قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72قل عسى أن يكون ردف لكم بعض الذي تستعجلون وإن ربك لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين .
nindex.php?page=treesubj&link=28998قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72قل عسى أن يكون ردف لكم أي اقترب لكم ودنا منكم
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72بعض الذي تستعجلون أي من العذاب ; قاله
ابن عباس . وهو من : ردفه : إذا تبعه وجاء في أثره ; وتكون
[ ص: 213 ] اللام أدخلت لأن المعنى : اقترب لكم ودنا لكم . أو تكون متعلقة بالمصدر . وقيل : معناه ( معكم ) . وقال
ابن شجرة : تبعكم ; ومنه ردف المرأة ; لأنه تبع لها من خلفها ; ومنه قول
أبي ذؤيب :
.
عاد السواد بياضا في مفارقه لا مرحبا ببياض الشيب إذ ردفا
قال
الجوهري : و ( أردفه أمر ) لغة في : ردفه ، مثل : تبعه وأتبعه ، بمعنى ; قال
خزيمة بن مالك بن نهد :
إذا الجوزاء أردفت الثريا ظننت بآل فاطمة الظنونا
يعني
فاطمة بنت يذكر بن عنزة أحد القارظين . وقال
الفراء :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72ردف لكم دنا لكم . ولهذا قال : ( لكم ) . وقيل : ردفه وردف له ، بمعنى فتزاد اللام للتوكيد ; عن
الفراء أيضا . كما تقول : نقدته ونقدت له ، وكلته ووزنته ، وكلت له ووزنت له ; ونحو ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72بعض الذي تستعجلون من العذاب فكان ذلك يوم
بدر . وقيل : عذاب القبر .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=73وإن ربك لذو فضل على الناس في تأخير العقوبة وإدرار الرزق
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=73ولكن أكثرهم لا يشكرون فضله ونعمه .
nindex.php?page=treesubj&link=28998قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=74وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم أي تخفي صدورهم . وقرأ
ابن محيصن وحميد ( ما تكن ) من كننت الشيء إذا سترته ، هنا وفي ( القصص ) تقديره : ما تكن صدورهم عليه ; وكأن الضمير الذي في ( الصدور ) كالجسم السائر . ومن قرأ : ( تكن ) فهو المعروف ; يقال : أكننت الشيء : إذا أخفيته في نفسك .
nindex.php?page=treesubj&link=28998قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=75وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين قال
الحسن : الغائبة هنا القيامة . وقيل : ما غاب عنهم من عذاب السماء والأرض ; حكاه
النقاش . وقال
ابن شجرة : الغائبة هنا جميع ما أخفى الله تعالى عن خلقه وغيبه عنهم ، وهذا عام . وإنما دخلت الهاء في ( غائبة ) إشارة إلى الجمع ; أي :
ما من خصلة غائبة عن الخلق إلا والله عالم بها قد أثبتها في أم الكتاب عنده ، فكيف يخفى عليه ما يسر هؤلاء وما يعلنونه . وقيل : أي كل شيء هو مثبت في أم الكتاب يخرجه للأجل المؤجل له ; فالذي يستعجلونه من العذاب له أجل مضروب لا يتأخر عنه ولا يتقدم عليه . والكتاب : اللوح المحفوظ أثبت الله فيه ما أراد ليعلم بذلك من يشاء من ملائكته .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ .
nindex.php?page=treesubj&link=28998قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ أَيِ اقْتَرَبَ لَكُمْ وَدَنَا مِنْكُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ أَيْ مِنَ الْعَذَابِ ; قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ . وَهُوَ مِنْ : رَدِفَهُ : إِذَا تَبِعَهُ وَجَاءَ فِي أَثَرِهِ ; وَتَكُونُ
[ ص: 213 ] اللَّامُ أُدْخِلَتْ لِأَنَّ الْمَعْنَى : اقْتَرَبَ لَكُمْ وَدَنَا لَكُمْ . أَوْ تَكُونُ مُتَعَلِّقَةً بِالْمَصْدَرِ . وَقِيلَ : مَعْنَاهُ ( مَعَكُمْ ) . وَقَالَ
ابْنُ شَجَرَةَ : تَبِعَكُمْ ; وَمِنْهُ رِدْفُ الْمَرْأَةِ ; لِأَنَّهُ تَبَعٌ لَهَا مِنْ خَلْفِهَا ; وَمِنْهُ قَوْلُ
أَبِي ذُؤَيْبٍ :
.
عَادَ السَّوَادُ بَيَاضًا فِي مَفَارِقِهِ لَا مَرْحَبًا بِبَيَاضِ الشَّيْبِ إِذْ رَدِفَا
قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : وَ ( أَرْدَفَهُ أَمْرٌ ) لُغَةٌ فِي : رَدِفَهُ ، مِثْلُ : تَبِعَهُ وَأَتْبَعَهُ ، بِمَعْنًى ; قَالَ
خُزَيْمَةُ بْنُ مَالِكِ بْنِ نَهْدٍ :
إِذَا الْجَوْزَاءُ أَرْدَفَتِ الثُّرَيَّا ظَنَنْتُ بِآلِ فَاطِمَةَ الظُّنُونَا
يَعْنِي
فَاطِمَةَ بِنْتَ يَذْكُرَ بْنِ عَنَزَةَ أَحَدَ الْقَارِظِينَ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72رَدِفَ لَكُمْ دَنَا لَكُمْ . وَلِهَذَا قَالَ : ( لَكُمْ ) . وَقِيلَ : رَدِفَهُ وَرَدِفَ لَهُ ، بِمَعْنًى فَتُزَادُ اللَّامُ لِلتَّوْكِيدِ ; عَنِ
الْفَرَّاءِ أَيْضًا . كَمَا تَقُولُ : نَقَدْتُهُ وَنَقَدْتُ لَهُ ، وَكِلْتُهُ وَوَزَنْتُهُ ، وَكِلْتُ لَهُ وَوَزَنْتُ لَهُ ; وَنَحْوَ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=72بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ مِنَ الْعَذَابِ فَكَانَ ذَلِكَ يَوْمَ
بَدْرٍ . وَقِيلَ : عَذَابُ الْقَبْرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=73وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ فِي تَأْخِيرِ الْعُقُوبَةِ وَإِدْرَارِ الرِّزْقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=73وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ فَضْلَهُ وَنِعَمَهُ .
nindex.php?page=treesubj&link=28998قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=74وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ أَيْ تُخْفِي صُدُورُهُمْ . وَقَرَأَ
ابْنُ مُحَيْصِنٍ وَحُمَيْدٍ ( مَا تَكُنُّ ) مِنْ كَنَنْتُ الشَّيْءَ إِذَا سَتَرْتُهُ ، هُنَا وَفِي ( الْقَصَصِ ) تَقْدِيرُهُ : مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ عَلَيْهِ ; وَكَأَنَّ الضَّمِيرَ الَّذِي فِي ( الصُّدُورِ ) كَالْجِسْمِ السَّائِرِ . وَمَنْ قَرَأَ : ( تُكِنُّ ) فَهُوَ الْمَعْرُوفُ ; يُقَالُ : أَكْنَنْتُ الشَّيْءَ : إِذَا أَخْفَيْتَهُ فِي نَفْسِكَ .
nindex.php?page=treesubj&link=28998قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=27&ayano=75وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ قَالَ
الْحَسَنُ : الْغَائِبَةُ هُنَا الْقِيَامَةُ . وَقِيلَ : مَا غَابَ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ; حَكَاهُ
النَّقَّاشُ . وَقَالَ
ابْنُ شَجَرَةَ : الْغَائِبَةُ هُنَا جَمِيعُ مَا أَخْفَى اللَّهُ تَعَالَى عَنْ خَلْقِهِ وَغَيَّبَهُ عَنْهُمْ ، وَهَذَا عَامٌّ . وَإِنَّمَا دَخَلَتِ الْهَاءُ فِي ( غَائِبَةِ ) إِشَارَةً إِلَى الْجَمْعِ ; أَيْ :
مَا مِنْ خَصْلَةٍ غَائِبَةٍ عَنِ الْخَلْقِ إِلَّا وَاللَّهُ عَالِمٌ بِهَا قَدْ أَثْبَتَهَا فِي أُمِّ الْكِتَابِ عِنْدَهُ ، فَكَيْفَ يَخْفَى عَلَيْهِ مَا يُسِرُّ هَؤُلَاءِ وَمَا يُعْلِنُونَهُ . وَقِيلَ : أَيْ كُلُّ شَيْءٍ هُوَ مُثْبَتٌ فِي أُمِّ الْكِتَابِ يُخْرِجُهُ لِلْأَجَلِ الْمُؤَجَّلِ لَهُ ; فَالَّذِي يَسْتَعْجِلُونَهُ مِنَ الْعَذَابِ لَهُ أَجَلٌ مَضْرُوبٌ لَا يَتَأَخَّرُ عَنْهُ وَلَا يَتَقَدَّمُ عَلَيْهِ . وَالْكِتَابُ : اللَّوْحُ الْمَحْفُوظُ أَثْبَتَ اللَّهُ فِيهِ مَا أَرَادَ لِيُعْلِمَ بِذَلِكَ مَنْ يَشَاءُ مِنْ مَلَائِكَتِهِ .