(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=24أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين ) .
قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=24أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين ) .
فيه مسائل :
المسألة الأولى : قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=24أن تبتغوا ) في محله قولان : الأول : أنه رفع على البدل من " ما " والتقدير : وأحل لكم ما وراء ذلكم وأحل لكم أن تبتغوا ، على قراءة من قرأ ( وأحل ) بضم الألف ، ومن قرأ بالفتح كان محل " أن تبتغوا " نصبا . الثاني : أن يكون محله على القراءتين النصب بنزع الخافض كأنه قيل : لأن تبتغوا ، والمعنى : وأحل لكم ما وراء ذلكم لإرادة أن تبتغوا بأموالكم ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=24محصنين غير مسافحين ) أي : في حال كونكم محصنين غير مسافحين ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=24محصنين ) أي : متعففين عن الزنا ، وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=24غير مسافحين ) أي : غير زانين ، وهو تكرير للتأكيد . قال
الليث : السفاح والمسافحة الفجور ، وأصله في اللغة من السفح وهو الصب يقال : دموع سوافح ومسفوحة ، قال تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=145أو دما مسفوحا ) [ الأنعام : 145 ] وفلان سفاح للدماء أي : سفاك ،
nindex.php?page=treesubj&link=34077_28914_28900وسمي الزنى سفاحا لأنه لا غرض للزاني إلا سفح النطفة .
فإن قيل : أين مفعول تبتغوا ؟
قلنا : التقدير : وأحل لكم ما وراء ذلكم لإرادة أن تبتغوهن ، أي تبتغوا ما وراء ذلكم ، فحذف ذكره لدلالة ما قبله عليه ، والله أعلم .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=24أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=24أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ) .
فِيهِ مَسَائِلُ :
الْمَسْأَلَةُ الْأُولَى : قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=24أَنْ تَبْتَغُوا ) فِي مَحَلِّهِ قَوْلَانِ : الْأَوَّلُ : أَنَّهُ رُفِعَ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ " مَا " وَالتَّقْدِيرُ : وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا ، عَلَى قِرَاءَةِ مَنْ قَرَأَ ( وَأُحِلَّ ) بِضَمِّ الْأَلِفِ ، وَمَنْ قَرَأَ بِالْفَتْحِ كَانَ مَحَلُّ " أَنْ تَبْتَغُوا " نَصْبًا . الثَّانِي : أَنْ يَكُونَ مَحَلُّهُ عَلَى الْقِرَاءَتَيْنِ النَّصْبَ بِنَزْعِ الْخَافِضِ كَأَنَّهُ قِيلَ : لِأَنْ تَبْتَغُوا ، وَالْمَعْنَى : وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ لِإِرَادَةِ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=24مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ) أَيْ : فِي حَالِ كَوْنِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=24مُحْصِنِينَ ) أَيْ : مُتَعَفِّفِينَ عَنِ الزِّنَا ، وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=24غَيْرَ مُسَافِحِينَ ) أَيْ : غَيْرَ زَانِينَ ، وَهُوَ تَكْرِيرٌ لِلتَّأْكِيدِ . قَالَ
اللَّيْثُ : السِّفَاحُ وَالْمُسَافَحَةُ الْفُجُورُ ، وَأَصْلُهُ فِي اللُّغَةِ مِنَ السَّفْحِ وَهُوَ الصَّبُّ يُقَالُ : دُمُوعٌ سَوَافِحُ وَمَسْفُوحَةٌ ، قَالَ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=145أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا ) [ الْأَنْعَامِ : 145 ] وَفُلَانٌ سَفَّاحٌ لِلدِّمَاءِ أَيْ : سَفَّاكٌ ،
nindex.php?page=treesubj&link=34077_28914_28900وَسُمِّيَ الزِّنَى سِفَاحًا لِأَنَّهُ لَا غَرَضَ لِلزَّانِي إِلَّا سَفْحُ النُّطْفَةِ .
فَإِنْ قِيلَ : أَيْنَ مَفْعُولُ تَبْتَغُوا ؟
قُلْنَا : التَّقْدِيرُ : وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ لِإِرَادَةِ أَنْ تَبْتَغُوهُنَّ ، أَيْ تَبْتَغُوا مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ ، فَحُذِفَ ذِكْرُهُ لِدَلَالَةِ مَا قَبْلَهُ عَلَيْهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .