[ ص: 408 ] قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=70يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=71وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم
فيه ثلاث مسائل :
الأولى :
nindex.php?page=treesubj&link=28979قوله تعالى nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=70ياأيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى قيل : الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه . وقيل : له وحده . وقال
ابن عباس رضي الله عنه : الأسرى في هذه الآية عباس وأصحابه . قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : آمنا بما جئت به ، ونشهد أنك رسول الله ، لننصحن لك على قومك ، فنزلت هذه الآية . وقد تقدم بطلان هذا من قول
مالك . وفي مصنف
أبي داود عن
ابن عباس رضي الله عنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=836282أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل فداء أهل الجاهلية يوم بدر أربعمائة . وعن
ابن إسحاق :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836283بعثت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في فداء أسراهم ، ففدى كل قوم أسيرهم بما رضوا . وقال
العباس :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836284يا رسول الله ، إني قد كنت مسلما . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الله أعلم بإسلامك فإن يكن كما تقول فالله يجزيك بذلك فأما ظاهر أمرك فكان علينا فافد نفسك وابني أخويك نوفل بن الحارث بن عبد المطلب nindex.php?page=showalam&ids=222وعقيل بن أبي طالب وحليفك عتبة بن عمرو أخا بني الحارث بن فهر . وقال : ما ذاك عندي يا رسول الله . قال : فأين المال الذي دفنته أنت nindex.php?page=showalam&ids=11696وأم الفضل فقلت لها إن أصبت في سفري هذا فهذا المال لبني الفضل وعبد الله وقثم ؟ فقال : يا رسول الله ، إني لأعلم أنك رسول الله ، إن هذا لشيء ما علمه غيري وغير أم الفضل ، فاحسب لي يا رسول الله ما أصبتم مني عشرين أوقية من مال كان معي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ، ذاك شيء أعطانا الله منك . ففدى نفسه وابني أخويه وحليفه ، وأنزل الله فيه : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=70ياأيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى الآية . قال
ابن إسحاق : وكان أكثر الأسارى فداء
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس بن عبد المطلب ، لأنه كان رجلا موسرا ، فافتدى نفسه بمائة أوقية من ذهب . وفي
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري : وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17177موسى بن عقبة قال
ابن شهاب : حدثني
أنس بن مالك nindex.php?page=hadith&LINKID=836285أن رجالا من الأنصار استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ، ائذن لنا فلنترك لابن أختنا عباس فداءه . فقال : لا والله لا تذرون درهما . وذكر
النقاش وغيره
nindex.php?page=hadith&LINKID=836286أن فداء كل واحد من الأسارى كان أربعين [ ص: 409 ] أوقية ، إلا العباس فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أضعفوا الفداء على العباس وكلفه أن يفدي ابني أخويه عقيل بن أبي طالب nindex.php?page=showalam&ids=8733ونوفل بن الحارث فأدى عنهما ثمانين أوقية ، وعن نفسه ثمانين أوقية وأخذ منه عشرون أوقية وقت الحرب . وذلك أنه كان أحد العشرة الذين ضمنوا الإطعام لأهل
بدر ، فبلغت النوبة إليه يوم
بدر فاقتتلوا قبل أن يطعم ، وبقيت العشرون معه فأخذت منه وقت الحرب ، فأخذ منه يومئذ مائة أوقية وثمانون أوقية . فقال
العباس للنبي صلى الله عليه وسلم :
لقد تركتني ما حييت أسأل قريشا بكفي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أين الذهب الذي تركته عند امرأتك أم الفضل ؟ فقال العباس : أي ذهب ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك قلت لها لا أدري ما يصيبني في وجهي هذا فإن حدث بي حدث فهو لك ولولدك . فقال : يا بن أخي ، من أخبرك بهذا ؟ قال : الله أخبرني . قال العباس : أشهد أنك صادق ، وما علمت أنك رسول الله قط إلا اليوم ، وقد علمت أنه لم يطلعك عليه إلا عالم السرائر ، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك عبده ورسوله ، وكفرت بما سواه . وأمر ابني أخويه فأسلما ، ففيهما نزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=70ياأيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى . وكان الذي أسر
العباس nindex.php?page=showalam&ids=6أبا اليسر كعب بن عمرو أخا
بني سلمة ، وكان رجلا قصيرا ، وكان
العباس ضخما طويلا ، فلما جاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال له : لقد أعانك عليه ملك .
الثانية قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=70إن يعلم الله في قلوبكم خيرا أي إسلاما
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=70يؤتكم خيرا مما أخذ منكم أي من الفدية . قيل في الدنيا . وقيل في الآخرة . وفي صحيح
مسلم أنه
nindex.php?page=hadith&LINKID=836288لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم مال من البحرين قال له العباس إني فاديت نفسي وفاديت عقيلا . فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذ . فبسط ثوبه وأخذ ما استطاع أن يحمله مختصر . في غير الصحيح : فقال له
العباس هذا خير مما أخذ مني ، وأنا بعد أرجو أن يغفر الله لي . قال
العباس : وأعطاني
زمزم ، وما أحب أن لي بها جميع أموال
أهل مكة . وأسند
الطبري إلى
العباس أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836289في نزلت حين أعلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامي ، وسألته أن يحاسبني بالعشرين أوقية التي أخذت مني قبل المفاداة فأبى . وقال : ذلك فيء فأبدلني الله من ذلك عشرين عبدا كلهم تاجر بمالي . وفي مصنف
أبي داود عن
عائشة رضي الله عنها قالت :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836290لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب في فداء أبي العاص بمال ، وبعثت فيه بقلادة لها كانت عند خديجة أدخلتها بها على أبي العاص . قالت : فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وقال : إن [ ص: 410 ] رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها ؟ فقالوا : نعم . وكان النبي صلى الله عليه وسلم أخذ عليه أو وعده أن يخلي سبيل زينب إليه . وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=showalam&ids=138زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار فقال : كونا ببطن يأجج حتى تمر بكما زينب فتصحباها حتى تأتيا بها . قال
ابن إسحاق : وذلك بعد
بدر بشهر . قال
عبد الله بن أبي بكر : حدثت عن
nindex.php?page=showalam&ids=437زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها قالت : لما قدم
أبو العاص مكة قال لي : تجهزي ، فالحقي بأبيك . قالت : فخرجت أتجهز فلقيتني
هند بنت عتبة فقالت : يا بنت
محمد ، ألم يبلغني أنك تريدين اللحوق بأبيك ؟ فقلت لها : ما أردت ذلك . فقالت ، أي بنت عم ، لا تفعلي ، إني امرأة موسرة وعندي سلع من حاجتك ، فإن أردت سلعة بعتكها ، أو قرضا من نفقة أقرضتك ، فإنه لا يدخل بين النساء ما بين الرجال . قالت : فوالله ما أراها قالت ذلك إلا لتفعل ، فخفتها فكتمتها وقلت : ما أريد ذلك . فلما فرغت
زينب من جهازها ارتحلت وخرج بها حموها يقود بها نهارا
كنانة بن الربيع . وتسامع بذلك
أهل مكة ، وخرج في طلبها
هبار بن الأسود ونافع بن عبد القيس الفهري ، وكان أول من سبق إليها
هبار فروعها بالرمح وهي في هودجها . وبرك
كنانة ونثر نبله ، ثم أخذ قوسه وقال : والله لا يدنو مني رجل إلا وضعت فيه سهما . وأقبل
أبو سفيان في أشراف
قريش فقال : يا هذا ، أمسك عنا نبلك حتى نكلمك ، فوقف عليه
أبو سفيان وقال : إنك لم تصنع شيئا ، خرجت بالمرأة على رءوس الناس ، وقد عرفت مصيبتنا التي أصابتنا
ببدر فتظن العرب وتتحدث أن هذا وهن منا وضعف خروجك إليه بابنته على رءوس الناس من بين أظهرنا . ارجع بالمرأة فأقم بها أياما ، ثم سلها سلا رفيقا في الليل فألحقها بأبيها ، فلعمري ما لنا بحبسها عن أبيها من حاجة ، وما لنا في ذلك الآن من ثؤرة فيما أصاب منا ، ففعل فلما مر به يومان أو ثلاثة سلها ، فانطلقت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا أنها قد كانت ألقت - للروعة التي أصابتها حين روعها
هبار بن أم درهم - ما في بطنها .
الثالثة : قال
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي : لما أسر من أسر من المشركين تكلم قوم منهم بالإسلام ولم يمضوا فيه عزيمة ولا اعترفوا به اعترافا جازما . ويشبه أنهم أرادوا أن يقربوا من المسلمين ولا يبعدوا من المشركين .
قال علماؤنا : إن
تكلم الكافر بالإيمان في قلبه وبلسانه ولم يمض فيه عزيمة لم يكن مؤمنا . وإذا وجد مثل ذلك من المؤمن كان كافرا ، إلا ما كان من الوسوسة التي
[ ص: 411 ] لا يقدر على دفعها فإن الله قد عفا عنها وأسقطها . وقد بين الله لرسوله صلى الله عليه وسلم الحقيقة
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=71وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم أي إن كان هذا القول منهم خيانة ومكرا
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=71فقد خانوا الله من قبل بكفرهم ومكرهم بك وقتالهم لك . وإن كان هذا القول منهم خيرا ويعلمه الله فيقبل منهم ذلك ويعوضهم خيرا مما خرج عنهم ويغفر لهم ما تقدم من كفرهم وخيانتهم ومكرهم . وجمع خيانة خيائن ، وكان يجب أن يقال : خوائن لأنه من ذوات الواو ، إلا أنهم فرقوا بينه وبين جمع خائنة . ويقال : خائن وخوان وخونة وخانة .
[ ص: 408 ] قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=70يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=71وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
فِيهِ ثَلَاثَ مَسَائِلَ :
الْأُولَى :
nindex.php?page=treesubj&link=28979قَوْلُهُ تَعَالَى nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=70يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى قِيلَ : الْخِطَابُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ . وَقِيلَ : لَهُ وَحْدَهُ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : الْأَسْرَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ عَبَّاسٌ وَأَصْحَابُهُ . قَالُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : آمَنَّا بِمَا جِئْتَ بِهِ ، وَنَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، لَنَنْصَحَنَّ لَكَ عَلَى قَوْمِكَ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ . وَقَدْ تَقَدَّمَ بُطْلَانُ هَذَا مِنْ قَوْلِ
مَالِكٍ . وَفِي مُصَنِّفِ
أَبِي دَاوُدَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=836282أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ فِدَاءَ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعَمِائَةٍ . وَعَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836283بَعَثَتْ قُرَيْشٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فِدَاءِ أَسْرَاهُمْ ، فَفَدَى كُلُّ قَوْمٍ أَسِيرَهُمْ بِمَا رَضُوا . وَقَالَ
الْعَبَّاسُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836284يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي قَدْ كُنْتُ مُسْلِمًا . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِسْلَامِكَ فَإِنْ يَكُنْ كَمَا تَقُولُ فَاللَّهُ يَجْزِيكَ بِذَلِكَ فَأَمَّا ظَاهِرُ أَمْرِكَ فَكَانَ عَلَيْنَا فَافْدِ نَفْسَكَ وَابْنَيْ أَخَوَيْكَ نَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ nindex.php?page=showalam&ids=222وَعَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَحَلِيفَكَ عُتْبَةَ بْنَ عَمْرٍو أَخَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ فِهْرٍ . وَقَالَ : مَا ذَاكَ عِنْدِي يَا رَسُولَ اللَّهِ . قَالَ : فَأَيْنَ الْمَالُ الَّذِي دَفَنْتَهُ أَنْتَ nindex.php?page=showalam&ids=11696وَأُمُّ الْفَضْلِ فَقُلْتَ لَهَا إِنْ أُصِبْتُ فِي سَفَرِي هَذَا فَهَذَا الْمَالُ لِبَنِي الْفَضْلِ وَعَبْدِ اللَّهِ وَقُثَمٍ ؟ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ ، إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ مَا عَلِمَهُ غَيْرِي وَغَيْرُ أُمِّ الْفَضْلِ ، فَاحْسِبْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَصَبْتُمْ مِنِّي عِشْرِينَ أُوقِيَّةً مِنْ مَالٍ كَانَ مَعِي . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا ، ذَاكَ شَيْءٌ أَعْطَانَا اللَّهُ مِنْكَ . فَفَدَى نَفْسَهُ وَابْنَيْ أَخَوَيْهِ وَحَلِيفَهُ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ : nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=70يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى الْآيَةَ . قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : وَكَانَ أَكْثَرُ الْأُسَارَى فِدَاءً
nindex.php?page=showalam&ids=18الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، لِأَنَّهُ كَانَ رَجُلًا مُوسِرًا ، فَافْتَدَى نَفْسَهُ بِمِائَةِ أُوقِيَّةٍ مِنْ ذَهَبٍ . وَفِي
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيِّ : وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17177مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ قَالَ
ابْنُ شِهَابٍ : حَدَّثَنِي
أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=836285أَنَّ رِجَالًا مِنَ الْأَنْصَارِ اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ائْذَنْ لَنَا فَلْنَتْرُكْ لِابْنِ أُخْتِنَا عَبَّاسٍ فِدَاءَهُ . فَقَالَ : لَا وَاللَّهِ لَا تَذَرُونَ دِرْهَمًا . وَذَكَرَ
النَّقَّاشُ وَغَيْرُهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=836286أَنَّ فِدَاءَ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْأُسَارَى كَانَ أَرْبَعِينَ [ ص: 409 ] أُوقِيَّةً ، إِلَّا الْعَبَّاسَ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَضْعِفُوا الْفِدَاءَ عَلَى الْعَبَّاسِ وَكَلَّفَهُ أَنْ يَفْدِيَ ابْنَيْ أَخَوَيْهِ عُقَيْلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ nindex.php?page=showalam&ids=8733وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ فَأَدَّى عَنْهُمَا ثَمَانِينَ أُوقِيَّةً ، وَعَنْ نَفْسِهِ ثَمَانِينَ أُوقِيَّةً وَأُخِذَ مِنْهُ عِشْرُونَ أُوقِيَّةً وَقْتَ الْحَرْبِ . وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ أَحَدَ الْعَشَرَةِ الَّذِينَ ضَمِنُوا الْإِطْعَامَ لِأَهْلِ
بَدْرٍ ، فَبَلَغَتِ النَّوْبَةُ إِلَيْهِ يَوْمَ
بَدْرٍ فَاقْتَتَلُوا قَبْلَ أَنْ يُطْعِمَ ، وَبَقِيَتِ الْعِشْرُونَ مَعَهُ فَأُخِذَتْ مِنْهُ وَقْتَ الْحَرْبِ ، فَأُخِذَ مِنْهُ يَوْمَئِذٍ مِائَةُ أُوقِيَّةٍ وَثَمَانُونَ أُوقِيَّةً . فَقَالَ
الْعَبَّاسُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
لَقَدْ تَرَكْتَنِي مَا حَيِيتُ أَسْأَلُ قُرَيْشًا بِكَفِّي . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيْنَ الذَّهَبُ الَّذِي تَرَكْتَهُ عِنْدَ امْرَأَتِكَ أُمِّ الْفَضْلِ ؟ فَقَالَ الْعَبَّاسُ : أَيُّ ذَهَبٍ ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّكَ قُلْتَ لَهَا لَا أَدْرِي مَا يُصِيبُنِي فِي وَجْهِي هَذَا فَإِنْ حَدَثَ بِي حَدَثٌ فَهُوَ لَكِ وَلِوَلَدِكِ . فَقَالَ : يَا بْنَ أَخِي ، مَنْ أَخْبَرَكَ بِهَذَا ؟ قَالَ : اللَّهُ أَخْبَرَنِي . قَالَ الْعَبَّاسُ : أَشْهَدُ أَنَّكَ صَادِقٌ ، وَمَا عَلِمْتُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَمْ يُطْلِعْكَ عَلَيْهِ إِلَّا عَالِمُ السَّرَائِرِ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَكَفَرْتُ بِمَا سِوَاهُ . وَأَمَرَ ابْنَيْ أَخَوَيْهِ فَأَسْلَمَا ، فَفِيهِمَا نَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=70يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى . وَكَانَ الَّذِي أَسَرَ
الْعَبَّاسَ nindex.php?page=showalam&ids=6أَبَا الْيُسْرِ كَعْبَ بْنَ عَمْرٍو أَخَا
بَنِي سَلَمَةَ ، وَكَانَ رَجُلًا قَصِيرًا ، وَكَانَ
الْعَبَّاسُ ضَخْمًا طَوِيلًا ، فَلَمَّا جَاءَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ : لَقَدْ أَعَانَكَ عَلَيْهِ مَلَكٌ .
الثَّانِيَةُ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=70إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا أَيْ إِسْلَامًا
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=70يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ أَيْ مِنَ الْفِدْيَةِ . قِيلَ فِي الدُّنْيَا . وَقِيلَ فِي الْآخِرَةِ . وَفِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ أَنَّهُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=836288لَمَّا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَالٌ مِنْ الْبَحْرَيْنِ قَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ إِنِّي فَادَيْتُ نَفْسِي وَفَادَيْتُ عَقِيلًا . فَقَالَ لَهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خُذْ . فَبَسَطَ ثَوْبَهُ وَأَخَذَ مَا اسْتَطَاعَ أَنْ يَحْمِلَهُ مُخْتَصَرٌ . فِي غَيْرِ الصَّحِيحِ : فَقَالَ لَهُ
الْعَبَّاسُ هَذَا خَيْرٌ مِمَّا أُخِذَ مِنِّي ، وَأَنَا بَعْدُ أَرْجُو أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي . قَالَ
الْعَبَّاسُ : وَأَعْطَانِي
زَمْزَمَ ، وَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي بِهَا جَمِيعَ أَمْوَالِ
أَهْلِ مَكَّةَ . وَأَسْنَدَ
الطَّبَرِيُّ إِلَى
الْعَبَّاسِ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836289فِيَّ نَزَلَتْ حِينَ أَعْلَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِسْلَامِي ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يُحَاسِبَنِي بِالْعِشْرِينَ أُوقِيَّةً الَّتِي أُخِذَتْ مِنِّي قَبْلَ الْمُفَادَاةِ فَأَبَى . وَقَالَ : ذَلِكَ فَيْءٌ فَأَبْدَلَنِي اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ عِشْرِينَ عَبْدًا كُلُّهُمْ تَاجَرَ بِمَالِي . وَفِي مُصَنَّفِ
أَبِي دَاوُدَ عَنْ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=836290لَمَّا بَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ فِي فِدَاءِ أَسْرَاهُمْ بَعَثَتْ زَيْنَبُ فِي فِدَاءِ أَبِي الْعَاصِ بِمَالٍ ، وَبَعَثَتْ فِيهِ بِقِلَادَةٍ لَهَا كَانَتْ عِنْدَ خَدِيجَةَ أَدْخَلَتْهَا بِهَا عَلَى أَبِي الْعَاصِ . قَالَتْ : فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَّ لَهَا رِقَّةً شَدِيدَةً وَقَالَ : إِنْ [ ص: 410 ] رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا ؟ فَقَالُوا : نَعَمْ . وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ عَلَيْهِ أَوْ وَعَدَهُ أَنْ يُخَلِّيَ سَبِيلَ زَيْنَبَ إِلَيْهِ . وَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ nindex.php?page=showalam&ids=138زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَرَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ : كُونَا بِبَطْنِ يَأْجَجَ حَتَّى تَمُرَّ بِكُمَا زَيْنَبُ فَتَصْحَبَاهَا حَتَّى تَأْتِيَا بِهَا . قَالَ
ابْنُ إِسْحَاقَ : وَذَلِكَ بَعْدَ
بَدْرٍ بِشَهْرٍ . قَالَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ : حُدِّثْتُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=437زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَالَتْ : لَمَّا قَدِمَ
أَبُو الْعَاصِ مَكَّةَ قَالَ لِي : تَجَهَّزِي ، فَالْحَقِي بِأَبِيكِ . قَالَتْ : فَخَرَجْتُ أَتَجَهَّزُ فَلَقِيَتْنِي
هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ فَقَالَتْ : يَا بِنْتَ
مُحَمَّدٍ ، أَلَمْ يَبْلُغْنِي أَنَّكِ تُرِيدِينَ اللُّحُوقَ بِأَبِيكِ ؟ فَقُلْتُ لَهَا : مَا أَرَدْتُ ذَلِكَ . فَقَالَتْ ، أَيْ بِنْتَ عَمِّ ، لَا تَفْعَلِي ، إِنِّي امْرَأَةٌ مُوسِرَةٌ وَعِنْدِي سِلَعٌ مِنْ حَاجَتِكَ ، فَإِنْ أَرَدْتِ سِلْعَةً بِعْتُكِهَا ، أَوْ قَرْضًا مِنْ نَفَقَةٍ أَقْرَضْتُكِ ، فَإِنَّهُ لَا يَدْخُلُ بَيْنَ النِّسَاءِ مَا بَيْنَ الرِّجَالِ . قَالَتْ : فَوَاللَّهِ مَا أَرَاهَا قَالَتْ ذَلِكَ إِلَّا لِتَفْعَلَ ، فَخِفْتُهَا فَكَتَمْتُهَا وَقُلْتُ : مَا أُرِيدُ ذَلِكَ . فَلَمَّا فَرَغَتْ
زَيْنَبُ مِنْ جِهَازِهَا ارْتَحَلَتْ وَخَرَجَ بِهَا حَمُوهَا يَقُودُ بِهَا نَهَارًا
كِنَانَةُ بْنُ الرَّبِيعِ . وَتَسَامَعَ بِذَلِكَ
أَهْلُ مَكَّةَ ، وَخَرَجَ فِي طَلَبِهَا
هَبَّارُ بْنُ الْأَسْوَدِ وَنَافِعُ بْنُ عَبْدِ الْقَيْسِ الْفِهْرِيُّ ، وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَبَقَ إِلَيْهَا
هَبَّارٌ فَرَوَّعَهَا بِالرُّمْحِ وَهِيَ فِي هَوْدَجِهَا . وَبَرَكَ
كِنَانَةُ وَنَثَرَ نَبْلَهُ ، ثُمَّ أَخَذَ قَوْسَهُ وَقَالَ : وَاللَّهِ لَا يَدْنُو مِنِّي رَجُلٌ إِلَّا وَضَعْتُ فِيهِ سَهْمًا . وَأَقْبَلَ
أَبُو سُفْيَانَ فِي أَشْرَافِ
قُرَيْشٍ فَقَالَ : يَا هَذَا ، أَمْسِكْ عَنَّا نَبْلَكَ حَتَّى نُكَلِّمَكَ ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ
أَبُو سُفْيَانَ وَقَالَ : إِنَّكَ لَمْ تَصْنَعْ شَيْئًا ، خَرَجْتَ بِالْمَرْأَةِ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ ، وَقَدْ عَرَفْتَ مُصِيبَتَنَا الَّتِي أَصَابَتْنَا
بِبَدْرٍ فَتَظُنُّ الْعَرَبُ وَتَتَحَدَّثُ أَنَّ هَذَا وَهَنٌ مِنَّا وَضَعْفٌ خُرُوجُكَ إِلَيْهِ بِابْنَتِهِ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا . ارْجِعْ بِالْمَرْأَةِ فَأَقِمْ بِهَا أَيَّامًا ، ثُمَّ سُلَّهَا سَلًّا رَفِيقًا فِي اللَّيْلِ فَأَلْحِقْهَا بِأَبِيهَا ، فَلَعَمْرِي مَا لَنَا بِحَبْسِهَا عَنْ أَبِيهَا مِنْ حَاجَةٍ ، وَمَا لَنَا فِي ذَلِكَ الْآنَ مِنْ ثَؤْرَةٍ فِيمَا أَصَابَ مِنَّا ، فَفَعَلَ فَلَمَّا مَرَّ بِهِ يَوْمَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ سَلَّهَا ، فَانْطَلَقَتْ حَتَّى قَدِمَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا أَنَّهَا قَدْ كَانَتْ أَلْقَتْ - لِلرَّوْعَةِ الَّتِي أَصَابَتْهَا حِينَ رَوَّعَهَا
هَبَّارُ بْنُ أُمِّ دِرْهَمٍ - مَا فِي بَطْنِهَا .
الثَّالِثَةُ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابْنُ الْعَرَبِيِّ : لَمَّا أُسِرَ مَنْ أُسِرَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ تَكَلَّمَ قَوْمٌ مِنْهُمْ بِالْإِسْلَامِ وَلَمْ يُمْضُوا فِيهِ عَزِيمَةً وَلَا اعْتَرَفُوا بِهِ اعْتِرَافًا جَازِمًا . وَيُشْبِهُ أَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَقْرُبُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلَا يَبْعُدُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ .
قَالَ عُلَمَاؤُنَا : إِنْ
تَكَلَّمَ الْكَافِرُ بِالْإِيمَانِ فِي قَلْبِهِ وَبِلِسَانِهِ وَلَمْ يُمْضِ فِيهِ عَزِيمَةً لَمْ يَكُنْ مُؤْمِنًا . وَإِذَا وُجِدَ مِثْلُ ذَلِكَ مِنَ الْمُؤْمِنِ كَانَ كَافِرًا ، إِلَّا مَا كَانَ مِنَ الْوَسْوَسَةِ الَّتِي
[ ص: 411 ] لَا يَقْدِرُ عَلَى دَفْعِهَا فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ عَفَا عَنْهَا وَأَسْقَطَهَا . وَقَدْ بَيَّنَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَقِيقَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=71وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ أَيْ إِنْ كَانَ هَذَا الْقَوْلُ مِنْهُمْ خِيَانَةً وَمَكْرًا
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=71فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ بِكُفْرِهِمْ وَمَكْرِهِمْ بِكَ وَقِتَالِهِمْ لَكَ . وَإِنْ كَانَ هَذَا الْقَوْلُ مِنْهُمْ خَيْرًا وَيَعْلَمُهُ اللَّهُ فَيَقْبَلُ مِنْهُمْ ذَلِكَ وَيُعَوِّضُهُمْ خَيْرًا مِمَّا خَرَجَ عَنْهُمْ وَيَغْفِرُ لَهُمْ مَا تَقَدَّمَ مِنْ كُفْرِهِمْ وَخِيَانَتِهِمْ وَمَكْرِهِمْ . وَجَمْعُ خِيَانَةٍ خَيَائِنُ ، وَكَانَ يَجِبُ أَنْ يُقَالَ : خَوَائِنُ لِأَنَّهُ مِنْ ذَوَاتِ الْوَاوِ ، إِلَّا أَنَّهُمْ فَرَّقُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ جَمْعِ خَائِنَةٍ . وَيُقَالُ : خَائِنٌ وَخَوَّانٌ وَخَوَنَةٌ وَخَانَةٌ .