويه في كل موطن بإسناد جديد أيضا.

وكتاب صحيح مسلم مقسم إلى كتب ، وكل كتاب يقسم إلى أبواب ، وعدد كتبه (54) كتابـًا ، أولها كتاب الإيمان وآخرها كتاب التفسير ، وعدد أحاديثه بدون المكرر نحو (4000) حديث ، وبالمكرر نحو (7275) حديثًا .

من شروح صحيح الإمام مسلم :

(1) المنهاج في شرح الجامع الصحيح للحسين بن الحجاج : وهو شرح للإمام النووي الشافعي المتوفى سنة (676هـ) ، وهو شرح وسط جمع عدة شروح سبقته ، ومن أشهر شروح صحيح مسلم.

(2) المعلم بفوائد كتاب صحيح مسلم : وهو شرح المازري أبي عبد الله محمد بن علي المتوفى سنة (536 هـ) .

(3) إكمال المعلم في شرح صحيح مسلم : وهو شرح للقاضي عياض بن موسى اليحصبي السبتي إمام المغرب المالكي المتوفى سنة (544 هـ).

(4) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم : شرح أبي العباس أحمد بن عمر بن إبراهيم القرطبي المتوفى سنة (611هـ) .

(5) إكمال إكمال المعلم : وهو شرح الأبي المالكي وهو أبو عبد الله محمد بن خليفة من أهل تونس ـ والأبي نسبة إلى " أبة " من قرى تونس ـ المتوفى سنة (728 هـ) ، جمع في شرحه بين المازري وعياض والقرطبي والنووي .

(6) الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج : وهو شرح الإمام جلال الدين السيوطي المتوفى عام (911 هـ).

(7) شرح شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي المتوفى (926 هـ).

(8) شرح الشيخ علي القاري الحنفي نزيل مكة المتوفى سنة (1016 هـ) وشرحه في أربع مجلدات .

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة