قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=4وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون
فيه خمس مسائل :
الأولى :
nindex.php?page=treesubj&link=28984قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=4وفي الأرض قطع متجاورات في الكلام حذف ; المعنى :
[ ص: 246 ] وفي الأرض قطع متجاورات وغير متجاورات ; كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=81سرابيل تقيكم الحر والمعنى : وتقيكم البرد ، ثم حذف لعلم السامع . والمتجاورات المدن وما كان عامرا ، وغير متجاورات الصحاري وما كان غير عامر .
الثانية : قوله تعالى : " متجاورات " أي قرى متدانيات ، ترابها واحد ، وماؤها واحد ، وفيها زروع وجنات ، ثم تتفاوت في الثمار والتمر ; فيكون البعض حلوا ، والبعض حامضا ; والغصن الواحد من الشجرة قد يختلف الثمر فيه من الصغر والكبر واللون والمطعم ، وإن انبسط الشمس والقمر على الجميع على نسق واحد ; وفي هذا أدل دليل على وحدانيته وعظم صمديته ، والإرشاد لمن ضل عن معرفته ; فإنه نبه سبحانه بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=4يسقى بماء واحد على أن ذلك كله ليس إلا بمشيئته وإرادته ، وأنه مقدور بقدرته ; وهذا أدل دليل على بطلان القول بالطبع ; إذ لو كان ذلك بالماء والتراب والفاعل له الطبيعة لما وقع الاختلاف . وقيل : وجه الاحتجاج أنه أثبت التفاوت بين البقاع ; فمن تربة عذبة ، ومن تربة سبخة مع تجاورهما ; وهذا أيضا من دلالات كمال قدرته ; جل وعز تعالى عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا .
الثالثة : ذهبت الكفرة - لعنهم الله - إلى أن كل حادث يحدث بنفسه لا من صانع ; وادعوا ذلك في الثمار الخارجة من الأشجار ، وقد أقروا بحدوثها ، وأنكروا محدثها ، وأنكروا الأعراض . وقالت فرقة بحدوث الثمار لا من صانع ، وأثبتوا للأعراض فاعلا ;
nindex.php?page=treesubj&link=29426والدليل على أن الحادث لا بد له من محدث أنه يحدث في وقت ، ويحدث ما هو من جنسه في وقت آخر ; فلو كان حدوثه في وقته لاختصاصه به ، لوجب أن يحدث في وقته كل ما هو من جنسه ; وإذا بطل اختصاصه بوقته صح أن اختصاصه به لأجل مخصص خصصه به ، ولولا تخصيصه إياه به لم يكن حدوثه في وقته أولى من حدوثه قبل ذلك أو بعده ; واستيفاء هذا في علم الكلام .
الرابعة : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=4وجنات من أعناب وقرأ
الحسن " وجنات " بكسر التاء ، على التقدير : وجعل فيها جنات ، فهو محمول على قوله : " وجعل فيها رواسي " . ويجوز أن تكون مجرورة على الحمل على " كل " التقدير : ومن كل الثمرات ، ومن جنات . الباقون " جنات " بالرفع على تقدير : وبينهما جنات .
" وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان " بالرفع .
ابن كثير وأبو عمرو وحفص عطفا على الجنات ; أي على تقدير : وفي الأرض زرع ونخيل . وخفضها الباقون نسقا على الأعناب ; فيكون الزرع والنخيل من الجنات ; ويجوز أن يكون معطوفا على " كل " حسب ما تقدم في " وجنات " . وقرأ
مجاهد والسلمي وغيرهما " صنوان " بضم الصاد ،
[ ص: 247 ] الباقون بالكسر ; وهما لغتان ; وهما جمع صنو ، وهي النخلات والنخلتان ، يجمعهن أصل واحد ، وتتشعب منه رءوس فتصير نخيلا ; نظيرها قنوان ، واحدها قنو وروى
أبو إسحاق عن
البراء قال : الصنوان المجتمع ، وغير الصنوان المتفرق ;
النحاس : وكذلك هو في اللغة ; يقال للنخلة إذا كانت فيها نخلة أخرى أو أكثر صنوان . والصنو المثل ; ومنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835318عم الرجل صنو أبيه . ولا فرق فيها بين التثنية والجمع ولا بالإعراب ; فتعرب نون الجمع ، وتكسر نون التثنية ; قال الشاعر :
العلم والحلم خلتا كرم للمرء زين إذا هما اجتمعا صنوان لا يستتم حسنهما
إلا بجمع ذا وذاك معا
الخامسة : قوله تعالى : " يسقى بماء واحد " كصالح بني
آدم وخبيثهم ; أبوهم واحد ; قاله
النحاس nindex.php?page=showalam&ids=12070والبخاري . وقرأ
عاصم وابن عامر : يسقى بالياء ، أي يسقى ذلك كله . وقرأ الباقون بالتاء ، لقوله : جنات واختاره
أبو حاتم وأبو عبيدة ; قال
أبو عمرو : والتأنيث أحسن .
" ونفضل بعضها على بعض في الأكل " ولم يقل بعضه . وقرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وغيرهما " ويفضل " بالياء ردا على قوله : " يدبر الأمر " و " يفصل " و " يغشي " الباقون بالنون على معنى : ونحن نفضل . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول
لعلي - رضي الله عنه - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=839414الناس من شجر شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة ثم قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=4وفي الأرض قطع متجاورات حتى بلغ قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=4يسقى بماء واحد و " الأكل " الثمر . قال
ابن عباس : يعني الحلو والحامض والفارسي والدقل . وروي مرفوعا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة (
nindex.php?page=hadith&LINKID=835319أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في قوله تعالى : " ونفضل بعضها على بعض في الأكل " قال : الفارسي والدقل والحلو والحامض ) ذكره
الثعلبي . قال
الحسن : المراد بهذه الآية المثل ; ضربه الله تعالى لبني
آدم ، أصلهم واحد ، وهم مختلفون في الخير والشر . والإيمان والكفر ، كاختلاف الثمار التي تسقى بماء واحد ; ومنه قول الشاعر :
الناس كالنبت والنبت ألوان منها شجر الصندل والكافور والبان
[ ص: 248 ] ومنها شجر ينضح طول الدهر قطران
" إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون " أي لعلامات لمن كان له قلب يفهم عن الله تعالى .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=4وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
فِيهِ خَمْسُ مَسَائِلَ :
الْأُولَى :
nindex.php?page=treesubj&link=28984قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=4وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ فِي الْكَلَامِ حَذْفٌ ; الْمَعْنَى :
[ ص: 246 ] وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَغَيْرُ مُتَجَاوِرَاتٍ ; كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=81سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَالْمَعْنَى : وَتَقِيكُمُ الْبَرْدَ ، ثُمَّ حَذَفَ لِعِلْمِ السَّامِعِ . وَالْمُتَجَاوِرَاتُ الْمُدُنُ وَمَا كَانَ عَامِرًا ، وَغَيْرُ مُتَجَاوِرَاتٍ الصَّحَارِي وَمَا كَانَ غَيْرَ عَامِرٍ .
الثَّانِيَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى : " مُتَجَاوِرَاتٌ " أَيْ قُرًى مُتَدَانِيَاتٌ ، تُرَابُهَا وَاحِدٌ ، وَمَاؤُهَا وَاحِدٌ ، وَفِيهَا زُرُوعٌ وَجَنَّاتٌ ، ثُمَّ تَتَفَاوَتُ فِي الثِّمَارِ وَالتَّمْرِ ; فَيَكُونُ الْبَعْضُ حُلْوًا ، وَالْبَعْضُ حَامِضًا ; وَالْغُصْنُ الْوَاحِدُ مِنَ الشَّجَرَةِ قَدْ يَخْتَلِفُ الثَّمَرُ فِيهِ مِنَ الصِّغَرِ وَالْكِبَرِ وَاللَّوْنِ وَالْمَطْعَمِ ، وَإِنِ انْبَسَطَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ عَلَى الْجَمِيعِ عَلَى نَسَقٍ وَاحِدٍ ; وَفِي هَذَا أَدَلُّ دَلِيلٍ عَلَى وَحْدَانِيَّتِهِ وَعِظَمِ صَمَدِيَّتِهِ ، وَالْإِرْشَادُ لِمَنْ ضَلَّ عَنْ مَعْرِفَتِهِ ; فَإِنَّهُ نَبَّهَ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=4يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كُلَّهُ لَيْسَ إِلَّا بِمَشِيئَتِهِ وَإِرَادَتِهِ ، وَأَنَّهُ مَقْدُورٌ بِقُدْرَتِهِ ; وَهَذَا أَدَلُّ دَلِيلٍ عَلَى بُطْلَانِ الْقَوْلِ بِالطَّبْعِ ; إِذْ لَوْ كَانَ ذَلِكَ بِالْمَاءِ وَالتُّرَابِ وَالْفَاعِلُ لَهُ الطَّبِيعَةُ لَمَا وَقَعَ الِاخْتِلَافُ . وَقِيلَ : وَجْهُ الِاحْتِجَاجِ أَنَّهُ أَثْبَتَ التَّفَاوُتَ بَيْنَ الْبِقَاعِ ; فَمِنْ تُرْبَةٍ عَذْبَةٍ ، وَمِنْ تُرْبَةٍ سَبِخَةٍ مَعَ تَجَاوُرِهِمَا ; وَهَذَا أَيْضًا مِنْ دَلَالَاتِ كَمَالِ قُدْرَتِهِ ; جَلَّ وَعَزَّ تَعَالَى عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ وَالْجَاحِدُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا .
الثَّالِثَةُ : ذَهَبَتِ الْكَفَرَةُ - لَعَنَهُمُ اللَّهُ - إِلَى أَنَّ كُلَّ حَادِثٍ يَحْدُثُ بِنَفْسِهِ لَا مِنْ صَانِعٍ ; وَادَّعَوْا ذَلِكَ فِي الثِّمَارِ الْخَارِجَةِ مِنَ الْأَشْجَارِ ، وَقَدْ أَقَرُّوا بِحُدُوثِهَا ، وَأَنْكَرُوا مُحْدِثَهَا ، وَأَنْكَرُوا الْأَعْرَاضَ . وَقَالَتْ فِرْقَةٌ بِحُدُوثِ الثِّمَارِ لَا مِنْ صَانِعٍ ، وَأَثْبَتُوا لِلْأَعْرَاضِ فَاعِلًا ;
nindex.php?page=treesubj&link=29426وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الْحَادِثَ لَا بُدَّ لَهُ مِنْ مُحْدِثٍ أَنَّهُ يَحْدُثُ فِي وَقْتٍ ، وَيَحْدُثُ مَا هُوَ مِنْ جِنْسِهِ فِي وَقْتٍ آخَرَ ; فَلَوْ كَانَ حُدُوثُهُ فِي وَقْتِهِ لِاخْتِصَاصِهِ بِهِ ، لَوَجَبَ أَنْ يَحْدُثَ فِي وَقْتِهِ كُلُّ مَا هُوَ مِنْ جِنْسِهِ ; وَإِذَا بَطَلَ اخْتِصَاصُهُ بِوَقْتِهِ صَحَّ أَنَّ اخْتِصَاصَهُ بِهِ لِأَجْلٍ مُخَصِّصٍ خَصَّصَهُ بِهِ ، وَلَوْلَا تَخْصِيصُهُ إِيَّاهُ بِهِ لَمْ يَكُنْ حُدُوثُهُ فِي وَقْتِهِ أَوْلَى مِنْ حُدُوثِهِ قَبْلَ ذَلِكَ أَوْ بَعْدَهُ ; وَاسْتِيفَاءُ هَذَا فِي عِلْمِ الْكَلَامِ .
الرَّابِعَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=4وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَقَرَأَ
الْحَسَنُ " وَجَنَّاتٍ " بِكَسْرِ التَّاءِ ، عَلَى التَّقْدِيرِ : وَجَعَلَ فِيهَا جَنَّاتٍ ، فَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى قَوْلِهِ : " وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ " . وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مَجْرُورَةً عَلَى الْحَمْلِ عَلَى " كُلِّ " التَّقْدِيرُ : وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ ، وَمِنْ جَنَّاتٍ . الْبَاقُونَ " جَنَّاتٌ " بِالرَّفْعِ عَلَى تَقْدِيرِ : وَبَيْنَهُمَا جَنَّاتٌ .
" وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ " بِالرَّفْعِ .
ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو وَحَفْصٌ عَطْفًا عَلَى الْجَنَّاتِ ; أَيْ عَلَى تَقْدِيرِ : وَفِي الْأَرْضِ زَرْعٌ وَنَخِيلٌ . وَخَفَضَهَا الْبَاقُونَ نَسَقًا عَلَى الْأَعْنَابِ ; فَيَكُونُ الزَّرْعُ وَالنَّخِيلُ مِنَ الْجَنَّاتِ ; وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْطُوفًا عَلَى " كُلِّ " حَسَبَ مَا تَقَدَّمَ فِي " وَجَنَّاتٌ " . وَقَرَأَ
مُجَاهِدٌ وَالسُّلَمِيُّ وَغَيْرُهُمَا " صُنْوَانٌ " بِضَمِّ الصَّادِ ،
[ ص: 247 ] الْبَاقُونَ بِالْكَسْرِ ; وَهُمَا لُغَتَانِ ; وَهُمَا جَمْعُ صِنْوٍ ، وَهِيَ النَّخَلَاتُ وَالنَّخْلَتَانِ ، يَجْمَعُهُنَّ أَصْلٌ وَاحِدٌ ، وَتَتَشَعَّبُ مِنْهُ رُءُوسٌ فَتَصِيرُ نَخِيلًا ; نَظِيرُهَا قِنْوَانِ ، وَاحِدُهَا قِنْوٌ وَرَوَى
أَبُو إِسْحَاقَ عَنِ
الْبَرَاءِ قَالَ : الصِّنْوَانِ الْمُجْتَمِعِ ، وَغَيْرُ الصِّنْوَانِ الْمُتَفَرِّقُ ;
النَّحَّاسُ : وَكَذَلِكَ هُوَ فِي اللُّغَةِ ; يُقَالُ لِلنَّخْلَةِ إِذَا كَانَتْ فِيهَا نَخْلَةٌ أُخْرَى أَوْ أَكْثَرُ صِنْوَانٌ . وَالصِّنْوُ الْمِثْلُ ; وَمِنْهُ قَوْلُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835318عَمُّ الرَّجُلِ صِنْوُ أَبِيهِ . وَلَا فَرْقَ فِيهَا بَيْنَ التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ وَلَا بِالْإِعْرَابِ ; فَتُعْرَبُ نُونُ الْجَمْعِ ، وَتُكْسَرُ نُونُ التَّثْنِيَةِ ; قَالَ الشَّاعِرُ :
الْعِلْمُ وَالْحِلْمُ خُلَّتَا كَرَمٍ لِلْمَرْءِ زَيْنٌ إِذَا هُمَا اجْتَمَعَا صِنْوَانِ لَا يُسْتَتَمُّ حُسْنُهُمَا
إِلَّا بِجَمْعِ ذَا وَذَاكَ مَعَا
الْخَامِسَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى : " يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ " كَصَالِحِ بَنِي
آدَمَ وَخَبِيثِهِمْ ; أَبُوهُمْ وَاحِدٌ ; قَالَهُ
النَّحَّاسُ nindex.php?page=showalam&ids=12070وَالْبُخَارِيُّ . وَقَرَأَ
عَاصِمٌ وَابْنُ عَامِرٍ : يُسْقَى بِالْيَاءِ ، أَيْ يُسْقَى ذَلِكَ كُلُّهُ . وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ ، لِقَوْلِهِ : جَنَّاتٌ وَاخْتَارَهُ
أَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو عُبَيْدَةَ ; قَالَ
أَبُو عَمْرٍو : وَالتَّأْنِيثُ أَحْسَنُ .
" وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ " وَلَمْ يَقُلْ بَعْضَهُ . وَقَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَغَيْرُهُمَا " وَيُفَضِّلُ " بِالْيَاءِ رَدًّا عَلَى قَوْلِهِ : " يُدَبِّرُ الْأَمْرَ " وَ " يُفَصِّلُ " وَ " يُغْشِي " الْبَاقُونَ بِالنُّونِ عَلَى مَعْنَى : وَنَحْنُ نُفَضِّلُ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=36جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ
لِعَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=839414النَّاسُ مِنْ شَجَرٍ شَتَّى وَأَنَا وَأَنْتَ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ قَرَأَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=4وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ حَتَّى بَلَغَ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=4يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَ " الْأُكُلُ " الثَّمَرُ . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : يَعْنِي الْحُلْوَ وَالْحَامِضَ وَالْفَارِسِيَّ وَالدَّقَلَ . وَرُوِيَ مَرْفُوعًا مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ (
nindex.php?page=hadith&LINKID=835319أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : " وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ " قَالَ : الْفَارِسِيُّ وَالدَّقَلُ وَالْحُلْوُ وَالْحَامِضُ ) ذَكَرَهُ
الثَّعْلَبِيُّ . قَالَ
الْحَسَنُ : الْمُرَادُ بِهَذِهِ الْآيَةِ الْمَثَلُ ; ضَرَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِبَنِي
آدَمَ ، أَصْلُهُمْ وَاحِدٌ ، وَهُمْ مُخْتَلِفُونَ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ . وَالْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ ، كَاخْتِلَافِ الثِّمَارِ الَّتِي تُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ ; وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
النَّاسُ كَالنَّبْتِ وَالنَّبْتُ أَلْوَانْ مِنْهَا شَجَرُ الصَّنْدَلِ وَالْكَافُورِ وَالْبَانْ
[ ص: 248 ] وَمِنْهَا شَجَرٌ يَنْضَحُ طُولَ الدَّهْرِ قَطْرَانْ
" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ " أَيْ لَعَلَامَاتٍ لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ يَفْهَمُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى .