الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مؤتمرات الحديث النبوي الشريف

مؤتمرات الحديث النبوي الشريف

مؤتمرات الحديث النبوي الشريف

مُؤتَمَر: اسم مكان من ائتمرَ، وائتمر القومُ أي تشاوروا، ومنه قوله تعالى: {وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ}، ويعرّف المُؤتَمَر بأنه: مجلسٌ أو مجتمعٌ للتشاور والبحث في أمرٍ ما، ويغلب على الأمور العلميّة أو السياسيّة، والجمع منه: مؤتمرات، وتُعدّ مؤتمرات الحديث النبوي الشريف وعلومه مؤتمراتٍ علمية.

ويتم تنظيم المؤتمرات العلمية والدعوة لها من قِبَل الجامعات أو المؤسسات التعليمية والبحثية، وربّما الوزارات المختصة، وقد تتعاون مؤسسات عدة أو جامعات فيما بينها لتنظيم مؤتمر مّا، ولا يعنينا في هذا المقام الإطالة في هذه الجزئية، بل سنكتفي بالإشارة إلى أهمية المؤتمرات العلمية، لكونها المقصودة معنا هنا، حيث يمكننا القول بأن المؤتمرات العلمية من أنفع ما أبدعته الحضارة المعاصرة، لكونها مجامع ومُلتقيات علميّة، تتلاقح فيها الأفكار والآراء، وتنصهر فيها تجارب العلماء، وتتبلور في ردهاتها أفكارهم العلمية، لتفضي إلى فتحٍ علميّ أو نتاج معرفيّ تستفيد منه الأمة بأسرها، سيّما وأن ازدهار العلوم -بشكل عام- لا يكون إلا من خلال مجتمع علمي يضم مختلف الفئات والتخصصات العلمية.

فخلال المؤتمرات والملتقيات العلمية تتولد علاقات علمية وعملية، وتتكون شبكات علمية ومجموعات بحثية وتبادل للخبرات والمعلومات، وهي فرصةٌ مثاليةٌ ليجد الباحث من يشترك معه في الفكر والقضية، فيجد حلاًّ لإشكالٍ علميٍّ يواجهه، أو تفسيرًا لمعضلة مُشكلة عليه، حيث ثبت أن كثيرًا من حلول المشكلات العلمية تنبثق عبر التفاعل المباشر أثناء المؤتمرات واللقاءات العلمية، ليس فقط من خلال المحاضرات أو الأوراق البحثية التي تقدم للمؤتمر، وإنما أيضًا من خلال لقاءاتٍ غير مخططٍ لها، في المحادثات والنقاشات الجانبية في ردهات المؤتمرات.

وفي المقابل؛ فإن هناك سلبيات عديدة لتلك المؤتمرات، من بينها: سِعَةُ عنوان المؤتَمر، وعدم الإعداد الجيد للبحوث، إضافة إلى المُجاملات العلميَّة التي قد تحدث، أو التوصيات التي قد تبقى حبيسة الأوراق، وغير ذلك من السلبيات التي لا نريد التوقف عندها كثيرًا.

ولا شك أن السنة النبوية المطهرة وعلومها كان لها نصيب وافر من تلك المؤتمرات والملتقيات العلمية في أماكن مختلفة من بقاع الأرض؛ ولذا فإننا سوف نُسلّط الضوء في هذا المحور على المؤتمرات العلمية التي انعقدت خصيصا للبحث والتشاور في أي فرعٍ من فروع الحديث النبوي الشريف وعلومه، ليكون ذلك إسهامًا منّا في الاستفادة من الجهود العلمية والأوراق البحثية والقرارات والتوصيات التي تنبثق عن مثل هذه المؤتمرات، واللهَ نسأل أن يكتب بها النفع والفائدة.

وبالله التوفيق.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة