قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=63بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=63بل قلوبهم في غمرة من هذا قال
مجاهد : أي في غطاء ، وغفلة ، وعماية عن القرآن . ويقال : غمره الماء إذا غطاه . ونهر غمر يغطي من دخله . ورجل غمر يغمره آراء الناس . وقيل : غمرة لأنها تغطي الوجه . ومنه دخل في غمار الناس وخمارهم ، أي فيما يغطيه من الجمع . وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=63بل قلوبهم في غمرة أي في حيرة وعمى ؛ أي مما وصف من أعمال البر في الآيات المتقدمة ؛ قاله
قتادة . أو من الكتاب الذي ينطق بالحق .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=63ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون قال
قتادة ، ومجاهد : أي لهم خطايا لا بد أن يعملوها من دون الحق . وقال
الحسن ، وابن زيد : المعنى ولهم أعمال رديئة لم يعملوها من دون ما هم عليه ، لا بد أن يعملوها دون أعمال المؤمنين ، فيدخلون بها النار ، لما سبق لهم من الشقوة . ويحتمل ثالثا : أنه ظلم الخلق مع الكفر بالخالق ؛ ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي . والمعنى متقارب .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=64حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب يعني بالسيف يوم
بدر ؛ قاله
ابن عباس . وقال
الضحاك : يعني بالجوع حين قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500308اللهم اشدد وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف . فابتلاهم الله بالقحط والجوع حتى أكلوا العظام ، والميتة ، والكلاب ، والجيف ، وهلك الأموال والأولاد .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=64إذا هم يجأرون أي يضجون ويستغيثون . وأصل الجؤار رفع الصوت بالتضرع كما يفعل الثور . وقال
الأعشى يصف بقرة :
فطافت ثلاثا بين يوم وليلة وكان النكير أن تضيف وتجأرا
[ ص: 126 ] قال
الجوهري : الجؤار مثل الخوار ؛ يقال : جأر الثور يجأر أي صاح . وقرأ بعضهم ( عجلا جسدا له جؤار ) حكاه
الأخفش . وجأر الرجل إلى الله - عز وجل - تضرع بالدعاء .
قتادة : يصرخون بالتوبة فلا تقبل منهم . قال :
يراوح من صلوات المليك فطورا سجودا وطورا جؤارا
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=64حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب هم الذين قتلوا
ببدر nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=64إذا هم يجأرون هم الذين
بمكة ؛ فجمع بين القولين المتقدمين ، وهو حسن .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=65لا تجأروا اليوم أي من عذابنا .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=65لا تنصرون لا تمنعون ولا ينفعكم جزعكم . وقال
الحسن : لا تنصرون بقبول التوبة . وقيل : معنى هذا النهي الإخبار ؛ أي إنكم إن تضرعتم لم ينفعكم .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=63بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لَا تُنْصَرُونَ
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=63بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ مِنْ هَذَا قَالَ
مُجَاهِدٌ : أَيْ فِي غِطَاءٍ ، وَغَفْلَةٍ ، وَعَمَايَةٍ عَنِ الْقُرْآنِ . وَيُقَالُ : غَمَرَهُ الْمَاءُ إِذَا غَطَّاهُ . وَنَهْرٌ غَمْرٌ يُغَطِّي مَنْ دَخَلَهُ . وَرَجُلٌ غَمْرٌ يَغْمُرُهُ آرَاءُ النَّاسِ . وَقِيلَ : غَمْرَةٌ لِأَنَّهَا تُغَطِّي الْوَجْهَ . وَمِنْهُ دَخَلَ فِي غِمَارِ النَّاسِ وَخِمَارِهِمْ ، أَيْ فِيمَا يُغَطِّيهِ مِنَ الْجَمْعِ . وَقِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=63بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَةٍ أَيْ فِي حَيْرَةٍ وَعَمًى ؛ أَيْ مِمَّا وُصِفَ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ فِي الْآيَاتِ الْمُتَقَدِّمَةِ ؛ قَالَهُ
قَتَادَةُ . أَوْ مِنَ الْكِتَابِ الَّذِي يَنْطِقُ بِالْحَقِّ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=63وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ قَالَ
قَتَادَةُ ، وَمُجَاهِدٌ : أَيْ لَهُمْ خَطَايَا لَا بُدَّ أَنْ يَعْمَلُوهَا مِنْ دُونِ الْحَقِّ . وَقَالَ
الْحَسَنُ ، وَابْنُ زَيْدٍ : الْمَعْنَى وَلَهُمْ أَعْمَالٌ رَدِيئَةٌ لَمْ يَعْمَلُوهَا مِنْ دُونِ مَا هُمْ عَلَيْهِ ، لَا بُدَّ أَنْ يَعْمَلُوهَا دُونَ أَعْمَالِ الْمُؤْمِنِينَ ، فَيَدْخُلُونَ بِهَا النَّارَ ، لِمَا سَبَقَ لَهُمْ مِنَ الشِّقْوَةِ . وَيَحْتَمِلُ ثَالِثًا : أَنَّهُ ظَلَمَ الْخَلْقَ مَعَ الْكُفْرِ بِالْخَالِقِ ؛ ذَكَرَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ . وَالْمَعْنَى مُتَقَارِبٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=64حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ يَعْنِي بِالسَّيْفِ يَوْمَ
بَدْرٍ ؛ قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : يَعْنِي بِالْجُوعِ حِينَ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500308اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ . فَابْتَلَاهُمُ اللَّهُ بِالْقَحْطِ وَالْجُوعِ حَتَّى أَكَلُوا الْعِظَامَ ، وَالْمَيْتَةَ ، وَالْكِلَابَ ، وَالْجِيَفَ ، وَهَلَكَ الْأَمْوَالُ وَالْأَوْلَادُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=64إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ أَيْ يَضِجُّونَ وَيَسْتَغِيثُونَ . وَأَصْلُ الْجُؤَارِ رَفْعُ الصَّوْتِ بِالتَّضَرُّعِ كَمَا يَفْعَلُ الثَّوْرُ . وَقَالَ
الْأَعْشَى يَصِفُ بَقَرَةً :
فَطَافَتْ ثَلَاثًا بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَكَانَ النَّكِيرُ أَنْ تُضِيفَ وَتَجْأَرَا
[ ص: 126 ] قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : الْجُؤَارُ مِثْلُ الْخُوَارِ ؛ يُقَالُ : جَأَرَ الثَّوْرُ يَجْأَرُ أَيْ صَاحَ . وَقَرَأَ بَعْضُهُمْ ( عِجْلًا جَسَدًا لَهُ جُؤَارٌ ) حَكَاهُ
الْأَخْفَشُ . وَجَأَرَ الرَّجُلُ إِلَى اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - تَضَرَّعَ بِالدُّعَاءِ .
قَتَادَةُ : يَصْرُخُونَ بِالتَّوْبَةِ فَلَا تُقْبَلُ مِنْهُمْ . قَالَ :
يُرَاوِحُ مِنْ صَلَوَاتِ الْمَلِيكِ فَطَوْرًا سُجُودًا وَطَوْرًا جُؤَارَا
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=64حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ هُمُ الَّذِينَ قُتِلُوا
بِبَدْرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=64إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ هُمُ الَّذِينَ
بِمَكَّةَ ؛ فَجَمَعَ بَيْنَ الْقَوْلَيْنِ الْمُتَقَدِّمِينَ ، وَهُوَ حَسَنٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=65لَا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ أَيْ مِنْ عَذَابِنَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=65لَا تُنْصَرُونَ لَا تُمْنَعُونَ وَلَا يَنْفَعُكُمْ جَزَعُكُمْ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : لَا تُنْصَرُونَ بِقَبُولِ التَّوْبَةِ . وَقِيلَ : مَعْنَى هَذَا النَّهْيِ الْإِخْبَارُ ؛ أَيْ إِنَّكُمْ إِنْ تَضَرَّعْتُمْ لَمْ يَنْفَعْكُمْ .