قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=86ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا إلا رحمة من ربك إن فضله كان عليك كبيرا nindex.php?page=treesubj&link=28988قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=86ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك يعني القرآن . أي كما قدرنا على إنزاله نقدر على إذهابه حتى ينساه الخلق . ويتصل هذا بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85وما أوتيتم من العلم إلا قليلا أي ولو شئت أن أذهب بذلك القليل لقدرت عليه .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=86ثم لا تجد لك به علينا وكيلا أي ناصرا يرده عليك .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=87إلا رحمة من ربك يعني لكن لا نشاء ذلك رحمة من ربك ; فهو استثناء ليس من الأول . وقيل : إلا أن يرحمك ربك فلا يذهب به .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=87إن فضله كان عليك كبيرا إذ جعلك سيد ولد آدم . وأعطاك المقام المحمود وهذا الكتاب العزيز .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود :
nindex.php?page=treesubj&link=19859أول ما تفقدون من دينكم الأمانة ، وآخر ما تفقدون الصلاة ، وأن هذا القرآن كأنه قد نزع منكم ، تصبحون يوما وما معكم منه شيء . فقال رجل : كيف يكون ذلك يا
أبا عبد الرحمن وقد ثبتناه في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا ، نعلمه أبناءنا ويعلمه أبناؤنا أبناءهم إلى يوم القيامة ! قال : يسرى به في ليلة فيذهب بما في المصاحف وما في القلوب ، فتصبح الناس كالبهائم . ثم قرأ عبد الله
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=86ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك الآية . أخرجه
أبو بكر بن أبي شيبة بمعناه قال : أخبرنا
أبو الأحوص عن
عبد العزيز بن رفيع عن
شداد بن معقل قال : قال
عبد الله - يعني
ابن مسعود - : إن هذا القرآن الذي بين أظهركم يوشك أن ينزع منكم . قال : قلت كيف ينزع منا وقد أثبته الله في قلوبنا وثبتناه في مصاحفنا ! قال : يسرى عليه في ليلة واحدة فينزع ما في
[ ص: 293 ] القلوب ويذهب ما في المصاحف ويصبح الناس منه فقراء . ثم قرأ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=86لئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك وهذا إسناد صحيح . وعن
ابن عمر :
لا تقوم الساعة حتى nindex.php?page=treesubj&link=30204يرجع القرآن من حيث نزل ، له دوي كدوي النحل ، فيقول الله ما بالك . فيقول : يا رب منك خرجت وإليك أعود ، أتلى فلا يعمل بي ، أتلى ولا يعمل بي . .
قلت : قد جاء معنى هذا مرفوعا من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص وحذيفة .
nindex.php?page=hadith&LINKID=835560قال حذيفة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة فيسرى على كتاب الله تعالى في ليلة فلا يبقى منه في الأرض آية وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز يقولون أدركنا آباءنا على هذه الكلمة لا إله إلا الله . وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة . قال له صلة : ما تغني عنهم لا إله إلا الله ! وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة ; فأعرض عنه حذيفة ; ثم رددها ثلاثا ، كل ذلك يعرض عنه حذيفة . ثم أقبل عليه حذيفة فقال : يا صلة ! تنجيهم من النار ، ثلاثا . خرجه
ابن ماجه في السنن . وقال
عبد الله بن عمر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=839777خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو معصوب الرأس من وجع فضحك ، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ما هذه الكتب التي تكتبون أكتاب غير كتاب الله يوشك أن يغضب الله لكتابه فلا يدع ورقا ولا قلبا إلا أخذ منه قالوا : يا رسول الله ، فكيف بالمؤمنين والمؤمنات يومئذ ؟ قال : من أراد الله به خيرا أبقى في قلبه لا إله إلا الله ذكره
الثعلبي والغزنوي وغيرهما في التفسير .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=86وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا nindex.php?page=treesubj&link=28988قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=86وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ يَعْنِي الْقُرْآنَ . أَيْ كَمَا قَدَرْنَا عَلَى إِنْزَالِهِ نَقْدِرُ عَلَى إِذْهَابِهِ حَتَّى يَنْسَاهُ الْخَلْقُ . وَيَتَّصِلُ هَذَا بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=85وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا أَيْ وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَذْهَبَ بِذَلِكَ الْقَلِيلِ لَقَدَرْتُ عَلَيْهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=86ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلًا أَيْ نَاصِرًا يَرُدُّهُ عَلَيْكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=87إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ يَعْنِي لَكِنْ لَا نَشَاءُ ذَلِكَ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ; فَهُوَ اسْتِثْنَاءٌ لَيْسَ مِنَ الْأَوَّلِ . وَقِيلَ : إِلَّا أَنْ يَرْحَمَكَ رَبُّكَ فَلَا يَذْهَبَ بِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=87إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا إِذْ جَعَلَكَ سَيِّدَ وَلَدِ آدَمَ . وَأَعْطَاكَ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ وَهَذَا الْكِتَابَ الْعَزِيزَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ :
nindex.php?page=treesubj&link=19859أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الْأَمَانَةَ ، وَآخِرُ مَا تَفْقِدُونَ الصَّلَاةَ ، وَأَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ كَأَنَّهُ قَدْ نُزِعَ مِنْكُمْ ، تُصْبِحُونَ يَوْمًا وَمَا مَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ . فَقَالَ رَجُلٌ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ يَا
أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَقَدْ ثَبَّتْنَاهُ فِي قُلُوبِنَا وَأَثْبَتْنَاهُ فِي مَصَاحِفِنَا ، نُعَلِّمُهُ أَبْنَاءَنَا وَيُعَلِّمُهُ أَبْنَاؤُنَا أَبْنَاءَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ! قَالَ : يُسْرَى بِهِ فِي لَيْلَةٍ فَيَذْهَبُ بِمَا فِي الْمَصَاحِفِ وَمَا فِي الْقُلُوبِ ، فَتُصْبِحُ النَّاسُ كَالْبَهَائِمِ . ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=86وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ الْآيَةَ . أَخْرَجَهُ
أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ بِمَعْنَاهُ قَالَ : أَخْبَرَنَا
أَبُو الْأَحْوَصِ عَنْ
عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ
شَدَّادِ بْنِ مَعْقِلٍ قَالَ : قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ - يَعْنِي
ابْنَ مَسْعُودٍ - : إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ الَّذِي بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ يُوشِكُ أَنْ يُنْزَعَ مِنْكُمْ . قَالَ : قُلْتُ كَيْفَ يُنْزَعُ مِنَّا وَقَدْ أَثْبَتَهُ اللَّهُ فِي قُلُوبِنَا وَثَبَّتْنَاهُ فِي مَصَاحِفِنَا ! قَالَ : يُسْرَى عَلَيْهِ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ فَيُنْزَعُ مَا فِي
[ ص: 293 ] الْقُلُوبِ وَيَذْهَبُ مَا فِي الْمَصَاحِفِ وَيُصْبِحُ النَّاسُ مِنْهُ فُقَرَاءَ . ثُمَّ قَرَأَ
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=86لَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ . وَعَنِ
ابْنِ عُمَرَ :
لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى nindex.php?page=treesubj&link=30204يَرْجِعُ الْقُرْآنُ مِنْ حَيْثُ نَزَلَ ، لَهُ دَوِيٌّ كَدَوِيِّ النَّحْلِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ مَا بَالُكَ . فَيَقُولُ : يَا رَبِّ مِنْكَ خَرَجْتُ وَإِلَيْكَ أَعُودُ ، أُتْلَى فَلَا يُعْمَلُ بِي ، أُتْلَى وَلَا يُعْمَلُ بِي . .
قُلْتُ : قَدْ جَاءَ مَعْنَى هَذَا مَرْفُوعًا مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَحُذَيْفَةَ .
nindex.php?page=hadith&LINKID=835560قَالَ حُذَيْفَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلَا صَلَاةٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ فَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى فِي لَيْلَةٍ فَلَا يَبْقَى مِنْهُ فِي الْأَرْضِ آيَةٌ وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ يَقُولُونَ أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ . وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ وَلَا صِيَامٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ . قَالَ لَهُ صِلَةُ : مَا تُغْنِي عَنْهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ! وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ وَلَا صِيَامٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ ; فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ; ثُمَّ رَدَّدَهَا ثَلَاثًا ، كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ . ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ حُذَيْفَةُ فَقَالَ : يَا صِلَةُ ! تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ ، ثَلَاثًا . خَرَّجَهُ
ابْنُ مَاجَهْ فِي السُّنَنِ . وَقَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=839777خَرَجَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ مَعْصُوبُ الرَّأْسِ مِنْ وَجَعٍ فَضَحِكَ ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ مَا هَذِهِ الْكُتُبُ الَّتِي تَكْتُبُونَ أَكِتَابٌ غَيْرَ كِتَابِ اللَّهِ يُوشِكُ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِكِتَابِهِ فَلَا يَدَعُ وَرَقًا وَلَا قَلْبًا إِلَّا أُخِذَ مِنْهُ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَكَيْفَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَوْمئِذٍ ؟ قَالَ : مَنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا أَبْقَى فِي قَلْبِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ذَكَرَهُ
الثَّعْلَبِيُّ وَالْغَزْنَوِيُّ وَغَيْرُهُمَا فِي التَّفْسِيرِ .