الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما تشهد الأرقام

عندما تشهد الأرقام

عندما تشهد الأرقام

عندما ظهر الإسلام في القرن السابع الميلادي، كان الشرق هو قلب العالم المسيحي، فلما انتشر الإسلام في الشرق، أصبحت أوروبا هي قلب العالم المسيحي. وظل الأمر كذلك حتى ثارت أوروبا على المسيحية (بعد ثورتها على الكنيسة)، فحل الدين الطبيعي (دين الحداثة) محل الدين الإلهي، وأصبح الإلحاد واللا أدرية (وهي توجه فلسفي يُؤمن بأن الدين ووجود الله والغيبيات لا يمكن لأحد تحديدها، وأنها تُعتبر غامضة ولا يمكن معرفتها ) بدائل للإيمان الديني، ودخلت أوروبا - وعموم الغرب - في مأزق، فهي تصيح خوفا من انتشار الإسلام دون أن تقدم بديلا دينيا ينقذها من العلمانية التي أشاعت فيها اللا أدرية والإلحاد.

وإذا كانت لغة الأرقام هي خير شاهد، فإن الدول الإسكندنافية (السويد والنرويج وفنلندا والدنمارك) غالبية السكان فيها من الملحدين، وإذا كانت تتمتع بأعلى نسبة من الرخاء الاقتصادي والرفاهية في المعيشة، فإنها من أعلى نسب القلق والانتحار في العالم!

وفي ألمانيا 30 في المئة من السكان ملحدون، ولقد توقف القداس في ثلث الكنائس ، و10 آلاف كنيسة مرشحة للإغلاق والبيع. وتفقد الكنائس الألمانية سنويا أكثر من 100 ألف من أتباعها. ونسبة الوفيات أعلى من المواليد، وهي مهددة بأن تصبح دار مسنين! ورغم صعوبة اليمين العنصري والإسلاموفوبيا، فإنها تقبل العدد الأكبر من اللاجئين والمهاجرين لتشغيل المصانع الرأسمالية! والمسلمون فيها هم 3 في المئة من السكان، لكن مواليدهم 10 في المئة من المواليد!

وفي فرنسا (أكبر بلاد الكاثوليكية وبلد العلمانية المتوحشة، والتي حلمت يوما بتشييع جنازة الإسلام في الجزائر)، لا يذهب إلى القداس الأسبوعي إلا أقل من 5 في المئة من الفرنسيين، بينما الفرنسيون المسلمون الذين يصلون الجمعة هناك هم ضعف الذين يذهبون إلى القداس، والكنائس تغلق والمساجد تتزايد رغم المقاومة التي تمارسها ظاهرة الإسلاموفوبيا، وبسبب انهيار الأسرة وزواج الشواذ تدنت نسبة الخصوبة إلى 1.8 في المئة، بينما خصوبة المسلمين الفرنسيين هي 8.1 في المئة!

وفي إنجلترا (التي ترأس ملكتها الكنيسة) زاد عدد الملحدين من سبعة ملايين عام 2001م إلى 14 مليونا عام 2011م، وأصبح 48 في المئة من سكان لندن ملحدين، ونسبة الملحدين في عموم إنجلترا هي 25 في المئة. وزاد عدد المسلمين إلى 2.7 مليون عام 2011م، والمتوقع أن يصل عددهم إلى أربعة ملايين عام 2021م، وإلى ثمانية ملايين عام 2031م، وربما إلى 15 مليونا بعد ثلاثين عاما. وفي لندن (التي حكم الرجل الأبيض منها الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس)، فقد تدنت نسبة الرجل الأبيض إلى 45 في المئة من سكانها! حتى لقد انتخبت لها عمدة مسلما، أصله من باكستان التي كانت مستعمرة بريطانية!!

وفي روسيا الاتحادية يبلغ عدد المسلمين 23 مليونا، أي خمس السكان، ومن المتوقع أن يصبحوا أغلبية السكان عام 2050م.

وفي روما (حيث مقر الفاتيكان)، يوافق 70 في المئة من الكاثوليك على ممارسة الجنس قبل الزواج، ويتصرف 74 في المئة منهم في المسائل الأخلاقية على خلاف موقف الكنيسة، وتتحول كنائس كثيرة، ومنها كنائس تاريخية، إلى مطاعم وملاه وقد غنت المطربة الأمريكية "مادونا" في واحدة منها!

تلك نماذج، مجرد نماذج، لأرقام شاهدة على "الخراب الديني" الذي صنعته العلمانية بالمسيحية في أوروبا، التي كانت لعدة قرون قلب العالم المسيحي، والتي قال فيها بابا الفاتيكان السابق بنديكتوس السادس عشر إنه يخشى أن تصبح جزءا من دار الإسلام في القرن الحادي والعشرين!

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة