قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=10خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين .
[ ص: 55 ] nindex.php?page=treesubj&link=29002قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=10خلق السماوات بغير عمد ترونها تكون ترونها في موضع خفض على النعت ل ( عمد ) ، فيمكن أن يكون ثم عمد ، ولكن لا ترى . ويجوز أن تكون في موضع نصب على الحال من السماوات ولا عمد ثم البتة .
النحاس : وسمعت
علي بن سليمان يقول : الأولى أن يكون مستأنفا ، ولا عمد ثم ; قاله
مكي . ويكون
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=10بغير عمد التمام . وقد مضى في ( الرعد ) الكلام في هذه الآية .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=10وألقى في الأرض رواسي أي جبالا ثوابت .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=10أن تميد بكم في موضع نصب ; أي كراهية أن تميد .
والكوفيون يقدرونه بمعنى لئلا تميد .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=10وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم عن
ابن عباس : من كل لون حسن . وتأوله
الشعبي على الناس ; لأنهم مخلوقون من الأرض ; قال : من كان منهم يصير إلى الجنة فهو الكريم ، ومن كان منهم يصير إلى النار فهو اللئيم . وقد تأول غيره أن النطفة مخلوقة من تراب ، وظاهر القرآن يدل على ذلك .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=11هذا خلق الله مبتدأ وخبر . والخلق بمعنى المخلوق ; أي هذا الذي ذكرته مما تعاينون
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=11خلق الله أي مخلوق الله ، أي خلقها من غير شريك . فأروني معاشر المشركين
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=11ماذا خلق الذين من دونه يعني الأصنام .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=11بل الظالمون أي المشركون
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=11في ضلال مبين أي خسران ظاهر . ( وما ) استفهام في موضع رفع بالابتداء وخبره ( ذا ) وذا بمعنى الذي . و ( خلق ) واقع على هاء محذوفة ; تقديره فأروني أي شيء خلق الذين من دونه ; والجملة في موضع نصب ب ( أروني ) وتضمر الهاء مع ( خلق ) تعود على الذين ; أي فأروني الأشياء التي خلقها الذين من دونه . وعلى هذا القول تقول : ماذا تعلمت ؛ أنحوا أم شعرا . ويجوز أن تكون ( ما ) في موضع نصب ب ( أروني ) و ( ذا ) زائدة وعلى هذا القول يقول : ماذا تعلمت ، أنحوا أم شعرا ؟
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=10خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِ زَوْجٍ كَرِيمٍ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ .
[ ص: 55 ] nindex.php?page=treesubj&link=29002قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=10خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا تَكُونُ تَرَوْنَهَا فِي مَوْضِعِ خَفْضٍ عَلَى النَّعْتِ ل ( عَمَدٍ ) ، فَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ثَمَّ عَمَدٌ ، وَلَكِنْ لَا تُرَى . وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَلَا عَمَدَ ثَمَّ الْبَتَّةَ .
النَّحَّاسُ : وَسَمِعْتُ
عَلِيَّ بْنَ سُلَيْمَانَ يَقُولُ : الْأَوْلَى أَنْ يَكُونَ مُسْتَأْنَفًا ، وَلَا عَمَدَ ثَمَّ ; قَالَهُ
مَكِّيٌّ . وَيَكُونُ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=10بِغَيْرِ عَمَدٍ التَّمَامُ . وَقَدْ مَضَى فِي ( الرَّعْدِ ) الْكَلَامُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=10وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَيْ جِبَالًا ثَوَابِتَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=10أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ ; أَيْ كَرَاهِيَةَ أَنْ تَمِيدَ .
وَالْكُوفِيُّونَ يُقَدِّرُونَهُ بِمَعْنَى لِئَلَّا تَمِيدَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=10وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ : مِنْ كُلِّ لَوْنٍ حَسَنٍ . وَتَأَوَّلَهُ
الشَّعْبِيُّ عَلَى النَّاسِ ; لِأَنَّهُمْ مَخْلُوقُونَ مِنَ الْأَرْضِ ; قَالَ : مَنْ كَانَ مِنْهُمْ يَصِيرُ إِلَى الْجَنَّةِ فَهُوَ الْكَرِيمُ ، وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ يَصِيرُ إِلَى النَّارِ فَهُوَ اللَّئِيمُ . وَقَدْ تَأَوَّلَ غَيْرُهُ أَنَّ النُّطْفَةَ مَخْلُوقَةٌ مِنْ تُرَابٍ ، وَظَاهِرُ الْقُرْآنِ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=11هَذَا خَلْقُ اللَّهِ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ . وَالْخَلْقُ بِمَعْنَى الْمَخْلُوقِ ; أَيْ هَذَا الَّذِي ذَكَرْتُهُ مِمَّا تُعَايِنُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=11خَلْقُ اللَّهِ أَيْ مَخْلُوقُ اللَّهِ ، أَيْ خَلَقَهَا مِنْ غَيْرِ شَرِيكٍ . فَأَرُونِي مُعَاشِرَ الْمُشْرِكِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=11مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ يَعْنِي الْأَصْنَامَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=11بَلِ الظَّالِمُونَ أَيِ الْمُشْرِكُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=11فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ أَيْ خُسْرَانٍ ظَاهِرٍ . ( وَمَا ) اسْتِفْهَامٌ فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ بِالِابْتِدَاءِ وَخَبَرُهُ ( ذَا ) وَذَا بِمَعْنَى الَّذِي . وَ ( خَلَقَ ) وَاقِعٌ عَلَى هَاءٍ مَحْذُوفَةٍ ; تَقْدِيرُهُ فَأَرُونِي أَيَّ شَيْءٍ خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ; وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِ ( أَرُونِي ) وَتُضْمَرُ الْهَاءُ مَعَ ( خَلَقَ ) تَعُودُ عَلَى الَّذِينَ ; أَيْ فَأَرُونِي الْأَشْيَاءَ الَّتِي خَلَقَهَا الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ . وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ تَقُولُ : مَاذَا تَعَلَّمْتَ ؛ أَنَحْوًا أَمْ شِعْرًا . وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ ( مَا ) فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِ ( أَرُونِي ) وَ ( ذَا ) زَائِدَةً وَعَلَى هَذَا الْقَوْلِ يَقُولُ : مَاذَا تَعَلَّمْتَ ، أَنَحْوًا أَمْ شِعْرًا ؟