الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المتشابه اللفظي في القرآن بين القدامى والمحدثين: الغرناطي والسامرائي دراسة مقارنة

المتشابه اللفظي في القرآن بين القدامى والمحدثين: الغرناطي والسامرائي دراسة مقارنة

المتشابه اللفظي في القرآن بين القدامى والمحدثين: الغرناطي والسامرائي دراسة مقارنة

لا زال القرآن الكريم -وسيبقى- شغل الشاغلين والدارسين، وقبلة الباحثين عن الحق والمنصفين. ضمن هذا الإطار نوقشت رسالة علمية بعنوان: توجيه المتشابه اللفظي في القرآن بين القدامى والمحدثين: الغرناطي والسامرائي: دراسة مقارنة، من عمل الباحث: محمد رجائي أحمد الجبالي، وهو عمل قُدم لنيل درجة الدكتوراه في قسم القرآن والحديث بكلية الدراسات الإسلامية، جامعة ملايا في كوالالمبور العاصمة الماليزية، وجرت مناقشة هذه الرسالة سنة (2012م).

موضوع الدراسة

تناول موضوع الرسالة دراسة موجزة لخمسة من علماء المتشابه اللفظي القدامى، وهم: الإسكافي، والكرماني، والغرناطي، وابن جماعة، والأنصاري. وقد تناولت الدراسة التعريف بهؤلاء الأعلام، وبينت دورهم في التأسيس لعلم توجيه المتشابه اللفظي في القرآن الكريم، والكتب التي صنفوها في علم توجيه المتشابه اللفظي.

كما قدم الباحث دراسة وافية موجزة لخمسة من علماء المتشابه اللفظي المحدثين، وهم: عبد العظيم إبراهيم المطعني، وعبد المجيد ياسين المجيد، ومحمد بن علي الصامل، ومحمد القاضي، والسامرائي. وقد تناولت الدراسة التعريف بهؤلاء العلماء، والتعريف بمؤلفاتهم في هذا الباب، ومدى تأثرهم بالعلماء القدامى، والإضافات التي أضافوها لهذا العلم، ثم الموازنة بين كل من القدامى والمحدثين من حيث المنهج والخصائص.

وقد اختار الباحث نموذجاً للموازنة العملية بين القدامى والمحدثين؛ فاختار أهم شخصيتين من كل عصر، فكان الغرناطي أنموذجاً للمتقدمين، والسامرائي أنموذجاً للمحدثين. قدَّم الباحث دراسة وافية حول هاتين الشخصيتين، وتوسع بدراستهما أكثر من باقي شخصيات الدراسة من العصرين، ثم قام بالموازنة العملية بين كل من الغرناطي والسامرائي من خلال بحث ودراسة ثلاث وأربعين مسألة، اشترك كل منهما في توجيهها.

مضمون الدراسة

قسم الباحث دراسته إلى جزأين:

تضمن الجزء الأول بابين:

جاء الباب الأول تحت عنوان: مدخل إلى علم المتشابه اللفظي: التعريف، النشأة، التطور. بحث تحت هذا الباب فصلين:

الأول: توجيه المتشابه اللفظي معجميًّا، واصطلاحيًّا، وبلاغيًّا.

الثاني: نشأة علم المتشابه اللفظي، وتطوره، وأنواعه.

أما الباب الثاني فجاء تحت عنوان: القدامى والمحدثون: المنهج، والتأصيل لعلم المتشابه اللفظي في القرآن الكريم. بحث تحت هذا الباب فصلين:

الأول: مناهج القدامى في تناول المتشابه اللفظي وتأصيليهم له. بحث تحت هذا الفصل مناهج كلٍّ من: الإسكافي من خلال كتابه "درة التنزيل وغرة التأويل"، والكرماني من خلال كتابه "البرهان في توجيه متشابه القرآن"، والغرناطي من خلال كتابه "ملاك التأويل القاطع بذوي الإلحاد والتعطيل في توجيه المتشابه اللفظ من آي التنزيل"، وابن جماعة من خلال كتابه " كشف المعاني في المتشابه من المثاني"، والأنصاري من خلال كتابه "فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن".

الثاني: المحدثون تجديد وإثراء. بحث تحت هذا الفصل مناهج كلٍّ من: عبد العظيم إبراهيم المطعني من خلال كتابه "خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية"، وعبد المجيد ياسين المجيد من خلال كتابه "المبنى والمعنى في الآيات المتشابهات في القرآن الكريم"، ومحمد بن علي الصامل من خلال كتابه "من بلاغة المتشابه اللفظي في القرآن الكريم"، ومحمد القاضي من خلال كتابه "المتشابه اللفظي في القرآن رؤية في التفسير من خلال اللغة والسياق".

وتضمن الجزء الثاني بابين:

جاء الباب الأول تحت عنوان: الغرناطي والسامرائي وآثارهما في المتشابه اللفظي. بحث تحت الباب فصلين:

الأول: الغرناطي وملاك التأويل. ضمنه أربعة مباحث.

الثاني: السامرائي ومؤلفاته ومنهجه في المتشابه اللفظي. ضمنه خمسة مباحث، من ضمنها مبحث بعنوان: القواعد السامرائية.

الباب الثاني جاء تحت عنوان: بين الغرناطي والسامرائي. بحث تحت هذا العنوان ثلاثة فصول:

الأول: التشابه والاختلاف في بنية اللفظ ونوعه.

الثاني: التشابه والاختلاف في ترتيب الألفاظ.

الثالث: التشابه والاختلاف في الذكر وعدمه والإبدال والفواصل.

ثم جاءت خاتمة الكتاب لتشمل أهم النتائج التي خرج بها الباحث، مشفوعة ببعض التوصيات. وقد صنع الباحث في خاتمة بحثه بعض الفهارس التي تسهل الرجوع للكتاب، ففَهْرَس لمصادر بحثه ومراجعه، وفَهْرَس للآيات المتشابهة التي تمت دراستها في بحثه، وفَهْرَس للآيات المتشابه التي كانت مجالاً للمقارنة بين الغرناطي والسامرائي، وفَهْرَس للمصطلحات العلمية الواردة في بحثه، وأخيراً فَهْرَس للأعلام الذين ذكرهم في متن بحثه.

نتائج الدراسة

أما عن النتائج التي خرج بها الباحث من دراسته فجاءت وفق التالي:

- علم توجيه المتشابه اللفظي في القرآن -رغم طول عمره- ما زال في مراحله الأولى بعدُ؛ إذ أن مصنفاته ما زالت قليلة محدودة.

- المتشابه اللفظي في القرآن بعضه من (المتشابه) بالمعنى الأصولي الذي هو ضد (المحكم)، خاصة الآيات التي تكررت دونما تغير في لفظها.

- لا بد لمن يخوض في علم المتشابه اللفظي من حس خاص، ونظرة خاصة، وقبل هذا وذاك موهبة في هذا العلم؛ فإن الموهبة أساس كل علم وفن وصنعة.

- اعتماد متأخري علماء توجيه المتشابه اللفظي في القرآن على المتقدمين منهم.

- إضافات المحدثين لبناء علم توجيه المتشابه اللفظي ما زالت قليلة محدودة.

- علم المتشابه اللفظي في القرآن يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعلم الإعجاز في القرآن؛ إذ أن الآيات المتشابهات لفظاً أحد دلائل الإعجاز في القرآن؛ لما تحوي من أسرار جليلة، تلك الأسرار لا تتأتى إلا لخاصة الخاصة من الباحثين الدارسين والمتأملين في كتاب الله.

- لا يمكن لأحد أن يدعي أنه قال القول الفصل في توجيه آية ما، خاصة آيات المتشابه اللفظي؛ إذ أن القرآن كتاب جديد متجدد، ما زال الكثير من أسراره لم تكشف بعدُ، بدليل ما يتكشف لنا كل يوم من هذا الكتاب.

- التفسير العلمي للقرآن له دور فعال في تأويل وتوجيه الكثير من آيات القرآن عامة، وآيات المتشابه اللفظي خاصة.

- السياق واللغة والبلاغة والنحو هي أهم الأسس التي يقوم عليها علم توجيه المتشابه اللفظي في القرآن الكريم.

مزايا الدراسة

لا شك أن هذه الدراسة العلمية جاءت دراسة جديدة في بابها، وجادة في معالجتها لموضوعها؛ حيث بذل الباحث جهداً مشكوراً لكشف علم المتشابه اللفظي في القرآن الكريم، متناولاً لأهم الرجال الذين أسسوا لهذا العلم، وطوروه من المتقدمين ومن المحدثين. ويمكن أن نذكر من مزايا هذا البحث ما يلي:

- رصد تاريخي لأهم مؤلفات علم المتشابه اللفظي في القرآن من المتقدمين والمحدثين.

- رصد أهم التطورات التي طرأت على علم المتشابه اللفظي في القرآن.

- عرض مناهج المؤلفين في هذا العلم، وتحليلها، ونقدها، وتقويمها.

- الموازنة بين أهم عملين في علم المتشابه اللفظي في القرآن.

- كان الباحث أميناً في نقله من المصادر التي اعتمدها في بحثه.

- لم يكن الباحث مجرد ناقل لمقولات أهل العلم في هذا الباب ومستعرض لها، بل كان ناقداً، ومناقشاً، ومخالفاً أحياناً لمن سبقه.

- لم يقتصر الباحث في بحثه على المصادر والمراجع المكتوبة، بل اعتمد أيضاً في جمع مادته، وتحليلها، وتحريرها على عدد غير قليل من مواقع الشبكة العالمية المعتبرة (الإنترنيت). كما أنه قام بلقاء شخصي مباشر مع شخصية معاصرة، شكلت مادة أساساً لبحثه، وهو فضيلة الأستاذ محمد فاضل السامرائي.

أخيراً: جاءت هذه الدراسة في جزأين، بلغ مجموع صفحتهما (486) صفحة. وكانت لجنة المناقشة قد أوصت بطباعة البحث، بعد إجراء بعض التعديلات عليه.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة