الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4082 [ ص: 477 ] 4337 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15573محمد بن بشار، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17104معاذ بن معاذ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16453ابن عون، عن هشام بن زيد بن أنس بن مالك، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=653992لما كان يوم حنين أقبلت هوازن وغطفان وغيرهم بنعمهم وذراريهم، ومع النبي - صلى الله عليه وسلم - عشرة آلاف ومن الطلقاء، فأدبروا عنه حتى بقي وحده، فنادى يومئذ نداءين لم يخلط بينهما، التفت عن يمينه، فقال: " nindex.php?page=treesubj&link=33456_31112_31118_25566_30811_30812_30816يا معشر الأنصار". قالوا: لبيك يا رسول الله، أبشر نحن معك. ثم التفت عن يساره، فقال: "يا معشر الأنصار". قالوا: لبيك يا رسول الله، أبشر نحن معك. وهو على بغلة بيضاء، فنزل فقال: "أنا عبد الله ورسوله".فانهزم المشركون، فأصاب يومئذ غنائم كثيرة، فقسم في المهاجرين والطلقاء ولم يعط الأنصار شيئا، فقالت الأنصار: إذا كانت شديدة فنحن ندعى، ويعطى الغنيمة غيرنا. فبلغه ذلك، فجمعهم في قبة، فقال: "يا معشر الأنصار ما حديث بلغني عنكم؟ ". فسكتوا فقال: "يا معشر الأنصار، ألا ترضون أن يذهب الناس بالدنيا، وتذهبون برسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحوزونه إلى بيوتكم؟ ". قالوا: بلى. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو سلك الناس واديا، وسلكت الأنصار شعبا لأخذت شعب الأنصار". فقال هشام: يا أبا حمزة، وأنت شاهد ذاك؟ قال: وأين أغيب عنه؟! [انظر: 3146- مسلم: 1059 - فتح: 8 \ 53]
هو كما قال، قال ابن سعد: قالوا: لما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسير إلى الطائف بعث الطفيل بن عمرو إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة الدوسي يهدمه، وأمره أن يستمد قومه ويوافيه بالطائف، فخرج سريعا إلى قومه فهدم ذا الكفين وجعل يحش النار في وجهه ويحرقه ويقول:
يا ذا الكفين لست من عبادكا
ميلادنا أكبر من ميلادكا
أنا (حشوت) النار في فؤادكا
[ ص: 478 ] قال: فانحدر معه من قومه أربعمائة سراعا فوافوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالطائف بعد مقدمه بأربعة أيام . وسمي الطائف; لأن الدمون ابن عبيد -كما قال هشام في "بلدانه" أو ابن الصدف كما قال البكري لما قتل ابن عمه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بحضرموت وأقبل هاربا إلى وج وأتى مسعود بن معتب الثقفي، وكان تاجرا ذا مال، فقال: أحالفكم لتزوجوني وأزوجكم وأبني عليكم طوفا مثل الحائط لا يصل إليكم أحد من العرب، فبنى بذلك المال طوفا عليهم فسميت به الطائف .
وقال بعضهم -فيما حكاه السهيلي-: سميت بذلك لأن الجنة التي في قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=19فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون [القلم: 19]. هي الطائف، اقتلعها جبريل من موضعها فأصبحت كالصريم وهو الليل، أصبح موضعها كذلك، ثم سار بها إلى مكة فطاف بها حول البيت ثم أنزلها حيث الطائف اليوم، فسميت باسم الطائف التي طاف عليها وبها، وكانت بقرب صنعاء ومن ثم كان الماء والشجر بالطائف دون ما حولها من الأرضين، وكانت هذه الجنة بعد عيسى - عليه السلام - بيسير .
[ ص: 479 ] وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الباب أحاديث:
أحدها:
حديث زينب ابنة أبي سلمة، عن أمها nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة: nindex.php?page=hadith&LINKID=653980دخل علي النبي - صلى الله عليه وسلم - وعندي مخنث، فسمعته يقول لعبد الله بن أبي أمية: يا عبد الله، أرأيت إن فتح الله عليكم الطائف غدا فعليك بابنة غيلان، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخلن هؤلاء عليكم". قال nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة: وقال nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج: المخنث: هيت. وفي لفظ: وهو محاصر الطائف يومئذ.
الكلام عليه من وجوه:
أحدها:
المخنث: بكسر النون أفصح، وإن كان الأشهر الفتح، وهو الذي خلقه خلق النساء في حركاته وهيئاته وكلامه ونحو ذلك. ثم من يكون ذلك خلق فيه فلا ذم عليه ومن تكلفه فهو المذموم، سمي مخنثا لانكسار كلامه ولينه. يقال: خنثت الشيء إذا عطفته.
ثانيها:
ابنة غيلان اسمها بادية -بمثناة تحت قبل الهاء- وقيل: بالنون.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم : أسلمت وسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الاستحاضة، بنت غيلان بن سلمة بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسي هو ثقيف. وأم غيلان: سبيعة بنت عبد شمس، أسلم يوم فتح الطائف ولم يهاجر، وكان عنده عشر نسوة فأمره - عليه السلام - أن يتخير منهن أربعا، وكان nindex.php?page=showalam&ids=16776غيلان أحد وجوه ثقيف ومقدميهم، وفد على كسرى فقال له: أي ولدك أحب إليك، فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى
[ ص: 480 ] يبرأ والغائب حتى يئوب فقال كسرى: مالك ولهذا الكلام؟ هذا كلام الحكماء، وأنت من قوم جفاة لا حكمة فيهم. فما غذاؤك؟ قال: خبز البر، قال: هذا العقل من البر لا من اللبن والتمر!
(هيت) بكسر الهاء، وروي بخط بعضهم فتحها ثم مثناة تحت ثم مثناة فوق. قال nindex.php?page=showalam&ids=13145ابن درستويه: صوابه بنون ثم باء موحدة، قال: وما سواه تصحيف، قال: والهنب: الأحمق، وقيل: اسمه ماتع -بالتاء المثناة فوق- وهو ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12168أبو موسى المديني في "الصحابة"، حيث قال: اسم هيت: ماتع. وجاء في حديث أنه غربه مع هنب إلى الحمى، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: إلى روضة خاخ، وقيل: إنه بألف ثم نون مشددة ثم هاء، كان بالمدينة، وهي إلى حمراء الأسد، وفي nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث واثلة أنه - صلى الله عليه وسلم - أخرج أنجشة، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فلانا . وكانوا هؤلاء على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان فيهم لين في القول وخضابة في الأيدي والأرجل ولا يرمون بفاحشة، وربما لعب بعضهم بالكرج .
[ ص: 481 ] وفي "مراسيل nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود" أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - رأى لاعبا بالكرج، فقال: لولا أني رأيت هذا يلعب به على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفيته من المدينة .
وبالمدينة آخر اسمه: هدم، بكسر الهاء ثم دال مهملة ساكنة.
وعند أبي موسى: نفى أبو بكر ماتعا إلى فدك، وليس بها يومئذ أحد من المسلمين، وظاهر تعدد المكان المنفي إليه اختلاف الواقعة.
فائدة:
(هيت) مولى عبد الله بن أبي أمية المذكور معه في هذا الحديث، وعبد الله هذا أخو أم سلمة.
رابعها:
قوله: (تقبل بأربع وتدبر بثمان) إنما قال: (بثمان) ولم يقل: بثمانية; لأنه أراد الأطراف وهي مذكرة، وأراد العكن واحدتها: عكنة، وهي مؤنثة، وهو من التأنيث المعنوي ولذلك قال أربع، ولم يقل: أربعة على تأنيث العدد. قال nindex.php?page=showalam&ids=13055ابن حبيب عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: معناه أن أعكانها وهي تراكب اللحم في البطن حتى ينعطف بعضها على بعض فهي في بطنها أربع طوابق وتبلغ أطرافها إلى خاصرتيها في كل جانب أربع.
ولابن الكلبي أنه قال بعد (وتدبر بثمان): مع ثغر كالأقحوان إن قعدت تبنت، وإن تكلمت تغنت. وفي لفظ: فإذا اضطجعت تمنت وإذا قامت ارتجت، هيفاء شموع نجلاء مع ثغر كأنه الأقحوان وتقبل بأربع وتدبر بثمان. ثم ذكر شعرا بين رجليها مثل الإناء المكفوف.
[ ص: 482 ] ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمع فقال: "لقد (غلغلت) في النظر إليها يا عبد الله" ثم أجلاه عن المدينة إلى الحمى، فلما فتحت الطائف تزوجها nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف فولدت له (بريهة) ، ولما قبض - صلى الله عليه وسلم - أبى أن يرده nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق، فلما ولي nindex.php?page=showalam&ids=2عمر قيل: إنه قد ضعف وكبر فاحتاج، فأذن له أن يدخل كل جمعة فيسأل الناس ويرجع إلى مكانه .
خامسها:
هذا الحديث أصل في نفي كل من يتأذى به. وفي "صحيح nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان" عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - وهيت ينعت امرأة من يهود، فأخرجه - صلى الله عليه وسلم -، فكان بالبيداء يدخل كل يوم جمعة يستطعم . وفي "صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم": nindex.php?page=hadith&LINKID=661057كان يدخل على نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - مخنث وكانوا يعدونه من غير أولي الإربة من الرجال، قال: فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو عند بعض نسائه، وهو ينعت امرأة. وفيه: "ألا أرى هذا يعرف ما ههنا، لا يدخلن عليكم" قال: فحجبه .
وفي لفظ عند أبي موسى: لا يرى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يفطن لشيء من أمر النساء مما يفطن له الرجال، ويرى أنه له في ذلك إربة. وفيه: "ألا أرى هذا الخبيث يفطن لما أسمع منه".
[ ص: 483 ] وفي "مسند nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص" nindex.php?page=hadith&LINKID=936510أنه خطب امرأة بمكة وهو مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ليس عندي من يراها ولا من يخبرني عنها، فقال هيت: أنا أنعتها: إذا أقبلت أقبلت بست وإذا أدبرت أدبرت بأربع. وكان يدخل على سودة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أراه إلا منكرا" فمنعه ولما قدم المدينة نفاه .
nindex.php?page=showalam&ids=11998ولأبي داود من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - nindex.php?page=hadith&LINKID=676203أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بمخنث قد خضب يديه ورجليه، فقيل: يا رسول الله، هذا يتشبه بالنساء فنفاه إلى (النقيع) ، فقيل: ألا تقتله؟ فقال: "إني نهيت عن قتل المصلين" .
أسلفنا أن مخنثا قال الكلام السالف لعبد الله بن أبي أمية nindex.php?page=showalam&ids=38ولعبد الرحمن بن عوف وفي "تاريخ nindex.php?page=showalam&ids=16142أبي الفرج الأصبهاني" قيل ذلك nindex.php?page=showalam&ids=5842لعمر بن أبي سلمة ابن أم سلمة، أو لأخيه سلمة، وذكر يونس بن بكير، عن ابن
[ ص: 484 ] إسحاق: أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مولى لخالته يقال له: ماتع، وكان يكون بمنزله فسمعه يقول nindex.php?page=showalam&ids=22لخالد بن الوليد: إن فتح الله عليكم غدا الطائف أدلك على ابنة غيلان، فذكره، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان عن ماتع. قاله.
الخالة اسمها فاختة بنت عمرو بن عائذ . قال nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي: فغربه - صلى الله عليه وسلم - هو وهيت إلى روضة خاخ، فلما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخلا مع الناس، فلما ولي nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق أخرجهما، فلما توفي دخلا، فلما ولي nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أخرجهما، فلما قتل دخلا. وفي "معرفة الصحابة" لأبي منصور الباوردي من حديث إبراهيم بن مهاجر عن أبي بكر بن حفص، قال: قالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها لمخنث كان بالمدينة -يقال له: أنة- ألا تدلنا على امرأة نخطبها على nindex.php?page=showalam&ids=72عبد الرحمن بن أبي بكر؟ قال: بلى، إذا أقبلت فوصف كذا، وإذا أدبرت فوصف كذا. فسمعه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا أنة اخرج من المدينة إلى حمراء الأسد، فليكن بها منزلك، ولا تدخل المدينة".
ثامنها:
فيه كما قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب: حجة لمن أجاز nindex.php?page=treesubj&link=27258بيع الأعيان الغائبة على الصفة كما قاله nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك خلافا nindex.php?page=showalam&ids=13790للشافعي، و [لو] لم تكن الصفة في هذا الحديث تعني: الرؤية; لم ينهه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الدخول على النساء، وقد يقاس عليه الخصي والمجبوب.
وفيه: nindex.php?page=treesubj&link=17587زجر من تشبه بالنساء وردعه، nindex.php?page=treesubj&link=17587وتشبه الرجال بالنساء وعكسه عند القصد حرام.
[ ص: 485 ] تاسعها:
قوله: ("لا يدخلن هؤلاء عليكم") هل هو على التنزيه أو التحريم؟ قيل بالأول; لأنه لم يظهر فيه ما يدل أنه أراد ذلك لنفسه، وإنما ظهر منه الوصف فقط، وقيل بالثاني.
الحديث الثاني:
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن عبد الله، نا nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان -هو ابن عيينة، عن عمرو، عن أبي العباس- هو السائب بن فروخ الشاعر الأعمى، عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله ابن عمرو قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=653981لما حاصر النبي - صلى الله عليه وسلم - الطائف فلم ينل منهم شيئا قال: "إنا قافلون إن شاء الله". فثقل عليهم وقالوا: نذهب ولا نفتحه - وقال مرة: "نقفل" -فقال: "اغدوا على القتال". فغدوا فأصابهم جراح، فقال: "إنا قافلون غدا إن شاء الله". فأعجبهم، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال سفيان مرة: فتبسم. قال nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي: ثنا سفيان بالخبر كله. أي: أخبرنا بجميع الحديث بلفظ: أنا وأخبرني، لا بغيره. وكان مدة المحاصرة ثمانية عشر يوما، فيما ذكره ابن سعد ، ويقال: خمسة عشر يوما، وقال ابن هشام سبعة عشر يوما . وعن nindex.php?page=showalam&ids=17134مكحول nindex.php?page=hadith&LINKID=76179أنه - عليه السلام - نصب المنجنيق على أهل الطائف أربعين يوما ، وفي "الجمع بين الصحيحين" لأبي نعيم الحداد: nindex.php?page=treesubj&link=29337حصار الطائف كان أربعين ليلة.
[ ص: 486 ] وروى يونس عن nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق: ثلاثين ليلة أو قريبا من ذلك. وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي: بضعا وعشرين ليلة.
وفي "السير" nindex.php?page=showalam&ids=16043لسليمان بن طرخان أبي المعتمر: حاصرهم شهرا.
وعند nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري: بضع عشرة ليلة .
وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم .
وفي "الاكتفاء" لأبي الربيع بن سالم: عشرين يوما.
فائدة:
اختلف الحفاظ في هذا الحديث هل هو عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر بن الخطاب أو nindex.php?page=showalam&ids=13ابن عمرو؟ .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في "إكليله": رواية الحفاظ عن سفيان على الأول وهو الصواب.
ورواه المتأخرون من أصحابه على الثاني.
[ ص: 487 ] وقد شفا nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي حيث قال في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله: ابن عمر بن الخطاب . وأبو العباس الشاعر بالثاني أشهر ، إلا أن هذا الحديث عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر، ثم رواه من طريق: nindex.php?page=showalam&ids=14273الدارمي، عن nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني، ثنا سفيان غير مرة، [عن nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار] ، عن أبي العباس الشاعر، عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر بن الخطاب.
وأما nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم فأخرجه على الوهم عن جماعة من المتأخرين عن سفيان، وقال: nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو .
وقال الجياني: وقع عند nindex.php?page=showalam&ids=13722الأصيلي والنسفي: nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو وقرئ على أبي زيد فرواه بضم العين وهو الصواب [وقد غلط في] هذا كثير من الناس منهم nindex.php?page=showalam&ids=16604ابن المديني، وخطئ فرجع، ولما ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني القولين قال: الصواب nindex.php?page=showalam&ids=2ابن الخطاب.
وفي مسند nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر خرجه أبو مسعود وغيره في "الأطراف" .
[ ص: 488 ] الحديث الثالث:
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن عاصم: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=12081أبا عثمان: nindex.php?page=hadith&LINKID=653982سمعت سعدا -وهو nindex.php?page=treesubj&link=31438_34020_29337أول من رمى بسهم في سبيل الله- وأبا بكرة -وكان تسور حصن الطائف في أناس، فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالا: سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام".
قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري: وقال هشام: نا nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، عن عاصم، عن nindex.php?page=showalam&ids=11873أبي العالية -أي: زياد بن فيروز -أو nindex.php?page=showalam&ids=12081أبي عثمان النهدي قال: سمعت سعدا وأبا بكرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال عاصم: قلت: لقد شهد عندك رجلان حسبك بهما. قال: أجل، أما أحدهما فأول من رمى بسهم في سبيل الله، وأما الآخر: فنزل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثالث ثلاثة وعشرين من الطائف.
قلت: قد سمي بعضهم، ذكر ابن سعد في "طبقاته" أنه خرج إليه منهم بضعة عشر رجلا . قال السهيلي: منهم الأزرق -عبد الحارث ابن كلدة المتطبب زوج سمية مولاة الحارث وأم زياد- والمنبعث وكان اسمه المضطجع فبدل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اسمه، ومنهم: يحنس النبال ووردان جد الفرات بن زيد بن وردان، وإبراهيم بن جابر وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولاء هؤلاء العبيد لسادتهم حين أسلموا، ومنهم: نافع بن مسروح، ونافع مولى غيلان .
[ ص: 489 ] وأما nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة فقال: لم يخرج أحد من الطائف غير nindex.php?page=showalam&ids=130أبي بكرة فأعتقه، وتبعه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي وغيرهما، ويحمل على أنه خرج وحده أولا، وهو مبين كذلك في كتاب: الجهاد، ثم خرج بعده جماعة، وعن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري: لم يخرج إليه (...) زياد.
فائدة: nindex.php?page=showalam&ids=130 (أبو بكرة) اسمه نفيع بن الحارث، كناه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك; لأنه تدلى ببكرة من حصن الطائف وأخبره بذلك .
الحديث الرابع:
حديث أبي موسى - رضي الله عنه - قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو نازل بالجعرانة بين مكة والمدينة ومعه nindex.php?page=showalam&ids=115بلال، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - أعرابي فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني؟ فقال له: "أبشر". فقال: قد أكثرت علي من أبشر الحديث.
اعترض nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي، فقال: قوله: (بين مكة والمدينة) وهم، وإنما هو بين مكة والطائف .
الحديث الخامس:
حديث يعلى في الجبة، للمتضمخ بالطيب، سلف في: الحج .
[ ص: 490 ] الحديث السادس:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=4804عبد الله بن زيد بن عاصم: لما أفاء الله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين قسم في الناس .. الحديث بطوله، والعالة: الفقراء، عال: إذا افتقر، يعيل.
الحديث السابع:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس مثله سلف أيضا في أواخر الخمس .
وقوله: (فجمعهم في قبة من أدم) جمع: أديم، وهو الجلد الذي تم دباغه.
قال السيرافي: لم يجمع فعيل على فعل إلا أديم وأدم، وأفيق وأفق، وقضيم وقضم، والقضم: الصحيفة، والأفق: الجلد الذي تم دباغه.
وقوله: (فقال: "إن قريشا حديث عهد بجاهلية") كذا وقع. والوجه: حديثو، كما نبه عليه nindex.php?page=showalam&ids=14299الدمياطي بخطه .
الحديث الثامن: -بعد ما سلف-:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل، عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=653990لما قسم النبي - صلى الله عليه وسلم - قسمة حنين، قال رجل من الأنصار: ما أراد بهذا وجه الله. فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فتغير وجهه وقال: "رحمة الله على موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر". ثم ذكر بعده حديث nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل أيضا عنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=653991لما كان يوم حنين آثر النبي - صلى الله عليه وسلم - ناسا، أعطى الأقرع مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى ناسا، فقال رجل: ما أريد بهذه
[ ص: 491 ] القسمة وجه الله. فقلت: لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "رحمة الله على موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر".
وقد سلف في الخمس .
قوله: (قال رجل من الأنصار): هو غريب، وأما التميمي الذي قال له: اعدل. فهو ذو الخويصرة كما ذكره في الحديث، كما نبه عليه السهيلي -وهو غير ذي الخويصرة اليماني الذي بال في المسجد، وقال: اللهم ارحمني ومحمدا - وقد سلف قريبا في باب علامات النبوة أيضا . ويذكر عن ابن سعد كاتب الواقدي: أنه حرقوص بن زهير السعدي من سعد تميم، وكان لحرقوص هذا مشاهد كثيرة محمودة في حرب العراق مع الفرس أيام nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، ثم كان خارجيا، ولقد قال - صلى الله عليه وسلم - فيه: "إنه سيكون من ضئضئي هذا قوم تحتقرون صلاتكم إلى صلاتهم" وذكر صفة الخوارج ، وليس ذو الخويصرة هذا هو ذو الثدية الذي قتله علي بالنهروان، ذلك اسمه nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ذكره nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود ، أي: مترجما له على من سماه حرقوصا، والذي ذكره جماعة أنه حرقوص، وروي أن قائل ذلك كان أسود يوم خيبر، وقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه لا يدخل النار من شهد بدرا والحديبية حاشا رجلا معروفا منهم، قيل: هو حرقوص السعدي.
[ ص: 492 ] فصل :
ينعطف على غزوة الطائف: لما خرج - عليه السلام - من حنين يريد الطائف، وقدم nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد على مقدمته، وقد كانت ثقيف رموا حصنهم وأدخلوا فيه ما يصلحهم لسنة، فلما انهزموا من أوطاس دخلوا حصنهم وأغلقوا عليهم وتهيأوا للقتال. وسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزل قريبا من حصنه وعسكر هناك، فرموا المسلمين بالنبل رميا شديدا. كأنه رجل جراد حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحة، وقتل منهم اثنا عشر رجلا، فارتفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى موضع مسجد الطائف اليوم، وكان معه من نسائه nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة وزينب، فضرب لهما قبتين، وكان يصلي بين القبتين حصار الطائف كله، فحاصرهم ثمانية عشر يوما -كما سلف- ونصب عليهم المنجنيق، وهو أول ما رمي به في الإسلام، فيما ذكر ابن هشام.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق: حتى إذا كان يوم الشدخة عند جدار الطائف، دخل نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت دبابة ثم زحفوا إلى جدار الطائف; ليخرقوه فأرسلت عليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنار، فخرجوا من تحتها، فرمتهم ثقيف بالنبل، فقتلوا منهم رجالا، فأمر - عليه السلام - بقطع أعناب ثقيف فوقع الناس فيها يقطعون .
[ ص: 493 ] قال ابن سعد: ثم سألوه أن يدعها لله وللرحم، فقال - عليه السلام -: "إني أدعها لله وللرحم".
ونادى مناديه: أيما عبد نزل من حصن وخرج إلينا فهو حر. فخرج منهم بضعة عشر رجلا -كما سلف- فأعتقهم رسول الله ودفع كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه ، فشق ذلك على أهل الطائف مشقة شديدة فاستشار - عليه السلام - نوفل بن معاوية الديلي، فقال: "ما ترى؟ ". قال: ثعلب في جحر إن أقمت عليه أخذته، وإن تركته لم يضرك.
فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب، فأذن في الناس بالرحيل فضج من ذلك الناس فقالوا: نرحل ولم تفتح علينا الطائف؟ فقال - عليه السلام -: "فاغدوا غدا على القتال" فغدوا فأصابت المسلمين جراحات فقال - عليه السلام -: "إنا قافلون إن شاء الله" فسروا بذلك وأذعنوا، وجعلوا يرحلون ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحك. وقال لهم: "قولوا: لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده" فلما ارتحلوا واستقلوا قال: "قولوا: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون" وقيل: يارسول الله، ادع الله على ثقيف. فقال: "اللهم اهد ثقيفا وائت بهم" .
فائدة: استشهد بالطائف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعيد بن سعيد بن العاص، وعرفطة بن الحباب ، وعبد الله بن أبي بكر الصديق، رمي بسهم فمات منه بالمدينة بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وخلق.
[ ص: 494 ] فصل:
خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الطائف إلى الجعرانة، وبها قسم غنائم حنين.
قال ابن سعد: ثم بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هلال المحرم سنة تسع المصدقين يصدقون العرب، فبعث عيينة بن حصن إلى بني تميم، وبريدة بن الحصيب إلى أسلم وغفار وغيرهما، وأمر بأخذ العفو منهم وتوق كرائم أموالهم.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق: بعث المهاجر بن أبي أمية إلى صنعاء، فخرج عليه العنسي وهو بها، وفرق صدقات بني سعد على رجلين: الزبرقان بن بدر على ناحية، وقيس بن عاصم على ناحية، والعلاء بن الحضرمي على البحرين، وبعث nindex.php?page=showalam&ids=8عليا على نجران; ليجمع صدقاتهم ويقدم عليه بجزيتهم.
ثم بعث عيينة بن حصن الفزاري إلى بني تميم في خمسين فارسا من العرب ليس فيهم قرشي ولا أنصاري وكانوا فيما بين السقيا وأرض بني تميم في المحرم سنة تسع فغنموا، ورد إليهم فأسلموا، وأهل خواصهم.
فصل:
قال ابن سعد: وسرية قطبة بن عامر إلى خثعم في صفر سنة تسع في عشرين رجلا فغنمها، ثم سرية الضحاك بن سفيان الكلابي إلى بني كلاب في ربيع الأول سنة تسع، وسلفت سرية علقمة بن مجزز، وكانت إلى الحبشة في شهر ربيع الآخر سنة تسع كما سلف، وسلفت سرية علي أيضا وكانت إلى القلس: صنم طيء; ليهدمه في التاريخ المذكور فهدموه وغنموا، وفي السبي أخت عدي، وهرب عدي إلى الشام -كما سلف هناك.
[ ص: 495 ] فصل:
وكانت سرية nindex.php?page=showalam&ids=5735عكاشة بن محصن إلى الجناب: أرض عذرة وكانت في ربيع الآخر أيضا سنة تسع .
فصل:
خبر كعب بن زهير مع رسول - صلى الله عليه وسلم - وقصيدته المشهورة: بانت سعاد، كان بين رجوعه من الطائف وغزوة تبوك وقد ساقها nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق بعدها .
هو كما قال، قال ابن سعد: قالوا: لما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسير إلى الطائف بعث الطفيل بن عمرو إلى ذي الكفين صنم عمرو بن حممة الدوسي يهدمه، وأمره أن يستمد قومه ويوافيه بالطائف، فخرج سريعا إلى قومه فهدم ذا الكفين وجعل يحش النار في وجهه ويحرقه ويقول:
يا ذا الكفين لست من عبادكا
ميلادنا أكبر من ميلادكا
أنا (حشوت) النار في فؤادكا
[ ص: 478 ] قال: فانحدر معه من قومه أربعمائة سراعا فوافوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالطائف بعد مقدمه بأربعة أيام . وسمي الطائف; لأن الدمون ابن عبيد -كما قال هشام في "بلدانه" أو ابن الصدف كما قال البكري لما قتل ابن عمه nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بحضرموت وأقبل هاربا إلى وج وأتى مسعود بن معتب الثقفي، وكان تاجرا ذا مال، فقال: أحالفكم لتزوجوني وأزوجكم وأبني عليكم طوفا مثل الحائط لا يصل إليكم أحد من العرب، فبنى بذلك المال طوفا عليهم فسميت به الطائف .
وقال بعضهم -فيما حكاه السهيلي-: سميت بذلك لأن الجنة التي في قوله تعالى: nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=19فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون [القلم: 19]. هي الطائف، اقتلعها جبريل من موضعها فأصبحت كالصريم وهو الليل، أصبح موضعها كذلك، ثم سار بها إلى مكة فطاف بها حول البيت ثم أنزلها حيث الطائف اليوم، فسميت باسم الطائف التي طاف عليها وبها، وكانت بقرب صنعاء ومن ثم كان الماء والشجر بالطائف دون ما حولها من الأرضين، وكانت هذه الجنة بعد عيسى - عليه السلام - بيسير .
[ ص: 479 ] وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في الباب أحاديث:
أحدها:
حديث زينب ابنة أبي سلمة، عن أمها nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة: nindex.php?page=hadith&LINKID=653980دخل علي النبي - صلى الله عليه وسلم - وعندي مخنث، فسمعته يقول لعبد الله بن أبي أمية: يا عبد الله، أرأيت إن فتح الله عليكم الطائف غدا فعليك بابنة غيلان، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخلن هؤلاء عليكم". قال nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة: وقال nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج: المخنث: هيت. وفي لفظ: وهو محاصر الطائف يومئذ.
الكلام عليه من وجوه:
أحدها:
المخنث: بكسر النون أفصح، وإن كان الأشهر الفتح، وهو الذي خلقه خلق النساء في حركاته وهيئاته وكلامه ونحو ذلك. ثم من يكون ذلك خلق فيه فلا ذم عليه ومن تكلفه فهو المذموم، سمي مخنثا لانكسار كلامه ولينه. يقال: خنثت الشيء إذا عطفته.
ثانيها:
ابنة غيلان اسمها بادية -بمثناة تحت قبل الهاء- وقيل: بالنون.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12180أبو نعيم : أسلمت وسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الاستحاضة، بنت غيلان بن سلمة بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسي هو ثقيف. وأم غيلان: سبيعة بنت عبد شمس، أسلم يوم فتح الطائف ولم يهاجر، وكان عنده عشر نسوة فأمره - عليه السلام - أن يتخير منهن أربعا، وكان nindex.php?page=showalam&ids=16776غيلان أحد وجوه ثقيف ومقدميهم، وفد على كسرى فقال له: أي ولدك أحب إليك، فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى
[ ص: 480 ] يبرأ والغائب حتى يئوب فقال كسرى: مالك ولهذا الكلام؟ هذا كلام الحكماء، وأنت من قوم جفاة لا حكمة فيهم. فما غذاؤك؟ قال: خبز البر، قال: هذا العقل من البر لا من اللبن والتمر!
(هيت) بكسر الهاء، وروي بخط بعضهم فتحها ثم مثناة تحت ثم مثناة فوق. قال nindex.php?page=showalam&ids=13145ابن درستويه: صوابه بنون ثم باء موحدة، قال: وما سواه تصحيف، قال: والهنب: الأحمق، وقيل: اسمه ماتع -بالتاء المثناة فوق- وهو ما ذكره nindex.php?page=showalam&ids=12168أبو موسى المديني في "الصحابة"، حيث قال: اسم هيت: ماتع. وجاء في حديث أنه غربه مع هنب إلى الحمى، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي: إلى روضة خاخ، وقيل: إنه بألف ثم نون مشددة ثم هاء، كان بالمدينة، وهي إلى حمراء الأسد، وفي nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني من حديث واثلة أنه - صلى الله عليه وسلم - أخرج أنجشة، وأخرج nindex.php?page=showalam&ids=2عمر فلانا . وكانوا هؤلاء على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان فيهم لين في القول وخضابة في الأيدي والأرجل ولا يرمون بفاحشة، وربما لعب بعضهم بالكرج .
[ ص: 481 ] وفي "مراسيل nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود" أن nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - رأى لاعبا بالكرج، فقال: لولا أني رأيت هذا يلعب به على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفيته من المدينة .
وبالمدينة آخر اسمه: هدم، بكسر الهاء ثم دال مهملة ساكنة.
وعند أبي موسى: نفى أبو بكر ماتعا إلى فدك، وليس بها يومئذ أحد من المسلمين، وظاهر تعدد المكان المنفي إليه اختلاف الواقعة.
فائدة:
(هيت) مولى عبد الله بن أبي أمية المذكور معه في هذا الحديث، وعبد الله هذا أخو أم سلمة.
رابعها:
قوله: (تقبل بأربع وتدبر بثمان) إنما قال: (بثمان) ولم يقل: بثمانية; لأنه أراد الأطراف وهي مذكرة، وأراد العكن واحدتها: عكنة، وهي مؤنثة، وهو من التأنيث المعنوي ولذلك قال أربع، ولم يقل: أربعة على تأنيث العدد. قال nindex.php?page=showalam&ids=13055ابن حبيب عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك: معناه أن أعكانها وهي تراكب اللحم في البطن حتى ينعطف بعضها على بعض فهي في بطنها أربع طوابق وتبلغ أطرافها إلى خاصرتيها في كل جانب أربع.
ولابن الكلبي أنه قال بعد (وتدبر بثمان): مع ثغر كالأقحوان إن قعدت تبنت، وإن تكلمت تغنت. وفي لفظ: فإذا اضطجعت تمنت وإذا قامت ارتجت، هيفاء شموع نجلاء مع ثغر كأنه الأقحوان وتقبل بأربع وتدبر بثمان. ثم ذكر شعرا بين رجليها مثل الإناء المكفوف.
[ ص: 482 ] ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمع فقال: "لقد (غلغلت) في النظر إليها يا عبد الله" ثم أجلاه عن المدينة إلى الحمى، فلما فتحت الطائف تزوجها nindex.php?page=showalam&ids=38عبد الرحمن بن عوف فولدت له (بريهة) ، ولما قبض - صلى الله عليه وسلم - أبى أن يرده nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق، فلما ولي nindex.php?page=showalam&ids=2عمر قيل: إنه قد ضعف وكبر فاحتاج، فأذن له أن يدخل كل جمعة فيسأل الناس ويرجع إلى مكانه .
خامسها:
هذا الحديث أصل في نفي كل من يتأذى به. وفي "صحيح nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان" عن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - وهيت ينعت امرأة من يهود، فأخرجه - صلى الله عليه وسلم -، فكان بالبيداء يدخل كل يوم جمعة يستطعم . وفي "صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم": nindex.php?page=hadith&LINKID=661057كان يدخل على نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - مخنث وكانوا يعدونه من غير أولي الإربة من الرجال، قال: فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو عند بعض نسائه، وهو ينعت امرأة. وفيه: "ألا أرى هذا يعرف ما ههنا، لا يدخلن عليكم" قال: فحجبه .
وفي لفظ عند أبي موسى: لا يرى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يفطن لشيء من أمر النساء مما يفطن له الرجال، ويرى أنه له في ذلك إربة. وفيه: "ألا أرى هذا الخبيث يفطن لما أسمع منه".
[ ص: 483 ] وفي "مسند nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص" nindex.php?page=hadith&LINKID=936510أنه خطب امرأة بمكة وهو مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ليس عندي من يراها ولا من يخبرني عنها، فقال هيت: أنا أنعتها: إذا أقبلت أقبلت بست وإذا أدبرت أدبرت بأربع. وكان يدخل على سودة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أراه إلا منكرا" فمنعه ولما قدم المدينة نفاه .
nindex.php?page=showalam&ids=11998ولأبي داود من حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - nindex.php?page=hadith&LINKID=676203أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بمخنث قد خضب يديه ورجليه، فقيل: يا رسول الله، هذا يتشبه بالنساء فنفاه إلى (النقيع) ، فقيل: ألا تقتله؟ فقال: "إني نهيت عن قتل المصلين" .
أسلفنا أن مخنثا قال الكلام السالف لعبد الله بن أبي أمية nindex.php?page=showalam&ids=38ولعبد الرحمن بن عوف وفي "تاريخ nindex.php?page=showalam&ids=16142أبي الفرج الأصبهاني" قيل ذلك nindex.php?page=showalam&ids=5842لعمر بن أبي سلمة ابن أم سلمة، أو لأخيه سلمة، وذكر يونس بن بكير، عن ابن
[ ص: 484 ] إسحاق: أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مولى لخالته يقال له: ماتع، وكان يكون بمنزله فسمعه يقول nindex.php?page=showalam&ids=22لخالد بن الوليد: إن فتح الله عليكم غدا الطائف أدلك على ابنة غيلان، فذكره، وذكر nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان عن ماتع. قاله.
الخالة اسمها فاختة بنت عمرو بن عائذ . قال nindex.php?page=showalam&ids=15472الواقدي: فغربه - صلى الله عليه وسلم - هو وهيت إلى روضة خاخ، فلما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخلا مع الناس، فلما ولي nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق أخرجهما، فلما توفي دخلا، فلما ولي nindex.php?page=showalam&ids=2عمر أخرجهما، فلما قتل دخلا. وفي "معرفة الصحابة" لأبي منصور الباوردي من حديث إبراهيم بن مهاجر عن أبي بكر بن حفص، قال: قالت nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة رضي الله عنها لمخنث كان بالمدينة -يقال له: أنة- ألا تدلنا على امرأة نخطبها على nindex.php?page=showalam&ids=72عبد الرحمن بن أبي بكر؟ قال: بلى، إذا أقبلت فوصف كذا، وإذا أدبرت فوصف كذا. فسمعه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا أنة اخرج من المدينة إلى حمراء الأسد، فليكن بها منزلك، ولا تدخل المدينة".
ثامنها:
فيه كما قال nindex.php?page=showalam&ids=15351المهلب: حجة لمن أجاز nindex.php?page=treesubj&link=27258بيع الأعيان الغائبة على الصفة كما قاله nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك خلافا nindex.php?page=showalam&ids=13790للشافعي، و [لو] لم تكن الصفة في هذا الحديث تعني: الرؤية; لم ينهه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الدخول على النساء، وقد يقاس عليه الخصي والمجبوب.
وفيه: nindex.php?page=treesubj&link=17587زجر من تشبه بالنساء وردعه، nindex.php?page=treesubj&link=17587وتشبه الرجال بالنساء وعكسه عند القصد حرام.
[ ص: 485 ] تاسعها:
قوله: ("لا يدخلن هؤلاء عليكم") هل هو على التنزيه أو التحريم؟ قيل بالأول; لأنه لم يظهر فيه ما يدل أنه أراد ذلك لنفسه، وإنما ظهر منه الوصف فقط، وقيل بالثاني.
الحديث الثاني:
حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن عبد الله، نا nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان -هو ابن عيينة، عن عمرو، عن أبي العباس- هو السائب بن فروخ الشاعر الأعمى، عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله ابن عمرو قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=653981لما حاصر النبي - صلى الله عليه وسلم - الطائف فلم ينل منهم شيئا قال: "إنا قافلون إن شاء الله". فثقل عليهم وقالوا: نذهب ولا نفتحه - وقال مرة: "نقفل" -فقال: "اغدوا على القتال". فغدوا فأصابهم جراح، فقال: "إنا قافلون غدا إن شاء الله". فأعجبهم، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال سفيان مرة: فتبسم. قال nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي: ثنا سفيان بالخبر كله. أي: أخبرنا بجميع الحديث بلفظ: أنا وأخبرني، لا بغيره. وكان مدة المحاصرة ثمانية عشر يوما، فيما ذكره ابن سعد ، ويقال: خمسة عشر يوما، وقال ابن هشام سبعة عشر يوما . وعن nindex.php?page=showalam&ids=17134مكحول nindex.php?page=hadith&LINKID=76179أنه - عليه السلام - نصب المنجنيق على أهل الطائف أربعين يوما ، وفي "الجمع بين الصحيحين" لأبي نعيم الحداد: nindex.php?page=treesubj&link=29337حصار الطائف كان أربعين ليلة.
[ ص: 486 ] وروى يونس عن nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق: ثلاثين ليلة أو قريبا من ذلك. وفي رواية nindex.php?page=showalam&ids=15097الكلبي: بضعا وعشرين ليلة.
وفي "السير" nindex.php?page=showalam&ids=16043لسليمان بن طرخان أبي المعتمر: حاصرهم شهرا.
وعند nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري: بضع عشرة ليلة .
وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13064ابن حزم .
وفي "الاكتفاء" لأبي الربيع بن سالم: عشرين يوما.
فائدة:
اختلف الحفاظ في هذا الحديث هل هو عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر بن الخطاب أو nindex.php?page=showalam&ids=13ابن عمرو؟ .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم في "إكليله": رواية الحفاظ عن سفيان على الأول وهو الصواب.
ورواه المتأخرون من أصحابه على الثاني.
[ ص: 487 ] وقد شفا nindex.php?page=showalam&ids=14171الحميدي حيث قال في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله: ابن عمر بن الخطاب . وأبو العباس الشاعر بالثاني أشهر ، إلا أن هذا الحديث عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر، ثم رواه من طريق: nindex.php?page=showalam&ids=14273الدارمي، عن nindex.php?page=showalam&ids=16604علي بن المديني، ثنا سفيان غير مرة، [عن nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار] ، عن أبي العباس الشاعر، عن nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر بن الخطاب.
وأما nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم فأخرجه على الوهم عن جماعة من المتأخرين عن سفيان، وقال: nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو .
وقال الجياني: وقع عند nindex.php?page=showalam&ids=13722الأصيلي والنسفي: nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو وقرئ على أبي زيد فرواه بضم العين وهو الصواب [وقد غلط في] هذا كثير من الناس منهم nindex.php?page=showalam&ids=16604ابن المديني، وخطئ فرجع، ولما ذكر nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني القولين قال: الصواب nindex.php?page=showalam&ids=2ابن الخطاب.
وفي مسند nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر خرجه أبو مسعود وغيره في "الأطراف" .
[ ص: 488 ] الحديث الثالث:
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة، عن عاصم: سمعت nindex.php?page=showalam&ids=12081أبا عثمان: nindex.php?page=hadith&LINKID=653982سمعت سعدا -وهو nindex.php?page=treesubj&link=31438_34020_29337أول من رمى بسهم في سبيل الله- وأبا بكرة -وكان تسور حصن الطائف في أناس، فجاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالا: سمعنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام".
قال nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري: وقال هشام: نا nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر، عن عاصم، عن nindex.php?page=showalam&ids=11873أبي العالية -أي: زياد بن فيروز -أو nindex.php?page=showalam&ids=12081أبي عثمان النهدي قال: سمعت سعدا وأبا بكرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال عاصم: قلت: لقد شهد عندك رجلان حسبك بهما. قال: أجل، أما أحدهما فأول من رمى بسهم في سبيل الله، وأما الآخر: فنزل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ثالث ثلاثة وعشرين من الطائف.
قلت: قد سمي بعضهم، ذكر ابن سعد في "طبقاته" أنه خرج إليه منهم بضعة عشر رجلا . قال السهيلي: منهم الأزرق -عبد الحارث ابن كلدة المتطبب زوج سمية مولاة الحارث وأم زياد- والمنبعث وكان اسمه المضطجع فبدل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اسمه، ومنهم: يحنس النبال ووردان جد الفرات بن زيد بن وردان، وإبراهيم بن جابر وجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولاء هؤلاء العبيد لسادتهم حين أسلموا، ومنهم: نافع بن مسروح، ونافع مولى غيلان .
[ ص: 489 ] وأما nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة فقال: لم يخرج أحد من الطائف غير nindex.php?page=showalam&ids=130أبي بكرة فأعتقه، وتبعه nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي وغيرهما، ويحمل على أنه خرج وحده أولا، وهو مبين كذلك في كتاب: الجهاد، ثم خرج بعده جماعة، وعن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري: لم يخرج إليه (...) زياد.
فائدة: nindex.php?page=showalam&ids=130 (أبو بكرة) اسمه نفيع بن الحارث، كناه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك; لأنه تدلى ببكرة من حصن الطائف وأخبره بذلك .
الحديث الرابع:
حديث أبي موسى - رضي الله عنه - قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو نازل بالجعرانة بين مكة والمدينة ومعه nindex.php?page=showalam&ids=115بلال، فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - أعرابي فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني؟ فقال له: "أبشر". فقال: قد أكثرت علي من أبشر الحديث.
اعترض nindex.php?page=showalam&ids=14277الداودي، فقال: قوله: (بين مكة والمدينة) وهم، وإنما هو بين مكة والطائف .
الحديث الخامس:
حديث يعلى في الجبة، للمتضمخ بالطيب، سلف في: الحج .
[ ص: 490 ] الحديث السادس:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=4804عبد الله بن زيد بن عاصم: لما أفاء الله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين قسم في الناس .. الحديث بطوله، والعالة: الفقراء، عال: إذا افتقر، يعيل.
الحديث السابع:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس مثله سلف أيضا في أواخر الخمس .
وقوله: (فجمعهم في قبة من أدم) جمع: أديم، وهو الجلد الذي تم دباغه.
قال السيرافي: لم يجمع فعيل على فعل إلا أديم وأدم، وأفيق وأفق، وقضيم وقضم، والقضم: الصحيفة، والأفق: الجلد الذي تم دباغه.
وقوله: (فقال: "إن قريشا حديث عهد بجاهلية") كذا وقع. والوجه: حديثو، كما نبه عليه nindex.php?page=showalam&ids=14299الدمياطي بخطه .
الحديث الثامن: -بعد ما سلف-:
حديث nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل، عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=653990لما قسم النبي - صلى الله عليه وسلم - قسمة حنين، قال رجل من الأنصار: ما أراد بهذا وجه الله. فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، فتغير وجهه وقال: "رحمة الله على موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر". ثم ذكر بعده حديث nindex.php?page=showalam&ids=16115أبي وائل أيضا عنه قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=653991لما كان يوم حنين آثر النبي - صلى الله عليه وسلم - ناسا، أعطى الأقرع مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى ناسا، فقال رجل: ما أريد بهذه
[ ص: 491 ] القسمة وجه الله. فقلت: لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "رحمة الله على موسى، قد أوذي بأكثر من هذا فصبر".
وقد سلف في الخمس .
قوله: (قال رجل من الأنصار): هو غريب، وأما التميمي الذي قال له: اعدل. فهو ذو الخويصرة كما ذكره في الحديث، كما نبه عليه السهيلي -وهو غير ذي الخويصرة اليماني الذي بال في المسجد، وقال: اللهم ارحمني ومحمدا - وقد سلف قريبا في باب علامات النبوة أيضا . ويذكر عن ابن سعد كاتب الواقدي: أنه حرقوص بن زهير السعدي من سعد تميم، وكان لحرقوص هذا مشاهد كثيرة محمودة في حرب العراق مع الفرس أيام nindex.php?page=showalam&ids=2عمر، ثم كان خارجيا، ولقد قال - صلى الله عليه وسلم - فيه: "إنه سيكون من ضئضئي هذا قوم تحتقرون صلاتكم إلى صلاتهم" وذكر صفة الخوارج ، وليس ذو الخويصرة هذا هو ذو الثدية الذي قتله علي بالنهروان، ذلك اسمه nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ذكره nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود ، أي: مترجما له على من سماه حرقوصا، والذي ذكره جماعة أنه حرقوص، وروي أن قائل ذلك كان أسود يوم خيبر، وقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه لا يدخل النار من شهد بدرا والحديبية حاشا رجلا معروفا منهم، قيل: هو حرقوص السعدي.
[ ص: 492 ] فصل :
ينعطف على غزوة الطائف: لما خرج - عليه السلام - من حنين يريد الطائف، وقدم nindex.php?page=showalam&ids=22خالد بن الوليد على مقدمته، وقد كانت ثقيف رموا حصنهم وأدخلوا فيه ما يصلحهم لسنة، فلما انهزموا من أوطاس دخلوا حصنهم وأغلقوا عليهم وتهيأوا للقتال. وسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزل قريبا من حصنه وعسكر هناك، فرموا المسلمين بالنبل رميا شديدا. كأنه رجل جراد حتى أصيب ناس من المسلمين بجراحة، وقتل منهم اثنا عشر رجلا، فارتفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى موضع مسجد الطائف اليوم، وكان معه من نسائه nindex.php?page=showalam&ids=54أم سلمة وزينب، فضرب لهما قبتين، وكان يصلي بين القبتين حصار الطائف كله، فحاصرهم ثمانية عشر يوما -كما سلف- ونصب عليهم المنجنيق، وهو أول ما رمي به في الإسلام، فيما ذكر ابن هشام.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق: حتى إذا كان يوم الشدخة عند جدار الطائف، دخل نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحت دبابة ثم زحفوا إلى جدار الطائف; ليخرقوه فأرسلت عليهم ثقيف سكك الحديد محماة بالنار، فخرجوا من تحتها، فرمتهم ثقيف بالنبل، فقتلوا منهم رجالا، فأمر - عليه السلام - بقطع أعناب ثقيف فوقع الناس فيها يقطعون .
[ ص: 493 ] قال ابن سعد: ثم سألوه أن يدعها لله وللرحم، فقال - عليه السلام -: "إني أدعها لله وللرحم".
ونادى مناديه: أيما عبد نزل من حصن وخرج إلينا فهو حر. فخرج منهم بضعة عشر رجلا -كما سلف- فأعتقهم رسول الله ودفع كل رجل منهم إلى رجل من المسلمين يمونه ، فشق ذلك على أهل الطائف مشقة شديدة فاستشار - عليه السلام - نوفل بن معاوية الديلي، فقال: "ما ترى؟ ". قال: ثعلب في جحر إن أقمت عليه أخذته، وإن تركته لم يضرك.
فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب، فأذن في الناس بالرحيل فضج من ذلك الناس فقالوا: نرحل ولم تفتح علينا الطائف؟ فقال - عليه السلام -: "فاغدوا غدا على القتال" فغدوا فأصابت المسلمين جراحات فقال - عليه السلام -: "إنا قافلون إن شاء الله" فسروا بذلك وأذعنوا، وجعلوا يرحلون ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحك. وقال لهم: "قولوا: لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده" فلما ارتحلوا واستقلوا قال: "قولوا: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون" وقيل: يارسول الله، ادع الله على ثقيف. فقال: "اللهم اهد ثقيفا وائت بهم" .
فائدة: استشهد بالطائف مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعيد بن سعيد بن العاص، وعرفطة بن الحباب ، وعبد الله بن أبي بكر الصديق، رمي بسهم فمات منه بالمدينة بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وخلق.
[ ص: 494 ] فصل:
خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الطائف إلى الجعرانة، وبها قسم غنائم حنين.
قال ابن سعد: ثم بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هلال المحرم سنة تسع المصدقين يصدقون العرب، فبعث عيينة بن حصن إلى بني تميم، وبريدة بن الحصيب إلى أسلم وغفار وغيرهما، وأمر بأخذ العفو منهم وتوق كرائم أموالهم.
قال nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق: بعث المهاجر بن أبي أمية إلى صنعاء، فخرج عليه العنسي وهو بها، وفرق صدقات بني سعد على رجلين: الزبرقان بن بدر على ناحية، وقيس بن عاصم على ناحية، والعلاء بن الحضرمي على البحرين، وبعث nindex.php?page=showalam&ids=8عليا على نجران; ليجمع صدقاتهم ويقدم عليه بجزيتهم.
ثم بعث عيينة بن حصن الفزاري إلى بني تميم في خمسين فارسا من العرب ليس فيهم قرشي ولا أنصاري وكانوا فيما بين السقيا وأرض بني تميم في المحرم سنة تسع فغنموا، ورد إليهم فأسلموا، وأهل خواصهم.
فصل:
قال ابن سعد: وسرية قطبة بن عامر إلى خثعم في صفر سنة تسع في عشرين رجلا فغنمها، ثم سرية الضحاك بن سفيان الكلابي إلى بني كلاب في ربيع الأول سنة تسع، وسلفت سرية علقمة بن مجزز، وكانت إلى الحبشة في شهر ربيع الآخر سنة تسع كما سلف، وسلفت سرية علي أيضا وكانت إلى القلس: صنم طيء; ليهدمه في التاريخ المذكور فهدموه وغنموا، وفي السبي أخت عدي، وهرب عدي إلى الشام -كما سلف هناك.
[ ص: 495 ] فصل:
وكانت سرية nindex.php?page=showalam&ids=5735عكاشة بن محصن إلى الجناب: أرض عذرة وكانت في ربيع الآخر أيضا سنة تسع .
فصل:
خبر كعب بن زهير مع رسول - صلى الله عليه وسلم - وقصيدته المشهورة: بانت سعاد، كان بين رجوعه من الطائف وغزوة تبوك وقد ساقها nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق بعدها .