الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من هو المثقف

من هو المثقف

من هو المثقف

الثقافة سلوك حضاري معرفي ممزوج بفعل إنساني متحضر، والشخص المثقف هو إنسان له دراية واسعه بشتى حقول المعرفة، ومتتبع نهم لكل مايجري من حوله على نطاق معلوماتي واسع وبأمعان بحيث يمكنه التحاور والنقاش مع الاقناع بأعطاء مبررات معرفية منطقية مُستقاة من خزين معلوماته.

المثقف ليس من الضروري أن يكون من حملة الشهادات العليا.. عباس محمود العقاد وجبران خليل جبران ومئات من مشاهير المثقفين لم ينالوا شهادات جامعية، غير أن ثقافتهم كانت ولا زالت تنير لنا.

وهنالك الكثير من الكتاب والروائيين ممن وصلوا إلى الشهرة وهم من حملة الشهادات الجامعية، وفي الواقع هم غير مثقفين، ولا يعرفون حتى كيف يحافظون على مراكزهم ومكانتهم التي أوصلها لهم الناس؛ لأنهم في لحظات معينة يتعرون من الادعاء لنراهم على حقيقتهم المجردة من أبسط صفات الثقافة والتي تتمركز وتتمحور حول عقلية المثقف التي أول ماتتسم به هو ((الانفتاح وعدم التعصب للرأي))، وهذه الصفه أجمع عليها كل من عرَّف ماهية المثقف.

المثقف لايكره، لايحقد، لايحاول الإطاحة بوجهات نظر الآخرين.. فولتير قال، وكان من خيرة مثقفي عصره: (قد أختلف معك بالرأي، ولكنني مستعد أن أدافع حتى الموت عن حقك في أن تقول رأيك).

المثقف لايمتدح نفسه؛ لأنه يعتبر مصداقيته أمرا مفروغا منه، بينما الكثير من مدعي الثقافة لا هم لهم سوى المديح للنفس والتبجيل.

كم من الروائيين والكتاب يتمتعون بهذه المميزات ويتسمون بالحيادية؟. أنا قلما أرى مقالا لا يُهاجم، ولكنني أستغرب جدا حينما يُهاجم من شخص يبتذل مكانته الاجتماعية بالتلفظ بألفاظ غير لائقه وبأسلوب لا يليق به كإنسان معروف.. وخصوصا حينما يختلف معه أحد سياسيا، ومثل هذا السلوك يأخذ بتنمية النفاق، والنفاق ليس من صفات المثقف؛ لأنه ـ من المفروض ـ أبعد ما يكون عن التفاهة ولا تهمه هذه الترهات.

بالمجمل فالمثقف هو من يجبرك على الاستماع إليه، ويأخذك لعوالم حقيقية وليست زائفة؛ فالكثير من الكتاب تجدهم يكتبون شيئا بعيدا تمام البعد عن سلوكياتهم وما يؤمنون به، وعند المحك يظهر زيفه ليصدم به القارىء الذي عشق كتاباته.

والمثقف غير الإنسان المتعلم؛ لأن المتعلم هو الإنسان الذي يخوض بتفاصيل علمية وعملية لجانب من العلوم المعرفية، ويثبت فيها براعته.. ذلك هو المتعلم. ولذلك المدرسة تعلمنا ولكنها لا تثقفنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمياء رشيد

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة