قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=32الله الذي خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار [ ص: 321 ] قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=32الله الذي خلق السماوات والأرض أي أبدعها واخترعها على غير مثال سبق .
وأنزل من السماء أي من السحاب .
ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم أي من الشجر ثمرات رزقا لكم ، " وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره " تقدم معناه في ( البقرة )
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=32وسخر لكم الأنهار يعني البحار العذبة لتشربوا منها وتسقوا وتزرعوا ، والبحار المالحة لاختلاف المنافع من الجهات .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=33وسخر لكم الشمس والقمر دائبين أي في إصلاح ما يصلحانه من النبات وغيره ، والدءوب مرور الشيء في العمل على عادة جارية . وقيل : دائبين في السير امتثالا لأمر الله ، والمعنى يجريان إلى يوم القيامة لا يفتران ; روي معناه عن
ابن عباس .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=33وسخر لكم الليل والنهار أي لتسكنوا في الليل ولتبتغوا من فضله في النهار ، كما قال : " ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله " .
قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=34وآتاكم من كل ما سألتموه أي أعطاكم من كل مسئول سألتموه شيئا ; فحذف ; عن
الأخفش . وقيل : المعنى وآتاكم من كل ما سألتموه ، ومن كل ما لم تسألوه فحذف ، فلم نسأله شمسا ولا قمرا ولا كثيرا من نعمه التي ابتدأنا بها . وهذا كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=81سرابيل تقيكم الحر على ما يأتي . وقيل : " من " زائدة ; أي آتاكم كل ما سألتموه . وقرأ
ابن عباس والضحاك وغيرهما " وآتاكم من كل " بالتنوين " ما سألتموه " وقد رويت هذه القراءة عن
الحسن والضحاك وقتادة ; هي على النفي أي من كل ما لم تسألوه ; كالشمس والقمر وغيرهما . وقيل : من كل شيء ما سألتموه أي الذي ما سألتموه .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=34وإن تعدوا نعمة الله أي نعم الله . لا تحصوها ولا تطيقوا عدها ، ولا تقوموا بحصرها لكثرتها ، كالسمع والبصر وتقويم الصور إلى غير ذلك من العافية والرزق ; نعم لا تحصى وهذه النعم من الله ، فلم تبدلون نعمة الله بالكفر ؟ ! وهلا استعنتم بها على الطاعة ؟ !
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=34إن الإنسان لظلوم كفار [ ص: 322 ] الإنسان لفظ جنس وأراد به الخصوص ; قال
ابن عباس : أراد
أبا جهل . وقيل : جميع الكفار .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=32اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [ ص: 321 ] قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=32اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَيْ أَبْدَعَهَا وَاخْتَرَعَهَا عَلَى غَيْرِ مِثَالٍ سَبَقَ .
وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ أَيْ مِنَ السَّحَابِ .
مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ أَيْ مِنَ الشَّجَرِ ثَمَرَاتٍ رِزْقًا لَكُمْ ، " وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ " تَقَدَّمَ مَعْنَاهُ فِي ( الْبَقَرَةِ )
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=32وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ يَعْنِي الْبِحَارَ الْعَذْبَةَ لِتَشْرَبُوا مِنْهَا وَتَسْقُوا وَتَزْرَعُوا ، وَالْبِحَارَ الْمَالِحَةَ لِاخْتِلَافِ الْمَنَافِعِ مِنَ الْجِهَاتِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=33وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ أَيْ فِي إِصْلَاحِ مَا يُصْلِحَانِهِ مِنَ النَّبَاتِ وَغَيْرِهِ ، وَالدُّءُوبُ مُرُورُ الشَّيْءِ فِي الْعَمَلِ عَلَى عَادَةٍ جَارِيَةٍ . وَقِيلَ : دَائِبَيْنِ فِي السَّيْرِ امْتِثَالًا لِأَمْرِ اللَّهِ ، وَالْمَعْنَى يَجْرِيَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا يَفْتُرَانِ ; رُوِيَ مَعْنَاهُ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=33وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ أَيْ لِتَسْكُنُوا فِي اللَّيْلِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ فِي النَّهَارِ ، كَمَا قَالَ : " وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ " .
قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=34وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ أَيْ أَعْطَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَسْئُولٍ سَأَلْتُمُوهُ شَيْئًا ; فَحَذَفَ ; عَنِ
الْأَخْفَشِ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ، وَمِنْ كُلِّ مَا لَمْ تَسْأَلُوهُ فَحَذَفَ ، فَلَمْ نَسْأَلْهُ شَمْسًا وَلَا قَمَرًا وَلَا كَثِيرًا مِنْ نِعَمِهِ الَّتِي ابْتَدَأَنَا بِهَا . وَهَذَا كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=81سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ عَلَى مَا يَأْتِي . وَقِيلَ : " مِنْ " زَائِدَةٌ ; أَيْ آتَاكُمْ كُلَّ مَا سَأَلْتُمُوهُ . وَقَرَأَ
ابْنُ عَبَّاسٍ وَالضَّحَّاكُ وَغَيْرُهُمَا " وَآتَاكُمْ مِنْ كُلٍّ " بِالتَّنْوِينِ " مَا سَأَلْتُمُوهُ " وَقَدْ رُوِيَتْ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ عَنِ
الْحَسَنِ وَالضَّحَّاكِ وَقَتَادَةَ ; هِيَ عَلَى النَّفْيِ أَيْ مِنْ كُلِّ مَا لَمْ تَسْأَلُوهُ ; كَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَغَيْرِهِمَا . وَقِيلَ : مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَا سَأَلْتُمُوهُ أَيِ الَّذِي مَا سَأَلْتُمُوهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=34وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ أَيْ نِعَمَ اللَّهِ . لَا تُحْصُوهَا وَلَا تُطِيقُوا عَدَّهَا ، وَلَا تَقُومُوا بِحَصْرِهَا لِكَثْرَتِهَا ، كَالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَتَقْوِيمِ الصُّوَرِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْعَافِيَةِ وَالرِّزْقِ ; نِعَمٌ لَا تُحْصَى وَهَذِهِ النِّعَمُ مِنَ اللَّهِ ، فَلِمَ تُبَدِّلُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ بِالْكُفْرِ ؟ ! وَهَلَّا اسْتَعَنْتُمْ بِهَا عَلَى الطَّاعَةِ ؟ !
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=34إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [ ص: 322 ] الْإِنْسَانُ لَفْظُ جِنْسٍ وَأَرَادَ بِهِ الْخُصُوصَ ; قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : أَرَادَ
أَبَا جَهْلٍ . وَقِيلَ : جَمِيعُ الْكُفَّارِ .