الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النظرية البريطانية في الإعلام

  • الكاتب:
  • التصنيف:الإعلام

النظرية البريطانية في الإعلام

النظرية البريطانية في الإعلام

في عالم الصراع، لا بد من وجود منتصر ومنهزم، وإن كان الإعلام يأخذ طابع الصراع بشكله المنمق الرتيب، إلاّ أنه صراع حقيقي لا بد من فهمه كما هو.

وفي الصراع.. وبعد أن تنشب الحرب أظفارها، فإن الخصم لا يكتفي بانهزام خصمه وضعفه أمامه، لما في ذلك من دلالة على قدرته على العودة مرة أخرى، فما يجري على الأرض يثبت أن المنتصر يلاحق المهزوم حتى آخر رمق، حتى لو استطاع الإجهاز عليه فإنه لن يتوانى.

وفي الإعلام، عندما تكون قوياًّ مرتكزاً على قاعدة فكرية قوية، ودلالات مباشرة واضحة لا يقوى خصمك على مواجهتك بها، فإن من واجبك أن تعمل بنظرية البريطانيين في الحرب.

تقوم هذه النظرية على أن أمام القوي خيارين:

الأول: أن تلقي بخصمك في مستنقع معزول، فيترك لك اليابسة، ويقع هو في موقع محصور مليء بما يسوؤه من موجودات المستنقعات.

الثاني: وهو الأمر الذي يدل على جدارتك بالانتصار، هو أن تقوم بعد ذلك بتجفيف هذا المستنقع، وعدم ترك خصمك حتى في موقعه المحاصر الضيق المقيت.

تجفيف المستنقعات يعني بدء سحب المياه منها تدريجياًّ، فتبدأ أطراف المستنقع بالتراجع، وشيئاً فشيئاً، تجد أن عمق المستنقع وأسفل منطقة فيه بدأت تجمع الموجودات الحية فيه بعد فرارها من جفاف الأطراف.

وشيئاً فشيئاً، ستبدأ موجودات المستنقع بالظهور، وسيتعرى الموجود فيها للشمس، وسيكون صيداً سهلاً لكل من يرغب باقتناصه.

هذه النظرية التي استخدمتها بريطانيا في الحرب في فيتنام بأكثر من وسيلة وأسلوب جعلتها تخرج من الحرب منتصرة في الوقت الذي كسرت فيه شوكة دول أقوى منها مادياًّ وبشرياًّ وعسكرياًّ.

ونقطة القوة في هذه النظرية أن خصمك في النزال الإعلامي بعد تلقيه سلسلة من الضربات المؤلمة سيبقى محاصراً يضيق عليها الخناق لحظة بعد لحظة، حتى يجد نفسه أمام حقيقة واضحة لا بد منها وهي الإقرار الصريح بنصرك عليه، وعندها تكون قد كسبت نقاطاً:

1. الانتصار في جولة إعلامية، وبقوة وفاعلية.

2. إظهار خصمك بمظهر الضعيف المنكسر أمام الجمهور المتابع.

3. الكسب النفسي، بحيث سيبقى خصمك يحسب ألف حساب مستقبلي للقائك.

ملحوظة:
لا شك أن مثل هذه النظريات تستخدمها الجهات والدول التي لا تعرف معاني العدل والصدق والإنصاف، وإنما هي صاحبة القاعدة المشهورة "الغاية تبرر الوسيلة"، فلا يعرفون مبادئ ولا أخلاق ولا دين، فلا دين لديهم يردع، ولا أخلاق تمنع.. وأما عند أهل الإسلام فإن الغايات لا تبرر الوسائل، وإنما كما أن الغاية لابد أن تكون مشروعة فكذلك الوسائل أيضا. {ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة