nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=29004_23680_30532إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا لما أرشد الله المؤمنين إلى تناهي مراتب حرمة النبيء - صلى الله عليه وسلم - وتكريمه وحذرهم
[ ص: 104 ] مما قد يخفى على بعضهم من خفي الأذى في جانبه بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53إن ذلكم كان يؤذي النبيء وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله الآية ، وعلمهم كيف يعاملونه معاملة التوقير والتكريم بقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53ولا مستأنسين لحديث وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما وقوله
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=56إن الله وملائكته يصلون على النبيء الآية ، وعلم أنهم قد امتثلوا أو تعلموا أردف ذلك بوعيد قوم اتسموا بسمات المؤمنين وكان من دأبهم السعي فيما يؤذي الرسول - عليه الصلاة والسلام - فأعلم الله المؤمنين بأن أولئك ملعونون في الدنيا والآخرة ليعلم المؤمنين أن أولئك ليسوا من الإيمان في شيء وأنهم منافقون لأن مثل هذا الوعيد لا يعهد إلا للكافرين .
فالجملة مستأنفة استئنافا بيانيا ؛ لأنه يخطر في نفوس كثير ممن يسمع الآيات السابقة أن يتساءلوا عن حال قوم قد علم منهم قلة التحرز من أذى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بما لا يليق بتوقيره .
وجيء باسم الموصول للدلالة على أنهم عرفوا بأن إيذاء النبيء - صلى الله عليه وسلم - من أحوالهم المختصة بهم ، ولدلالة الصلة على أن أذى النبيء - صلى الله عليه وسلم - هو علة لعنهم وعذابهم .
واللعن : الإبعاد عن الرحمة وتحقير الملعون . فهم في الدنيا محقرون عند المسلمين ومحرومون من لطف الله وعنايته وهم في الآخرة محقرون بالإهانة في الحشر وفي الدخول في النار .
والعذاب المهين : هو عذاب جهنم في الآخرة وهو مهين ؛ لأنه عذاب مشوب بتحقير وخزي .
والقرن بين أذى الله ورسوله للإشارة إلى أن أذى الرسول - صلى الله عليه وسلم - يغضب الله تعالى فكأنه أذى لله .
وفعل ( يؤذون ) معدى إلى اسم الله على معنى المجاز المرسل في اجتلاب غضب الله وتعديته إلى الرسول حقيقة . فاستعمل ( يؤذون ) في معنييه المجازي والحقيقي .
[ ص: 105 ] ومعنى هذا قول النبيء - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342429من آذاني فقد آذى الله وأذى الرسول - عليه الصلاة والسلام - يحصل بالإنكار عليه فيما يفعله ، وبالكيد له ، وبأذى أهله مثل المتكلمين في الإفك ، والطاعنين أعماله ، كالطعن في إمارة
زيد ،
وأسامة ، والطعن في أخذه
صفية لنفسه . وعن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أنها نزلت في الذين طعنوا في اتخاذ النبيء - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=showalam&ids=199صفية بنت حيي لنفسه .
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=57nindex.php?page=treesubj&link=29004_23680_30532إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا لَمَّا أَرْشَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ إِلَى تَنَاهِي مَرَاتِبِ حُرْمَةِ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَتَكْرِيمِهِ وَحَذَّرَهُمْ
[ ص: 104 ] مِمَّا قَدْ يَخْفَى عَلَى بَعْضِهِمْ مِنْ خَفِيِّ الْأَذَى فِي جَانِبِهِ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيءَ وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ الْآيَةَ ، وَعَلَّمَهُمْ كَيْفَ يُعَامِلُونَهُ مُعَامَلَةَ التَّوْقِيرِ وَالتَّكْرِيمِ بِقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=53وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا وَقَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=56إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيءِ الْآيَةَ ، وَعَلِمَ أَنَّهُمْ قَدِ امْتَثَلُوا أَوْ تَعَلَّمُوا أَرْدَفَ ذَلِكَ بِوَعِيدِ قَوْمٍ اتَّسَمُوا بِسِمَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَكَانَ مِنْ دَأْبِهِمُ السَّعْيُ فِيمَا يُؤْذِي الرَّسُولَ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - فَأَعْلَمَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ أُولَئِكَ مَلْعُونُونَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لِيُعْلِمَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ أُولَئِكَ لَيْسُوا مِنَ الْإِيمَانِ فِي شَيْءٍ وَأَنَّهُمْ مُنَافِقُونَ لِأَنَّ مِثْلَ هَذَا الْوَعِيدِ لَا يُعْهَدُ إِلَّا لِلْكَافِرِينَ .
فَالْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ اسْتِئْنَافًا بَيَانِيًّا ؛ لِأَنَّهُ يَخْطُرُ فِي نُفُوسِ كَثِيرٍ مِمَّنْ يَسْمَعُ الْآيَاتِ السَّابِقَةِ أَنْ يَتَسَاءَلُوا عَنْ حَالِ قَوْمٍ قَدْ عُلِمَ مِنْهُمْ قِلَّةُ التَّحَرُّزِ مِنْ أَذَى الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِمَا لَا يَلِيقُ بِتَوْقِيرِهِ .
وَجِيءَ بِاسْمِ الْمَوْصُولِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى أَنَّهُمْ عَرَفُوا بِأَنَّ إِيذَاءَ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ أَحْوَالِهِمُ الْمُخْتَصَّةِ بِهِمْ ، وَلِدَلَالَةِ الصِّلَةِ عَلَى أَنَّ أَذَى النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هُوَ عِلَّةُ لَعْنِهِمْ وَعَذَابِهِمْ .
وَاللَّعْنُ : الْإِبْعَادُ عَنِ الرَّحْمَةِ وَتَحْقِيرِ الْمَلْعُونِ . فَهُمْ فِي الدُّنْيَا مُحَقَّرُونَ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ وَمَحْرُومُونَ مِنْ لُطْفِ اللَّهِ وَعِنَايَتِهِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ مُحَقَّرُونَ بِالْإِهَانَةِ فِي الْحَشْرِ وَفِي الدُّخُولِ فِي النَّارِ .
وَالْعَذَابُ الْمُهِينُ : هُوَ عَذَابُ جَهَنَّمَ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ مُهِينٌ ؛ لِأَنَّهُ عَذَابٌ مَشُوبٌ بِتَحْقِيرٍ وَخِزْيٍ .
وَالْقَرْنُ بَيْنَ أَذَى اللَّهِ وَرَسُوِلِهِ لِلْإِشَارَةِ إِلَى أَنَّ أَذَى الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُغْضِبُ اللَّهَ تَعَالَى فَكَأَنَّهُ أَذًى لِلَّهِ .
وَفِعْلُ ( يُؤْذُونَ ) مُعَدًّى إِلَى اسْمِ اللَّهِ عَلَى مَعْنَى الْمَجَازِ الْمُرْسَلِ فِي اجْتِلَابِ غَضَبِ اللَّهِ وَتَعْدِيَتُهُ إِلَى الرَّسُولِ حَقِيقَةٌ . فَاسْتُعْمِلَ ( يُؤْذُونَ ) فِي مَعْنَيَيْهِ الْمَجَازِيِّ وَالْحَقِيقِيِّ .
[ ص: 105 ] وَمَعْنَى هَذَا قَوْلُ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=10342429مَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللَّهَ وَأَذَى الرَّسُولِ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - يَحْصُلُ بِالْإِنْكَارِ عَلَيْهِ فِيمَا يَفْعَلُهُ ، وَبِالْكَيْدِ لَهُ ، وَبِأَذَى أَهْلِهِ مِثْلَ الْمُتَكَلِّمِينَ فِي الْإِفْكِ ، وَالطَّاعِنِينَ أَعْمَالَهُ ، كَالطَّعْنِ فِي إِمَارَةِ
زَيْدٍ ،
وَأُسَامَةَ ، وَالطَّعْنِ فِي أَخْذِهِ
صَفِيَّةَ لِنَفْسِهِ . وَعَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي الَّذِينَ طَعَنُوا فِي اتِّخَاذِ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=showalam&ids=199صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ لِنَفْسِهِ .