الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المؤتمر الدّولي: مهارات خدمة السُّنّة النّبويّة

المؤتمر الدّولي: مهارات خدمة السُّنّة النّبويّة

المؤتمر الدّولي: مهارات خدمة السُّنّة النّبويّة

نظّمت كليّة الشّريعة بجامعة الزّرقاء بالتّعاون مع جمعيّة الحديث الشّريف وإحياء التّراث الأردنيّة، المؤتمر العلميّ الدولي: "مهارات خدمة السّنّة النّبويّة"، وذلك في رحاب جامعة الزّرقاء بمحافظة الزّرقاء بالمملكة الأردنيّة الهاشميّة في الفترة: (13-14 من شعبان 1438هـ - الموافق 10-11 /5/ 2017م).

فكرة المؤتمر:

كان السّبب الباعث على تنظيم هذا المؤتمر هو التّحديات الكبيرة والمتنوّعة الّتي تواجه السّنّة النّبويّة، خاصّة في طريقة عرضها ونشرها والتّعريف بها، ومع التّطور التّقني المعاصر، وثورة المعلومات، صار واجبًا على المشتغلين بالسّنّة النّبويّة الإفادة من هذا التّطور في خدمة السّنّة، وأصبح من الضّروري تجديد طريقة عرضها وتقديمها للنّاس.

إنّ وسائل الاتّصال الحديثة تحوي العديد من صور تشويه السّنّة والتّعدّي عليها باستخدام تقنيات الإقناع وفنونه، لذلك كان لا بدّ من الإفادة من هذه الأدوات في تعزيز قبول العلم، وتوظيف ما استُجدّ في العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة والتقنيّة في مختلف المجالات، في خدمة السّنّة النّبويّة.

وقد ناقش المؤتمر العلميّ - الذي استمرّ يومين- عددًا من المحاور المهمَّة؛ وهي: مهارات توظيف (استراتيجيّات) الإقناع وفنونه في خدمة السّنّة النّبويّة، ومهارات توظيف التّقنيات الحديثة ووسائل الاتّصال في خدمة السّنّة النّبويّة، ومهارات تصميم الكتاب التّدريسيّ الخاصّ بالسّنّة النّبويّة وطرق عرضها، ومهارات التّفكير وإعمال العقل في خدمة السّنّة وتوجيهها، بالإضافة إلى نماذج تطبيقيّة تقنيّة في خدمة السّنّة النّبويّة.

المشاركون في المؤتمر:

شارك في المؤتمر أكثر من ثلاثين عالمًا وباحثًا في السّنّة النّبويّة المُطهّرة وعلومها، من المملكة الأردنيّة الهاشميّة، وجمهوريّة مصر العربيّة، والمملكة العربيّة السّعوديّة، ودولة الإمارات العربيّة المتّحدة، ودولة قطر، والمملكة المغربيّة، وجمهوريّة العراق، وجمهوريّة الجزائر الديمقراطيّة، وجمهوريّة السّودان، وقد وزّعت الأبحاث على خمس جلسات، ونوقشت جميع الأوراق المُقدّمة للمؤتمر مناقشة علميّة هادفة.

أهداف المؤتمر:

كان هدف منظّمي المؤتمر تحقيق الأهداف التّالية:

1- تنمية مهارات المُشتغلين بخدمة السّنّة النّبويّة وعلومها.
2- الإفادة من وسائل الاتّصال والتّقنيات الحديثة، وتوظيفها في خدمة السّنّة النّبويّة.
3- بيان أهمّ اﻷساليب والمهارات التّدريسيّة الحديثة في تعلّم وتعليم السّنّة النّبويّة وعلومها.
4- تحقيق التّعاون بين الجهات الشّرعيّة والإعلاميّة والتّقنيّة، في خدمة السّنّة النّبويّة.
5- رفد المؤسّسات التّعليميّة والثّقافيّة والدّعويّة والإعلاميّة بمهاراتٍ تخدم السّنّة النّبويّة.
6- تقريب السّنّة النّبويّة وعلومها إلى شرائح المُجتمع المُختلفة.
7- تنمية مهارات التّفكير وإعمال العقل في فهم الأحاديث النّبويّة وتوجيه معانيها.
8- تنمية مهارات الرَّدِّ على الشّبهات الّتي ينفذ منها المشكّكون والطّاعنون في الأحاديث النّبويّة وحجّيّتها.

محاور المؤتمر:

دارت أبحاث المؤتمر حول خمسة محاور، جاءت مواضيعها وفق التّالي:

المحور الأوّل: مهارات توظيف استراتيجيّات الإقناع وفنونه في خدمة السّنّة النّبويّة: يتّجه هذا المحور إلى تقديم رؤى وأفكار متميّزة في توظيف (استراتيجيّات) الإقناع وفنونه المتنوّعة، وإكساب القائمين عليها المعرفةَ بتلك المهارات وإتقانها، في مجال خدمة السّنّة النّبويّة في جوانبها المختلفة، ومن ذلك: حُجيّة السّنّة وإثباتها، ودلالات الأحاديث، والتّرغيب بها والدّعوة إليها، والدّفاع عنها، وردّ الشّبهات المُثارة حولها.

المحور الثّاني: مهارات توظيف التّقنيات الحديثة ووسائل الاتّصال في خدمة السّنّة النّبويّة: ويُعنى هذا المحور بتقديم رؤى وأفكار إبداعيّة في خدمة السّنّة النّبويّة، وذلك في المجالات الآتية:
- التّقنيات والبرامج الحاسوبيّة وتوظيفها في خدمة السّنّة النّبويّة وعلومها؛ ومن ذلك: (برامج تخريج الحديث الشّريف، وعلم الرّجال، وغيرها).
- وسائل الاتّصال التّقليديّة والحديثة، وتوظيفها في خدمة السّنّة، ومن ذلك: الإذاعة، والتلفزيون، ومواقع الإنترنت، و(الدّراما،) و(الأنيميشين)، و(الجرافيكس)، وغيرها.
- وسائل التّواصل الاجتماعي وتوظيفـها في خدمة السّنّة، ومن ذلك: (تويتر، فيس بوك، واتس آب، إنستغرام، ...وغيرها).

المحور الثّالث: مهارات تصميم الكتاب التّدريسيّ الخاصّ بالسّنّة النّبويّة وطرق عرضها:
- العلاقة بين الكتاب والمنهاج الخاصّ بالسّنّة النّبويّة في مراحل التّعليم.
- تنظيم المادّة العلميّة في صور وخرائط مفاهيميّة.
- ربط المادّة العلميّة بالحياة العمليّة.
- معايير النّشاطات المرتبطة بالمحتوى والتّقويم الشّامل.
- معايير الإخراج الفنّي للكتاب (التّصميم الدّاخلي والخارجي) والطّباعة، والغلاف.

المحور الرّابع: مهارات التّفكير وإعمال العقل في خدمة السّنّة وتوجيهها:
- مهارة فهم الحديث وتوجيهه.
- مهارات شرح الحديث وتحليله.
- المهارات الخاصّة بمُشكل الحديث، والجرح والتعديل، والعلل، والتخريج، والحكم على الحديث.

المحور الخامس: نماذج تطبيقيّة تقنيّة في خدمة السّنّة النّبويّة: يتعلّق هذا المحور بأصحاب المشروعات التّطبيقيّة الخادمة للسّنّة النّبويّة أفرادًا ومؤسّسات، على النّحو الآتي:
- عرض نماذج لمشروعات سابقة.
- تقديم نماذج تقنيّة مقترحة.

عناوين الأبحاث المقدّمة للمؤتمر:

* في الجلسة الأولى التي ترأسها الشّريف أ.د حاتم العوني، قُدّمت ستّة أبحاث، هي:

- مشروع مقترح لمدرسة معاصرة في الحديث الموضوعي: د. خالد الشّرمان.
- مهارات فهم السّنّة النّبويّة: د. كريمة السّوداني.
- (استراتيجيات) تسويق السّنّة الإقناعي في مواجهة ثلاثيّة: الجهل والتّطرّف والكيد: أ.د عامر مصباح ود. صوريّة ساوشي.
- المهارات العقليّة في دراسة الحديث المُعلّ: د. فرحان العنزي.
- العلاقة بين الكتاب والمنهاج الخاصّ بالسّنّة النّبويّة في مراحل التّعليم: د. بن صربن عبد السّلام.
- المهارات المنهجيّة في تحليل الحديث: د. منتهى أبو عين.

* في الجلسة الثّانية التي ترأسها أ.د حمزة المليباري، قُدّمت ستّة أبحاث، هي:

- عشرون عامًا في خدمة السّنّة النّبويّة على الإنترنت (أنموذج موقع إسلام ويب): د. أحمد جمال عبد النّاصر جمعة.
- مجالات توظيف التّقنية الحديثة ومهارتها في خدمة علوم السّنّة النّبويّة: د. سامي الخيّاط.
- فعالية توظيف (الأنميشن) في خدمة السّنّة النّبويّة: د. آمال بن سمشة.
- دور التّلفزيون الأردنيّ في نشر السّنّة النّبويّة من وجهة نظر كلّية الشّريعة بالجامعة الأردنيّة: د. عثمان الطّاهات ود. هاني البدري.
- نماذج تطبيقيّة تقنية في خدمة السّنّة النّبوية (شبكة السّنة النبويّة وعلومها أنموذجًا): د. محمّد بن عدنان السّمّان وأ. إبراهيم بن عبد الله الصّبي.
- التّخريج الإلكتروني ومعرفة المتواتر: د. محمد البريكي.

* في الجلسة الثّالثة الّتي ترأسها مُفتي المملكة الأردنيّة الهاشميّة سماحة الدّكتور محمد الخلايلة، قُدّمت ستّة أبحاث، هي:
- الحديث الموضوعي التّحليليّ (نموذج مقترح لشرح الحديث الشّريف): أ.د علي عجين.
- مهارات التّفكير النَّاقد وتطبيقاتها في السّنّة النّبويّة: د. نسيبة الصّوا.
- القيم الحضاريّة في الخطاب النّبويّ: د. حامد الله الخلايلة.
- المُناظرة ودورها في خدمة السّنّة النّبويّة: د. أمين غمّاز.
- مهارة الشّرح التّحليلي للحديث الشّريف: د. محمّد سعيد بكر.
- المهارات الفكريّة والنّفسيّة الصّحيحة في إعادة إحياء السّنّة النّبويّة في العالم الإسلامي: د. سميرة بيطام.

* في الجلسة الرّابعة التي ترأسها أ.د محمّد عيد الصّاحب، قُدّمت خمسة أبحاث، هي:
- واقعيّة البرامج الحواريّة الدّينيّة وعلاقتها في خدمة السّنّة النّبويّة وعلومها (دراسة ميدانية على المشاهد العربي وفق منظور "الاستخدامات والتّأثيرات"): د. علاء الدّين خليفة.
- شبكة مفاهيمية منهجيّة لمتن صحيح البخاري: د. صفا الكيلاني.
- (سيكولوجيّة) الطّمع في ضوء حديث: (تعس عبد الدّينار..): أ. حسن فيحان.
- السّنّة النّبويّة ومهارة تحقيق الأهداف السّلوكيّة التّربويّة في التّعليم: د. علي الشّيخ.
- المبادئ التّربويّة الإبداعيّة من منظور السّنّة النّبويّة: د. محمّد الدّهيسات.

* في الجلسة الخامسة التي ترأسها د. عبد الرّحيم الشّريف، قُدّمت ستّة أبحاث، هي:
- قصّة موت عمّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم (دراسة حديثيّة تحليلية): د. منال العجلان.
- استخدام وسائل التّواصل الاجتماعي في خدمة السّنّة النّبويّة: د. أبكر عبد البنات إبراهيم.
- مهارات توظيف التّقنيات الحديثة ووسائل الاتّصال في خدمة السّنّة النّبويّة: د. رحمة الله حبوب.
- توظيف تقنيات إنتاج برامج التّلفزيون في خدمة السّنّة النّبويّة: د. هنيدة قنديل.
- آليّات تفعيل الأهداف الوجدانيّة في تدريس التّربية الإسلاميّة (السّنّة النّبويّة أنموذجًا): د. ندى فيصل.
- مهارات شرح الحديث النّبوي وتحليله: د. محمّد أسود.

التّوصيات

كُوّنت لجنة لصياغة التّوصيات الّتي اقترحها السّادة العلماء والباحثون، ثمّ تُليت هذه التّوصيات على المشاركين، ونالت رضاهم وموافقتهم، وكانت هذه التّوصيات على النّحو الآتي:

1- ضرورة توحيد الجهود المبذولة في خدمة الحديث النّبويّ الشّريف والاستفادة منها في نشر السّنّة النّبويّة بالوجه الذي يليق بها، ويتناسب مع مكانتها وأهمّيتها.
2- نشر الثّقافة الرّقميّة في أوساط المؤسسات التّعليميّة والمراكز البحثيّة والعلميّة، لاسيّما الّتي تُعنى بنشر السّنّة النّبويّة المطهّرة، والانتصار لها والجواب عن الشّبهات والرَّدّ عليها.
3- إنشاء مجمع علميّ عالميّ يهتمّ بخدمة السّنّة النّبويّة وعلومها وتطبيقاتها المعاصرة، على غرار المجامع الفقهيّة.
4- العمل على إلزام الشّركات المنتجة للبرمجيّات بعرض إصداراتها في مجال السّنّة النّبويّة المطهّرة، على الهيئات الرّسميّة المعتمدة في قضايا الحديث النّبويّ والسّيرة النّبويّة المطهّرة، لاعتمادها وتقويمها.
5- الدّعوة إلى التّعاون الوثيق بين المشتغلين بالسّنّة النّبويّة المطهّرة والمختصّين بالبرمجيّات، من أجل إظهار البرمجيّات بصورة متقنة علميًّا وتقنيًّا، وإخراجها بصورة رصينة متينة ومشرقة، ضمانًا لعدم التّكرار وهدر الجهود.
6- ضرورة إيجاد برامج تدريبيّة لطلّاب العلم النّاشئين في برامج التّعليم العام والعالي، بغرس محبّة السّنّة النّبويّة من خلال البرامج الرّقميّة المتعلّقة بالسّنّة النّبويّة بصورة متوازنة مع المصادر المطبوعة والمخطوطات.
7- توجيه الأفراد والمؤسسات للعمل على إغناء المكتبة الحديثيّة بنماذج مشروحة، طبقًا للمهارات المنهجيّة والإبداعيّة التي ينبغي أن يتحلّى بها الشّارح، ومقدِّمُه إلى النّاس.
8- العناية بتصميم كتاب منهجيّ تدريسيّ يُراعى فيه أفضل أساليب التّدريس الإثرائيّ، والتّفكير الناقد، ومعايير التّصميم الدّاخلي والخارجي للكتاب.
9- العمل على تدريب الطّلبة في إعمال العقل المحكوم بالضّوابط الشرعيّة، في فهم السّنّة والعناية بمُشكل الحديث وعلله والحكم عليه، والدّعوة إلى تنمية مهارات التّفكير النّاقد في السّنّة النّبويّة وعلومها.

والله الموفّق.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة