nindex.php?page=treesubj&link=28984_30387قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=35مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=35مثل الجنة التي وعد المتقون اختلف النحاة في رفع " مثل " فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : ارتفع بالابتداء والخبر محذوف ; والتقدير : وفيما يتلى عليكم مثل الجنة . وقال
الخليل : ارتفع بالابتداء وخبره تجري من تحتها الأنهار أي صفة الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار ; كقولك : قولي يقوم زيد ; فقولي مبتدأ ، ويقوم زيد خبره ; والمثل بمعنى الصفة موجود ; قال الله تعالى : ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل وقال : ولله المثل الأعلى أي الصفة العليا ; وأنكره
أبو علي وقال : لم يسمع مثل بمعنى الصفة ; إنما معناه الشبه ; ألا تراه يجري مجراه في مواضعه ومتصرفاته ، كقولهم : مررت برجل مثلك ; كما تقول : مررت برجل شبهك ; قال : ويفسد أيضا من جهة المعنى ; لأن مثلا إذا كان معناه صفة كان تقدير الكلام : صفة الجنة التي فيها أنهار ، وذلك غير مستقيم ; لأن الأنهار في الجنة نفسها لا صفتها وقال
الزجاج : مثل الله - عز وجل - لنا ما غاب عنا بما نراه ; والمعنى : مثل الجنة جنة تجري من تحتها الأنهار ; وأنكره
أبو علي فقال : لا يخلو المثل على قوله أن يكون الصفة أو الشبه ، وفي كلا الوجهين لا يصح ما قاله ; لأنه إذا كان بمعنى الصفة لم يصح ، لأنك إذا قلت : صفة الجنة جنة ، فجعلت الجنة خبرا لم يستقم ذلك ; لأن الجنة لا تكون الصفة ، وكذلك أيضا شبه الجنة جنة ; ألا ترى أن الشبه عبارة عن المماثلة التي بين المتماثلين ، وهو حدث ; والجنة غير حدث ; فلا يكون الأول الثاني . وقال
الفراء : المثل مقحم للتأكيد ; والمعنى : الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار ; والعرب تفعل ذلك كثيرا بالمثل ; كقوله : ليس كمثله شيء : أي ليس هو كشيء . وقيل التقدير : صفة الجنة التي وعد
[ ص: 284 ] المتقون صفة جنة تجري من تحتها الأنهار وقيل معناه : شبه الجنة التي وعد المتقون في الحسن والنعمة والخلود كشبه النار في العذاب والشدة والخلود ; قاله
مقاتل .
أكلها دائم لا ينقطع ; وفي الخبر :
nindex.php?page=hadith&LINKID=839436إذا أخذت ثمرة عادت مكانها أخرى وقد بيناه في " التذكرة " . وظلها أي وظلها كذلك ; فحذف ; أي ثمرها لا ينقطع ، وظلها لا يزول ; وهذا رد على
الجهمية في زعمهم أن نعيم الجنة يزول ويفنى .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=35تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار أي عاقبة أمر المكذبين وآخرتهم النار يدخلونها .
nindex.php?page=treesubj&link=28984_30387قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=35مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=35مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ اخْتَلَفَ النُّحَاةُ فِي رَفْعِ " مَثَلُ " فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : ارْتَفَعَ بِالِابْتِدَاءِ وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ ; وَالتَّقْدِيرُ : وَفِيمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ مَثَلُ الْجَنَّةِ . وَقَالَ
الْخَلِيلُ : ارْتَفَعَ بِالِابْتِدَاءِ وَخَبَرُهُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أَيْ صِفَةُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ; كَقَوْلِكَ : قَوْلِي يَقُومُ زَيْدٌ ; فَقَوْلِي مُبْتَدَأٌ ، وَيَقُومُ زَيْدٌ خَبَرُهُ ; وَالْمَثَلُ بِمَعْنَى الصِّفَةِ مَوْجُودٌ ; قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ وَقَالَ : وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى أَيِ الصِّفَةُ الْعُلْيَا ; وَأَنْكَرَهُ
أَبُو عَلِيٍّ وَقَالَ : لَمْ يُسْمَعْ مَثَلُ بِمَعْنَى الصِّفَةِ ; إِنَّمَا مَعْنَاهُ الشَّبَهُ ; أَلَا تَرَاهُ يَجْرِي مَجْرَاهُ فِي مَوَاضِعِهِ وَمُتَصَرِّفَاتِهِ ، كَقَوْلِهِمْ : مَرَرْتُ بِرَجُلٍ مَثَلِكَ ; كَمَا تَقُولُ : مَرَرْتُ بِرَجُلٍ شَبَهِكَ ; قَالَ : وَيَفْسُدُ أَيْضًا مِنْ جِهَةِ الْمَعْنَى ; لِأَنَّ مَثَلًا إِذَا كَانَ مَعْنَاهُ صِفَةً كَانَ تَقْدِيرُ الْكَلَامِ : صِفَةُ الْجَنَّةِ الَّتِي فِيهَا أَنْهَارٌ ، وَذَلِكَ غَيْرُ مُسْتَقِيمٍ ; لِأَنَّ الْأَنْهَارَ فِي الْجَنَّةِ نَفْسِهَا لَا صِفَتُهَا وَقَالَ
الزَّجَّاجُ : مَثَّلَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَنَا مَا غَابَ عَنَّا بِمَا نَرَاهُ ; وَالْمَعْنَى : مَثَلُ الْجَنَّةِ جَنَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ; وَأَنْكَرَهُ
أَبُو عَلِيٍّ فَقَالَ : لَا يَخْلُو الْمَثَلُ عَلَى قَوْلِهِ أَنْ يَكُونَ الصِّفَةَ أَوِ الشَّبَهَ ، وَفِي كِلَا الْوَجْهَيْنِ لَا يَصِحُّ مَا قَالَهُ ; لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ بِمَعْنَى الصِّفَةِ لَمْ يَصِحَّ ، لِأَنَّكَ إِذَا قُلْتَ : صِفَةُ الْجَنَّةِ جَنَّةٌ ، فَجَعَلْتَ الْجَنَّةَ خَبَرًا لَمْ يَسْتَقِمْ ذَلِكَ ; لِأَنَّ الْجَنَّةَ لَا تَكُونُ الصِّفَةَ ، وَكَذَلِكَ أَيْضًا شَبَهُ الْجَنَّةِ جَنَّةٌ ; أَلَا تَرَى أَنَّ الشَّبَهَ عِبَارَةٌ عَنِ الْمُمَاثَلَةِ الَّتِي بَيْنَ الْمُتَمَاثِلَيْنِ ، وَهُوَ حَدَثٌ ; وَالْجَنَّةُ غَيْرُ حَدَثٍ ; فَلَا يَكُونُ الْأَوَّلُ الثَّانِيَ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : الْمَثَلُ مُقْحَمٌ لِلتَّأْكِيدِ ; وَالْمَعْنَى : الْجَنَّةُ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ; وَالْعَرَبُ تَفْعَلُ ذَلِكَ كَثِيرًا بِالْمَثَلِ ; كَقَوْلِهِ : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ : أَيْ لَيْسَ هُوَ كَشَيْءٍ . وَقِيلَ التَّقْدِيرُ : صِفَةُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ
[ ص: 284 ] الْمُتَّقُونَ صِفَةُ جَنَّةٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَقِيلَ مَعْنَاهُ : شَبَهُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِي الْحُسْنِ وَالنِّعْمَةِ وَالْخُلُودِ كَشَبَهِ النَّارِ فِي الْعَذَابِ وَالشِّدَّةِ وَالْخُلُودِ ; قَالَهُ
مُقَاتِلٌ .
أُكُلُهَا دَائِمٌ لَا يَنْقَطِعُ ; وَفِي الْخَبَرِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=839436إِذَا أُخِذَتْ ثَمَرَةٌ عَادَتْ مَكَانَهَا أُخْرَى وَقَدْ بَيَّنَّاهُ فِي " التَّذْكِرَةِ " . وَظِلُّهَا أَيْ وَظِلُّهَا كَذَلِكَ ; فَحَذَفَ ; أَيْ ثَمَرُهَا لَا يَنْقَطِعُ ، وَظِلُّهَا لَا يَزُولُ ; وَهَذَا رَدٌّ عَلَى
الْجَهْمِيَّةِ فِي زَعْمِهِمْ أَنَّ نَعِيمَ الْجَنَّةِ يَزُولُ وَيَفْنَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=35تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ أَيْ عَاقِبَةُ أَمْرِ الْمُكَذِّبِينَ وَآخِرَتُهُمُ النَّارُ يَدْخُلُونَهَا .