قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون .
[ ص: 300 ] nindex.php?page=treesubj&link=29011قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82أفلم يسيروا في الأرض حتى يشاهدوا آثار الأمم السالفة
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82كانوا أكثر منهم عددا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82وأشد قوة وآثارا في الأرض فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون من الأبنية والأموال وما أدالوا به من الأولاد والأتباع ، يقال : دلوت بفلان ، إليك أي : استشفعت به إليك . وعلى هذا " ما " للجحد أي : فلم يغن عنهم ذلك شيئا . وقيل : " ما " للاستفهام أي : أي شيء أغنى عنهم كسبهم حين هلكوا ولم ينصرف " أكثر " ; لأنه على وزن أفعل . وزعم
الكوفيون أن كل ما لا ينصرف فإنه يجوز أن ينصرف إلا أفعل من كذا فإنه لا يجوز صرفه بوجه في شعر ولا غيره إذا كانت معه من . قال
أبو العباس : ولو كانت " من " المانعة من صرفه لوجب ألا يقال : مررت بخير منك وشر منك ومن عمرو .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83فلما جاءتهم رسلهم بالبينات أي بالآيات الواضحات .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83فرحوا بما عندهم من العلم في معناه ثلاثة أقوال . قال
مجاهد : إن الكفار الذين فرحوا بما عندهم من العلم قالوا : نحن أعلم منهم ، لن نعذب ولن نبعث . وقيل : فرح الكفار بما عندهم من علم الدنيا نحو
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=7يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا . وقيل : الذين فرحوا الرسل لما كذبهم قومهم أعلمهم الله - عز وجل - أنه مهلك الكافرين ومنجيهم والمؤمنين ف
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83فرحوا بما عندهم من العلم بنجاة المؤمنين
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83وحاق بهم أي بالكفار
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83ما كانوا به يستهزئون أي عقاب استهزائهم بما جاء به الرسل صلوات الله عليهم .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84فلما رأوا بأسنا أي عاينوا العذاب .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين أي آمنا بالله وكفرنا بالأوثان التي أشركناهم في العبادة
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85فلم يك ينفعهم إيمانهم بالله عند معاينة العذاب وحين رأوا البأس .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85سنة الله مصدر ; لأن العرب تقول : سن يسن سنا وسنة ، أي : سن الله - عز وجل - في الكفار أنه لا ينفعهم الإيمان إذا رأوا العذاب . وقد مضى هذا مبينا في [ النساء ] و [ يونس ] وأن
nindex.php?page=treesubj&link=19721التوبة لا تقبل بعد رؤية العذاب وحصول العلم الضروري . وقيل : أي : احذروا يا
أهل مكة سنة الله في إهلاك الكفرة ف سنة الله منصوب على التحذير والإغراء .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85وخسر هنالك الكافرون قال
الزجاج : وقد كانوا خاسرين من قبل ذلك إلا أنه بين لنا الخسران لما رأوا العذاب . وقيل : فيه تقديم وتأخير ، أي : لم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85وخسر هنالك الكافرون كسنتنا في جميع الكافرين ف " سنة " نصب بنزع الخافض أي : كسنة الله في الأمم كلها ، والله أعلم . تم تفسير سورة غافر والحمد لله .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ .
[ ص: 300 ] nindex.php?page=treesubj&link=29011قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ حَتَّى يُشَاهِدُوا آثَارَ الْأُمَمِ السَّالِفَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ عَدَدًا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=82وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ مِنَ الْأَبْنِيَةِ وَالْأَمْوَالِ وَمَا أَدَالُوا بِهِ مِنَ الْأَوْلَادِ وَالْأَتْبَاعِ ، يُقَالُ : دَلَوْتُ بِفُلَانٍ ، إِلَيْكَ أَيِ : اسْتَشْفَعْتُ بِهِ إِلَيْكَ . وَعَلَى هَذَا " مَا " لِلْجَحْدِ أَيْ : فَلَمْ يُغْنِ عَنْهُمْ ذَلِكَ شَيْئًا . وَقِيلَ : " مَا " لِلِاسْتِفْهَامِ أَيْ : أَيُّ شَيْءٍ أَغْنَى عَنْهُمْ كَسْبُهُمْ حِينَ هَلَكُوا وَلَمْ يَنْصَرِفْ " أَكْثَرَ " ; لِأَنَّهُ عَلَى وَزْنِ أَفْعَلَ . وَزَعَمَ
الْكُوفِيُّونَ أَنَّ كُلَّ مَا لَا يَنْصَرِفُ فَإِنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَنْصَرِفَ إِلَّا أَفْعَلَ مِنْ كَذَا فَإِنَّهُ لَا يَجُوزُ صَرْفُهُ بِوَجْهٍ فِي شِعْرٍ وَلَا غَيْرِهِ إِذَا كَانَتْ مَعَهُ مِنْ . قَالَ
أَبُو الْعَبَّاسِ : وَلَوْ كَانَتْ " مِنَ " الْمَانِعَةَ مِنْ صَرْفِهِ لَوَجَبَ أَلَّا يُقَالَ : مَرَرْتُ بِخَيْرٍ مِنْكَ وَشَرٍّ مِنْكَ وَمِنْ عَمْرٍو .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ أَيْ بِالْآيَاتِ الْوَاضِحَاتِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ فِي مَعْنَاهُ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ . قَالَ
مُجَاهِدٌ : إِنَّ الْكُفَّارَ الَّذِينَ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ قَالُوا : نَحْنُ أَعْلَمُ مِنْهُمْ ، لَنْ نُعَذَّبَ وَلَنْ نُبْعَثَ . وَقِيلَ : فَرِحَ الْكُفَّارُ بِمَا عِنْدَهُمْ مِنْ عِلْمِ الدُّنْيَا نَحْوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=7يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا . وَقِيلَ : الَّذِينَ فَرِحُوا الرُّسُلُ لَمَّا كَذَّبَهُمْ قَوْمُهُمْ أَعْلَمَهُمُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنَّهُ مُهْلِكُ الْكَافِرِينَ وَمُنْجِيهِمْ وَالْمُؤْمِنِينَ فَ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ بِنَجَاةِ الْمُؤْمِنِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83وَحَاقَ بِهِمْ أَيْ بِالْكُفَّارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=83مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ أَيْ عِقَابُ اسْتِهْزَائِهِمْ بِمَا جَاءَ بِهِ الرُّسُلُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا أَيْ عَايَنُوا الْعَذَابَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=84قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ أَيْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَكَفَرْنَا بِالْأَوْثَانِ الَّتِي أَشْرَكْنَاهُمْ فِي الْعِبَادَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ بِاللَّهِ عِنْدَ مُعَايَنَةِ الْعَذَابِ وَحِينَ رَأَوُا الْبَأْسَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85سُنَّةَ اللَّهِ مَصْدَرٌ ; لِأَنَّ الْعَرَبَ تَقُولُ : سَنَّ يَسُنُّ سَنًّا وَسُنَّةً ، أَيْ : سَنَّ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - فِي الْكُفَّارِ أَنَّهُ لَا يَنْفَعُهُمُ الْإِيمَانُ إِذَا رَأَوُا الْعَذَابَ . وَقَدْ مَضَى هَذَا مُبَيَّنًا فِي [ النِّسَاءِ ] وَ [ يُونُسَ ] وَأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=19721التَّوْبَةَ لَا تُقْبَلُ بَعْدَ رُؤْيَةِ الْعَذَابِ وَحُصُولِ الْعِلْمِ الضَّرُورِيِّ . وَقِيلَ : أَيِ : احْذَرُوا يَا
أَهْلَ مَكَّةَ سُنَّةَ اللَّهِ فِي إِهْلَاكِ الْكَفَرَةِ فَ سُنَّةَ اللَّهِ مَنْصُوبٌ عَلَى التَّحْذِيرِ وَالْإِغْرَاءِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ قَالَ
الزَّجَّاجُ : وَقَدْ كَانُوا خَاسِرِينَ مِنْ قَبْلِ ذَلِكَ إِلَّا أَنَّهُ بَيَّنَ لَنَا الْخُسْرَانَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ . وَقِيلَ : فِيهِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ ، أَيْ : لَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا
nindex.php?page=tafseer&surano=40&ayano=85وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ كَسُنَّتِنَا فِي جَمِيعِ الْكَافِرِينَ فَ " سُنَّةَ " نُصِبَ بِنَزْعِ الْخَافِضِ أَيْ : كَسُنَّةِ اللَّهِ فِي الْأُمَمِ كُلِّهَا ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . تَمَّ تَفْسِيرُ سُورَةِ غَافِرٍ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ .