[ ص: 303 ] nindex.php?page=treesubj&link=29006قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه وإلى الله المصير .
تقدم الكلام فيه ، وهو مقطوع مما قبله . والأصل ( توزر ) حذفت الواو اتباعا ليزر . ( وازرة ) نعت لمحذوف ، أي نفس وازرة . وكذا
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18وإن تدع مثقلة إلى حملها قال
الفراء : أي نفس مثقلة أو دابة . قال : وهذا يقع للمذكر والمؤنث . قال
الأخفش : أي وإن تدع مثقلة إنسانا إلى حملها وهو ذنوبها . والحمل ما كان على الظهر ، والحمل حمل المرأة وحمل النخلة ; حكاهما
الكسائي بالفتح لا غير . وحكى
ابن السكيت أن حمل النخلة يفتح ويكسر .
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى التقدير على قول
الأخفش : ولو كان الإنسان المدعو ذا قربى . وأجاز
الفراء ولو كان ذو قربى . وهذا جائز عند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ، ومثله
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280وإن كان ذو عسرة فتكون كان بمعنى وقع ، أو يكون الخبر محذوفا ; أي وإن كان فيمن تطالبون ذو عسرة . وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : الناس مجزيون بأعمالهم إن خير فخير ; على هذا . وخيرا فخير ; على الأول .
وروي عن
عكرمة أنه قال : بلغني أن اليهودي والنصراني يرى الرجل المسلم يوم القيامة فيقول له : ألم أكن قد أسديت إليك يدا ، ألم أكن قد أحسنت إليك ؟ فيقول بلى . فيقول : انفعني ; فلا يزال المسلم يسأل الله تعالى حتى ينقص من عذابه . وأن الرجل ليأتي إلى أبيه يوم القيامة فيقول : ألم أكن بك بارا ، وعليك مشفقا ، وإليك محسنا ، وأنت ترى ما أنا فيه ، فهب لي حسنة من حسناتك ، أو احمل عني سيئة ; فيقول : إن الذي سألتني يسير ; ولكني أخاف مثل ما تخاف . وأن الأب ليقول لابنه مثل ذلك فيرد عليه نحوا من هذا . وأن الرجل ليقول لزوجته : ألم أكن أحسن العشرة لك ، فاحملي عني خطيئة لعلي أنجو ; فتقول : إن ذلك ليسير ولكني أخاف مما تخاف منه . ثم تلا
عكرمة :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى . وقال
الفضيل بن عياض : هي المرأة تلقى ولدها فتقول : يا ولدي ، ألم يكن بطني لك وعاء ، ألم يكن ثديي لك سقاء ، ألم يكن حجري لك وطاء ; يقول : بلى يا أماه ; فتقول : يا بني ، قد أثقلتني ذنوبي فاحمل عني منها ذنبا واحدا ; فيقول : إليك عني يا أماه ، فإني بذنبي عنك مشغول .
[ ص: 304 ] nindex.php?page=treesubj&link=29006_19995قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب أي إنما يقبل إنذارك من يخشى عقاب الله تعالى ، وهو كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=11إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب .
nindex.php?page=treesubj&link=29006قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه أي من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه . وقرئ : ( ومن ازكى فإنما يزكى لنفسه ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18وإلى الله المصير أي إليه مرجع جميع الخلق .
[ ص: 303 ] nindex.php?page=treesubj&link=29006قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ .
تَقَدَّمَ الْكَلَامُ فِيهِ ، وَهُوَ مَقْطُوعٌ مِمَّا قَبْلَهُ . وَالْأَصْلُ ( تَوْزَرُ ) حُذِفَتِ الْوَاوُ اتِّبَاعًا لِيَزِرُ . ( وَازِرَةٌ ) نَعْتٌ لِمَحْذُوفٍ ، أَيْ نَفْسٌ وَازِرَةٌ . وَكَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا قَالَ
الْفَرَّاءُ : أَيْ نَفْسٌ مُثْقَلَةٌ أَوْ دَابَّةٌ . قَالَ : وَهَذَا يَقَعُ لِلْمُذَكَّرِ وَالْمُؤَنَّثِ . قَالَ
الْأَخْفَشُ : أَيْ وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِنْسَانًا إِلَى حِمْلِهَا وَهُوَ ذُنُوبُهَا . وَالْحِمْلُ مَا كَانَ عَلَى الظَّهْرِ ، وَالْحَمْلُ حَمْلُ الْمَرْأَةِ وَحَمْلُ النَّخْلَةِ ; حَكَاهُمَا
الْكِسَائِيُّ بِالْفَتْحِ لَا غَيْرَ . وَحَكَى
ابْنُ السِّكِّيتِ أَنَّ حَمْلَ النَّخْلَةِ يُفْتَحُ وَيُكْسَرُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى التَّقْدِيرُ عَلَى قَوْلِ
الْأَخْفَشِ : وَلَوْ كَانَ الْإِنْسَانُ الْمَدْعُوُّ ذَا قُرْبَى . وَأَجَازَ
الْفَرَّاءُ وَلَوْ كَانَ ذُو قُرْبَى . وَهَذَا جَائِزٌ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ ، وَمِثْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=280وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَتَكُونُ كَانَ بِمَعْنَى وَقَعَ ، أَوْ يَكُونُ الْخَبَرُ مَحْذُوفًا ; أَيْ وَإِنْ كَانَ فِيمَنْ تُطَالِبُونَ ذُو عُسْرَةٍ . وَحَكَى
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : النَّاسُ مَجْزِيُّونَ بِأَعْمَالِهِمْ إِنْ خَيْرٌ فَخَيْرٌ ; عَلَى هَذَا . وَخَيْرًا فَخَيْرٌ ; عَلَى الْأَوَّلِ .
وَرُوِيَ عَنْ
عِكْرِمَةَ أَنَّهُ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ الْيَهُودِيَّ وَالنَّصْرَانِيَّ يَرَى الرَّجُلَ الْمُسْلِمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ لَهُ : أَلَمْ أَكُنْ قَدْ أَسْدَيْتُ إِلَيْكَ يَدًا ، أَلَمْ أَكُنْ قَدْ أَحْسَنْتُ إِلَيْكَ ؟ فَيَقُولُ بَلَى . فَيَقُولُ : انْفَعْنِي ; فَلَا يَزَالُ الْمُسْلِمُ يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى حَتَّى يَنْقُصَ مِنْ عَذَابِهِ . وَأَنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِي إِلَى أَبِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ : أَلَمْ أَكُنْ بِكَ بَارًّا ، وَعَلَيْكَ مُشْفِقًا ، وَإِلَيْكَ مُحْسِنًا ، وَأَنْتَ تَرَى مَا أَنَا فِيهِ ، فَهَبْ لِي حَسَنَةً مِنْ حَسَنَاتِكَ ، أَوِ احْمِلْ عَنِّي سَيِّئَةً ; فَيَقُولُ : إِنَّ الَّذِي سَأَلْتَنِي يَسِيرٌ ; وَلَكِنِّي أَخَافُ مِثْلَ مَا تَخَافُ . وَأَنَّ الْأَبَ لَيَقُولُ لِابْنِهِ مِثْلَ ذَلِكَ فَيَرُدُّ عَلَيْهِ نَحْوًا مِنْ هَذَا . وَأَنَّ الرَّجُلَ لَيَقُولُ لِزَوْجَتِهِ : أَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ الْعِشْرَةَ لَكِ ، فَاحْمِلِي عَنِّي خَطِيئَةً لَعَلِّي أَنْجُو ; فَتَقُولُ : إِنَّ ذَلِكَ لَيَسِيرٌ وَلَكِنِّي أَخَافُ مِمَّا تَخَافُ مِنْهُ . ثُمَّ تَلَا
عِكْرِمَةُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى . وَقَالَ
الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ : هِيَ الْمَرْأَةُ تَلْقَى وَلَدَهَا فَتَقُولُ : يَا وَلَدِي ، أَلَمْ يَكُنْ بَطْنِي لَكَ وِعَاءً ، أَلَمْ يَكُنْ ثَدْيِي لَكَ سِقَاءً ، أَلَمْ يَكُنْ حِجْرِي لَكَ وِطَاءً ; يَقُولُ : بَلَى يَا أُمَّاهُ ; فَتَقُولُ : يَا بُنَيَّ ، قَدْ أَثْقَلَتْنِي ذُنُوبِي فَاحْمِلْ عَنِّي مِنْهَا ذَنْبًا وَاحِدًا ; فَيَقُولُ : إِلَيْكِ عَنِّي يَا أُمَّاهُ ، فَإِنِّي بِذَنْبِي عَنْكِ مَشْغُولٌ .
[ ص: 304 ] nindex.php?page=treesubj&link=29006_19995قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ أَيْ إِنَّمَا يَقْبَلُ إِنْذَارَكَ مَنْ يَخْشَى عِقَابَ اللَّهِ تَعَالَى ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=11إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ .
nindex.php?page=treesubj&link=29006قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ أَيْ مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ . وَقُرِئَ : ( وَمَنِ ازَّكَّى فَإِنَّمَا يَزَّكَّى لِنَفْسِهِ ) .
nindex.php?page=tafseer&surano=35&ayano=18وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ أَيْ إِلَيْهِ مَرْجِعُ جَمِيعِ الْخَلْقِ .