القول في تأويل قوله تعالى :
[95 - 100]
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=95وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون [ ص: 4416 ] nindex.php?page=treesubj&link=19546_20043_30994_32022_32528_34091_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=96ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون nindex.php?page=treesubj&link=24456_30469_33177_34513_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=97وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين nindex.php?page=treesubj&link=24456_30469_33177_34513_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=98وأعوذ بك رب أن يحضرون nindex.php?page=treesubj&link=32883_34097_34513_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=99حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون nindex.php?page=treesubj&link=30340_32883_34299_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=100لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=95وإنا على أن نريك ما نعدهم أي : من العذاب :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=95لقادرون أي : وإنما نؤخره لحكمة بلوغ الكتاب أجله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=96ادفع بالتي هي أحسن أي : بالخلة التي هي أحسن الخلال . وهو العفو والصفح :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=96السيئة يعني أذى المشركين :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=96نحن أعلم بما يصفون أي : فسيرون جزاءه :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=97وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين أي : وساوسهم المغرية على الباطل والشرور والفساد ، والصد عن الحق :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=98وأعوذ بك رب أن يحضرون أي : يحضروني في حال من الأحوال :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=99حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=100لعلي أعمل صالحا فيما تركت أي : حتى إذا احتضر وشاهد أمارات العذاب ، وعاين وحشة هيئات السيئات ، تمنى الرجوع ، وأظهر الندامة ، ونذر العمل الصالح في الإيمان الذي ترك . وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=100كلا إنها كلمة يعني قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=99رب ارجعون إلخ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=100هو قائلها أي : لا يجاب إليها ولا تسمع منه ، يعني أنه لم يحصل إلا على الحسرة والندامة ، والتلفظ بألفاظ التحسر والندم ، والدعوة دون المنفعة والفائدة والإجابة . والآية نظيرها قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=10وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=100ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون أي : حائل يحول بينهم وبين الرجعة ، يلبثون فيه إلى يوم القيامة .
[ ص: 4417 ] لطيفة :
الواو في {ارجعون} قيل : لتعظيم المخاطب وهو الله تعالى ، ورده
ابن مالك بأنه لا يعرف أحدا يقول : (رب ارحموني ، ونحوه ) لما فيه من إيهام التعدد . مدفوع بأنه لا يلزم من عدم صدوره عنا كذلك ، ألا يطلقه الله تعالى على نفسه . كما في ضمير المتكلم . وقيل إنه لتكرير قوله : (ارجعني ) كما قيل في (قفا ) و(أطرقا ) إن أصله (قف قف ) على التأكيد ، وبه فسر قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=24ألقيا في جهنم قال
الشهاب : فيكون من باب استعارة لفظ مكان آخر لنكتة ، بقطع النظر عن معناه ، وهو كثير في الضمائر . كاستعمال الضمير المجرور الظاهر مكان المرفوع المستتر في (كفى به ) حتى لزم انتقاله عن صفة إلى صفة أخرى ، ومن لفظ إلى آخر . وما نحن فيه من هذا القبيل . فإنه غير الضميران المستتران إلى ضمير مثنى ظاهر . فلزم الاكتفاء بأحد لفظي الفعل ، وجعل دلالة الضمير على المثنى على تكرير الفعل ، قائما مقامه في التأكيد ، من غير تجوز فيه
ولابن جني في (الخصائص ) كلام يدل على ما ذكرناه . انتهى .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى :
[95 - 100]
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=95وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ [ ص: 4416 ] nindex.php?page=treesubj&link=19546_20043_30994_32022_32528_34091_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=96ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ nindex.php?page=treesubj&link=24456_30469_33177_34513_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=97وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ nindex.php?page=treesubj&link=24456_30469_33177_34513_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=98وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ nindex.php?page=treesubj&link=32883_34097_34513_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=99حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ nindex.php?page=treesubj&link=30340_32883_34299_28994nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=100لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=95وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ أَيْ : مِنَ الْعَذَابِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=95لَقَادِرُونَ أَيْ : وَإِنَّمَا نُؤَخِّرُهُ لِحِكْمَةِ بُلُوغِ الْكِتَابِ أَجْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=96ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ أَيْ : بِالْخَلَّةِ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ الْخِلَالِ . وَهُوَ الْعَفْوُ وَالصَّفْحُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=96السَّيِّئَةَ يَعْنِي أَذَى الْمُشْرِكِينَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=96نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ أَيْ : فَسَيَرَوْنَ جَزَاءَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=97وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ أَيْ : وَسَاوِسِهِمُ الْمُغْرِيَةِ عَلَى الْبَاطِلِ وَالشُّرُورِ وَالْفَسَادِ ، وَالصَّدِّ عَنِ الْحَقِّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=98وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ أَيْ : يَحْضُرُونِي فِي حَالٍ مِنَ الْأَحْوَالِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=99حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=100لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ أَيْ : حَتَّى إِذَا احْتَضَرَ وَشَاهَدَ أَمَارَاتِ الْعَذَابِ ، وَعَايَنَ وَحْشَةَ هَيْئَاتِ السَّيِّئَاتِ ، تَمَنَّى الرُّجُوعَ ، وَأَظْهَرَ النَّدَامَةَ ، وَنَذَرَ الْعَمَلَ الصَّالِحَ فِي الْإِيمَانِ الَّذِي تَرَكَ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=100كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ يَعْنِي قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=99رَبِّ ارْجِعُونِ إِلَخْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=100هُوَ قَائِلُهَا أَيْ : لَا يُجَابُ إِلَيْهَا وَلَا تُسْمَعُ مِنْهُ ، يَعْنِي أَنَّهُ لَمْ يَحْصُلْ إِلَّا عَلَى الْحَسْرَةِ وَالنَّدَامَةِ ، وَالتَّلَفُّظِ بِأَلْفَاظِ التَّحَسُّرِ وَالنَّدَمِ ، وَالدَّعْوَةِ دُونَ الْمَنْفَعَةِ وَالْفَائِدَةِ وَالْإِجَابَةِ . وَالْآيَةُ نَظِيرُهَا قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=63&ayano=10وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=100وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ أَيْ : حَائِلٌ يَحُولُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الرَّجْعَةِ ، يَلْبَثُونَ فِيهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .
[ ص: 4417 ] لَطِيفَةٌ :
الْوَاوُ فِي {ارْجِعُونِ} قِيلَ : لِتَعْظِيمِ الْمُخَاطَبِ وَهُوَ اللَّهُ تَعَالَى ، وَرَدَّهُ
ابْنُ مَالِكٍ بِأَنَّهُ لَا يَعْرِفُ أَحَدًا يَقُولُ : (رَبِّ ارْحَمُونِي ، وَنَحْوَهُ ) لِمَا فِيهِ مِنْ إِيهَامِ التَّعَدُّدِ . مَدْفُوعٌ بِأَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ عَدَمِ صُدُورِهِ عَنَّا كَذَلِكَ ، أَلَّا يُطْلِقَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى نَفْسِهِ . كَمَا فِي ضَمِيرِ الْمُتَكَلِّمِ . وَقِيلَ إِنَّهُ لِتَكْرِيرِ قَوْلِهِ : (ارْجِعْنِي ) كَمَا قِيلَ فِي (قِفَا ) وَ(أَطْرِقَا ) إِنَّ أَصْلَهُ (قِفْ قِفْ ) عَلَى التَّأْكِيدِ ، وَبِهِ فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=50&ayano=24أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ قَالَ
الشِّهَابُ : فَيَكُونُ مِنْ بَابِ اسْتِعَارَةِ لَفْظٍ مَكَانَ آخَرَ لِنُكْتَةٍ ، بِقَطْعِ النَّظَرِ عَنْ مَعْنَاهُ ، وَهُوَ كَثِيرٌ فِي الضَّمَائِرِ . كَاسْتِعْمَالِ الضَّمِيرِ الْمَجْرُورِ الظَّاهِرِ مَكَانَ الْمَرْفُوعِ الْمُسْتَتِرِ فِي (كَفَى بِهِ ) حَتَّى لَزِمَ انْتِقَالُهُ عَنْ صِفَةٍ إِلَى صِفَةٍ أُخْرَى ، وَمِنْ لَفْظٍ إِلَى آخَرَ . وَمَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ . فَإِنَّهُ غُيِّرَ الضَّمِيرَانِ الْمُسْتَتِرَانِ إِلَى ضَمِيرٍ مُثَنَّى ظَاهِرٍ . فَلَزِمَ الِاكْتِفَاءُ بِأَحَدِ لَفْظَيِ الْفِعْلِ ، وَجَعَلَ دَلَالَةَ الضَّمِيرِ عَلَى الْمُثَنَّى عَلَى تَكْرِيرِ الْفِعْلِ ، قَائِمًا مَقَامَهُ فِي التَّأْكِيدِ ، مِنْ غَيْرِ تَجَوُّزٍ فِيهِ
وَلِابْنِ جِنِّيٍّ فِي (الْخَصَائِصِ ) كَلَامٌ يَدُلُّ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ . انْتَهَى .