قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وإليه تقلبون وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم فما كان جواب قومه إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه فأنجاه الله من النار إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون وقال إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين .
[ ص: 310 ] قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20قل سيروا في الأرض أي قل لهم يا محمد سيروا في الأرض nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20فانظروا كيف بدأ الخلق على كثرتهم وتفاوت هيئاتهم واختلاف ألسنتهم وألوانهم وطبائعهم ، وانظروا إلى مساكن القرون الماضية وديارهم وآثارهم كيف أهلكهم ; لتعلموا بذلك كمال قدرة الله .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20ثم الله ينشئ النشأة الآخرة وقرأ
أبو عمرو وابن كثير : ( النشاءة ) بفتح الشين وهما لغتان مثل الرأفة والرآفة وشبهه .
الجوهري : أنشأه الله : خلقه والاسم النشأة والنشاءة بالمد عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو بن العلاء .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20إن الله على كل شيء قدير يعذب من يشاء أي بعدله
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=21ويرحم من يشاء أي بفضله وإليه تقلبون : ترجعون وتردون
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=22وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء قال
الفراء : معناه ولا من في السماء بمعجزين الله وهو غامض في العربية ; للضمير الذي لم يظهر في الثاني وهو كقول
حسان :
فمن يهجو رسول الله منكم ويمدحه وينصره سواء
أراد : ومن يمدحه وينصره سواء ; فأضمر ( من ) وقال
عبد الرحمن بن زيد : ونظيره : قوله سبحانه :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=164وما منا إلا له مقام معلوم أي : من له ، والمعنى : إن
الله لا يعجزه أهل الأرض في الأرض ولا أهل السماء إن عصوه . وقال
قطرب : ولا في السماء لو كنتم فيها كما تقول : لا يفوتني فلان
بالبصرة ولا هاهنا بمعنى لا يفوتني
بالبصرة لو صار إليها . وقيل : لا يستطيعون هربا في الأرض ولا في السماء . وقال
المبرد : والمعنى : ولا من في السماء على أن ( من ) ليست
[ ص: 311 ] موصولة ولكن تكون نكرة و ( في السماء ) صفة لها ، فأقيمت الصفة مقام الموصوف ورد ذلك
علي بن سليمان . وقال : لا يجوز . وقال : إن ( من ) إذا كانت نكرة فلا بد من وصفها فصفتها كالصلة ، ولا يجوز حذف الموصول وترك الصلة ; قال : والمعنى إن الناس خوطبوا بما يعقلون ; والمعنى : لو كنتم في السماء ما أعجزتم الله ; كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=78ولو كنتم في بروج مشيدة .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=22وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ويجوز ( نصير ) بالرفع على الموضع وتكون ( من ) زائدة
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=23والذين كفروا بآيات الله ولقائه أي بالقرآن أو بما نصب من الأدلة والأعلام
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=23أولئك يئسوا من رحمتي أي من الجنة ونسب اليأس إليهم والمعنى : أويسوا . وهذه الآيات اعتراض من الله تعالى تذكيرا وتحذيرا
لأهل مكة . ثم عاد الخطاب إلى
nindex.php?page=treesubj&link=31855قصة إبراهيم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24فما كان جواب قومه حين دعاهم إلى الله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24إلا أن قالوا اقتلوه أو حرقوه ثم اتفقوا على تحريقه
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24فأنجاه الله من النار أي من إذايتها
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24إن في ذلك أي في إنجائه من النار العظيمة حتى لم تحرقه بعد ما ألقي فيها ( لآيات ) وقراءة العامة : ( جواب ) بنصب الباء على أنه خبر ( كان ) و ( أن قالوا ) في محل الرفع اسم ( كان ) وقرأ
سالم الأفطس nindex.php?page=showalam&ids=16705وعمرو بن دينار : ( جواب ) بالرفع على أنه اسم ( كان ) و ( أن ) في موضع الخبر نصبا .
وقال
إبراهيم :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=25إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا وقرأ
حفص وحمزة :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=25مودة بينكم وابن كثير وأبو عمرو nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي : ( مودة بينكم )
والأعشى عن
أبي بكر عن
عاصم وابن وثاب nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش : ( مودة بينكم ) . الباقون : ( مودة بينكم ) فأما قراءة
ابن كثير ففيها ثلاثة أوجه ; ذكر
الزجاج منها وجهين : أحدهما : أن ( المودة ) ارتفعت على خبر ( إن ) وتكون ( ما ) بمعنى ( الذي ) والتقدير : إن الذي اتخذتموه من دون الله أوثانا مودة بينكم ، والوجه الآخر أن يكون على إضمار مبتدأ أي وهي مودة أو تلك مودة بينكم ، والمعنى : آلهتكم أو جماعتكم مودة بينكم . قال
ابن الأنباري : ( أوثانا ) وقف حسن لمن رفع ( المودة ) بإضمار : ذلك مودة بينكم . ومن رفع ( المودة ) على أنها خبر ( إن ) لم يقف . والوجه الثالث الذي لم يذكره أن يكون ( مودة ) رفعا بالابتداء و
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=25في الحياة الدنيا خبره ; فأما إضافة ( مودة ) إلى ( بينكم ) فإنه جعل ( بينكم ) اسما غير ظرف والنحويون يقولون جعله مفعولا على السعة .
وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : يا سارق الليلة أهل الدار ، ولا يجوز أن يضاف إليه وهو ظرف ; لعلة ليس هذا موضع ذكرها ومن رفع ( مودة ) ونونها فعلى معنى ما ذكر و ( بينكم ) بالنصب ظرفا ومن نصب ( مودة ) ولم ينونها جعلها مفعولة بوقوع الاتخاذ عليها وجعل ( إنما ) حرفا واحدا ولم يجعلها
[ ص: 312 ] بمعنى ( الذي ) ويجوز نصب ( المودة ) على أنه مفعول من أجله كما تقول : جئتك ابتغاء الخير وقصدت فلانا مودة له ( بينكم ) بالخفض . ومن نون ( مودة ) ونصبها فعلى ما ذكر ( بينكم ) بالنصب من غير إضافة . قال
ابن الأنباري : ومن قرأ : ( مودة بينكم ) و ( مودة بينكم ) لم يقف على ( الأوثان ) ووقف على ( الحياة الدنيا ) ومعنى الآية : جعلتم الأوثان تتحابون عليها وعلى عبادتها في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا
nindex.php?page=treesubj&link=28766تتبرأ الأوثان من عبادها والرؤساء من السفلة كما قال الله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=67الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين . ( ومأواكم النار ) هو خطاب لعبدة الأوثان الرؤساء منهم والأتباع وقيل : تدخل فيه الأوثان كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ .
[ ص: 310 ] قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ أَيْ قُلْ لَهُمْ يَا مُحَمَّدُ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ عَلَى كَثْرَتِهِمْ وَتَفَاوُتِ هَيْئَاتِهِمْ وَاخْتِلَافِ أَلْسِنَتِهِمْ وَأَلْوَانِهِمْ وَطَبَائِعِهِمْ ، وَانْظُرُوا إِلَى مَسَاكِنِ الْقُرُونِ الْمَاضِيَةِ وَدِيَارِهِمْ وَآثَارَهُمْ كَيْفَ أَهْلَكَهُمْ ; لِتَعْلَمُوا بِذَلِكَ كَمَالَ قُدْرَةِ اللَّهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو وَابْنُ كَثِيرٍ : ( النَّشَاءَةَ ) بِفَتْحِ الشِّينِ وَهُمَا لُغَتَانِ مِثْلُ الرَّأْفَةِ وَالرَّآفَةِ وَشَبَهَهُ .
الْجَوْهَرِيُّ : أَنْشَأَهُ اللَّهُ : خَلَقَهُ وَالِاسْمُ النَّشْأَةُ وَالنَّشَاءَةُ بِالْمَدِّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=20إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ أَيْ بِعَدْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=21وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ أَيْ بِفَضْلِهِ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ : تُرْجَعُونَ وَتُرَدُّونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=22وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ قَالَ
الْفَرَّاءُ : مَعْنَاهُ وَلَا مَنْ فِي السَّمَاءِ بِمُعْجِزِينَ اللَّهَ وَهُوَ غَامِضٌ فِي الْعَرَبِيَّةِ ; لِلضَّمِيرِ الَّذِي لَمْ يَظْهَرْ فِي الثَّانِي وَهُوَ كَقَوْلِ
حَسَّانَ :
فَمَنْ يَهْجُو رَسُولَ اللَّهِ مِنْكُمْ وَيَمْدَحُهُ وَيَنْصُرُهُ سَوَاءُ
أَرَادَ : وَمَنْ يَمْدَحُهُ وَيَنْصُرُهُ سَوَاءٌ ; فَأَضْمَرَ ( مَنْ ) وَقَالَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ : وَنَظِيرُهُ : قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=164وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ أَيْ : مَنْ لَهُ ، وَالْمَعْنَى : إِنَّ
اللَّهَ لَا يُعْجِزُهُ أَهْلُ الْأَرْضِ فِي الْأَرْضِ وَلَا أَهْلُ السَّمَاءِ إِنْ عَصَوْهُ . وَقَالَ
قُطْرُبٌ : وَلَا فِي السَّمَاءِ لَوْ كُنْتُمْ فِيهَا كَمَا تَقُولُ : لَا يَفُوتُنِي فُلَانٌ
بِالْبَصْرَةِ وَلَا هَاهُنَا بِمَعْنَى لَا يَفُوتُنِي
بِالْبَصْرَةِ لَوْ صَارَ إِلَيْهَا . وَقِيلَ : لَا يَسْتَطِيعُونَ هَرَبًا فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ . وَقَالَ
الْمُبَرِّدُ : وَالْمَعْنَى : وَلَا مَنْ فِي السَّمَاءِ عَلَى أَنَّ ( مَنْ ) لَيْسَتْ
[ ص: 311 ] مَوْصُولَةً وَلَكِنْ تَكُونُ نَكِرَةً وَ ( فِي السَّمَاءِ ) صِفَةٌ لَهَا ، فَأُقِيمَتِ الصِّفَةُ مَقَامَ الْمَوْصُوفِ وَرَدَّ ذَلِكَ
عَلِيُّ بْنُ سُلَيْمَانَ . وَقَالَ : لَا يَجُوزُ . وَقَالَ : إِنَّ ( مَنْ ) إِذَا كَانَتْ نَكِرَةً فَلَا بُدَّ مِنْ وَصْفِهَا فَصِفَتُهَا كَالصِّلَةِ ، وَلَا يَجُوزُ حَذْفُ الْمَوْصُولِ وَتَرْكُ الصِّلَةِ ; قَالَ : وَالْمَعْنَى إِنَّ النَّاسَ خُوطِبُوا بِمَا يَعْقِلُونَ ; وَالْمَعْنَى : لَوْ كُنْتُمْ فِي السَّمَاءِ مَا أَعْجَزْتُمُ اللَّهَ ; كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=78وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=22وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ وَيَجُوزُ ( نَصِيرٌ ) بِالرَّفْعِ عَلَى الْمَوْضِعِ وَتَكُونُ ( مِنْ ) زَائِدَةٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=23وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أَيْ بِالْقُرْآنِ أَوْ بِمَا نَصَبَ مِنَ الْأَدِلَّةِ وَالْأَعْلَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=23أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي أَيْ مِنَ الْجَنَّةِ وَنَسَبَ الْيَأْسَ إِلَيْهِمْ وَالْمَعْنَى : أُويِسُوا . وَهَذِهِ الْآيَاتُ اعْتِرَاضٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى تَذْكِيرًا وَتَحْذِيرًا
لِأَهْلِ مَكَّةَ . ثُمَّ عَادَ الْخِطَابُ إِلَى
nindex.php?page=treesubj&link=31855قِصَّةِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ حِينَ دَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ ثُمَّ اتَّفَقُوا عَلَى تَحْرِيقِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ أَيْ مِنْ إِذَايَتِهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=24إِنَّ فِي ذَلِكَ أَيْ فِي إِنْجَائِهِ مِنَ النَّارِ الْعَظِيمَةِ حَتَّى لَمْ تُحْرِقْهُ بَعْدَ مَا أُلْقِيَ فِيهَا ( لِآيَاتٍ ) وَقِرَاءَةُ الْعَامَّةِ : ( جَوَابَ ) بِنَصْبِ الْبَاءِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ ( كَانَ ) وَ ( أَنْ قَالُوا ) فِي مَحَلِّ الرَّفْعِ اسْمُ ( كَانَ ) وَقَرَأَ
سَالِمٌ الْأَفْطَسُ nindex.php?page=showalam&ids=16705وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ : ( جَوَابُ ) بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ اسْمُ ( كَانَ ) وَ ( أَنْ ) فِي مَوْضِعِ الْخَبَرِ نَصْبًا .
وَقَالَ
إِبْرَاهِيمُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=25إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَقَرَأَ
حَفْصٌ وَحَمْزَةُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=25مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ وَابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ : ( مَوَدَّةُ بَيْنِكُمْ )
وَالْأَعْشَى عَنْ
أَبِي بَكْرٍ عَنْ
عَاصِمٍ وَابْنِ وَثَّابٍ nindex.php?page=showalam&ids=13726وَالْأَعْمَشِ : ( مَوَدَّةٌ بَيْنَكُمْ ) . الْبَاقُونَ : ( مَوَدَّةُ بَيْنَكُمْ ) فَأَمَّا قِرَاءَةُ
ابْنُ كَثِيرٍ فَفِيهَا ثَلَاثَةُ أَوْجُهٍ ; ذَكَرَ
الزَّجَّاجُ مِنْهَا وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّ ( الْمَوَدَّةَ ) ارْتَفَعَتْ عَلَى خَبَرِ ( إِنَّ ) وَتَكُونُ ( مَا ) بِمَعْنَى ( الَّذِي ) وَالتَّقْدِيرُ : إِنَّ الَّذِي اتَّخَذْتُمُوهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةُ بَيْنِكُمْ ، وَالْوَجْهُ الْآخَرُ أَنْ يَكُونَ عَلَى إِضْمَارِ مُبْتَدَأٍ أَيْ وَهِيَ مَوَدَّةٌ أَوْ تِلْكَ مَوَدَّةُ بَيْنِكُمْ ، وَالْمَعْنَى : آلِهَتُكُمْ أَوْ جَمَاعَتُكُمْ مَوَدَّةُ بَيْنِكُمْ . قَالَ
ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : ( أَوْثَانًا ) وَقْفٌ حَسَنٌ لِمَنْ رَفَعَ ( الْمَوَدَّةَ ) بِإِضْمَارِ : ذَلِكَ مَوَدَّةُ بَيْنِكُمْ . وَمَنْ رَفَعَ ( الْمَوَدَّةَ ) عَلَى أَنَّهَا خَبَرُ ( إِنَّ ) لَمْ يَقِفْ . وَالْوَجْهُ الثَّالِثُ الَّذِي لَمْ يَذْكُرْهُ أَنْ يَكُونَ ( مَوَدَّةُ ) رَفْعًا بِالِابْتِدَاءِ وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=29&ayano=25فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَبَرُهُ ; فَأَمَّا إِضَافَةُ ( مَوَدَّةُ ) إِلَى ( بَيْنِكُمْ ) فَإِنَّهُ جَعَلَ ( بَيْنَكُمُ ) اسْمًا غَيْرَ ظَرْفٍ وَالنَّحْوِيُّونَ يَقُولُونَ جَعَلَهُ مَفْعُولًا عَلَى السَّعَةِ .
وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : يَا سَارِقَ اللَّيْلَةَ أَهْلَ الدَّارِ ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُضَافَ إِلَيْهِ وَهُوَ ظَرْفٌ ; لَعِلَّةٍ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ ذِكْرِهَا وَمَنْ رَفَعَ ( مَوَدَّةٌ ) وَنَوَّنَهَا فَعَلَى مَعْنَى مَا ذُكِرَ وَ ( بَيْنَكُمْ ) بِالنَّصْبِ ظَرْفًا وَمَنْ نَصَبَ ( مَوَدَّةَ ) وَلَمْ يُنَوِّنْهَا جَعَلَهَا مَفْعُولَةً بِوُقُوعِ الِاتِّخَاذِ عَلَيْهَا وَجَعَلَ ( إِنَّمَا ) حَرْفًا وَاحِدًا وَلَمْ يَجْعَلْهَا
[ ص: 312 ] بِمَعْنَى ( الَّذِي ) وَيَجُوزُ نَصْبُ ( الْمَوَدَّةِ ) عَلَى أَنَّهُ مَفْعُولٌ مِنْ أَجْلِهِ كَمَا تَقُولُ : جِئْتُكَ ابْتِغَاءَ الْخَيْرِ وَقَصَدْتُ فُلَانًا مَوَدَّةً لَهُ ( بَيْنِكُمْ ) بِالْخَفْضِ . وَمَنْ نَوَّنَ ( مَوَدَّةً ) وَنَصَبَهَا فَعَلَى مَا ذُكِرَ ( بَيْنَكُمْ ) بِالنَّصْبِ مِنْ غَيْرِ إِضَافَةٍ . قَالَ
ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ : وَمَنْ قَرَأَ : ( مَوَدَّةً بَيْنَكُمْ ) وَ ( مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ ) لَمْ يَقِفْ عَلَى ( الْأَوْثَانِ ) وَوَقَفَ عَلَى ( الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) وَمَعْنَى الْآيَةِ : جَعَلْتُمُ الْأَوْثَانَ تَتَحَابُّونَ عَلَيْهَا وَعَلَى عِبَادَتِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا
nindex.php?page=treesubj&link=28766تَتَبَرَّأُ الْأَوْثَانُ مِنْ عُبَّادِهَا وَالرُّؤَسَاءُ مِنَ السَّفَلَةِ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=67الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ . ( وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ ) هُوَ خِطَابٌ لِعَبَدَةِ الْأَوْثَانِ الرُّؤَسَاءِ مِنْهُمْ وَالْأَتْبَاعِ وَقِيلَ : تَدْخُلُ فِيهِ الْأَوْثَانُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=98إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ .