قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=44تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا
nindex.php?page=treesubj&link=28988قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=44تسبح له السماوات السبع والأرض أعاد على السماوات والأرض ضمير من يعقل ، لما أسند إليها فعل العاقل وهو التسبيح .
ومن فيهن يريد الملائكة والإنس والجن .
ثم عم بعد ذلك الأشياء كلها في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=44وإن من شيء إلا يسبح بحمده . واختلف في هذا العموم ، هل هو مخصص أم لا ; فقالت فرقة : ليس مخصوصا والمراد به تسبيح الدلالة ، وكل محدث يشهد على نفسه بأن الله - عز وجل - خالق قادر . وقالت طائفة : هذا التسبيح حقيقة ، وكل شيء على العموم يسبح تسبيحا لا يسمعه البشر ولا يفقهه ، ولو كان ما قاله الأولون من أنه أثر الصنعة والدلالة لكان أمرا مفهوما ، والآية تنطق بأن هذا التسبيح لا يفقه . وأجيبوا بأن المراد بقوله : لا تفقهون الكفار الذين يعرضون عن الاعتبار فلا يفقهون حكمة الله - سبحانه وتعالى - في الأشياء . وقالت فرقة : قوله من شيء عموم ، ومعناه الخصوص في كل حي ونام ، وليس ذلك في الجمادات . ومن هذا قول
عكرمة : الشجرة تسبح والأسطوان لا يسبح . وقال
يزيد الرقاشي للحسن وهما في طعام وقد قدم الخوان : أيسبح هذا الخوان يا
أبا سعيد ؟ فقال : قد كان يسبح مرة ; يريد أن الشجرة في زمن ثمرها واعتدالها كانت تسبح ، وأما الآن فقد صار خوانا مدهونا .
[ ص: 240 ] قلت : ويستدل لهذا القول من السنة بما ثبت عن
ابن عباس رضي الله - تعالى - عنهما
nindex.php?page=hadith&LINKID=835521أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر على قبرين فقال : إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستبرئ من البول قال : فدعا بعسيب رطب فشقه اثنين ، ثم غرس على هذا واحدا وعلى هذا واحدا ثم قال : لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا . فقوله - عليه الصلاة والسلام - . ما لم ييبسا إشارة إلى أنهما ما داما رطبين يسبحان ، فإذا يبسا صارا جمادا . والله أعلم . وفي مسند
nindex.php?page=showalam&ids=14724أبي داود الطيالسي : فتوضع على أحدهما نصفا وعلى الآخر نصفا وقال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=839708لعله أن يهون عليهما العذاب ما دام فيهما من بلولتهما شيء . قال علماؤنا : ويستفاد من هذا
nindex.php?page=treesubj&link=32919_2324_32920غرس الأشجار وقراءة القرآن على القبور ، وإذا خفف عنهم بالأشجار فكيف بقراءة الرجل المؤمن القرآن . وقد بينا هذا المعنى في كتاب التذكرة بيانا شافيا ، وأنه يصل إلى الميت ثواب ما يهدى إليه . والحمد لله على ذلك . وعلى التأويل الثاني لا يحتاج إلى ذلك ; فإن كل شيء من الجماد وغيره يسبح .
قلت : ويستدل لهذا التأويل وهذا القول من الكتاب بقوله - سبحانه وتعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=17واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=74وإن منها لما يهبط من خشية الله - على قول
مجاهد - ، وقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=90وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا . وذكر
ابن المبارك في ( دقائقه ) أخبرنا
مسعر عن
عبد الله بن واصل عن
عوف بن عبد الله قال : قال
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - : إن الجبل يقول للجبل : يا فلان ، هل مر بك اليوم ذاكر لله - عز وجل - ؟ فإن قال نعم سر به . ثم قرأ عبد الله
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=88وقالوا اتخذ الرحمن ولدا الآية . قال : أفتراهن يسمعن الزور ولا يسمعن الخير . وفيه عن
أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : ما من صباح ولا رواح إلا تنادي بقاع الأرض بعضها بعضا . يا جاراه ; هل مر بك اليوم عبد فصلى لله أو ذكر الله عليك ؟ فمن قائلة لا ، ومن قائلة نعم ، فإذا قالت نعم رأت لها بذلك فضلا عليها . وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835522لا يسمع صوت المؤذن جن ولا إنس ولا [ ص: 241 ] شجرة ولا حجر ولا مدر ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة . رواه
ابن ماجه في سننه ،
nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك في موطئه من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - . وخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
عبد الله - رضي الله عنه - قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835523لقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل . في غير هذه الرواية عن
ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835524كنا نأكل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الطعام ونحن نسمع تسبيحه . وفي صحيح
مسلم عن
nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835525إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن . قيل : إنه
الحجر الأسود ، والله أعلم . والأخبار في هذا المعنى كثيرة ; وقد أتينا على جملة منها في اللمع اللؤلؤية في شرح العشرينيات النبوية
للفاداري - رحمه الله - ، وخبر الجذع أيضا مشهور في هذا الباب خرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في موضع من كتابه . وإذا ثبت ذلك في جماد واحد جاز في جميع الجمادات ، ولا استحالة في شيء من ذلك ; فكل شيء يسبح للعموم . وكذا قال
nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي وغيره : هو عام فيما فيه روح وفيما لا روح فيه حتى صرير الباب . واحتجوا بالأخبار التي ذكرنا . وقيل : تسبيح الجمادات أنها تدعو الناظر إليها إلى أن يقول : سبحان الله ! لعدم الإدراك منها . وقال الشاعر :
تلقى بتسبيحة من حيث ما انصرفت وتستقر حشا الرائي بترعاد
أي يقول من رآها : سبحان خالقها . فالصحيح أن الكل يسبح للأخبار الدالة على ذلك لو كان ذلك التسبيح تسبيح دلالة فأي تخصيص
لداود ، وإنما ذلك تسبيح المقال بخلق الحياة والإنطاق بالتسبيح كما ذكرنا . وقد نصت السنة على ما دل عليه ظاهر القرآن من تسبيح كل شيء فالقول به أولى . والله أعلم . وقرأ
الحسن وأبو عمرو ويعقوب وحفص وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي وخلف تفقهون بالتاء لتأنيث الفاعل . الباقون بالياء ، واختاره
أبو عبيد ، قال : للحائل بين الفعل والتأنيث .
إنه كان حليما عن ذنوب عباده في الدنيا .
غفورا للمؤمنين في الآخرة .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=44تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا
nindex.php?page=treesubj&link=28988قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=44تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ أَعَادَ عَلَى السَماوَاتِ وَالْأَرْضِ ضَمِيرَ مَنْ يَعْقِلُ ، لَمَّا أَسْنَدَ إِلَيْهَا فِعْلَ الْعَاقِلِ وَهُوَ التَّسْبِيحُ .
وَمَنْ فِيهِنَّ يُرِيدُ الْمَلَائِكَةَ وَالْإِنْسَ وَالْجِنَّ .
ثُمَّ عَمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الْأَشْيَاءَ كُلَّهَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=44وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ . وَاخْتُلِفَ فِي هَذَا الْعُمُومِ ، هَلْ هُوَ مُخَصَّصٌ أَمْ لَا ; فَقَالَتْ فِرْقَةٌ : لَيْسَ مَخْصُوصًا وَالْمُرَادُ بِهِ تَسْبِيحُ الدَّلَالَةِ ، وَكُلُّ مُحْدَثٍ يَشْهَدُ عَلَى نَفْسِهِ بِأَنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - خَالِقٌ قَادِرٌ . وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : هَذَا التَّسْبِيحُ حَقِيقَةٌ ، وَكُلُّ شَيْءٍ عَلَى الْعُمُومِ يُسَبِّحُ تَسْبِيحًا لَا يَسْمَعُهُ الْبَشَرُ وَلَا يَفْقَهُهُ ، وَلَوْ كَانَ مَا قَالَهُ الْأَوَّلُونَ مِنْ أَنَّهُ أَثَرُ الصَّنْعَةِ وَالدَّلَالَةِ لَكَانَ أَمْرًا مَفْهُومًا ، وَالْآيَةُ تَنْطِقُ بِأَنَّ هَذَا التَّسْبِيحَ لَا يُفْقَهُ . وَأُجِيبُوا بِأَنَّ الْمُرَادَ بِقَوْلِهِ : لَا تَفْقَهُونَ الْكُفَّارُ الَّذِينَ يُعْرِضُونَ عَنْ الِاعْتِبَارِ فَلَا يَفْقَهُونَ حِكْمَةَ اللَّهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - فِي الْأَشْيَاءِ . وَقَالَتْ فِرْقَةٌ : قَوْلُهُ مِنْ شَيْءٍ عُمُومٌ ، وَمَعْنَاهُ الْخُصُوصُ فِي كُلِّ حَيٍّ وَنَامٍ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي الْجَمَادَاتِ . وَمِنْ هَذَا قَوْلُ
عِكْرِمَةَ : الشَّجَرَةُ تُسَبِّحُ وَالْأُسْطُوانُ لَا يُسَبِّحُ . وَقَالَ
يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ لِلْحَسَنِ وَهُمَا فِي طَعَامٍ وَقَدْ قُدِّمَ الْخِوَانُ : أَيُسَبِّحُ هَذَا الْخِوَانُ يَا
أَبَا سَعِيدٍ ؟ فَقَالَ : قَدْ كَانَ يُسَبِّحُ مَرَّةً ; يُرِيدُ أَنَّ الشَّجَرَةَ فِي زَمَنِ ثَمَرِهَا وَاعْتِدَالِهَا كَانَتْ تُسَبِّحُ ، وَأَمَّا الْآنَ فَقَدْ صَارَ خِوَانًا مَدْهُونًا .
[ ص: 240 ] قُلْتُ : وَيُسْتَدَلُّ لِهَذَا الْقَوْلِ مِنَ السُّنَّةِ بِمَا ثَبَتَ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ - تَعَالَى - عَنْهُمَا
nindex.php?page=hadith&LINKID=835521أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّ عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَالَ : إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ لَا يَسْتَبْرِئُ مِنَ الْبَوْلِ قَالَ : فَدَعَا بِعَسِيبٍ رَطْبٍ فَشَقَّهُ اثْنَيْنِ ، ثُمَّ غَرَسَ عَلَى هَذَا وَاحِدًا وَعَلَى هَذَا وَاحِدًا ثُمَّ قَالَ : لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا . فَقَوْلُهُ - عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - . مَا لَمْ يَيْبَسَا إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّهُمَا مَا دَامَا رَطْبَيْنِ يُسَبِّحَانِ ، فَإِذَا يَبَسَا صَارَا جَمَادًا . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَفِي مُسْنَدِ
nindex.php?page=showalam&ids=14724أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ : فَتُوضَعُ عَلَى أَحَدِهِمَا نِصْفًا وَعَلَى الْآخَرِ نِصْفًا وَقَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=839708لَعَلَّهُ أَنْ يُهَوِّنَ عَلَيْهِمَا الْعَذَابَ مَا دَامَ فِيهِمَا مِنْ بَلُولَتِهِمَا شَيْءٌ . قَالَ عُلَمَاؤُنَا : وَيُسْتَفَادُ مِنْ هَذَا
nindex.php?page=treesubj&link=32919_2324_32920غَرْسُ الْأَشْجَارِ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ عَلَى الْقُبُورِ ، وَإِذَا خُفِّفَ عَنْهُمْ بِالْأَشْجَارِ فَكَيْفَ بِقِرَاءَةِ الرَّجُلِ الْمُؤْمِنِ الْقُرْآنَ . وَقَدْ بَيَّنَّا هَذَا الْمَعْنَى فِي كِتَابِ التَّذْكِرَةِ بَيَانًا شَافِيًا ، وَأَنَّهُ يَصِلُ إِلَى الْمَيِّتِ ثَوَابُ مَا يُهْدَى إِلَيْهِ . وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى ذَلِكَ . وَعَلَى التَّأْوِيلِ الثَّانِي لَا يُحْتَاجُ إِلَى ذَلِكَ ; فَإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الْجَمَادِ وَغَيْرِهِ يُسَبِّحُ .
قُلْتُ : وَيُسْتَدَلُّ لِهَذَا التَّأْوِيلِ وَهَذَا الْقَوْلِ مِنَ الْكِتَابِ بِقَوْلِهِ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=17وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ ، وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=74وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ - عَلَى قَوْلِ
مُجَاهِدٍ - ، وَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=90وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا . وَذَكَرَ
ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي ( دَقَائِقِهِ ) أَخْبَرَنَا
مِسْعَرٌ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَاصِلٍ عَنْ
عَوْفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - : إِنَّ الْجَبَلَ يَقُولُ لِلْجَبَلِ : يَا فُلَانُ ، هَلْ مَرَّ بِكَ الْيَوْمَ ذَاكِرٌ لِلَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - ؟ فَإِنْ قَالَ نَعَمْ سُرَّ بِهِ . ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=88وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا الْآيَةَ . قَالَ : أَفَتَرَاهُنَّ يَسْمَعْنَ الزُّورَ وَلَا يَسْمَعْنَ الْخَيْرَ . وَفِيهِ عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : مَا مِنْ صَبَاحٍ وَلَا رَوَاحَ إِلَّا تُنَادِي بِقَاعُ الْأَرْضِ بَعْضُهَا بَعْضًا . يَا جَارَاهُ ; هَلْ مَرَّ بِكِ الْيَوْمَ عَبْدٌ فَصَلَّى لِلَّهِ أَوْ ذَكَرَ اللَّهَ عَلَيْكِ ؟ فَمِنْ قَائِلَةٍ لَا ، وَمِنْ قَائِلَةٍ نَعَمْ ، فَإِذَا قَالَتْ نَعَمْ رَأَتْ لَهَا بِذَلِكَ فَضْلًا عَلَيْهَا . وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835522لَا يَسْمَعُ صَوْتَ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلَا إِنْسٌ وَلَا [ ص: 241 ] شَجَرَةٌ وَلَا حَجَرٌ وَلَا مَدَرٌ وَلَا شَيْءٌ إِلَّا شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . رَوَاهُ
ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16867وَمَالِكٌ فِي مُوَطَّئِهِ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=44أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - . وَخَرَّجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835523لَقَدْ كُنَّا نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ وَهُوَ يُؤْكَلُ . فِي غَيْرِ هَذِهِ الرِّوَايَةِ عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835524كُنَّا نَأْكُلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الطَّعَامَ وَنَحْنُ نَسْمَعُ تَسْبِيحَهُ . وَفِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=98جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835525إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ . قِيلَ : إِنَّهُ
الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَالْأَخْبَارُ فِي هَذَا الْمَعْنَى كَثِيرَةٌ ; وَقَدْ أَتَيْنَا عَلَى جُمْلَةٍ مِنْهَا فِي اللُّمَعِ اللُّؤْلُؤِيَّةِ فِي شَرْحِ الْعِشْرِينِيَّاتِ النَّبَوِيَّةِ
لِلْفَادَارِيِّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - ، وَخَبَرُ الْجِذْعِ أَيْضًا مَشْهُورٌ فِي هَذَا الْبَابِ خَرَّجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ فِي مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِهِ . وَإِذَا ثَبَتَ ذَلِكَ فِي جَمَادٍ وَاحِدٍ جَازَ فِي جَمِيعِ الْجَمَادَاتِ ، وَلَا اسْتِحَالَةَ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ ; فَكُلُّ شَيْءٍ يُسَبِّحُ لِلْعُمُومِ . وَكَذَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12354النَّخَعِيُّ وَغَيْرُهُ : هُوَ عَامٌّ فِيمَا فِيهِ رُوحٌ وَفِيمَا لَا رُوحَ فِيهِ حَتَّى صَرِيرَ الْبَابِ . وَاحْتَجُّوا بِالْأَخْبَارِ الَّتِي ذَكَرْنَا . وَقِيلَ : تَسْبِيحُ الْجَمَادَاتِ أَنَّهَا تَدْعُو النَّاظِرَ إِلَيْهَا إِلَى أَنْ يَقُولَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! لِعَدَمِ الْإِدْرَاكِ مِنْهَا . وَقَالَ الشَّاعِرُ :
تُلْقَى بِتَسْبِيحَةٍ مِنْ حَيْثُ مَا انْصَرَفَتْ وَتَسْتَقِرُّ حَشَا الرَّائِي بِتَرْعَادِ
أَيْ يَقُولُ مَنْ رَآهَا : سُبْحَانَ خَالِقِهَا . فَالصَّحِيحُ أَنَّ الْكُلَّ يُسَبِّحُ لِلْأَخْبَارِ الدَّالَّةِ عَلَى ذَلِكَ لَوْ كَانَ ذَلِكَ التَّسْبِيحُ تَسْبِيحَ دَلَالَةٍ فَأَيُّ تَخْصِيصٍ
لِدَاوُدَ ، وَإِنَّمَا ذَلِكَ تَسْبِيحُ الْمَقَالِ بِخَلْقِ الْحَيَاةِ وَالْإِنْطَاقِ بِالتَّسْبِيحِ كَمَا ذَكَرْنَا . وَقَدْ نَصَّتِ السُّنَّةُ عَلَى مَا دَلَّ عَلَيْهِ ظَاهِرُ الْقُرْآنِ مِنْ تَسْبِيحِ كُلِّ شَيْءٍ فَالْقَوْلُ بِهِ أَوْلَى . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ وَأَبُو عَمْرٍو وَيَعْقُوبُ وَحَفْصٌ وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ وَخَلَفٌ تَفْقَهُونَ بِالتَّاءِ لِتَأْنِيثِ الْفَاعِلِ . الْبَاقُونَ بِالْيَاءِ ، وَاخْتَارَهُ
أَبُو عُبَيْدٍ ، قَالَ : لِلْحَائِلِ بَيْنَ الْفِعْلِ وَالتَّأْنِيثِ .
إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا عَنْ ذُنُوبِ عِبَادِهِ فِي الدُّنْيَا .
غَفُورًا لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْآخِرَةِ .