الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الروتاري

الروتاري

الروتاري جمعية ما سونية يهودية تضم رجال الأعمال والمهن الحرة، تتظاهر بالعمل الإنساني من أجل تحسين العلاقات بين البشر، وتشجيع المستويات الأخلاقية السامية في الحياة المهنية، وتعزيز النية الصادقة والسلام في العالم .
وكلمة روتاري: كلمة إنجليزية معناها "دوران" أو " مناوبة " . وقد جاء هذا الاسم ؛ لأن الاجتماعات كانت تعقد في منازل أو مكاتب الأعضاء بالتناوب، ولا زالت تدور الرئاسة بين الأعضاء بالتناوب . وقد اختارت النوادي شارة مميزة لها هي " العجلة المسننة " على شكل ترس ذات أربعة وعشرين سنًّا باللونين الذهبي والأزرق ، وداخل محيط العجلة المسننة تتحدد ست نقاط ذهبية ، كل نقطتين متقابلتين تشكلان قطرًا داخل دائرة الترس بما يساوي ثلاثة أقطار متقاطعة في المركز ، وبتوصيل نقطة البدء لكل قطر من الأقطار الثلاثة بنهاية القطرين الأخرين تتشكل النجمة السداسية تحتضنها كلمتا: " روتاري " و"عالمي" باللغة الإنجليزية .
أما اللونان الذهبي والأزرق فهما من ألوان اليهود المقدسة التي يزينون بها أسقف أديرتهم وهياكلهم ومحافلهم الماسونية، وهما اليوم لونا علم " دول السوق الأوروبية المشتركة " .

التأسيس وأبرز الشخصيات
· في 23 من فبراير عام 1905م أسس المحامي بول هاريس أول نادٍ للروتاري في مدينة شيكاغو بولاية ألينوي، وذلك بعد ثلاث سنوات من نشر بول هاريس لفكرته التي اقتنع بها البعض، ويعتبر سليفر شيلر (تاجر الفحم) وغوستاف إيه لوهر (مهندس المعادن) وسيرام إي شورى (التاجر الخياط)، بالإضافة إلى بول هاريس (المحامي) مؤسسي الحركة الروتارية وواضعي أسسها الفكرية بعد اجتماعات متكررة دورية . وقد عقد اجتماعهم الأول في نفس المكان الذي بنى عليه فيما بعد مقر النادي الروتاري الذي يحمل اسم شيكاغو 177 اليوم .
· بعد ثلاث سنوات انضم إليه رجل يدعى شيرلي د. بري الذي وسع الحركة بسرعة هائلة، وظل سكرتيرًا للمنظمة أن استقال منها في سنة 1942م .
· توفي بول هاريس (المؤسس) سنة 1947م بعد أن امتدت الحركة إلى 80 دولة، وأصبح لها 6800 نادٍ تضم 327000 عضو .
· انتقلت الحركة إلى دبلن بإيرلندا سنة 1911م ثم انتشرت في بريطانيا بفضل نشاط شخص اسمه مستر مورو الذي كان يتقاضى عمولة عن كل عضوٍ جديد .
وقد ارتبط تاريخ الروتاري في الوطن العربي بثلاث ظواهر:
- بالاستعمار الغربي في نشأته وغالبية أعضائه .
- بالطبقات الارستقراطية وذوي النفوذ والمال .
- بنشاط شامل عام لجميع العالم العربي بصورة مباشرة أو غير مباشرة .
· في الثلاثينيات تم تأسيس فروع للروتاري في الجزائر ومراكش برعاية الاستعمار الفرنسي .كما يوجد لها الآن العديد من الفروع في أماكن ومدن مختلفة من العالم العربي.

الأفكار والمعتقدات
· عدم اعتبار " الدين مسألة ذات قيمة لا في اختيار العضو، ولا في العلاقة بين الأعضاء ، ولا يوجد اعتبار لمسألة الوطن: يزعم الروتاري أنه لا يشتغل بالمسائل الدينية أو السياسية ، وليس له أن يبدي رأيًّا في أي مسألة عامة قائمة يدور حولها جدال .
· تلقِّن نوادي الروتاري أفرادها قائمة بالأديان المعترف بها لديها على قدم المساواة مرتبة حسب الترتيب الأبجدي: البوذية، النصرانية، الكونفشيوسية، الهندوكية، اليهودية، المحمَّدية.. وفي آخر القائمة التأويزم " الطاوية " .
· إسقاط اعتبار الدين يوفر الحماية لليهود ويسهل تغلغلهم في الأنشطة الحياتية كافة، وهذا يتضح من ضرورة وجود يهودي واحد أو اثنين على الأقل في كل ناد .
· عمل الخير لديهم يجب أن يتم دون انتظار أي جزاء مادي أو معنوي، وهذا مصادم للتصور الديني الذي يربط العمل التطوعي بالجزاء المضاعف عند الله .
· لهم اجتماع أسبوعي، وعلى العضو أن يحرز 60 في المائة من نسبة الحضور سنويًّا على الأقل .
· باب العضوية غير مفتوح لكل الناس، ولكن على الشخص أن ينتظر دعوة النادي للانضمام إليه على حسب مبدأ الاختيار .
· التصنيف يقوم على أساس المهنة الرئيسية، وتصنيفهم يضم 77 مهنة .
· العمال محرومون من عضوية النادي، ولا يختار إلا من يكون ذا مكانة عالية .
· يحافظون على مستوى أعمار الأعضاء ويعملون على تغذية المنظمة بدم جديد، وذلك باجتلاب رجال في مقتبل العمر .
· يشترط أن يكون هناك ممثل واحد عن كل مهنة ، وقد تخرق هذه القاعدة بغية ضمّ عضو مرغوب فيه، أو إقصاء عضو غير مرغوب فيه، وقد نصت الفقرة الثالثة من المادة الرابعة من القانون الأساسي للروتاري الدولي على ما يلي:
- لا يجوز قبول أكثر من عضو عامل واحد في تصنيف من تصنيفات الأعمال والمهن باستثناء تصنيفات الأديان ووسائل الإعلام والسلك الدبلوماسي، ومع مراعاة أحكام اللائحة الداخلية الخاصة بالأعضاء العاملين الإضافيين .
· يشترط أن يكون في المجلس الإداري لكل نادي شخص أو شخصان من رؤساء النادي السابقين أي من ورثة السر الروتاري المنحدر من (بول هاريس) .
· تشارلز ماردن الذي كان عضوًا لمدة ثلاث سنوات في أحد نوادي الروتاري قام بدراسة عن الروتاري وخرج بعدد من الحقائق وفيها:
- بين كل 421 عضوًا في نوادي الروتاري ينتمي 159 عضوًا منهم للماسونية مع الاستنتاجات جعل الولاء للماسونية قبل النادي .
- في بعض الحالات اقتصرت عضوية الروتاري على الماسون فقط كما حدث في أدنبره - بريطانيا سنة 1921م .
- ورد في محافل نانس بفرنسا سنة 1881م ما يلي: " إذا كان الماسونيون جمعية بالاشتراك مع غيرهم فعليهم ألا يدعوا أمرها بيد غيرهم، ويجب أن يكون رجال الإدارة في مراكزها بأيد ماسونية وأن تسير بوحي من مبادئها " .
- نوادي الروتاري تحصل على شعبية كبيرة ويقوى نشاطها حينما تضعف الحركة الماسونية أو تخمد، ذلك لأن الماسون ينقلون نشاطهم إليها حتى تزول تلك الضغوط فتعود إلى حالتها الأولى .
- تأسست الروتاري عام 1905م، وذلك إبان فترة نشاط الماسونية في أمريكا .
- هناك عدة من الأندية تماثل الروتاري فكرًا وطريقة وهي: الليونز، الكيواني، الاكستشانج، المائدة المستديرة، القلم، بناي برث (أبناء العهد) فهي تعمل بنفس الصورة ولنفس الغرض مع تعديل بسيط، وذلك لإكثار الأساليب التي يتم بواسطتها بثُّ الأفكار واجتلاب المؤيدين والأنصار .
بين هذه النوادي زيارات متبادلة، وفي بعض المدن يوجد مجلس لرؤساء النوادي من أجل التنسيق فيما بينها .

الجذور الفكرية والعقائدية
· يوجد توافق كامل بين الماسونية والروتاري في مسألة (الدين، والوطن، والسياسة) ، وفي اعتمادهم على مبدأ (الاختيار) فالعضو لا يمكنه أن يتقدم بنفسه للانتساب، ولكن ينتظر حتى ترسل إليه بطاقة دعوة للعضوية .
· القيم والروح التي يُصْبغُ بها الفرد واحدةٌ في الماسونية والروتاري مثل فكرة المساواة والإخاء والروح الإنسانية والتعاون العالمي . وهذه روح خطيرة تهدف إلى إذابة الفوارق بين الأمم، وتفتيت جميع أنواع الولاءات، حتى يصبح الناس أفرادًا ضائعين تائهين، ولا تبقى قوة متماسكة إلا اليهود الذين يريدون السيطرة على العالم .
· الروتاري وما يماثله من النوادي تعمل في نطاق المخططات اليهودية من خلال سيطرة الماسون عليها الذين هم بدورهم مرتبطون باليهودية العالمية نظريًّا وعمليًّا، ورصيد هذه المنظمات ونشاطاتها يعود على اليهود أولاً وآخرًا .
· تختلف الماسونية عن الروتاري في أن قيادة الماسونية وراسها مجهولان على عكس الروتاري الذي يمكن معرفة أصوله ومؤسسيه، ولكن لا يجوز تأسيس أي فرع للروتاري إلا بتوثيق من رئاسة المنظمة الدولية وتحت إشراف مكتب سابق .
· تتظاهر بالعمل الإنساني من أجل تحسين الصلات بين مختلف الطوائف، وتتظاهر بأنها تحصر نشاطها في المسائل الاجتماعية والثقافية، وتحقق أهدافها عن طريق الحفلات الدورية والمحاضرات والندوات التي تدعو إلى التقارب بين الأديان وإلغاء الخلافات الدينية .
· أما الغرض الحقيقي فهو أن يمتزج اليهود بالشعوب الأخرى باسم الود والإخاء، وعن طريق ذلك يصلون إلى جمع معلومات تساعدهم في تحقيق أغراضهم الاقتصادية والسياسية وتساعدهم على نشر عادت معينة تعين على التفسخ الاجتماعي، ويتأكد هذا إذا علمنا بأن العضوية لا تمنح إلا للشخصيات البارزة والمهمة في المجتمع .

الانتشار ومواقع النفوذ
· بدأت أندية الروتاري في أمريكا سنة 1905م وانتقلت بعدها إلى بريطانيا وإلى عدد من الدول الأوروبية، وفروعها الرئيسية في لندن وزيورخ وباريس، وترتبط رئاسة كل منطقة روتارية على مستوى العالم ارتباطًا مباشرًا بالمركز العام في إيفانستون عن طريق ممثلها العالمي في الأفرع الرئيسية، وقد غطت أندية الروتاري 157 دولة في العالم .
· المنطقة 245 تضم مصر، السودان، لبنان، الأردن، البحرين، قبرص، كما أن لهذه المنظمة أكثر من أربعين فرعًا في إسرائيل، ولها نواد في عدد من الدول العربية كمصر والأردن وتونس والجزائر وليبيا والمغرب ولبنان، وتعد بيروت مركز جمعيات الشرق الأوسط .
ويتضح مما سبق:
أن الروتاريين يستهدفون القضاء على المعالم الثقافية والدينية المتميزة لإيجاد بيئة واحدة تعمها الأفكار والمبادئ الروتارية التي تستمد مفاهيمها من الحركة الماسونية العالمية، وتتخذ الناقوس والمطرقة شعارًا لها، وتتخذ هذه المنظمة أسماء أخرى تعمل في ظلها مثل: لجنة الإنرهويل التي تختص بالسيدات وتضم مصر والأردن منطقة إنرهويل واحدة تحمل رقم 95، ولجنة الروتاراكت ولجنة الإنتراكت .
وتعتبر هذه النوادي خطرًا داهمًا على الإسلام والمسلمين لتظاهرها بالعمل الإنساني، في حين أنها معاول هدم للروح الإسلامية، وتعمل في نطاق المخططات اليهودية العالمية .

حكم الشرع فيها
لقد أصدر المؤتمر الإسلامي العالمي للمنظمات الإسلامية الذي انعقد بمكة المكرمة عام 1394هـ - 1974م قراره الحادي عشر والخاص بالماسونية وأندية الروتاري وأندية الليونز وحركات التسلح الخلقي وإخوان الحرية بأن:
- على كل مسلم أن يخرج منها فورًا وعلى الدول الإسلامية أن تمنع نشاطها داخل بلادها ، وأن تغلق محافلها واوكارها .
- عدم توظيف أي شخص ينتسب إليها ومقاطعته كلية .
- يحرم انتخاب أي مسلم ينتسب إليها لأي عمل إسلامي .
- فضحها بكتيبات ونشرات تباع بسعر التكلفة .
- كما أعلن بالمجمع الفقهي في دورته الأولى أن الماسونية وما يتفرع عنها من منظمات أخرى كالليونز والروتاري تتنافى كلية مع قواعد الإسلام وتناقضه مناقضة كلية .

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة