الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القرآن الكريم وعلومه في الموسوعات اليهودية

القرآن الكريم وعلومه في الموسوعات اليهودية

القرآن الكريم وعلومه في الموسوعات اليهودية

صدر مؤخراً عن مركز (تفسير للدراسات القرآنية) بالمملكة العربية السعودية كتاب جديد يرد على المطاعن اليهودية حول القرآن الكريم، يحمل عنوان "القرآن الكريم وعلومه في الموسوعات اليهودية: دراسة نقدية" من تأليف أحمد البهنسي الباحث في شؤون الاستشراق اليهودي المعاصر، ومترجم اللغة العبرية بوكالة أنباء الشرق الأوسط.

تناول الكتاب دراسة المقالات المنشورة عن القرآن الكريم في الموسوعات اليهودية، سواء المتخصصة أو العامة، والعبرية أو الانجليزية، والمطبوعة ورقيًّا أو المنشورة الكترونيًّا؛ وذلك بهدف الرد على ما جاء بها من مطاعن وشبهات وفرضيات علمية مغلوطة حول القرآن الكريم وعوالمه المختلفة.

وقد اشتمل الكتاب الذي يقع في (368) صفحة على خمسة فصول: يتناول الأول منها بالتحليل والنقد ما جاء في الموسوعات اليهودية حول جمع وترتيب الآيات القرآنية. أما الفصل الثاني فيتعرض بالنقد لما جاء في الموسوعات اليهودية حول رد قصص القرآن الكريم إلى مصادر يهودية ونصرانية ووثنية. أما الفصل الثالث فينقد ما جاء بالموسوعات اليهودية حول رد عقائد وشرائع القرآن الكريم لمصادر يهودية ونصرانية ووثنية. وخصص المؤلف الفصل الرابع لنقد ما جاء بالموسوعات اليهودية حول رد أصول بعض ألفاظ القرآن الكريم إلى لغات أعجمية غير العربية. أما الفصل الخامس والأخير فينقد رؤية الموسوعات اليهودية الخاطئة لموقف القرآن الكريم من اليهودية والنصرانية.

كما احتوى الكتاب على "ملحق" تضمن النصوص الأصلية للمقالات التي وردت في الموسوعات اليهودية حول القرآن الكريم باللغتين الانجليزية والعبرية وترجمتها إلى اللغة العربية؛ وذلك بهدف اتاحة الفرصة للقارئ للاطلاع على النصوص الكاملة والأصلية لما جاء عن القرآن الكريم في الموسوعات اليهودية.

وقد رصد الكتاب وجود حالة من "التخبط" و"التناقض" فيما طرحته الموسوعات اليهودية المختلفة حول القرآن الكريم، ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما تم طرحه حول "مصدرية" القرآن الكريم؛ اذ لم تتفق الموسوعات اليهودية على تحديد مصدر واحد للقرآن الكريم، بل إنها طرحت فرضيات خاطئة علميًّا، ومردوداً عليها تاريخيًّا ولغويًّا حول أصل القرآن الكريم، وهو ما يشهد بخصوصية المادة القرآنية وتفردها وأصالتها.

توصل الكتاب كذلك إلى اعتماد الموسوعات اليهودية في فرضيتها الخاطئة حول رد القرآن الكريم لمصادر يهودية ونصرانية ووثنية على "التشابه اللفظي-السطحي" بين بعض الآيات القرآنية وبعض النصوص الواردة في العهدين القديم والجديد، وهو ما يثبت ضعف ما تطرحه الموسوعات اليهودية حول القرآن الكريم من الناحيتين العلمية والموضوعية؛ إذ لم تعتمد على أسانيد علمية وموضوعية قوية، بل اعتمدت على مجرد "تشابهات سطحية" في شبهاتها حول القرآن الكريم.

تتمثل أهمية هذا الكتاب في كونه يمثل أحدَ وسائل الدفاع عن الدين الإسلامي الحنيف ومصادره بشكل علمي يتسم بالموضوعية، نظراً لخطورة ما تَهدف إليه هذه المقالات الموسوعية حول القرآن الكريم والإسلام من تشويه صورة الإسلام والمسلمين بغرض تحقيق مصالح دينية وسياسية على حد سواء.

هذا، وقد حصل الكتاب على (إجازة) من الأزهر الشريف بإمكانية تداوله؛ وذلك لاتسامه بالموضوعية والمنهج العلمي الرصين، وخلوه من أية مخالفات لثوابت الشرع والعقيدة والدين الإسلامي.

يُذكر أن لمؤلف الكتاب الكثير من المجهودات العلمية والأكاديمية في مجال الرد على الشبهات والمطاعن اليهودية حول الإسلام ومصادره الأساسية وفي مقدمتها القرآن الكريم، والتي كان من آخرها بحث يحمل عنوان "أزمة فهم القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية الإسرائيلية". شارك به في مؤتمر دولي علمي بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بالجزائر في ديسمبر (2013م).

كما يشار أيضاً إلى أن المؤلف حاصل على درجة الماجستير بامتياز من جامعة القاهرة عام (2012م) حول دراسته النقدية لأحدث ترجمة عبرية لمعاني القرآن الكريم صدرت في إسرائيل. والتي تم تكريمه عليها من قبل الجامعة الآنفة الذكر في عام (2013م).

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة