قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=83وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا [ ص: 289 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=83وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه أي هؤلاء الذين يزيدهم القرآن خسارا صفتهم الإعراض عن تدبر آيات الله والكفران لنعمه . وقيل : نزلت في
الوليد بن المغيرة . ومعنى نأى بجانبه أي تكبر وتباعد . وناء مقلوب منه ; والمعنى : بعد عن القيام بحقوق الله - عز وجل - ; يقال : نأى الشيء أي بعد . ونأيته ونأيت عنه بمعنى ، أي بعدت . وأنأيته فانتأى ; أي أبعدته فبعد . وتناءوا تباعدوا . والمنتأى : الموضع البعيد . قال
النابغة :
فإنك كالليل الذي هو مدركي وإن خلت أن المنتأى عنك واسع
وقرأ
ابن عامر في رواية
ابن ذكوان ناء مثل باع ، الهمزة مؤخرة ، وهو على طريقة القلب من نأى ; كما يقال : راء ورأى . وقيل : هو من النوء وهو النهوض والقيام . وقد يقال أيضا للوقوع والجلوس نوء ; وهو من الأضداد . وقرئ " ونئي " بفتح النون وكسر الهمزة . والعامة نأى في وزن رأى .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=83وإذا مسه الشر كان يئوسا أي إذا ناله شدة من فقر أو سقم أو بؤس يئس وقنط ; لأنه لا يثق بفضل الله - تعالى - .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=83وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا [ ص: 289 ] قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=83وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ أَيْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَزِيدُهُمُ الْقُرْآنُ خَسَارًا صِفَتُهُمُ الْإِعْرَاضُ عَنْ تَدَبُّرِ آيَاتِ اللَّهِ وَالْكَفْرَانِ لِنِعَمِهِ . وَقِيلَ : نَزَلَتْ فِي
الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ . وَمَعْنَى نَأَى بِجَانِبِهِ أَيْ تَكَبَّرَ وَتَبَاعَدَ . وَنَاءَ مَقْلُوبٌ مِنْهُ ; وَالْمَعْنَى : بَعُدَ عَنِ الْقِيَامِ بِحُقُوقِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - ; يُقَالُ : نَأَى الشَّيْءُ أَيْ بَعُدَ . وَنَأَيْتُهُ وَنَأَيْتُ عَنْهُ بِمَعْنًى ، أَيْ بَعُدْتُ . وَأَنْأَيْتُهُ فَانْتَأَى ; أَيْ أَبْعَدْتُهُ فَبَعُدَ . وَتَنَاءَوْا تَبَاعَدُوا . وَالْمُنْتَأَى : الْمَوْضِعُ الْبَعِيدُ . قَالَ
النَّابِغَةُ :
فَإِنَّكَ كَاللَّيْلِ الَّذِي هُوَ مُدْرِكِي وَإِنْ خِلْتُ أَنَّ الْمُنْتَأَى عَنْكَ وَاسِعُ
وَقَرَأَ
ابْنُ عَامِرٍ فِي رِوَايَةِ
ابْنِ ذَكْوَانَ نَاءَ مِثْلُ بَاعَ ، الْهَمْزَةُ مُؤَخَّرَةٌ ، وَهُوَ عَلَى طَرِيقَةِ الْقَلْبِ مِنْ نَأَى ; كَمَا يُقَالُ : رَاءَ وَرَأَى . وَقِيلَ : هُوَ مِنَ النَّوْءِ وَهُوَ النُّهُوضُ وَالْقِيَامُ . وَقَدْ يُقَالُ أَيْضًا لِلْوُقُوعِ وَالْجُلُوسِ نَوْءٌ ; وَهُوَ مِنَ الْأَضْدَادِ . وَقُرِئَ " وَنَئِيَ " بِفَتْحِ النُّونِ وَكَسْرِ الْهَمْزَةِ . وَالْعَامَّةُ نَأَى فِي وَزْنِ رَأَى .
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=83وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا أَيْ إِذَا نَالَهُ شِدَّةٌ مِنْ فَقْرٍ أَوْ سَقَمٍ أَوْ بُؤْسٍ يَئِسَ وَقَنَطَ ; لِأَنَّهُ لَا يَثِقُ بِفَضْلِ اللَّهِ - تَعَالَى - .