المركز الإعلامي > دعوة وإعلام > الإعلام , 218506','event_category':'ART_AR - دعوة وإعلام '});" itemscope itemtype="http://schema.org/WebPage" >
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية الإعلام للعمل الإسلامي

  • الكاتب:
  • التصنيف:الإعلام

أهمية الإعلام للعمل الإسلامي

أهمية الإعلام للعمل الإسلامي

على الرغم من تزايد الاهتمام بالإعلام عالمياً على كافة المستويات وفي مختلف المجالات، إلا أنَّا نلمس قصوراً إعلامياً من قِبل بعض مؤسسات وهيئات العمل الإسلامي، ولا نقصد هنا المؤسسات الإسلامية المتخصصة في مجال الإعلام إنما نقصد القصور الإعلامي للمؤسسات العاملة في المجالات التنموية والتوعوية والخيرية ونحوها من المجالات الأخرى.

ولا يعني ذلك القصور عدمَ إدراكهم لضرورة الإعلام وأهميته؛ فعلى العكس من ذلك الإعلام حاضر في الذهن ومستوعَب في الفكر عند قيادة تلك المؤسسات، غير أن حضور الفكرة في الذهن وغيابها في السلوك والممارسة مشكلة عبَّر عنها مالك بن نبي بقوله: "غياب المنطق العملي"؛ ففي السنوات العشر الماضية ومن خلال احتكاكي ببعض المؤسسات الإسلامية شاهدت وبشكل واضح أن الإعلام يعاني من ضعف حاد لدى تلك المؤسسات سواء من حيث التخطيط أو الممارسة أو الأثر.

وإنه لمن المؤسف أن نرى تياراً إسلامياً له حضور ووجود في كافة المدن وأتباع في طول البلاد وعرضها، وليس لديه مركز دراسات أو مركز تدريب إعلامي رسمي معتمد، يعمل على التوجيه العام للتيار أو للمجموعات الإسلامية المتجانسة من حيث الحركةُ والمنهجُ.

وحتى يكون هناك إنصاف فإن ما ذكرناه وسنذكره لا يعبر بالضرورة عن الواقع الإعلامي للعمل الإسلامي بجميع فئاته ومؤسساته؛ إذ إن ذلك يختلف في قوته وضعفه من بلد لآخر، وهو متعذر وفيه مجافاة للواقع، غير أن القصور الإعلامي يعتبر ظاهرة قائمة يعاني منها العمل الإسلامي، خاصة إذا ما قارناه بالتطور الهائل في مجال الإعلام على المستوى العالمي وتأثيراته الواسعة، فإعلام العمل الإسلامي يعتبر "أداة تبليغية هزيلة" عدا بعض الاستثناءات المحدودة التي لا تؤثر كثيراً في النمط الإعلامي السائد.

وإن ذلك الضعف والقصور يظهر عند بعض هيئات العمل الإسلامي ومؤسساته في عدد من النواحي منها ضعف جانب التدريب وإعداد العناصر المتخصصة في مجال الإعلام، أو ضعف عام في الممارسة الإعلامية، أو في كليهما معاً، وهو ما سنتطرق له بشيء من العرض في هذا المقال، وقبل ذلك نستعرض بعض النقاط التي تبين أهمية الإعلام بالنسبة للعمل الإسلامي، والتي منها:
- العمل الإسلامي بمختلف اهتماماته هو أحوج من غيره إلى الإعلام لأسباب عديدة من أهمها طبيعة المشروع الرسالي الذي يحمله، إضافة إلى كونه يعيش حالة حرب حقيقية على كل الأصعدة وفي مختلف المجالات، ويستخدم خصومُه في ذلك مختلف الوسائل وعلى رأسها الإعلام بمختلف أدواته.

- حجم الإثخان في الأمة المسلمة والظلم الواقع عليها من قبل أعدائها يتطلب القيام بالجهاد الإعلامي؛ إذ يقوم الأعداء بتحويل الضحية إلى جلاد والمستعمر إلى محرر، ويخدعون في ذلك شعوبهم والعقلاء منهم، بل وقع ضحية تلك الحملات الإعلامية التضليلية كثيرٌ من أبناء المسلمين!؛ نتيجة لحجم الضخ الإعلامي وجودته وتنوع أساليبه من قبل الخصوم.

- تجاوز دور الصحفي مسألة النشر أو تغطية الفعاليات إلى عمليات أخرى كرصد المشكلات الاجتماعية والسياسية وملاحظة الظواهر والتحولات، مع معالجة وحفظ المعلومات والبيانات عن القوى الاجتماعية وتفاعلاتها، ونحو ذلك من الأدوار التي تعتبر مهمة ومفيدة عند وضع المعالجات الدعوية وتركيز الاهتمامات الإصلاحية ومعرفة خريطة الأصدقاء والمنافسين والمؤيدين بالنسبة لمجموعات العمل الإسلامي، وتلك الأدوار تظهر فائدتها بوضوح مثلاً في التحقيق الصحفي، وهو جزء من عمل الصحافة بسيط.

- تحقيق الحضور الدعوي عبر المجال الإعلامي: إذ يعتبر العمل الإعلامي بمختلف مجالاته وسيلة اتصال جماهيرية تعمل على التوجيه والإرشاد وإصلاح الاختلالات الاجتماعية باستخدام التوجيه العام.

- إبراز الرموز الإسلامية والنماذج الإصلاحية من أبناء المجتمع الإسلامي ومزاحمة النماذج السلبية التي تشكل نموذج إفساد اجتماعي، بحيث تكون تلك الرموز مراجع إصلاح اجتماعي وقدوات يحتذى بطريقتها ومنهجها.

- تعتبر وسائل الإعلام بالنسبة للمشروع الإسلامي أدوات اتصال جماهيرية مهمة، من أهم نتائجها ربط الجمهور المسلم بمنافذ اتصال آمنة، كما تعمل على ربط العناصر الإسلامية وتعزيز المشترك الإسلامي في ما بينها.

- توسيع رقعة المناصرين والمحبين للمشروع الإسلامي، عبر تعريفهم بالأنشطة الخيرية ومساعي الإصلاح الاجتماعي والسياسي التي تعمل عليها المؤسسات والهيئات الإسلامية.

- الوسيلة الإعلامية تعتبر أرشيفاً ووثيقة تاريخية من المهم الاعتناء بها؛ لتشكل مرجعاً للباحثين وللمهتمين بشؤون العمل الإسلامي.

- أثبتت وسائل الإعلام أنها وسائل احتسابية فاعلة، سواء في مكافحة الفساد المالي أو الفساد الأخلاقي وكذا الفساد السياسي والتشريعي، وفضح الهيئات والجهات التي تقف وراء محاولات إفساد المجتمع، فأقل ما تفعله وسائل الإعلام الهادفة هو القضاء على الفساد المكشوف والفج.

- تعاني بعض بيئات العمل الإسلامي من مشكلة الانغلاق الفكري والسياسي على نفسها، فيحصل نتيجة لهذا تغليب الاهتمامات الجزئية المتعلقة بمشكلات تلك البيئة على حساب القضايا والمسائل الكبرى المتعلقة بعموم الأمة أو بعموم المشروع الإسلامي، وهذا يعود في نظري إلى أسباب عديدة من أهمها؛ ضعف الفعل الإعلامي ووسائل الاتصال الجماهيرية في تلك البيئات، إذ إن ميزة العمل الإعلامي أنه يوسع مجال النظر ويساعد في طرح قضايا أكثر جدية وواقعية، كما أنه يشغل أبناء العمل الإسلامي بالقضايا والمواضيع ذات الأثر الواسع والمنعكس على المجتمع بمختلف أطيافه؛ فممارسة العمل الإعلامي يعتبر حلاً لمشكلة الانغلاق على الذات، ومن الضروري توجيه طاقات الشباب والجهود لتنشط في مجالات العمل الإعلامي المتنوعة، بدلاً من استهلاكها في بيئات محدودة واهتمامات سطحية قديمة ليس لها أثر على الحياة الواقعية والمعاصرة.

- مشكلة أخرى تعاني منها بعض مؤسسات العمل الإسلامي، وهي ظاهرة تسرب العناصر النشطة والفاعلة، والتي شبت عن الطوق وأصبح لها حضور سياسي أو فكري أو اجتماعي، يتجاوز في أثره ومجاله بيئة العمل الإسلامي الحاضنة لتلك العناصر، فأحد الحلول الجيدة هو الدخول في مجال الإعلام؛ إذن إن العمل الإعلامي يعتبر بيئة حيوية، وهو مجال مناسب لهذه العينات كونه يحقق لها تحقيق ذاتها ويستوعب طاقاتها الحركية والفكرية.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة