قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون فيه ثلاث مسائل :
قال العلماء : هذه الآية تحريض على
إلزام طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أمر به من قسمة تلك الغنيمة . والوجل : الخوف . وفي مستقبله أربع لغات : وجل يوجل وياجل وييجل وييجل ، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه . والمصدر وجل وجلا وموجلا ; بالفتح . وهذا موجله " بالكسر "
[ ص: 328 ] للموضع والاسم . فمن قال : ياجل في المستقبل جعل الواو ألفا لفتحة ما قبلها . ولغة القرآن الواو
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=53قالوا لا توجل . ومن قال : ييجل - بكسر الياء - فهي على لغة
بني أسد ، فإنهم يقولون : أنا إيجل ، ونحن نيجل ، وأنت تيجل ; كلها بالكسر . ومن قال : ييجل بناه على هذه اللغة ، ولكنه فتح الياء كما فتحوها في يعلم ، ولم تكسر الياء في يعلم لاستثقالهم الكسر على الياء . وكسرت في " ييجل " لتقوي إحدى الياءين بالأخرى . والأمر منه " إيجل " صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها . وتقول : إني منه لأوجل . ولا يقال في المؤنث : وجلاء ، ولكن وجلة .
وروى
سفيان عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي في
nindex.php?page=treesubj&link=28979قوله جل وعز : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم قال : إذا أراد أن يظلم مظلمة قيل له : اتق الله ، كف ووجل قلبه .
الثانية : وصف الله تعالى المؤمنين في هذه الآية بالخوف والوجل عند ذكره . وذلك لقوة إيمانهم ومراعاتهم لربهم ، وكأنهم بين يديه . ونظير هذه الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=34وبشر المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم . وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28وتطمئن قلوبهم بذكر الله . فهذا يرجع إلى كمال المعرفة وثقة القلب . والوجل : الفزع من عذاب الله ; فلا تناقض . وقد جمع الله بين المعنيين في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله . أي تسكن نفوسهم من حيث اليقين إلى الله وإن كانوا يخافون الله . فهذه حالة العارفين بالله ، الخائفين من سطوته وعقوبته ; لا كما يفعله جهال العوام والمبتدعة الطغام من الزعيق والزئير ومن النهاق الذي يشبه نهاق الحمير . فيقال لمن تعاطى ذلك وزعم أن ذلك وجد وخشوع : لم تبلغ أن تساوي حال الرسول ولا حال أصحابه في المعرفة بالله ، والخوف منه ، والتعظيم لجلاله ; ومع ذلك فكانت حالهم عند المواعظ الفهم عن الله والبكاء خوفا من الله . ولذلك وصف الله أحوال أهل المعرفة عند سماع ذكره وتلاوة كتابه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين . فهذا وصف حالهم وحكاية مقالهم . ومن لم يكن كذلك فليس على هديهم ولا على طريقتهم ; فمن كان مستنا فليستن ، ومن تعاطى أحوال المجانين والجنون فهو من أخسهم حالا ; والجنون فنون . روى
مسلم عن
أنس بن [ ص: 329 ] مالك nindex.php?page=hadith&LINKID=836180أن الناس سألوا النبي صلى الله عليه وسلم حتى أحفوه في المسألة ، فخرج ذات يوم فصعد المنبر فقال : سلوني ، لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم ما دمت في مقامي هذا . فلما سمع ذلك القوم أرموا ورهبوا أن يكون بين يدي أمر قد حضر . قال أنس : فجعلت ألتفت يمينا وشمالا فإذا كل إنسان لاف رأسه في ثوبه يبكي . وذكر الحديث . وروى
الترمذي وصححه عن
العرباض بن سارية قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836181وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ، ووجلت منها القلوب . الحديث . ولم يقل : زعقنا ولا رقصنا ولا زفنا ولا قمنا .
الثالثة : قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا أي تصديقا . فإن إيمان هذه الساعة زيادة على إيمان أمس ; فمن صدق ثانيا وثالثا فهو زيادة تصديق بالنسبة إلى ما تقدم . وقيل : هو زيادة انشراح الصدر بكثرة الآيات والأدلة ; وقد مضى هذا المعنى في " آل عمران " .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2وعلى ربهم يتوكلون تقدم معنى التوكل في " آل عمران " أيضا .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=3الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون تقدم في أول سورة " البقرة "
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4أولئك هم المؤمنون حقا أي الذي استوى في الإيمان ظاهرهم وباطنهم . ودل هذا على أن لكل حق حقيقة ; وقد قال عليه السلام
لحارثة : إن لكل حق حقيقة فما حقيقة إيمانك ؟ الحديث . وسأل رجل
الحسن فقال : يا
أبا سعيد ; أمؤمن أنت ؟ فقال له : الإيمان إيمانان ، فإن كنت تسألني عن الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والجنة والنار والبعث والحساب فأنا به مؤمن . وإن كنت تسألني عن قول الله تبارك وتعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم إلى قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4أولئك هم المؤمنون حقا - فوالله ما أدري أنا منهم أم لا . وقال
أبو بكر الواسطي : من قال أنا مؤمن بالله حقا ; قيل له : الحقيقة تشير إلى إشراف واطلاع وإحاطة ; فمن فقده بطل دعواه فيها . يريد بذلك ما قاله أهل السنة : إن المؤمن الحقيقي من كان محكوما له بالجنة ، فمن لم يعلم ذلك من سر حكمته تعالى فدعواه بأنه مؤمن حقا غير صحيح .
قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ فِيهِ ثَلَاثُ مَسَائِلَ :
قَالَ الْعُلَمَاءُ : هَذِهِ الْآيَةُ تَحْرِيضٌ عَلَى
إِلْزَامِ طَاعَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا أَمَرَ بِهِ مِنْ قِسْمَةِ تِلْكَ الْغَنِيمَةِ . وَالْوَجَلُ : الْخَوْفُ . وَفِي مُسْتَقْبَلِهِ أَرْبَعُ لُغَاتٍ : وَجِلَ يَوْجَلُ وَيَاجَلُ وَيَيْجَلُ وَيَيْجِلُ ، حَكَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهَ . وَالْمَصْدَرُ وَجِلَ وَجَلًا وَمَوْجَلًا ; بِالْفَتْحِ . وَهَذَا مَوْجِلُهُ " بِالْكَسْرِ "
[ ص: 328 ] لِلْمَوْضِعِ وَالِاسْمِ . فَمَنْ قَالَ : يَاجَلُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ جَعَلَ الْوَاوَ أَلِفًا لِفَتْحَةِ مَا قَبْلَهَا . وَلُغَةُ الْقُرْآنِ الْوَاوُ
nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=53قَالُوا لَا تَوْجَلْ . وَمَنْ قَالَ : يِيجَلُ - بِكَسْرِ الْيَاءِ - فَهِيَ عَلَى لُغَةِ
بَنِي أَسَدٍ ، فَإِنَّهُمْ يَقُولُونَ : أَنَا إِيجَلُ ، وَنَحْنُ نِيجَلُ ، وَأَنْتَ تِيجَلُ ; كُلُّهَا بِالْكَسْرِ . وَمَنْ قَالَ : يَيْجَلُ بَنَاهُ عَلَى هَذِهِ اللُّغَةِ ، وَلَكِنَّهُ فَتَحَ الْيَاءَ كَمَا فَتَحُوهَا فِي يَعْلَمُ ، وَلَمْ تُكْسَرِ الْيَاءُ فِي يَعْلَمُ لِاسْتِثْقَالِهِمُ الْكَسْرَ عَلَى الْيَاءِ . وَكُسِرَتْ فِي " يِيجَلُ " لِتَقَوِّي إِحْدَى الْيَاءَيْنِ بِالْأُخْرَى . وَالْأَمْرُ مِنْهُ " إِيجَلْ " صَارَتِ الْوَاوُ يَاءً لِكِسْرَةِ مَا قَبْلَهَا . وَتَقُولُ : إِنِّي مِنْهُ لَأَوْجَلُ . وَلَا يُقَالُ فِي الْمُؤَنَّثِ : وَجْلَاءُ ، وَلَكِنْ وَجِلَةٌ .
وَرَوَى
سُفْيَانُ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28979قَوْلِهِ جَلَّ وَعَزَّ : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ قَالَ : إِذَا أَرَادَ أَنْ يَظْلِمَ مَظْلِمَةً قِيلَ لَهُ : اتَّقِ اللَّهَ ، كَفَّ وَوَجِلَ قَلْبُهُ .
الثَّانِيَةُ : وَصَفَ اللَّهُ تَعَالَى الْمُؤْمِنِينَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ بِالْخَوْفِ وَالْوَجَلِ عِنْدَ ذِكْرِهِ . وَذَلِكَ لِقُوَّةِ إِيمَانِهِمْ وَمُرَاعَاتهمْ لِرَبِّهِمْ ، وَكَأَنَّهُمْ بَيْنَ يَدَيْهِ . وَنَظِيرُ هَذِهِ الْآيَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=22&ayano=34وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ . وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=28وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ . فَهَذَا يَرْجِعُ إِلَى كَمَالِ الْمَعْرِفَةِ وَثِقَةِ الْقَلْبِ . وَالْوَجَلُ : الْفَزَعُ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ ; فَلَا تَنَاقُضَ . وَقَدْ جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَ الْمَعْنَيَيْنِ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=23اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ . أَيْ تَسْكُنُ نُفُوسُهُمْ مِنْ حَيْثُ الْيَقِينِ إِلَى اللَّهِ وَإِنْ كَانُوا يَخَافُونَ اللَّهَ . فَهَذِهِ حَالَةُ الْعَارِفِينَ بِاللَّهِ ، الْخَائِفِينَ مِنْ سَطْوَتِهِ وَعُقُوبَتِهِ ; لَا كَمَا يَفْعَلُهُ جُهَّالُ الْعَوَامِّ وَالْمُبْتَدِعَةُ الطَّغَامُ مِنَ الزَّعِيقِ وَالزَّئِيرِ وَمِنَ النِّهَاقِ الَّذِي يُشْبِهُ نِهَاقَ الْحَمِيرِ . فَيُقَالُ لِمَنْ تَعَاطَى ذَلِكَ وَزَعَمَ أَنَّ ذَلِكَ وَجْدٌ وَخُشُوعٌ : لَمْ تَبْلُغْ أَنْ تُسَاوِيَ حَالَ الرَّسُولِ وَلَا حَالَ أَصْحَابِهِ فِي الْمَعْرِفَةِ بِاللَّهِ ، وَالْخَوْفِ مِنْهُ ، وَالتَّعْظِيمِ لِجَلَالِهِ ; وَمَعَ ذَلِكَ فَكَانَتْ حَالُهُمْ عِنْدَ الْمَوَاعِظِ الْفَهْمُ عَنِ اللَّهِ وَالْبُكَاءُ خَوْفًا مِنَ اللَّهِ . وَلِذَلِكَ وَصَفَ اللَّهُ أَحْوَالَ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ عِنْدَ سَمَاعِ ذِكْرِهِ وَتِلَاوَةِ كِتَابِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=83وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ . فَهَذَا وَصْفُ حَالِهِمْ وَحِكَايَةُ مَقَالِهِمْ . وَمَنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَلَيْسَ عَلَى هَدْيِهِمْ وَلَا عَلَى طَرِيقَتِهِمْ ; فَمَنْ كَانَ مُسْتَنًّا فَلْيَسْتَنَّ ، وَمَنْ تَعَاطَى أَحْوَالَ الْمَجَانِينِ وَالْجُنُونِ فَهُوَ مِنْ أَخَسِّهِمْ حَالًا ; وَالْجُنُونُ فُنُونٌ . رَوَى
مُسْلِمٌ عَنْ
أَنَسِ بْنِ [ ص: 329 ] مَالِكٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=836180أَنَّ النَّاسَ سَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَحْفَوْهُ فِي الْمَسْأَلَةِ ، فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَقَالَ : سَلُونِي ، لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا بَيَّنْتُهُ لَكُمْ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا . فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ الْقَوْمُ أَرَمُّوا وَرَهِبُوا أَنْ يَكُونَ بَيْنَ يَدَيْ أَمْرٍ قَدْ حَضَرَ . قَالَ أَنَسٌ : فَجَعَلْتُ أَلْتَفِتُ يَمِينًا وَشِمَالًا فَإِذَا كُلُّ إِنْسَانٍ لَافٌّ رَأْسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ . وَرَوَى
التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ عَنِ
الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836181وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ . الْحَدِيثَ . وَلَمْ يَقُلْ : زَعَقْنَا وَلَا رَقَصْنَا وَلَا زَفَنَّا وَلَا قُمْنَا .
الثَّالِثَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا أَيْ تَصْدِيقًا . فَإِنَّ إِيمَانَ هَذِهِ السَّاعَةِ زِيَادَةٌ عَلَى إِيمَانِ أَمْسٍ ; فَمَنْ صَدَّقَ ثَانِيًا وَثَالِثًا فَهُوَ زِيَادَةُ تَصْدِيقٍ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا تَقَدَّمَ . وَقِيلَ : هُوَ زِيَادَةُ انْشِرَاحِ الصَّدْرِ بِكَثْرَةِ الْآيَاتِ وَالْأَدِلَّةِ ; وَقَدْ مَضَى هَذَا الْمَعْنَى فِي " آلِ عِمْرَانَ " .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ تَقَدَّمَ مَعْنَى التَّوَكُّلِ فِي " آلَ عِمْرَانَ " أَيْضًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=3الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ تَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ سُورَةِ " الْبَقَرَةِ "
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا أَيِ الَّذِي اسْتَوَى فِي الْإِيمَانِ ظَاهِرُهُمْ وَبَاطِنُهُمْ . وَدَلَّ هَذَا عَلَى أَنَّ لِكُلِّ حَقٍّ حَقِيقَةً ; وَقَدْ قَالَ عَلَيْهِ السَّلَامُ
لِحَارِثَةَ : إِنَّ لِكُلِ حَقٍّ حَقِيقَةً فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكَ ؟ الْحَدِيثَ . وَسَأَلَ رَجُلٌ
الْحَسَنَ فَقَالَ : يَا
أَبَا سَعِيدٍ ; أَمُؤْمِنٌ أَنْتَ ؟ فَقَالَ لَهُ : الْإِيمَانُ إِيمَانَانِ ، فَإِنْ كُنْتَ تَسْأَلُنِي عَنِ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَالْبَعْثِ وَالْحِسَابِ فَأَنَا بِهِ مُؤْمِنٌ . وَإِنْ كُنْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ إِلَى قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=4أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا - فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي أَنَا مِنْهُمْ أَمْ لَا . وَقَالَ
أَبُو بَكْرٍ الْوَاسِطِيُّ : مَنْ قَالَ أَنَا مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ حَقًّا ; قِيلَ لَهُ : الْحَقِيقَةُ تُشِيرُ إِلَى إِشْرَافٍ وَاطِّلَاعٍ وَإِحَاطَةٍ ; فَمَنْ فَقَدَهُ بَطَلَ دَعْوَاهُ فِيهَا . يُرِيدُ بِذَلِكَ مَا قَالَهُ أَهْلُ السُّنَّةِ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ الْحَقِيقِيَّ مَنْ كَانَ مَحْكُومًا لَهُ بِالْجَنَّةِ ، فَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ ذَلِكَ مِنْ سِرِّ حِكْمَتِهِ تَعَالَى فَدَعْوَاهُ بِأَنَّهُ مُؤْمِنٌ حَقًّا غَيْرُ صَحِيحٍ .