[ ص: 249 ] قوله تعالى
nindex.php?page=treesubj&link=28988 : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن تقدم إعرابه . والآية نزلت في
عمر بن الخطاب . وذلك أن رجلا من العرب شتمه ، وسبه
عمر وهم بقتله ، فكادت تثير فتنة فأنزل الله - تعالى - فيه :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ذكره
الثعلبي nindex.php?page=showalam&ids=15151والماوردي وابن عطية والواحدي . وقيل : نزلت لما
قال المسلمون : إيذن لنا يا رسول الله في قتالهم فقد طال إيذاؤهم إيانا ، فقال : لم أومر بعد بالقتال فأنزل الله - تعالى - : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ; قاله
الكلبي . وقيل : المعنى قل لعبادي الذين اعترفوا بأني خالقهم وهم يعبدون الأصنام ، يقولوا التي هي أحسن من كلمة التوحيد والإقرار بالنبوة . وقيل : المعنى وقل لعبادي المؤمنين إذا جادلوا الكفار في التوحيد ، أن يقولوا الكلمة التي هي أحسن . كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم . وقال
الحسن : هو أن يقول للكافر إذا تشطط : هداك الله ! يرحمك الله ! وهذا قبل أن أمروا بالجهاد . وقيل : المعنى قل لهم يأمروا بما أمر الله به وينهوا عما نهى الله عنه ; وعلى هذا تكون الآية عامة في المؤمن والكافر ، أي قل للجميع . والله أعلم . وقالت طائفة : أمر الله - تعالى - في هذه الآية المؤمنين فيما بينهم خاصة ، بحسن الأدب وإلانة القول ، وخفض الجناح وإطراح نزغات الشيطان ; وقد قال - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835528وكونوا عباد الله إخوانا . وهذا أحسن ، وتكون الآية محكمة .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53إن الشيطان ينزغ بينهم أي بالفساد وإلقاء العداوة والإغواء . وقد تقدم في آخر [ الأعراف ] [ ويوسف ] . يقال : نزغ بيننا أي أفسد ; قاله
اليزيدي . وقال غيره : النزغ الإغراء .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا أي شديد العداوة . وقد تقدم في [ البقرة ] . وفي الخبر (
أن قوما جلسوا يذكرون الله ، - عز وجل - فجاء الشيطان ليقطع مجلسهم فمنعته الملائكة فجاء إلى قوم جلسوا قريبا منهم لا يذكرون الله فحرش بينهم فتخاصموا وتواثبوا فقال هؤلاء [ ص: 250 ] الذاكرون قوموا بنا نصلح بين إخواننا فقاموا وقطعوا مجلسهم وفرح بذلك الشيطان ) . فهذا من بعض عداوته .
[ ص: 249 ] قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=treesubj&link=28988 : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ تَقَدَّمَ إِعْرَابُهُ . وَالْآيَةُ نَزَلَتْ فِي
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ . وَذَلِكَ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْعَرَبِ شَتَمَهُ ، وَسَبَّهُ
عُمَرُ وَهَمَّ بِقَتْلِهِ ، فَكَادَتْ تُثِيرُ فِتْنَةً فَأَنْزَلَ اللَّهُ - تَعَالَى - فِيهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ذَكَرَهُ
الثَّعْلَبِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=15151وَالْمَاوَرْدِيُّ وَابْنُ عَطِيَّةَ وَالْوَاحِدِيُّ . وَقِيلَ : نَزَلَتْ لَمَّا
قَالَ الْمُسْلِمُونَ : إِيذَنْ لَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي قِتَالِهِمْ فَقَدْ طَالَ إِيذَاؤُهُمْ إِيَّانَا ، فَقَالَ : لَمْ أُومَرْ بَعْدُ بِالْقِتَالِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ - تَعَالَى - : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ; قَالَهُ
الْكَلْبِيُّ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى قُلْ لِعِبَادِي الَّذِينَ اعْتَرَفُوا بِأَنِّي خَالِقُهُمْ وَهُمْ يَعْبُدُونَ الْأَصْنَامَ ، يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ مِنْ كَلِمَةِ التَّوْحِيدِ وَالْإِقْرَارِ بِالنُّبُوَّةِ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى وَقُلْ لِعِبَادِي الْمُؤْمِنِينَ إِذَا جَادَلُوا الْكُفَّارَ فِي التَّوْحِيدِ ، أَنْ يَقُولُوا الْكَلِمَةَ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ . كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=108وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : هُوَ أَنْ يَقُولَ لِلْكَافِرِ إِذَا تَشَطَّطَ : هَدَاكَ اللَّهُ ! يَرْحَمُكَ اللَّهُ ! وَهَذَا قَبْلَ أَنْ أُمِرُوا بِالْجِهَادِ . وَقِيلَ : الْمَعْنَى قُلْ لَهُمْ يَأْمُرُوا بِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَيَنْهَوْا عَمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ ; وَعَلَى هَذَا تَكُونُ الْآيَةُ عَامَّةً فِي الْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ ، أَيْ قُلْ لِلْجَمِيعِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ . وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : أَمَرَ اللَّهُ - تَعَالَى - فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْمُؤْمِنِينَ فِيمَا بَيْنَهُمْ خَاصَّةً ، بِحُسْنِ الْأَدَبِ وَإِلَانَةِ الْقَوْلِ ، وَخَفْضِ الْجَنَاحِ وَإِطْرَاحِ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ ; وَقَدْ قَالَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835528وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا . وَهَذَا أَحْسَنُ ، وَتَكُونُ الْآيَةُ مُحْكَمَةً .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ أَيْ بِالْفَسَادِ وَإِلْقَاءِ الْعَدَاوَةِ وَالْإِغْوَاءِ . وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي آخِرِ [ الْأَعْرَافِ ] [ وَيُوسُفَ ] . يُقَالُ : نَزَغَ بَيْنَنَا أَيْ أَفْسَدَ ; قَالَهُ
الْيَزِيدِيُّ . وَقَالَ غَيْرُهُ : النَّزْغُ الْإِغْرَاءُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=53إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا أَيْ شَدِيدَ الْعَدَاوَةِ . وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي [ الْبَقَرَةِ ] . وَفِي الْخَبَرِ (
أَنَّ قَوْمًا جَلَسُوا يَذْكُرُونَ اللَّهَ ، - عَزَّ وَجَلَّ - فَجَاءَ الشَّيْطَانُ لِيَقْطَعَ مَجْلِسَهُمْ فَمَنَعَتْهُ الْمَلَائِكَةُ فَجَاءَ إِلَى قَوْمٍ جَلَسُوا قَرِيبًا مِنْهُمْ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فَحَرَّشَ بَيْنَهُمْ فَتَخَاصَمُوا وَتَوَاثَبُوا فَقَالَ هَؤُلَاءِ [ ص: 250 ] الذَّاكِرُونَ قُومُوا بِنَا نُصْلِحُ بَيْنَ إِخْوَانِنَا فَقَامُوا وَقَطَعُوا مَجْلِسَهُمْ وَفَرِحَ بِذَلِكَ الشَّيْطَانُ ) . فَهَذَا مِنْ بَعْضِ عَدَاوَتِهِ .