[ ص: 75 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=50فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=51قال قائل منهم إني كان لي قرين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=52يقول أإنك لمن المصدقين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=53أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=54قال هل أنتم مطلعون nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=55فاطلع فرآه في سواء الجحيم nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=56قال تالله إن كدت لتردين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=57ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=58أفما نحن بميتين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=59إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=60إن هذا لهو الفوز العظيم nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=61لمثل هذا فليعمل العاملون nindex.php?page=treesubj&link=29008_30390_30412قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=50فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون أي يتفاوضون فيما بينهم أحاديثهم في الدنيا . وهو من تمام الأنس في الجنة . وهو معطوف على معنى " يطاف عليهم " المعنى يشربون فيتحادثون على الشراب كعادة الشراب . قال بعضهم :
وما بقيت من اللذات إلا أحاديث الكرام على المدام
فيقبل بعضهم على بعض يتساءلون عما جرى لهم وعليهم في الدنيا ، إلا أنه جيء به ماضيا على عادة الله تعالى في إخباره .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=51قال قائل منهم أي من أهل الجنة
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=51إني كان لي قرين أي صديق ملازم ، وقيل : أراد بالقرين قرينه من الشيطان ، كان يوسوس إليه بإنكار البعث .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=52يقول أإنك لمن المصدقين أي بالمبعث والجزاء . وقال
سعيد بن جبير : قرينه شريكه . وقد مضى في [ الكهف ] ذكرهما وقصتهما والاختلاف في اسميهما مستوفى عند قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32واضرب لهم مثلا رجلين وفيهما أنزل الله - جل وعز - :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=51قال قائل منهم إني كان لي قرين إلى من المحضرين . وقرئ : " أإنك لمن المصدقين " بتشديد الصاد . رواه
علي بن كيسة عن
سليم عن
حمزة . قال
النحاس : ولا يجوز " أإنك لمن المصدقين " لأنه لا معنى للصدقة هاهنا . وقال
القشيري : وفي قراءة عن
حمزة " أإنك لمن المصدقين " بتشديد الصاد . واعترض عليه بأن هذا من التصديق لا من التصدق . والاعتراض باطل ; لأن القراءة إذا ثبتت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا مجال للطعن فيها . فالمعنى " أإنك لمن المصدقين " بالمال طلبا في ثواب الآخرة .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=53أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمدينون أي مجزيون محاسبون بعد الموت .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=54قال هل أنتم مطلعون ف " قال " الله تعالى لأهل الجنة : هل أنتم مطلعون . وقيل : هو من قول المؤمن لإخوانه في الجنة هل أنتم مطلعون إلى النار لننظر كيف حال ذلك القرين . وقيل : هو من قول الملائكة . وليس
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=54هل أنتم مطلعون [ ص: 76 ] باستفهام ، إنما هو بمعنى الأمر ، أي : اطلعوا ، قاله
ابن الأعرابي وغيره . ومنه لما نزلت آية الخمر ، قام
عمر قائما بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ثم رفع رأسه إلى السماء ، ثم قال : يا رب بيانا أشفى من هذا في الخمر . فنزلت :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=91فهل أنتم منتهون قال : فنادى
عمر : انتهينا يا ربنا . وقرأ
ابن عباس : " هل أنتم مطلعون " بإسكان الطاء خفيفة " فأطلع " بقطع الألف مخففة على معنى هل أنتم مقبلون ، فأقبل . قال
النحاس " فأطلع فرآه " فيه قولان : أحدهما : أن يكون فعلا مستقبلا معناه : فأطلع أنا ، ويكون منصوبا على أنه جواب الاستفهام . والقول الثاني : أن يكون فعلا ماضيا ويكون اطلع وأطلع واحدا . قال
الزجاج : يقال طلع وأطلع واطلع بمعنى واحد . وقد حكي
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=54هل أنتم مطلعون بكسر النون وأنكره
أبو حاتم وغيره .
النحاس : وهو لحن لا يجوز ; لأنه جمع بين النون والإضافة ، ولو كان مضافا لكان هل أنتم مطلعي ، وإن كان
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه والفراء قد حكيا مثله ، وأنشدا :
هم القائلون الخير والآمرونه إذا ما خشوا من محدث الأمر معظما
وأنشد
الفراء : والفاعلونه . وأنشد
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه وحده :
ولم يرتفق والناس محتضرونه
وهذا شاذ خارج عن كلام العرب ، وما كان مثل هذا لم يحتج به في كتاب الله عز وجل ، ولا يدخل في الفصيح . وقد قيل في توجيهه : إنه أجرى اسم الفاعل مجرى المضارع لقربه منه ، فجرى مطلعون مجرى يطلعون . ذكره
أبو الفتح عثمان بن جني وأنشد :
أرأيت إن جئت به أملودا مرجلا ويلبس البرودا
أقائلن أحضروا الشهودا
فأجرى أقائلن مجرى أتقولن . وقال
ابن عباس في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=54هل أنتم مطلعون فاطلع فرآه إن في الجنة كوى ينظر أهلها منها إلى النار وأهلها . وكذلك قال
كعب فيما ذكر
ابن المبارك ، قال : إن بين الجنة والنار كوى ، فإذا أراد المؤمن أن ينظر إلى عدو كان له في الدنيا اطلع من بعض الكوى ، قال الله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=55فاطلع فرآه في سواء الجحيم أي في وسط النار والحسك حواليه ، قاله
ابن مسعود . ويقال : تعبت حتى انقطع سوائي : أي : وسطي . وعن
أبي عبيدة : قال لي
عيسى بن عمر : كنت أكتب يا
أبا عبيدة حتى ينقطع سوائي . وعن
قتادة قال : قال بعض العلماء : لولا أن الله - جل وعز - عرفه إياه لما عرفه ، لقد تغير حبره وسبره . فعند ذلك
[ ص: 77 ] يقول :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=56تالله إن كدت لتردين إن مخففة من الثقيلة دخلت على كاد كما تدخل على كان . ونحوه
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=42إن كاد ليضلنا واللام هي الفارقة بينها وبين النافية . وقال
الكسائي : " لتردين " أي : لتهلكني ، والردى الهلاك . وقال
المبرد : لو قيل : " لتردين " لتوقعني في النار لكان جائزا
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=57ولولا نعمة ربي أي عصمته وتوفيقه بالاستمساك بعروة الإسلام والبراءة من القرين السوء . وما بعد لولا مرفوع بالابتداء عند
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ، والخبر محذوف .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=57لكنت من المحضرين قال
الفراء : أي : لكنت معك في النار محضرا . وأحضر لا يستعمل مطلقا إلا في الشر ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي .
[ ص: 75 ] قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=50فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=51قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=52يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=53أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=54قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=55فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=56قَالَ تَاللَّهَ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=57وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=58أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=59إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=60إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=61لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29008_30390_30412قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=50فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ أَيْ يَتَفَاوَضُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ أَحَادِيثَهُمْ فِي الدُّنْيَا . وَهُوَ مِنْ تَمَامِ الْأُنْسِ فِي الْجَنَّةِ . وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى مَعْنَى " يُطَافُ عَلَيْهِمْ " الْمَعْنَى يَشْرَبُونَ فَيَتَحَادَثُونَ عَلَى الشَّرَابِ كَعَادَةِ الشُّرَّابِ . قَالَ بَعْضُهُمْ :
وَمَا بَقِيَتْ مِنَ اللَّذَّاتِ إِلَّا أَحَادِيثُ الْكِرَامِ عَلَى الْمُدَامِ
فَيُقْبِلُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ عَمَّا جَرَى لَهُمْ وَعَلَيْهِمْ فِي الدُّنْيَا ، إِلَّا أَنَّهُ جِيءَ بِهِ مَاضِيًا عَلَى عَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى فِي إِخْبَارِهِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=51قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ أَيْ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=51إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ أَيْ صَدِيقٌ مُلَازِمٌ ، وَقِيلَ : أَرَادَ بِالْقَرِينِ قَرِينَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ ، كَانَ يُوَسْوِسُ إِلَيْهِ بِإِنْكَارِ الْبَعْثِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=52يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ أَيْ بِالْمَبْعَثِ وَالْجَزَاءِ . وَقَالَ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : قَرِينُهُ شَرِيكُهُ . وَقَدْ مَضَى فِي [ الْكَهْفِ ] ذِكْرُهُمَا وَقِصَّتُهُمَا وَالِاخْتِلَافُ فِي اسْمَيْهِمَا مُسْتَوْفًى عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=32وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ وَفِيهِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ - جَلَّ وَعَزَّ - :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=51قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ إِلَى مِنَ الْمُحْضَرِينَ . وَقُرِئَ : " أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَّدِّقِينَ " بِتَشْدِيدِ الصَّادِ . رَوَاهُ
عَلِيُّ بْنُ كَيْسَةَ عَنْ
سُلَيْمٍ عَنْ
حَمْزَةَ . قَالَ
النَّحَّاسُ : وَلَا يَجُوزُ " أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَّدِّقِينَ " لِأَنَّهُ لَا مَعْنَى لِلصَّدَقَةِ هَاهُنَا . وَقَالَ
الْقُشَيْرِيُّ : وَفِي قِرَاءَةٍ عَنْ
حَمْزَةَ " أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَّدِّقِينَ " بِتَشْدِيدِ الصَّادِ . وَاعْتُرِضَ عَلَيْهِ بِأَنَّ هَذَا مِنَ التَّصْدِيقِ لَا مِنَ التَّصَدُّقِ . وَالِاعْتِرَاضُ بَاطِلٌ ; لِأَنَّ الْقِرَاءَةَ إِذَا ثَبَتَتْ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَلَا مَجَالَ لِلطَّعْنِ فِيهَا . فَالْمَعْنَى " أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَّدِّقِينَ " بِالْمَالِ طَلَبًا فِي ثَوَابِ الْآخِرَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=53أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ أَيْ مَجْزِيُّونَ مُحَاسَبُونَ بَعْدَ الْمَوْتِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=54قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ فَ " قَالَ " اللَّهُ تَعَالَى لِأَهْلِ الْجَنَّةِ : هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ . وَقِيلَ : هُوَ مِنْ قَوْلِ الْمُؤْمِنُ لِإِخْوَانِهِ فِي الْجَنَّةِ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ إِلَى النَّارِ لِنَنْظُرَ كَيْفَ حَالُ ذَلِكَ الْقَرِينُ . وَقِيلَ : هُوَ مِنْ قَوْلِ الْمَلَائِكَةِ . وَلَيْسَ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=54هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ [ ص: 76 ] بِاسْتِفْهَامٍ ، إِنَّمَا هُوَ بِمَعْنَى الْأَمْرِ ، أَيِ : اطَّلِعُوا ، قَالَهُ
ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ وَغَيْرُهُ . وَمِنْهُ لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الْخَمْرِ ، قَامَ
عُمَرُ قَائِمًا بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا رَبِّ بَيَانًا أَشْفَى مِنْ هَذَا فِي الْخَمْرِ . فَنَزَلَتْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=91فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ قَالَ : فَنَادَى
عُمَرُ : انْتَهَيْنَا يَا رَبَّنَا . وَقَرَأَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : " هَلْ أَنْتُمْ مُطْلِعُونَ " بِإِسْكَانِ الطَّاءِ خَفِيفَةً " فَأُطْلِعَ " بِقَطْعِ الْأَلِفِ مُخَفَّفَةٌ عَلَى مَعْنَى هَلْ أَنْتُمْ مُقْبِلُونَ ، فَأَقْبَلَ . قَالَ
النَّحَّاسُ " فَأُطْلِعَ فَرَآهُ " فِيهِ قَوْلَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنْ يَكُونَ فِعْلًا مُسْتَقْبَلًا مَعْنَاهُ : فَأُطْلَعَ أَنَا ، وَيَكُونُ مَنْصُوبًا عَلَى أَنَّهُ جَوَابُ الِاسْتِفْهَامِ . وَالْقَوْلُ الثَّانِي : أَنْ يَكُونَ فِعْلًا مَاضِيًا وَيَكُونُ اطَّلَعَ وَأُطْلِعَ وَاحِدًا . قَالَ
الزَّجَّاجُ : يُقَالُ طَلَعَ وَأَطْلَعَ وَاطَّلَعَ بِمَعْنًى وَاحِدٍ . وَقَدْ حُكِيَ
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=54هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونِ بِكَسْرِ النُّونِ وَأَنْكَرَهُ
أَبُو حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ .
النَّحَّاسُ : وَهُوَ لَحْنٌ لَا يَجُوزُ ; لِأَنَّهُ جَمْعٌ بَيْنَ النُّونِ وَالْإِضَافَةِ ، وَلَوْ كَانَ مُضَافًا لَكَانَ هَلْ أَنْتُمْ مُطْلِعِيَّ ، وَإِنْ كَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ وَالْفَرَّاءُ قَدْ حَكَيَا مِثْلَهُ ، وَأَنْشَدَا :
هُمُ الْقَائِلُونَ الْخَيْرَ وَالْآمِرُونَهُ إِذَا مَا خَشَوْا مِنْ مُحْدَثِ الْأَمْرِ مُعْظَمَا
وَأَنْشَدَ
الْفَرَّاءُ : وَالْفَاعِلُونَهُ . وَأَنْشَدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ وَحْدَهُ :
وَلَمْ يَرْتَفِقْ وَالنَّاسُ مُحْتَضِرُونَهُ
وَهَذَا شَاذٌّ خَارِجٌ عَنْ كَلَامِ الْعَرَبِ ، وَمَا كَانَ مِثْلَ هَذَا لَمْ يُحْتَجَّ بِهِ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَا يَدْخُلُ فِي الْفَصِيحِ . وَقَدْ قِيلَ فِي تَوْجِيهِهِ : إِنَّهُ أَجْرَى اسْمَ الْفَاعِلِ مَجْرَى الْمُضَارِعِ لِقُرْبِهِ مِنْهُ ، فَجَرَى مُطَّلِعُونَ مَجْرَى يَطْلُعُونَ . ذَكَرَهُ
أَبُو الْفَتْحِ عُثْمَانُ بْنُ جِنِّي وَأَنْشَدَ :
أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ بِهِ أُمْلُودَا مُرَجَّلًا وَيَلْبَسُ الْبُرُودَا
أَقَائِلُنَّ أَحْضِرُوا الشُّهُودَا
فَأَجْرَى أَقَائِلُنَّ مَجْرَى أَتَقُولُنَّ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=54هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ كُوًى يَنْظُرُ أَهْلُهَا مِنْهَا إِلَى النَّارِ وَأَهْلِهَا . وَكَذَلِكَ قَالَ
كَعْبٌ فِيمَا ذَكَرَ
ابْنُ الْمُبَارَكِ ، قَالَ : إِنَّ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ كُوًى ، فَإِذَا أَرَادَ الْمُؤْمِنُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى عَدُوٍّ كَانَ لَهُ فِي الدُّنْيَا اطَّلَعَ مِنْ بَعْضِ الْكُوَى ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=55فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ أَيْ فِي وَسَطِ النَّارِ وَالْحَسَكُ حَوَالَيْهِ ، قَالَهُ
ابْنُ مَسْعُودٍ . وَيُقَالُ : تَعِبْتُ حَتَّى انْقَطَعَ سَوَائِي : أَيْ : وَسَطِي . وَعَنْ
أَبِي عُبَيْدَةَ : قَالَ لِي
عِيسَى بْنُ عُمَرَ : كُنْتُ أَكْتُبُ يَا
أَبَا عُبَيْدَةَ حَتَّى يَنْقَطِعَ سَوَائِي . وَعَنْ
قَتَادَةَ قَالَ : قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : لَوْلَا أَنَّ اللَّهَ - جَلَّ وَعَزَّ - عَرَّفَهُ إِيَّاهُ لَمَا عَرَفَهُ ، لَقَدْ تَغَيَّرَ حَبْرُهُ وَسَبْرُهُ . فَعِنْدَ ذَلِكَ
[ ص: 77 ] يَقُولُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=56تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ إِنْ مُخَفَّفَةٌ مِنَ الثَّقِيلَةِ دَخَلَتْ عَلَى كَادَ كَمَا تَدْخُلُ عَلَى كَانَ . وَنَحْوَهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=42إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا وَاللَّامُ هِيَ الْفَارِقَةُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ النَّافِيَةِ . وَقَالَ
الْكِسَائِيُّ : " لَتُرْدِينِ " أَيْ : لَتُهْلِكُنِي ، وَالرَّدَى الْهَلَاكُ . وَقَالَ
الْمُبَرِّدُ : لَوْ قِيلَ : " لَتُرْدِينِ " لَتُوقِعُنِي فِي النَّارِ لَكَانَ جَائِزًا
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=57وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي أَيْ عِصْمَتُهُ وَتَوْفِيقُهُ بِالِاسْتِمْسَاكِ بِعُرْوَةِ الْإِسْلَامِ وَالْبَرَاءَةِ مِنَ الْقَرِينِ السُّوءِ . وَمَا بَعْدَ لَوْلَا مَرْفُوعٌ بِالِابْتِدَاءِ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ ، وَالْخَبَرُ مَحْذُوفٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=57لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ قَالَ
الْفَرَّاءُ : أَيْ : لَكُنْتُ مَعَكَ فِي النَّارِ مُحْضَرًا . وَأَحْضَرَ لَا يُسْتَعْمَلُ مُطْلَقًا إِلَّا فِي الشَّرِّ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيُّ .