nindex.php?page=treesubj&link=28998قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=67وقال الذين كفروا أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=67وقال الذين كفروا يعني مشركي
مكة .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=67أئذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون هكذا يقرأ نافع هنا وفي سورة : ( العنكبوت ) . وقرأ
أبو عمرو باستفهامين إلا أنه خفف الهمزة . وقرأ
عاصم وحمزة أيضا باستفهامين إلا أنهما حققا الهمزتين ، وكل ما ذكرناه في السورتين جميعا واحد . وقرأ
الكسائي وابن عامر ورويس ويعقوب : ( أئذا ) بمهزتين ( إننا ) بنونين على الخبر في هذه السورة ; وفي سورة : ( العنكبوت ) باستفهامين ; قال
nindex.php?page=showalam&ids=12940أبو جعفر النحاس : القراءة ( إذا كنا ترابا وآباؤنا أئنا لمخرجون ) موافقة للخط حسنة ، وقد عارض فيها
أبو حاتم فقال - وهذا معنى كلامه - : ( إذا ) ليس باستفهام و ( آينا ) استفهام وفيه ( إن ) فكيف يجوز أن يعمل ما في حيز الاستفهام فيما قبله ؟ ! وكيف يجوز أن يعمل ما بعد ( إن ) فيما قبلها ؟ ! وكيف يجوز : غدا إن زيدا خارج ؟ ! فإذا كان فيه استفهام كان أبعد ، وهذا إذا سئل عنه كان مشكلا لما ذكره . وقال
أبو جعفر : وسمعت
محمد بن الوليد يقول : سألنا
أبا العباس عن آية من القرآن صعبة مشكلة ، وهي قول الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=7وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد فقال : إن عمل في ( إذا ) : ( ينبئكم ) كان محالا ; لأنه لا ينبئهم ذلك الوقت ، وإن عمل فيه ما بعد ( إن ) كان المعنى صحيحا وكان ( خطأ ) في العربية أن يعمل ما قبل ( إن ) فيما بعدها ; وهذا سؤال بين رأيت أن يذكر في السورة التي هو فيها ; فأما
أبو عبيد فمال إلى قراءة
نافع ورد على من جمع بين استفهامين ، واستدل بقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=144أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم وبقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=34أفإن مت فهم الخالدون وهذا الرد على
أبي عمرو وعاصم وحمزة وطلحة nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج لا يلزم منه شيء ، ولا يشبه ما جاء به من الآية شيئا ; والفرق بينهما أن الشرط وجوابه بمنزلة شيء واحد ; ومعنى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=34أفإن مت فهم الخالدون أفإن مت خلدوا . ونظير هذا : أزيد منطلق ، ولا يقال : أزيد أمنطلق ; لأنها بمنزلة
[ ص: 212 ] شيء واحد وليس كذلك الآية ; لأن الثاني جملة قائمة بنفسها فيصلح فيها الاستفهام ، والأول كلام يصلح فيه الاستفهام ; فأما من حذف الاستفهام من الثاني وأثبته في الأول فقرأ :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=67أئذا كنا ترابا وآباؤنا إننا فحذفه من الثاني ; لأن في الكلام دليلا عليه بمعنى الإنكار .
nindex.php?page=treesubj&link=28998قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=68لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين تقدم في سورة ( المؤمنون ) وكانت الأنبياء يقربون أمر البعث في التحذير ; وكل ما هو آت فقريب .
nindex.php?page=treesubj&link=28998قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=67وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=67وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا يَعْنِي مُشْرِكِي
مَكَّةَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=67أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ هَكَذَا يَقْرَأُ نَافِعٌ هُنَا وَفِي سُورَةِ : ( الْعَنْكَبُوتِ ) . وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو بِاسْتِفْهَامَيْنِ إِلَّا أَنَّهُ خَفَّفَ الْهَمْزَةَ . وَقَرَأَ
عَاصِمٌ وَحَمْزَةُ أَيْضًا بِاسْتِفْهَامَيْنِ إِلَّا أَنَّهُمَا حَقَّقَا الْهَمْزَتَيْنِ ، وَكُلُّ مَا ذَكَرْنَاهُ فِي السُّورَتَيْنِ جَمِيعًا وَاحِدٌ . وَقَرَأَ
الْكِسَائِيُّ وَابْنُ عَامِرٍ وَرُوَيْسٌ وَيَعْقُوبُ : ( أَئِذَا ) بِمَهْزَتَيْنِ ( إِنَّنَا ) بِنُونَيْنِ عَلَى الْخَبَرِ فِي هَذِهِ السُّورَةِ ; وَفِي سُورَةِ : ( الْعَنْكَبُوتِ ) بِاسْتِفْهَامَيْنِ ; قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12940أَبُو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ : الْقِرَاءَةُ ( إِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ ) مُوَافَقَةٌ لِلْخَطِّ حَسَنَةٌ ، وَقَدْ عَارَضَ فِيهَا
أَبُو حَاتِمٍ فَقَالَ - وَهَذَا مَعْنَى كَلَامِهِ - : ( إِذَا ) لَيْسَ بِاسْتِفْهَامٍ وَ ( آيِنَّا ) اسْتِفْهَامٌ وَفِيهِ ( إِنَّ ) فَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يَعْمَلَ مَا فِي حَيِّزِ الِاسْتِفْهَامِ فِيمَا قَبْلَهُ ؟ ! وَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ يَعْمَلَ مَا بَعْدَ ( إِنَّ ) فِيمَا قَبْلَهَا ؟ ! وَكَيْفَ يَجُوزُ : غَدًا إِنَّ زَيْدًا خَارِجٌ ؟ ! فَإِذَا كَانَ فِيهِ اسْتِفْهَامٌ كَانَ أَبْعَدَ ، وَهَذَا إِذَا سُئِلَ عَنْهُ كَانَ مُشْكِلًا لِمَا ذَكَرَهُ . وَقَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : وَسَمِعْتُ
مُحَمَّدَ بْنَ الْوَلِيدِ يَقُولُ : سَأَلْنَا
أَبَا الْعَبَّاسِ عَنْ آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ صَعْبَةٍ مُشْكِلَةٍ ، وَهِيَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=34&ayano=7وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ فَقَالَ : إِنْ عَمِلَ فِي ( إِذَا ) : ( يُنَبِّئُكُمْ ) كَانَ مُحَالًا ; لِأَنَّهُ لَا يُنَبِّئُهُمْ ذَلِكَ الْوَقْتَ ، وَإِنْ عَمِلَ فِيهِ مَا بَعْدَ ( إِنَّ ) كَانَ الْمَعْنَى صَحِيحًا وَكَانَ ( خَطَأً ) فِي الْعَرَبِيَّةِ أَنْ يَعْمَلَ مَا قَبْلَ ( إِنَّ ) فِيمَا بَعْدَهَا ; وَهَذَا سُؤَالٌ بَيِّنٌ رَأَيْتُ أَنْ يُذْكَرَ فِي السُّورَةِ الَّتِي هُوَ فِيهَا ; فَأَمَّا
أَبُو عُبَيْدٍ فَمَالَ إِلَى قِرَاءَةِ
نَافِعٍ وَرَدَّ عَلَى مَنْ جَمَعَ بَيْنَ اسْتِفْهَامَيْنِ ، وَاسْتَدَلَّ بِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=144أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَبِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=34أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ وَهَذَا الرَّدُّ عَلَى
أَبِي عَمْرٍو وَعَاصِمٍ وَحَمْزَةَ وَطَلْحَةَ nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجِ لَا يَلْزَمُ مِنْهُ شَيْءٌ ، وَلَا يُشْبِهُ مَا جَاءَ بِهِ مِنَ الْآيَةِ شَيْئًا ; وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا أَنَّ الشَّرْطَ وَجَوَابَهُ بِمَنْزِلَةِ شَيْءٍ وَاحِدٍ ; وَمَعْنَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=34أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ أَفَإِنْ مِتَّ خُلِّدُوا . وَنَظِيرُ هَذَا : أَزَيْدٌ مُنْطَلِقٌ ، وَلَا يُقَالُ : أَزَيْدٌ أَمُنْطَلِقٌ ; لِأَنَّهَا بِمَنْزِلَةِ
[ ص: 212 ] شَيْءٍ وَاحِدٍ وَلَيْسَ كَذَلِكَ الْآيَةُ ; لِأَنَّ الثَّانِي جُمْلَةٌ قَائِمَةٌ بِنَفْسِهَا فَيَصْلُحُ فِيهَا الِاسْتِفْهَامُ ، وَالْأَوَّلُ كَلَامٌ يَصْلُحُ فِيهِ الِاسْتِفْهَامِ ; فَأَمَّا مَنْ حَذَفَ الِاسْتِفْهَامَ مِنَ الثَّانِي وَأَثْبَتَهُ فِي الْأَوَّلِ فَقَرَأَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=67أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا إِننَّا فَحَذَفَهُ مِنَ الثَّانِي ; لِأَنَّ فِي الْكَلَامِ دَلِيلًا عَلَيْهِ بِمَعْنَى الْإِنْكَارِ .
nindex.php?page=treesubj&link=28998قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=68لَقَدْ وُعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ ( الْمُؤْمِنُونَ ) وَكَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ يُقَرِّبُونَ أَمْرَ الْبَعْثِ فِي التَّحْذِيرِ ; وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ فَقَرِيبٌ .