قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=36فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات قالوا ما هذا إلا سحر مفترى وما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين وقال موسى ربي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين .
قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=36فلما جاءهم موسى بآياتنا بينات أي ظاهرات واضحات قالوا ما هذا إلا سحر مفترى مكذوب مختلق وما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين . وقيل : إن هذه الآيات وما احتج به
موسى في إثبات التوحيد من الحجج العقلية وقيل : هي معجزاته .
قوله تعالى : وقال موسى قراءة العامة بالواو . وقرأ
مجاهد وابن كثير وابن محيصن : ( قال ) بلا واو ; وكذلك هو في مصحف
أهل مكة nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=37ربي أعلم بمن جاء بالهدى أي
[ ص: 265 ] بالرشاد .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=37من عنده ومن تكون له قرأ
الكوفيون إلا
عاصما : ( يكون ) بالياء والباقون بالتاء وقد تقدم هذا
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=37عاقبة الدار أي دار الجزاء ( إنه ) الهاء ضمير الأمر والشأن
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=37لا يفلح الظالمون .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=38وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري قال
ابن عباس : كان بينها وبين قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=24أنا ربكم الأعلى أربعون سنة ، وكذب عدو الله بل علم أن له ثم ربا هو خالقه وخالق قومه
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=87ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله . قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=38فأوقد لي يا هامان على الطين أي اطبخ لي الآجر ; عن
ابن عباس رضي الله عنه وقال
قتادة : هو أول من صنع الآجر وبنى به ولما أمر
فرعون وزيره
هامان ببناء الصرح جمع
هامان العمال - قيل خمسين ألف بناء سوى الأتباع والأجراء - وأمر بطبخ الآجر والجص ، ونشر الخشب وضرب المسامير ، فبنوا ورفعوا البناء وشيدوه بحيث لم يبلغه بنيان منذ خلق الله السماوات والأرض ، فكان الباني لا يقدر أن يقوم على رأسه ، حتى أراد الله أن يفتنهم فيه فحكى
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : أن
فرعون صعد السطح ورمى بنشابة نحو السماء ، فرجعت متلطخة بدماء ، فقال قد قتلت إله
موسى فروي أن
جبريل عليه السلام بعثه الله تعالى عند مقالته ، فضرب الصرح بجناحه فقطعه ثلاث قطع ; قطعة على عسكر
فرعون قتلت منهم ألف ألف ، وقطعة في البحر ، وقطعة في الغرب ، وهلك كل من عمل فيه شيئا والله أعلم بصحة ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=38وإني لأظنه من الكاذبين الظن هنا شك ، فكفر على الشك ; لأنه قد رأى من البراهين ما لا يخيل على ذي فطرة .
قوله تعالى : ( واستكبر ) أي تعظم ( هو وجنوده ) أي تعظموا عن الإيمان
بموسى في الأرض بغير الحق أي بالعدوان ، أي لم تكن له حجة تدفع ما جاء به
موسى وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون أي توهموا أنه لا معاد ولا بعث . وقرأ
نافع وابن محيصن وشيبة وحميد ويعقوب وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : ( لا يرجعون ) بفتح الياء وكسر الجيم على أنه مسمى الفاعل ، الباقون : ( يرجعون ) على الفعل المجهول وهو اختيار
أبي عبيد ، والأول اختيار
أبي حاتم فأخذناه وجنوده وكانوا ألفي ألف وستمائة ألف فنبذناهم في اليم أي طرحناهم في البحر المالح . قال
قتادة : بحر من وراء
مصر يقال له إساف أغرقهم الله فيه . وقال
وهب nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي : المكان الذي أغرقهم الله فيه بناحية
القلزم يقال له
بطن مريرة ، وهو إلى اليوم غضبان وقال
مقاتل ، يعني نهر النيل وهذا ضعيف والمشهور الأول فانظر يا
محمد [ ص: 266 ] nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=40كيف كان عاقبة الظالمين أي آخر أمرهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=41وجعلناهم أئمة أي جعلناهم زعماء يتبعون على الكفر ، فيكون عليهم وزرهم ووزر من اتبعهم حتى يكون عقابهم أكثر وقيل : جعل الله الملأ من قومه رؤساء السفلة منهم ، فهم يدعون إلى جهنم . وقيل : أئمة يأتم بهم ذوو العبر ويتعظ بهم أهل البصائر . يدعون إلى النار أي إلى عمل أهل النار ويوم القيامة لا ينصرون وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة أي أمرنا العباد بلعنهم فمن ذكرهم لعنهم وقيل : أي ألزمناهم اللعن أي البعد عن الخير .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=42ويوم القيامة هم من المقبوحين من المهلكين الممقوتين . قاله
ابن كيسان وأبو عبيدة وقال
ابن عباس : المشوهين الخلقة بسواد الوجوه وزرقة العيون . وقيل : من المبعدين يقال : قبحه الله أي نحاه من كل خير ، وقبحه وقبحه : إذا جعله قبيحا وقال
أبو عمرو : قبحت وجهه بالتخفيف معناه : قبحت . قال الشاعر :
ألا قبح الله البراجم كلها وقبح يربوعا وقبح دارما
وانتصب ( يوم ) على الحمل على موضع ( في هذه الدنيا ) واستغني عن حرف العطف في قوله : ( من المقبوحين ) كما استغني عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويجوز أن يكون العامل في ( يوم ) مضمرا يدل عليه قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=42هم من المقبوحين فيكون كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويجوز أن يكون العامل في ( يوم ) قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=42هم من المقبوحين وإن كان الظرف متقدما ويجوز أن يكون مفعولا على السعة ، كأنه قال : وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ولعنة يوم القيامة .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=36فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=36فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ أَيْ ظَاهِرَاتٍ وَاضِحَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى مَكْذُوبٌ مُخْتَلَقٌ وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ . وَقِيلَ : إِنَّ هَذِهِ الْآيَاتِ وَمَا احْتَجَّ بِهِ
مُوسَى فِي إِثْبَاتِ التَّوْحِيدِ مِنَ الْحُجَجِ الْعَقْلِيَّةِ وَقِيلَ : هِيَ مُعْجِزَاتُهُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : وَقَالَ مُوسَى قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ بِالْوَاوِ . وَقَرَأَ
مُجَاهِدٌ وَابْنُ كَثِيرٍ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ : ( قَالَ ) بِلَا وَاوٍ ; وَكَذَلِكَ هُوَ فِي مُصْحَفِ
أَهْلِ مَكَّةَ nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=37رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى أَيْ
[ ص: 265 ] بِالرَّشَادِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=37مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ قَرَأَ
الْكُوفِيُّونَ إِلَّا
عَاصِمًا : ( يَكُونُ ) بِالْيَاءِ وَالْبَاقُونَ بِالتَّاءِ وَقَدْ تَقَدَّمَ هَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=37عَاقِبَةُ الدَّارِ أَيْ دَارِ الْجَزَاءِ ( إِنَّهُ ) الْهَاءُ ضَمِيرُ الْأَمْرِ وَالشَّأْنِ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=37لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=38وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=79&ayano=24أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى أَرْبَعُونَ سَنَةً ، وَكَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ بَلْ عَلِمَ أَنَّ لَهُ ثَمَّ رَبًّا هُوَ خَالِقُهُ وَخَالِقُ قَوْمِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=87وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ . قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=38فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ أَيِ اطْبُخْ لِي الْآجُرَّ ; عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَقَالَ
قَتَادَةُ : هُوَ أَوَّلُ مَنْ صَنَعَ الْآجُرَّ وَبَنَى بِهِ وَلَمَّا أَمَرَ
فِرْعَوْنُ وَزِيرَهُ
هَامَانَ بِبِنَاءِ الصَّرْحِ جَمَعَ
هَامَانُ الْعُمَّالَ - قِيلَ خَمْسِينَ أَلْفَ بَنَّاءٍ سِوَى الْأَتْبَاعِ وَالْأُجَرَاءِ - وَأَمَرَ بِطَبْخِ الْآجُرِّ وَالْجِصِّ ، وَنَشْرِ الْخَشَبِ وَضَرْبِ الْمَسَامِيرِ ، فَبَنَوْا وَرَفَعُوا الْبِنَاءَ وَشَيَّدُوهُ بِحَيْثُ لَمْ يَبْلُغْهُ بُنْيَانٌ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ، فَكَانَ الْبَانِي لَا يَقْدِرُ أَنْ يَقُومَ عَلَى رَأْسِهِ ، حَتَّى أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَفْتِنَهُمْ فِيهِ فَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : أَنَّ
فِرْعَوْنَ صَعِدَ السَّطْحَ وَرَمَى بِنُشَّابَةٍ نَحْوَ السَّمَاءِ ، فَرَجَعَتْ مُتَلَطِّخَةً بِدِمَاءٍ ، فَقَالَ قَدْ قَتَلْتُ إِلَهَ
مُوسَى فَرُوِيَ أَنَّ
جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى عِنْدَ مَقَالَتِهِ ، فَضَرَبَ الصَّرْحَ بِجَنَاحِهِ فَقَطَعَهُ ثَلَاثَ قِطَعٍ ; قِطْعَةٍ عَلَى عَسْكَرِ
فِرْعَوْنَ قَتَلَتْ مِنْهُمْ أَلْفَ أَلْفٍ ، وَقِطْعَةٍ فِي الْبَحْرِ ، وَقِطْعَةٍ فِي الْغَرْبِ ، وَهَلَكَ كُلُّ مَنْ عَمِلَ فِيهِ شَيْئًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِصِحَّةِ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=38وَإِنِّي لَأَظُنُهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ الظَّنُّ هُنَا شَكٌّ ، فَكَفَرَ عَلَى الشَّكِّ ; لِأَنَّهُ قَدْ رَأَى مِنَ الْبَرَاهِينِ مَا لَا يُخِيلُ عَلَى ذِي فِطْرَةٍ .
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( وَاسْتَكْبَرَ ) أَيْ تَعَظَّمَ ( هُوَ وَجُنُودُهُ ) أَيْ تَعَظَّمُوا عَنِ الْإِيمَانِ
بِمُوسَى فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أَيْ بِالْعُدْوَانِ ، أَيْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حُجَّةٌ تَدْفَعُ مَا جَاءَ بِهِ
مُوسَى وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ أَيْ تَوَهَّمُوا أَنَّهُ لَا مَعَادَ وَلَا بَعْثَ . وَقَرَأَ
نَافِعٌ وَابْنُ مُحَيْصِنٍ وَشَيْبَةُ وَحُمَيْدٌ وَيَعْقُوبُ وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ : ( لَا يَرْجِعُونَ ) بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْجِيمِ عَلَى أَنَّهُ مُسَمَّى الْفَاعِلِ ، الْبَاقُونَ : ( يُرْجَعُونَ ) عَلَى الْفِعْلِ الْمَجْهُولِ وَهُوَ اخْتِيَارُ
أَبِي عُبَيْدٍ ، وَالْأَوَّلُ اخْتِيَارُ
أَبِي حَاتِمٍ فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ وَكَانُوا أَلْفَيْ أَلْفٍ وَسِتَّمِائَةِ أَلْفٍ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ أَيْ طَرَحْنَاهُمْ فِي الْبَحْرِ الْمَالِحِ . قَالَ
قَتَادَةُ : بَحْرٌ مِنْ وَرَاءِ
مِصْرَ يُقَالُ لَهُ إِسَافٌ أَغْرَقَهُمُ اللَّهُ فِيهِ . وَقَالَ
وَهْبٌ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ : الْمَكَانُ الَّذِي أَغْرَقَهُمُ اللَّهُ فِيهِ بِنَاحِيَةِ
الْقُلْزُمِ يُقَالُ لَهُ
بَطْنُ مُرَيْرَةَ ، وَهُوَ إِلَى الْيَوْمِ غَضْبَانُ وَقَالَ
مُقَاتِلٌ ، يَعْنِي نَهْرَ النِّيلِ وَهَذَا ضَعِيفٌ وَالْمَشْهُورُ الْأَوَّلُ فَانْظُرْ يَا
مُحَمَّدُ [ ص: 266 ] nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=40كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ أَيْ آخِرُ أَمْرِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=41وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً أَيْ جَعَلْنَاهُمْ زُعَمَاءَ يُتَّبَعُونَ عَلَى الْكُفْرِ ، فَيَكُونُ عَلَيْهِمْ وِزْرُهُمْ وَوِزْرُ مَنِ اتَّبَعَهُمْ حَتَّى يَكُونَ عِقَابُهُمْ أَكْثَرَ وَقِيلَ : جَعَلَ اللَّهُ الْمَلَأَ مِنْ قَوْمِهِ رُؤَسَاءَ السَّفَلَةِ مِنْهُمْ ، فَهُمْ يَدْعُونَ إِلَى جَهَنَّمَ . وَقِيلَ : أَئِمَّةٌ يَأْتَمُّ بِهِمْ ذَوُو الْعِبَرِ وَيَتَّعِظُ بِهِمْ أَهْلُ الْبَصَائِرِ . يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ أَيْ إِلَى عَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً أَيْ أَمَرْنَا الْعِبَادَ بِلَعْنِهِمْ فَمَنْ ذَكَرَهُمْ لَعَنَهُمْ وَقِيلَ : أَيْ أَلْزَمْنَاهُمُ اللَّعْنَ أَيِ الْبُعْدَ عَنِ الْخَيْرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=42وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ مِنَ الْمُهْلَكِينَ الْمَمْقُوتِينَ . قَالَهُ
ابْنُ كَيْسَانِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : الْمُشَوَّهِينَ الْخِلْقَةِ بِسَوَادِ الْوُجُوهِ وَزُرْقَةِ الْعُيُونِ . وَقِيلَ : مِنَ الْمُبْعَدِينَ يُقَالُ : قَبَّحَهُ اللَّهُ أَيْ نَحَّاهُ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ ، وَقَبَحَهُ وَقَبَّحَهُ : إِذَا جَعَلَهُ قَبِيحًا وَقَالَ
أَبُو عَمْرٍو : قَبَحْتُ وَجْهَهُ بِالتَّخْفِيفِ مَعْنَاهُ : قَبَّحْتُ . قَالَ الشَّاعِرُ :
أَلَا قَبَحَ اللَّهُ الْبَرَاجِمَ كُلَّهَا وَقَبَّحَ يَرْبُوعًا وَقَبَّحَ دَارِمَا
وَانْتَصَبَ ( يَوْمَ ) عَلَى الْحَمْلِ عَلَى مَوْضِعٍ ( فِي هَذِهِ الدُّنْيَا ) وَاسْتُغْنِيَ عَنْ حَرْفِ الْعَطْفِ فِي قَوْلِهِ : ( مِنَ الْمَقْبُوحِينَ ) كَمَا اسْتُغْنِيَ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=22سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْعَامِلُ فِي ( يَوْمَ ) مُضْمَرًا يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=42هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ فَيَكُونُ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=22يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْعَامِلُ فِي ( يَوْمَ ) قَوْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=42هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ وَإِنْ كَانَ الظَّرْفُ مُتَقَدِّمًا وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَفْعُولًا عَلَى السَّعَةِ ، كَأَنَّهُ قَالَ : وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَلَعْنَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ .