قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=69إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون
تقدم الكلام في هذا كله فلا معنى لإعادته . والذين هادوا معطوف ، وكذا
والصابئون معطوف على المضمر في هادوا في قول
الكسائي nindex.php?page=showalam&ids=13674والأخفش . قال
النحاس : سمعت
الزجاج يقول : وقد ذكر له قول
الأخفش nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : هذا خطأ من جهتين ; إحداهما أن المضمر المرفوع يقبح العطف عليه حتى يؤكد . والجهة الأخرى أن المعطوف
[ ص: 182 ] شريك المعطوف عليه فيصير المعنى أن
الصابئين قد دخلوا في
اليهودية وهذا محال ، وقال
الفراء : إنما جاز الرفع في
والصابئون لأن إن ضعيفة فلا تؤثر إلا في الاسم دون الخبر ; والذين هنا لا يتبين فيه الإعراب فجرى على جهة واحدة الأمران ، فجاز رفع الصابئين رجوعا إلى أصل الكلام . قال
الزجاج : وسبيل ما يتبين فيه الإعراب وما لا يتبين فيه الإعراب واحد ، وقال
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه : الرفع محمول على التقديم والتأخير ; والتقدير : إن الذين آمنوا والذين هادوا
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=69من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والصابئون
والنصارى كذلك ، وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه وهو نظيره :
وإلا فاعلموا أنا وأنتم بغاة ما بقينا في شقاق
وقال
ضابئ البرجمي :
فمن يك أمسى بالمدينة رحله فإني وقيار بها لغريب
وقيل : إن بمعنى " نعم "
فالصابئون مرتفع بالابتداء ، وحذف الخبر لدلالة الثاني عليه ، فالعطف يكون على هذا التقدير بعد تمام الكلام وانقضاء الاسم والخبر ، وقال
قيس الرقيات :
بكر العواذل في الصبا ح يلمنني وألومهنه
ويقلن شيب قد علا ك وقد كبرت فقلت إنه
قال
الأخفش : ( إنه ) بمعنى ( نعم ) ، وهذه ( الهاء ) أدخلت للسكت .
قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=69إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِي هَذَا كُلِّهِ فَلَا مَعْنَى لِإِعَادَتِهِ . وَالَّذِينَ هَادُوا مَعْطُوفٌ ، وَكَذَا
وَالصَّابِئُونَ مَعْطُوفٌ عَلَى الْمُضْمَرِ فِي هَادُوا فِي قَوْلِ
الْكِسَائِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=13674وَالْأَخْفَشِ . قَالَ
النَّحَّاسُ : سَمِعْتُ
الزَّجَّاجَ يَقُولُ : وَقَدْ ذُكِرَ لَهُ قَوْلُ
الْأَخْفَشِ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيِّ : هَذَا خَطَأٌ مِنْ جِهَتَيْنِ ; إِحْدَاهُمَا أَنَّ الْمُضْمَرَ الْمَرْفُوعَ يَقْبُحُ الْعَطْفُ عَلَيْهِ حَتَّى يُؤَكَّدَ . وَالْجِهَةُ الْأُخْرَى أَنَّ الْمَعْطُوفَ
[ ص: 182 ] شَرِيكُ الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ فَيَصِيرُ الْمَعْنَى أَنَّ
الصَّابِئِينَ قَدْ دَخَلُوا فِي
الْيَهُودِيَّةِ وَهَذَا مُحَالٌ ، وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : إِنَّمَا جَازَ الرَّفْعُ فِي
وَالصَّابِئُونَ لِأَنَّ إِنَّ ضَعِيفَةٌ فَلَا تُؤَثِّرُ إِلَّا فِي الِاسْمِ دُونَ الْخَبَرِ ; وَالَّذِينَ هُنَا لَا يَتَبَيَّنُ فِيهِ الْإِعْرَابُ فَجَرَى عَلَى جِهَةٍ وَاحِدَةٍ الْأَمْرَانِ ، فَجَازَ رَفْعُ الصَّابِئِينَ رُجُوعًا إِلَى أَصْلِ الْكَلَامِ . قَالَ
الزَّجَّاجُ : وَسَبِيلُ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهِ الْإِعْرَابُ وَمَا لَا يَتَبَيَّنُ فِيهِ الْإِعْرَابُ وَاحِدٌ ، وَقَالَ
الْخَلِيلُ nindex.php?page=showalam&ids=16076وَسِيبَوَيْهِ : الرَّفْعُ مَحْمُولٌ عَلَى التَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ ; وَالتَّقْدِيرُ : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=69مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ وَالصَّابِئُونَ
وَالنَّصَارَى كَذَلِكَ ، وَأَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ وَهُوَ نَظِيرُهُ :
وَإِلَّا فَاعْلَمُوا أَنَّا وَأَنْتُمْ بُغَاةٌ مَا بَقِينَا فِي شِقَاقِ
وَقَالَ
ضَابِئُ الْبُرْجُمِيُّ :
فَمَنْ يَكُ أَمْسَى بِالْمَدِينَةِ رَحْلُهُ فَإِنِّي وَقَيَّارٌ بِهَا لَغَرِيبُ
وَقِيلَ : إِنَّ بِمَعْنَى " نَعَمْ "
فَالصَّابِئُونَ مُرْتَفِعٌ بِالِابْتِدَاءِ ، وَحُذِفَ الْخَبَرُ لِدَلَالَةِ الثَّانِي عَلَيْهِ ، فَالْعَطْفُ يَكُونُ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ بَعْدَ تَمَامِ الْكَلَامِ وَانْقِضَاءِ الِاسْمِ وَالْخَبَرِ ، وَقَالَ
قَيْسُ الرُّقَيَّاتِ :
بَكَرَ الْعَوَاذِلُ فِي الصَّبَا حَ يَلُمْنَنِي وَأَلُومُهُنَّهْ
وَيَقُلْنَ شَيْبٌ قَدْ عَلَا كَ وَقَدْ كَبِرْتَ فَقُلْتُ إِنَّهْ
قَالَ
الْأَخْفَشُ : ( إِنَّهْ ) بِمَعْنَى ( نَعَمْ ) ، وَهَذِهِ ( الْهَاءُ ) أُدْخِلَتْ لِلسَّكْتِ .