4347 - وعنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " من تشبه بقوم فهو منهم " رواه أحمد ، وأبو داود .
كتاب اللباس
التالي
السابق
4347 - ( وعنه ) : أي عن ابن عمر ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( من تشبه بقوم ) : أي من وغيره ، أو بالفساق أو الفجار أو بأهل التصوف والصلحاء الأبرار . ( فهو منهم ) : أي في الإثم والخير . قال شبه نفسه بالكفار مثلا في اللباس الطيبي : هذا عام في الخلق والخلق والشعار ، ولما كان الشعار أظهر في التشبه ذكر في هذا الباب . قلت : بل الشعار هو المراد بالتشبه لا غير ، فإن الخلق الصوري لا يتصور فيه التشبه ، والخلق المعنوي لا يقال فيه التشبه ، بل هو التخلق ، هذا وقد حكى حكاية غريبة ولطيفة عجيبة ، وهي أنه لما أغرق الله - سبحانه - فرعون وآله لم يغرق مسخرته الذي كان يحاكي سيدنا موسى - عليه الصلاة والسلام - في لبسه وكلامه ومقالاته ، فيضحك فرعون وقومه من حركاته وسكناته ; فتضرع موسى إلى ربه : يا رب ! هذا كان يؤذي أكثر من بقية آل فرعون ، فقال الرب تعالى : ما أغرقناه ; فإنه كان لابسا مثل لباسك ، والحبيب لا يعذب من كان على صورة الحبيب ، فانظر من كان متشبها بأهل الحق على قصد الباطل حصل له نجاة صورية ، وربما أدت إلى النجاة المعنوية ، فكيف بمن يتشبه بأنبيائه وأوليائه على قصد التشرف والتعظيم ، وغرض المشابهة الصورية على وجه التكريم ؟ ، وقد بسط أنواع التشبه بالمعارف في ترجمة عوارف المعارف . ( رواه أحمد ، وأبو داود ) .