[ ص: 95 ] سُورَةُ الْمُؤْمِنُونَ
مَكِّيَّةٌ كُلُّهَا فِي قَوْلِ الْجَمِيعِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=1قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
فِيهِ تِسْعُ مَسَائِلَ :
الْأُولَى :
nindex.php?page=treesubj&link=28994قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=1قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13933الْبَيْهَقِيُّ مِنْ حَدِيثِ
أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=864037لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ جَنَّةَ عَدْنٍ وَغَرَسَ أَشْجَارَهَا بِيَدِهِ قَالَ لَهَا تَكَلَّمِي فَقَالَتْ : قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500290حَضَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَوْمَ الْفَتْحِ فَصَلَّى فِي قِبَلِ الْكَعْبَةِ ، فَخَلَعَ نَعْلَيْهِ ، فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ ، فَافْتَتَحَ سُورَةَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَلَمَّا جَاءَ ذِكْرُ مُوسَى أَوْ عِيسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ أَخَذَتْهُ سَعْلَةٌ فَرَكَعَ . خَرَّجَهُ
مُسْلِمٌ بِمَعْنَاهُ . وَفِي
التِّرْمِذِيِّ ، عَنْ
[ ص: 96 ] عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500291كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ سُمِعَ عِنْدَ وَجْهِهِ كَدَوِيِّ النَّحْلِ ؛ وَأُنْزِلَ عَلَيْهِ يَوْمًا فَمَكَثْنَا سَاعَةً فَسُرِّيَ عَنْهُ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ : اللَّهُمَّ زِدْنَا وَلَا تَنْقُصْنَا وَأَرْضِنَا وَارْضَ عَنَّا - ثُمَّ قَالَ : أُنْزِلَ عَلَيَّ عَشْرُ آيَاتٍ مَنْ أَقَامَهُنَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ - ثُمَّ قَرَأَ - قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ حَتَّى خَتَمَ عَشْرَ آيَاتٍ ؛ صَحَّحَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابْنُ الْعَرَبِيِّ . وَقَالَ
النَّحَّاسُ : مَعْنَى مَنْ أَقَامَهُنَّ مَنْ أَقَامَ عَلَيْهِنَّ وَلَمْ يُخَالِفْ مَا فِيهِنَّ ؛ كَمَا تَقُولُ : فُلَانٌ يَقُومُ بِعَمَلِهِ . ثُمَّ نَزَلَ بَعْدَ هَذِهِ الْآيَاتِ فَرْضُ الْوُضُوءِ وَالْحَجِّ فَدَخَلَ مَعَهُنَّ . وَقَرَأَ
طَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=1قَدْ أُفْلِحَ الْمُؤْمِنُونَ بِضَمِّ الْأَلِفِ عَلَى الْفِعْلِ الْمَجْهُولِ ؛ أَيْ أُبْقُوا فِي الثَّوَابِ وَالْخَيْرِ . وَقَدْ مَضَى فِي أَوَّلِ ( الْبَقَرَةِ ) مَعْنَى الْفَلَاحِ لُغَةً وَمَعْنًى ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ .
الثَّانِيَةُ : قَوْلُهُ تَعَالَى : ( خَاشِعُونَ ) رَوَى
الْمُعْتَمِرُ ، عَنْ
خَالِدٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16972مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=864040كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلَاةِ ؛ فَأَنْزَلَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - هَذِهِ الْآيَةَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=2الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ . فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَنْظُرُ حَيْثُ يَسْجُدُ . وَفِي رِوَايَةِ
هُشَيْمٍ :
كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَلْتَفِتُونَ فِي الصَّلَاةِ وَيَنْظُرُونَ حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=1قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ؛ فَأَقْبَلُوا عَلَى صَلَاتِهِمْ وَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ أَمَامَهُمْ . وَقَدْ تَقَدَّمَ مَا لِلْعُلَمَاءِ فِي حُكْمِ الْمُصَلِّي إِلَى حَيْثُ يَنْظُرُ فِي ( الْبَقَرَةِ ) عِنْدَ قَوْلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=144فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ . وَتَقَدَّمَ أَيْضًا مَعْنَى الْخُشُوعِ لُغَةً وَمَعْنًى فِي الْبَقَرَةِ أَيْضًا عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=45وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ .
nindex.php?page=treesubj&link=25353وَالْخُشُوعُ مَحَلُّهُ الْقَلْبُ ؛ فَإِذَا خَشَعَ خَشَعَتِ الْجَوَارِحُ كُلُّهَا لِخُشُوعِهِ ؛ إِذْ هُوَ مَلِكُهَا ، حَسْبَمَا بَيَّنَّاهُ أَوَّلَ الْبَقَرَةِ . وَكَانَ الرَّجُلُ مِنَ الْعُلَمَاءِ إِذَا أَقَامَ الصَّلَاةَ وَقَامَ
[ ص: 97 ] إِلَيْهَا يَهَابُ الرَّحْمَنَ أَنْ يَمُدَّ بَصَرَهُ إِلَى شَيْءٍ وَأَنْ يُحَدِّثَ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا . وَقَالَ
عَطَاءٌ : هُوَ أَلَّا
nindex.php?page=treesubj&link=25353يَعْبَثَ بِشَيْءٍ مِنْ جَسَدِهِ فِي الصَّلَاةِ .
وَأَبْصَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلًا يَعْبَثُ بِلِحْيَتِهِ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ : لَوْ خَشَعَ قَلْبُ هَذَا لَخَشَعَتْ جَوَارِحُهُ . وَقَالَ
أَبُو ذَرٍّ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500293إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَإِنَّ الرَّحْمَةَ تُوَاجِهُهُ فَلَا يُحَرِّكَنَّ الْحَصَى . رَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ . وَقَالَ الشَّاعِرُ :
أَلَا فِي الصَّلَاةِ الْخَيْرُ وَالْفَضْلُ أَجْمَعُ لِأَنَّ بِهَا الْآرَابُ لِلَّهِ تَخْضَعُ وَأَوَّلُ فَرْضٍ مِنْ شَرِيعَةِ دِينِنَا
وَآخِرُ مَا يَبْقَى إِذَا الدِّينُ يُرْفَعُ فَمَنْ قَامَ لِلتَّكْبِيرِ لَاقَتْهُ رَحْمَةٌ
وَكَانَ كَعَبْدٍ بَابَ مَوْلَاهُ يَقْرَعُ وَصَارَ لِرَبِّ الْعَرْشِ حِينَ صَلَاتِهِ
نَجِيًّا فَيَا طُوبَاهُ لَوْ كَانَ يَخْشَعُ
وَرَوَى
أَبُو عُمَرَ أَنَّ
الْجَوْنِيَّ قَالَ : قِيلَ
nindex.php?page=showalam&ids=25لِعَائِشَةَ مَا كَانَ خُلُقُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ؟ قَالَتْ : أَتَقْرَءُونَ سُورَةَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قِيلَ نَعَمْ . قَالَتْ : اقْرَءُوا ؛ فَقُرِئَ عَلَيْهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=1قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ حَتَّى بَلَغَ ( يُحَافِظُونَ ) . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500294كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَلْحَظُ فِي صَلَاتِهِ يَمِينًا وَشِمَالًا ، وَلَا يَلْوِي عُنُقَهُ خَلْفَ ظَهْرِهِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=331كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ فِي حَدِيثِهِ الطَّوِيلِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500295ثُمَّ أُصَلِّي قَرِيبًا مِنْهُ - يَعْنِي مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأُسَارِقُهُ النَّظَرَ ، فَإِذَا أَقْبَلْتُ عَلَى صَلَاتِي نَظَرَ إِلَيَّ وَإِذَا الْتَفَتُّ نَحْوَهُ أَعْرَضَ عَنِّي . . . الْحَدِيثَ ؛ وَلَمْ يَأْمُرْهُ بِإِعَادَةٍ .
الثَّالِثَةُ : اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=25353الْخُشُوعِ ، هَلْ هُوَ مِنْ فَرَائِضِ الصَّلَاةِ أَوْ مِنْ فَضَائِلِهَا وَمُكَمِّلَاتِهَا عَلَى قَوْلَيْنِ . وَالصَّحِيحُ الْأَوَّلُ ، وَمَحَلُّهُ الْقَلْبُ ، وَهُوَ أَوَّلُ عِلْمٍ يُرْفَعُ مِنَ النَّاسِ ؛ قَالَهُ
عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ ، رَوَاهُ
التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=15622جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=4أَبِي الدَّرْدَاءِ ، وَقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ . وَقَدْ خَرَّجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=15622جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ أَيْضًا ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=6201عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ مِنْ طَرِيقٍ صَحِيحَةٍ . قَالَ
أَبُو عِيسَى :
وَمُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ثِقَةٌ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ ، وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْرَ
nindex.php?page=showalam&ids=17293يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ .
[ ص: 98 ] قُلْتُ :
مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ أَبُو عَمْرٍو وَيُقَالُ
أَبُو عُمَرَ الْحَضْرَمِيُّ الْحِمْصِيُّ قَاضِي
الْأَنْدَلُسِ ، سُئِلَ عَنْهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11970أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ فَقَالَ : صَالِحُ الْحَدِيثِ ، يُكْتَبُ حَدِيثُهُ وَلَا يُحْتَجُّ بِهِ . وَاخْتَلَفَ فِيهِ قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=17336يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ ، وَوَثَّقَهُ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، nindex.php?page=showalam&ids=12251وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=12013وَأَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ ، وَاحْتَجَّ بِهِ
مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ . وَتَقَدَّمَ فِي ( الْبَقَرَةِ ) مَعْنَى اللَّغْوِ وَالزَّكَاةِ فَلَا مَعْنَى لِلْإِعَادَةِ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : إِنَّ اللَّغْوَ هُنَا الشِّرْكُ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : إِنَّهُ الْمَعَاصِي كُلُّهَا . فَهَذَا قَوْلٌ جَامِعٌ يَدْخُلُ فِيهِ قَوْلُ مَنْ قَالَ : هُوَ الشِّرْكُ ؛ وَقَوْلُ مَنْ قَالَ هُوَ الْغِنَاءُ ؛ كَمَا رَوَى
مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَلَى مَا يَأْتِي فِي ( لُقْمَانَ ) بَيَانُهُ . وَمَعْنَى فَاعِلُونَ أَيْ مُؤَدُّونَ ؛ وَهِيَ فَصِيحَةٌ ، وَقَدْ جَاءَتْ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ . قَالَ
أُمَيَّةُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ :
الْمُطْعِمُونَ الطَّعَامَ فِي السَّنَةِ الْأَزْ مَةِ وَالْفَاعِلُونَ لِلزَّكَوَاتِ
الرَّابِعَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28994قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=5وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابْنُ الْعَرَبِيِّ : مِنْ غَرِيبِ الْقُرْآنِ أَنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ الْعَشْرَ عَامَّةٌ فِي الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ، كَسَائِرِ أَلْفَاظِ الْقُرْآنِ الَّتِي هِيَ مُحْتَمِلَةٌ لَهُمْ فَإِنَّهَا عَامَّةٌ فِيهِمْ ، إِلَّا قَوْلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=5وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ فَإِنَّمَا خَاطَبَ بِهَا الرِّجَالَ خَاصَّةً دُونَ الزَّوْجَاتِ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=6إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ وَإِنَّمَا عُرِفَ حِفْظُ الْمَرْأَةِ فَرْجَهَا مِنْ أَدِلَّةٍ أُخَرَ كَآيَاتِ الْإِحْصَانِ عُمُومًا وَخُصُوصًا وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَدِلَّةِ . قُلْتُ : وَعَلَى هَذَا التَّأْوِيلِ فِي الْآيَةِ
nindex.php?page=treesubj&link=11003فَلَا يَحِلُّ لِامْرَأَةٍ أَنْ يَطَأَهَا مَنْ تَمْلِكُهُ إِجْمَاعًا مِنَ الْعُلَمَاءِ ؛ لِأَنَّهَا غَيْرُ دَاخِلَةٍ فِي الْآيَةِ ، وَلَكِنَّهَا لَوْ أَعْتَقَتْهُ بَعْدَ مِلْكِهَا لَهُ جَازَ لَهُ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا كَمَا يَجُوزُ لِغَيْرِهِ عِنْدَ الْجُمْهُورِ . وَرُوِيَ عَنْ
عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=14577وَالشَّعْبِيِّ ، وَالنَّخَعِيِّ أَنَّهَا لَوْ أَعْتَقَتْهُ حِينَ مَلَكَتْهُ كَانَا عَلَى نِكَاحِهِمَا . قَالَ
أَبُو عُمَرَ : وَلَا يَقُلْ هَذَا أَحَدٌ مِنْ فُقَهَاءِ الْأَمْصَارِ ؛ لِأَنَّ تَمَلُّكَهَا عِنْدَهُمْ يُبْطِلُ النِّكَاحَ بَيْنَهُمَا ، وَلَيْسَ ذَلِكَ بِطَلَاقٍ وَإِنَّمَا هُوَ فَسْخٌ لِلنِّكَاحِ ؛ وَأَنَّهَا لَوْ أَعْتَقَتْهُ بَعْدَ مِلْكِهَا لَهُ لَمْ يُرَاجِعْهَا إِلَّا بِنِكَاحٍ جَدِيدٍ وَلَوْ كَانَتْ فِي عِدَّةٍ مِنْهُ .
الْخَامِسَةُ : قَالَ
مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ : سَمِعْتُ
حَرْمَلَةَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ : سَأَلْتُ
nindex.php?page=showalam&ids=16867مَالِكًا عَنِ الرَّجُلِ يَجْلِدُ عُمَيْرَةَ ، فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=5وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ - إِلَى قَوْلِهِ - الْعَادُونَ . وَهَذَا لِأَنَّهُمْ يُكَنُّونَ عَنِ الذَّكَرِ بِعُمَيْرَةَ ؛ وَفِيهِ يَقُولُ الشَّاعِرُ :
إِذَا حَلَلْتَ بِوَادٍ لَا أَنِيسَ بِهِ فَاجْلِدْ عُمَيْرَةَ لَا دَاءٌ وَلَا حَرَجُ
وَيُسَمِّيهِ
أَهْلُ الْعِرَاقِ nindex.php?page=treesubj&link=19422_19460الِاسْتِمْنَاءَ ، وَهُوَ اسْتِفْعَالٌ مِنَ الْمَنِيِّ .
nindex.php?page=showalam&ids=12251وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَلَى وَرَعِهِ
[ ص: 99 ] يُجَوِّزُهُ ، وَيَحْتَجُّ بِأَنَّهُ إِخْرَاجُ فَضْلَةٍ مِنَ الْبَدَنِ فَجَازَ عِنْدَ الْحَاجَةِ ؛ أَصْلُهُ الْفَصْدُ وَالْحِجَامَةُ . وَعَامَّةُ الْعُلَمَاءِ عَلَى تَحْرِيمِهِ . وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : إِنَّهُ كَالْفَاعِلِ بِنَفْسِهِ ، وَهِيَ مَعْصِيَةٌ أَحْدَثَهَا الشَّيْطَانُ وَأَجْرَاهَا بَيْنَ النَّاسِ حَتَّى صَارَتْ قِيلَةً ، وَيَا لَيْتَهَا لَمْ تُقَلْ ؛ وَلَوْ قَامَ الدَّلِيلُ عَلَى جَوَازِهَا لَكَانَ ذُو الْمُرُوءَةِ يُعْرِضُ عَنْهَا لِدَنَاءَتِهَا . فَإِنْ قِيلَ : إِنَّهَا خَيْرٌ مِنْ نِكَاحِ الْأَمَةِ ؛ قُلْنَا : نِكَاحُ الْأَمَةِ وَلَوْ كَانَتْ كَافِرَةً عَلَى مَذْهَبِ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ خَيْرٌ مِنْ هَذَا ، وَإِنْ كَانَ قَدْ قَالَ بِهِ قَائِلٌ أَيْضًا ، وَلَكِنِ الِاسْتِمْنَاءُ ضَعِيفٌ فِي الدَّلِيلِ عَارٌ بِالرَّجُلِ الدَّنِيءِ فَكَيْفَ بِالرَّجُلِ الْكَبِيرِ .
السَّادِسَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28994قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=6إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ قَالَ
الْفَرَّاءُ : أَيْ مِنْ أَزْوَاجِهِمُ اللَّاتِي أَحَلَّ اللَّهُ لَهُمْ لَا يُجَاوَزُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=6أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ مَعْطُوفَةٍ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ وَ مَا مَصْدَرِيَّةٌ . وَهَذَا يَقْتَضِي
nindex.php?page=treesubj&link=10279تَحْرِيمَ الزِّنَا وَمَا قُلْنَاهُ مِنَ الِاسْتِنْمَاءِ وَنِكَاحِ الْمُتْعَةِ ؛ لِأَنَّ الْمُتَمَتَّعَ بِهَا لَا تَجْرِي مَجْرَى الزَّوْجَاتِ ، لَا تَرِثُ وَلَا تُورَثُ ، وَلَا يَلْحَقُ بِهِ وَلَدُهَا ، وَلَا يُخْرَجُ مِنْ نِكَاحِهَا بِطَلَاقٍ يُسْتَأْنَفُ لَهَا ، وَإِنَّمَا يُخْرَجُ بِانْقِضَاءِ الْمُدَّةِ الَّتِي عُقِدَتْ عَلَيْهَا وَصَارَتْ كَالْمُسْتَأْجَرَةِ .
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابْنُ الْعَرَبِيِّ : إِنْ قُلْنَا إِنَّ نِكَاحَ الْمُتْعَةِ جَائِزٌ فَهِيَ زَوْجَةٌ إِلَى أَجَلٍ يَنْطَلِقُ عَلَيْهَا اسْمُ الزَّوْجِيَّةِ . وَإِنْ قُلْنَا بِالْحَقِّ الَّذِي أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ الْأُمَّةُ مِنْ تَحْرِيمِ
نِكَاحِ الْمُتْعَةِ لَمَا كَانَتْ زَوْجَةً فَلَمْ تَدْخُلْ فِي الْآيَةِ .
قُلْتُ : وَفَائِدَةُ هَذَا الْخِلَافِ
nindex.php?page=treesubj&link=10933هَلْ يَجِبُ الْحَدُّ وَلَا يَلْحَقُ الْوَلَدُ كَالزِّنَى الصَّرِيحِ أَوْ يُدْفَعُ الْحَدُّ لِلشُّبْهَةِ وَيُلْحَقُ الْوَلَدُ ؟ قَوْلَانِ لِأَصْحَابِنَا . وَقَدْ كَانَ لِلْمُتْعَةِ فِي التَّحْلِيلِ وَالتَّحْرِيمِ أَحْوَالٌ ؛ فَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهَا كَانَتْ مُبَاحَةً ثُمَّ حَرَّمَهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - زَمَنَ
خَيْبَرَ ، ثُمَّ حَلَّلَهَا فِي غَزَاةِ الْفَتْحِ ؛ ثُمَّ حَرَّمَهَا بَعْدُ ؛ قَالَهُ
ابْنُ خُوَيْزِ مَنْدَادٍ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرُهُ ، وَإِلَيْهِ أَشَارَ
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابْنُ الْعَرَبِيِّ . وَقَدْ مَضَى فِي ( النِّسَاءِ ) الْقَوْلُ فِيهَا مُسْتَوْفًى .
السَّابِعَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28994قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=7فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ فَسَمَّى مَنْ نَكَحَ مَا لَا يَحِلُّ عَادِيًا وَأَوْجَبَ عَلَيْهِ الْحَدَّ لِعُدْوَانِهِ ، وَاللَّائِطُ عَادٍ قُرْآنًا وَلُغَةً ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=166بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ وَكَمَا تَقَدَّمَ فِي ( الْأَعْرَافِ ) ؛ فَوَجَبَ أَنْ يُقَامَ الْحَدُّ عَلَيْهِمْ ، وَهَذَا ظَاهِرٌ لَا غُبَارَ عَلَيْهِ .
قُلْتُ : فِيهِ نَظَرٌ ، مَا لَمْ يَكُنْ جَاهِلًا أَوْ مُتَأَوِّلًا ، وَإِنْ كَانَ الْإِجْمَاعُ مُنْعَقِدًا عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ
[ ص: 100 ] تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=5وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ خُصَّ بِهِ الرِّجَالُ دُونَ النِّسَاءِ ؛ فَقَدْ رَوَى
مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : تَسَرَّرَتِ امْرَأَةٌ غُلَامَهَا ؛ فَذُكِرَ ذَلِكَ
لِعُمَرَ فَسَأَلَهَا : مَا حَمَلَكِ عَلَى ذَلِكَ ؟ قَالَتْ : كُنْتُ أَرَاهُ يَحِلُّ لِي بِمِلْكِ يَمِينِي ، كَمَا يَحِلُّ لِلرَّجُلِ الْمَرْأَةُ بِمِلْكِ الْيَمِينِ ؛ فَاسْتَشَارَ
عُمَرُ فِي رَجْمِهَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالُوا : تَأَوَّلَتْ كِتَابَ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَى غَيْرِ تَأْوِيلِهِ ، لَا رَجْمَ عَلَيْهَا . فَقَالَ
عُمَرُ : لَا جَرَمَ ! وَاللَّهِ لَا أُحِلُّكِ لِحُرٍّ بَعْدَهُ أَبَدًا . عَاقَبَهَا بِذَلِكَ وَدَرَأَ الْحَدَّ عَنْهَا ، وَأَمَرَ الْعَبْدَ أَلَّا يَقْرَبَهَا .
وَعَنْ
أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ : أَنَا حَضَرْتُ
عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ جَاءَتْهُ امْرَأَةٌ بِغُلَامٍ لَهَا وَضِيءٍ فَقَالَتْ : إِنِّي اسْتَسْرَرْتُهُ فَمَنَعَنِي بَنُو عَمِّي عَنْ ذَلِكَ ، وَإِنَّمَا أَنَا بِمَنْزِلَةِ الرَّجُلِ تَكُونُ لَهُ الْوَلِيدَةُ فَيَطَؤُهَا ؛ فَانْهَ عَنِّي بَنِي عَمِّي ؛ فَقَالَ
عُمَرُ : أَتَزَوَّجْتِ قَبْلَهُ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ؛ قَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا مَنْزِلَتُكِ مِنَ الْجَهَالَةِ لَرَجَمْتُكِ بِالْحِجَارَةِ ؛ وَلَكِنِ اذْهَبُوا بِهِ فَبِيعُوهُ إِلَى مَنْ يَخْرُجُ بِهِ إِلَى غَيْرِ بَلَدِهَا . ( وَوَرَاءَ ) بِمَعْنَى سِوَى ، وَهُوَ مَفْعُولٌ بِ ( ابْتَغَى ) أَيْ مَنْ طَلَبَ سِوَى الْأَزْوَاجِ وَالْوَلَائِدِ الْمَمْلُوكَةِ لَهُ . وَقَالَ
الزَّجَّاجُ : أَيْ فَمَنِ ابْتَغَى مَا بَعْدَ ذَلِكَ ؛ فَمَفْعُولُ الِابْتِغَاءِ مَحْذُوفٌ ، وَ ( وَرَاءَ ) ظَرْفٌ . و ( ذَلِكَ ) يُشَارُ بِهِ إِلَى كُلِّ مَذْكُورٍ مُؤَنَّثًا كَانَ أَوْ مُذَكَّرًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=7فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ أَيِ الْمُجَاوِزُونَ الْحَدَّ ؛ مِنْ عَدَا أَيْ جَاوَزَ الْحَدَّ وَجَازَهُ .
الثَّامِنَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=28994قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=8وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( لِأَمَانَاتِهِمْ ) بِالْجَمْعِ .
وَابْنُ كَثِيرٍ بِالْإِفْرَادِ . وَالْأَمَانَةُ وَالْعَهْدُ يَجْمَعُ كُلَّ مَا يَحْمِلُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ قَوْلًا وَفِعْلًا . وَهَذَا يَعُمُّ مُعَاشَرَةَ النَّاسِ ، وَالْمَوَاعِيدَ ، وَغَيْرَ ذَلِكَ ؛ وَغَايَةُ ذَلِكَ حِفْظُهُ وَالْقِيَامُ بِهِ . وَالْأَمَانَةُ أَعَمُّ مِنَ الْعَهْدِ ، وَكُلُّ عَهْدٍ فَهُوَ أَمَانَةٌ فِيمَا تَقَدَّمَ فِيهِ قَوْلٌ أَوْ فِعْلٌ أَوْ مُعْتَقَدٌ .
التَّاسِعَةُ : قَرَأَ الْجُمْهُورُ ( صَلَوَاتِهِمْ )
وَحَمْزَةُ ، nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ ( صَلَاتِهِمْ ) بِالْإِفْرَادِ ؛ وَهَذَا الْإِفْرَادُ اسْمُ جِنْسٍ فَهُوَ فِي مَعْنَى الْجَمِيعِ . وَالْمُحَافَظَةُ عَلَى الصَّلَاةِ إِقَامَتُهَا وَالْمُبَادَرَةُ إِلَيْهَا أَوَائِلَ أَوْقَاتِهَا ، وَإِتْمَامُ رُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا . وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي ( الْبَقَرَةِ ) مُسْتَوْفًى . ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=10أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ أَيْ مَنْ عَمِلَ بِمَا ذُكِرَ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ فَهُمُ الْوَارِثُونَ ؛ أَيْ يَرِثُونَ مَنَازِلَ أَهْلِ النَّارِ مِنَ الْجَنَّةِ . وَفِي الْخَبَرِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى جَعَلَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ مَسْكَنًا فِي الْجَنَّةِ وَمَسْكَنًا فِي النَّارِ ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَيَأْخُذُونَ مَنَازِلَهُمْ وَيَرِثُونَ مَنَازِلَ الْكُفَّارِ ، وَيَجْعَلُ الْكُفَّارَ فِي مَنَازِلِهِمْ فِي النَّارِ . خَرَّجَهُ
ابْنُ مَاجَهْ بِمَعْنَاهُ . عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ أَيْضًا قَالَ : قَالَ
[ ص: 101 ] رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500296مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَلَهُ مَنْزِلَانِ مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَمَنْزِلٌ فِي النَّارِ فَإِذَا مَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ وَرِثَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْزِلَهُ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=10أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ . إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ . وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُسَمَّى الْحُصُولُ عَلَى الْجَنَّةِ وِرَاثَةً مِنْ حَيْثُ حُصُولُهَا دُونَ غَيْرِهِمْ ، فَهُوَ اسْمٌ مُسْتَعَارٌ عَلَى الْوَجْهَيْنِ . وَالْفِرْدَوْسُ رَبْوَةُ الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُهَا وَأَفْضَلُهَا . خَرَّجَهُ
التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ
الرُّبَيِّعِ بِنْتِ النَّضْرِ أُمِّ حَارِثَةَ ، وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وَفِي حَدِيثِ
مُسْلِمٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=3500297فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ وَأَعْلَى الْجَنَّةِ وَمِنْهُ تُفْجَرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13053أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ حِبَّانَ : قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500298فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ يُرِيدُ أَنَّ الْفِرْدَوْسَ فِي وَسَطِ الْجِنَانِ فِي الْعَرْضِ وَهُوَ أَعْلَى الْجَنَّةِ ، يُرِيدُ فِي الِارْتِفَاعِ . وَهَذَا كُلُّهُ يُصَحِّحُ قَوْلَ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ : إِنَّ الْفِرْدَوْسَ جَبَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي تَتَفَجَّرُ مِنْهُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ . وَاللَّفْظَةُ فِيمَا قَالَ
مُجَاهِدٌ : رُومِيَّةٌ عُرِّبَتْ . وَقِيلَ : هِيَ فَارِسِيَّةٌ عُرِّبَتْ . وَقِيلَ : حَبَشِيَّةٌ ؛ وَإِنْ ثَبَتَ ذَلِكَ فَهُوَ وِفَاقٌ بَيْنَ اللُّغَاتِ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : هُوَ عَرَبِيٌّ وَهُوَ الْكَرْمُ ؛ وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِلْكُرُومِ فَرَادِيسُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=11هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ فَأُنِّثَ عَلَى مَعْنَى الْجَنَّةِ .