الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإلحاد الثقافي...!

الإلحاد الثقافي...!

الإلحاد الثقافي...!

رائعة هي الثقافة، والتي تحلّق بك في مدارج الإبداع، وتستنشق بها رياحين الفكرة، وأزاهير الكلمة، فتضوع ثمراتها، وتفوح مباسمها في أجواء من الحُسن والفضيلة والمراعاة،،،! تضبط اللسان وتصون الفكر، وتعظّم الشرعيات،،،،! ولا تصيّر القلم عبدا للهوى، ومدفوعا من الشيطان، يمنّيه ويعده، ويلقنه الفردانية والانفلات عن الإحاطة الكونية، والمحاسبة الإلهية،،،(( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) سورة ق .
وإلا ما قيمة الإيمان حينئذ، والانضباط الخلقي والشرعي والفكري،،،،؟! فالدين له ثوابت وحِمى، من تجاوزها فقد عصى الله ورسوله،،،! ولا يمكن أن يصح الإبداع الثقافي من بوابة الإلحاد والكفر ،،،؟!
فإن تم ذلك فهو ميل وانحراف من شأنه ، جر صاحبه لهوة الكفر والضلال،،! فإن انحرف فكريا، وتبنى مسلكا إلحاديا عقائديا قال لم أكتب كتابا،،،، إنما هي رواية أو قصة أو قصيدة متخيلة، حط بي بحر الإبداع فيها،،،، والإبداع لا حدود له، فيقتحم المسلّمات، ويهتك الأستار، ويسترخص الموبقات،،، دونما رادع من دين أو خلق أو حياء،،،.!

والحجة الثقافية البلاغية : أن ذلك إبداع ورمز، وتفنن وإيحاء، ولم أقصد الكفر، أو أرتدي الضلال، أو أنادي بالانحراف....!
إنكم متحاملون،،، متجنون،،، مأزومون،،، تكفرون عبَاد الله،،،!!
وكان هذا مخرج الطوارئ لكثير من المثقفين والمتفننين...

وماذا بعد...؟!
- زادت الفظائع، وانكسرت الحدود.
- أغروا آخرين بالولوج والتجربة .
- هان الإسلام وعقائده في نفوسهم .
- شرعنوا طريقا أدبيا وثقافيا تعيسا .
وهو ما نسميه هنا ( الإلحاد الثقافي )

(ظاهرة تأليفية فنية لا تقيم للدين ولا الأخلاق جسورا، وتتسلق على حساب القيم والمسلّمات الشرعية والاجتماعية) .
تحت ذريعة أن الفن خادم للفن، وأن مهمة الأديب نحت مظاهر الجمال من الطبيعة والحياة، وصناعة الأخيلة الباهرة، والصور الفنية الرائقة، التي تورث الراحة والمتعة والسعادة ، دون قيود أخلاقية أو دينية ...! ولا ارتياب أن تلك مقدمة لما سمي هنا بالإلحاد الثقافي، لأنه دعوى صريحة للزيغ والانحراف، وتبديل المفاهيم والأفكار ، وتسمى نظرية الفن للفن بـ(البرناسية)، نسبة إلى جبل (البرناس) اليوناني، الذي تشير الأسطورة إلى أنه جبل تقطنه آلهة الشعر، ومن ثم أخذت التسمية الصبغة الأدبية..!
والسؤال هنا : ما الدوافع الحاملة على ذلك، ولماذا يختار المثقف والأديب التورط في هذا المأزق الفكري والثقافي ..؟!

والجواب يتضح في النقاط التالية :
١- انعدام المنظومة الأخلاقية : دينا وفكرا وسلوكا، بسبب ضعف الاطلاع أو الزهد المعرفي الإسلامي .

٢- اعتقاد السعة مع الإبداع : أي أن الحرية المطلقة بوابة وضمان لإبداع فني عال، فيدرب نفسه على التمرد، ويلج حدائق الانحلال بزعمه، وأنها المستودع الحقيقي لفك منائر المعرفة، والتأثير الأدبي المحلق

٣- التأثر بالمدارس الأدبية الغربية، ومطالعة مخرجاتها الثقافية المترجمة .

٤- الاغترار بدعاوى الليبرالية: المنفتحة على كل المناهج الفكرية بلا قيد ولا حجاب .

٥- اعتقاد أن التدين الشرعي: لا يمكن المثقف من كتابة الفكر الجميل، والقصيدة المؤثرة، أو الرواية المستلبة لأفئدة القرّاء .

٦- إدمان الدراما الغربية: وخدينتها من الأعمال الفنية العربية، والتي بلا هوية ولا قيم ولا أساس .. إلا محاكاة الآخرين ضلالا وعبثا وانحرافا.

٧- تفسير الثقافة بأنها تمرد: على الدين والقيم، وهو منتج غربي، غزانا عبر الاحتكاك بإصداراتهم وقنواتهم الثقافية .

٨- اعتقاد أن الفرار من الواقع المرير، بالتعابير المجافية فكرا ومعنى ولفظا، لتحقيق شيء من الذاتية والاستقلال، وهو ضلال محض، وتزيين شيطاني ماكر .

٩- التوسع العقلاني : غير المنضبط، بحيث يُلغى النص الشرعي ويغيّب، ويبيت العقل البشري سيد الموقف والقرار والوجهة، إلى أن يفضي ذلك للدرك والانحطاط الفكري والشهواني ، وتصدق مقولة بعضهم بأن التخيل الطاغي مغر بالإلحاد، والله المستعان .

والعجيب المضحك هنا: أن بعض هؤلاء المثقفين، يسطرون روايات وأشعارا طافحة بالضلال والكفريات، ثم يزعمون بقاءهم في الإسلام،،،! وكأنهم ليسوا مؤاخذين بهذا الكلام، وقد قال تعالى: (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ))سورة ق . والله الموفق، والسلام ....

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة