قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=65قل إنما أنا منذر وما من إله إلا الله الواحد القهار nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=66رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=67قل هو نبأ عظيم nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=68أنتم عنه معرضون nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=69ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=70إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين .
nindex.php?page=treesubj&link=29009قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=65قل إنما أنا منذر أي مخوف عقاب الله لمن عصاه وقد تقدم .
" وما من إله " أي معبود " إلا الله الواحد القهار " الذي لا شريك له " رب السماوات والأرض وما بينهما " بالرفع على النعت وإن نصبت الأول نصبته . ويجوز رفع الأول ونصب ما بعده على المدح . و " العزيز " معناه المنيع الذي لا مثل له . " الغفار " : الستار لذنوب خلقه .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=67قل هو نبأ عظيم أي وقل لهم يا
محمد هو نبأ عظيم أي ما أنذركم
[ ص: 202 ] به من الحساب والثواب والعقاب خبر عظيم القدر فلا ينبغي أن يستخف به . قال معناه
قتادة . نظيره قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1عم يتساءلون عن النبإ العظيم وقال
ابن عباس ومجاهد وقتادة : يعني القرآن الذي أنبئكم به خبر جليل . وقيل : عظيم المنفعة " أنتم عنه معرضون "
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=69ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون الملأ الأعلى هم الملائكة في قول
ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي اختصموا في أمر
آدم حين خلق ف "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها " وقال إبليس : أنا خير منه ، وفي هذا بيان أن
محمدا - صلى الله عليه وسلم - أخبر عن قصة
آدم وغيره ، وذلك لا يتصور إلا بتأييد إلهي ، فقد قامت المعجزة على صدقه ، فما بالهم أعرضوا عن تدبر القرآن ليعرفوا صدقه ، ولهذا وصل قوله بقوله : قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون . وقول ثان رواه
أبو الأشهب عن
الحسن قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=864896سألني ربي فقال : يا محمد فيم اختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : في الكفارات والدرجات . قال : وما الكفارات ؟ قلت : المشي على الأقدام إلى الجماعات ، وإسباغ الوضوء في السبرات ، والتعقيب في المساجد بانتظار الصلاة بعد الصلاة . قال : وما الدرجات ؟ قلت : إفشاء السلام ، وإطعام الطعام ، والصلاة بالليل والناس نيام خرجه
الترمذي بمعناه عن
ابن عباس ، وقال فيه : حديث غريب . وعن
معاذ بن جبل أيضا وقال : حديث حسن صحيح . وقد كتبناه بكماله في كتاب ( الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ) وأوضحنا إشكاله والحمد لله . وقد مضى في [ يس ] القول في المشي إلى المساجد ، وأن الخطا تكفر السيئات ، وترفع الدرجات . وقيل : الملأ الأعلى الملائكة ، والضمير في يختصمون لفرقتين . يعني قول من قال منهم : الملائكة بنات الله ، ومن قال : آلهة تعبد . وقيل : الملأ الأعلى هاهنا
قريش ، يعني : اختصامهم فيما بينهم سرا ، فأطلع الله نبيه على ذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=70إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين أي إن يوحى إلي إلا الإنذار . وقرأ
أبو جعفر بن القعقاع " إلا إنما " بكسر الهمزة ; لأن الوحي قول ، كأنه قال : يقال لي إنما أنت نذير مبين ، ومن فتحها جعلها في موضع رفع ; لأنها اسم ما لم يسم فاعله . قال
الفراء : كأنك قلت : ما يوحى إلي إلا الإنذار ،
النحاس : ويجوز أن تكون في موضع نصب بمعنى إلا لأنما . والله أعلم .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=65قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=66رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=67قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=68أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=69مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=70إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ .
nindex.php?page=treesubj&link=29009قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=65قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ أَيْ مُخَوِّفٌ عِقَابَ اللَّهِ لِمَنْ عَصَاهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ .
" وَمَا مِنْ إِلَهٍ " أَيْ مَعْبُودٍ " إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ " الَّذِي لَا شَرِيكَ لَهُ " رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا " بِالرَّفْعِ عَلَى النَّعْتِ وَإِنْ نَصَبْتَ الْأَوَّلَ نَصَبْتَهُ . وَيَجُوزُ رَفْعُ الْأَوَّلِ وَنَصْبُ مَا بَعْدَهُ عَلَى الْمَدْحِ . وَ " الْعَزِيزُ " مَعْنَاهُ الْمَنِيعُ الَّذِي لَا مِثْلَ لَهُ . " الْغَفَّارُ " : السَّتَّارُ لِذُنُوبِ خَلْقِهِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=67قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَيْ وَقُلْ لَهُمْ يَا
مُحَمَّدُ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَيْ مَا أُنْذِرُكُمْ
[ ص: 202 ] بِهِ مِنَ الْحِسَابِ وَالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ خَبَرٌ عَظِيمُ الْقَدْرِ فَلَا يَنْبَغِي أَنْ يُسْتَخَفَّ بِهِ . قَالَ مَعْنَاهُ
قَتَادَةُ . نَظِيرُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=78&ayano=1عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ : يَعْنِي الْقُرْآنَ الَّذِي أُنْبِئُكُمْ بِهِ خَبَرٌ جَلِيلٌ . وَقِيلَ : عَظِيمُ الْمَنْفَعَةِ " أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ "
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=69مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ الْمَلَأُ الْأَعْلَى هُمُ الْمَلَائِكَةُ فِي قَوْلِ
ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيِّ اخْتَصَمُوا فِي أَمْرِ
آدَمَ حِينَ خُلِقَ فَ "
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=30قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا " وَقَالَ إِبْلِيسُ : أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ، وَفِي هَذَا بَيَانُ أَنَّ
مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخْبَرَ عَنْ قِصَّةِ
آدَمَ وَغَيْرِهِ ، وَذَلِكَ لَا يُتَصَوَّرُ إِلَّا بِتَأْيِيدٍ إِلَهِيٍّ ، فَقَدْ قَامَتِ الْمُعْجِزَةُ عَلَى صِدْقِهِ ، فَمَا بَالُهُمْ أَعْرَضُوا عَنْ تَدَبُّرِ الْقُرْآنِ لِيَعْرِفُوا صِدْقَهُ ، وَلِهَذَا وَصَلَ قَوْلَهُ بِقَوْلِهِ : قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ . وَقَوْلٌ ثَانٍ رَوَاهُ
أَبُو الْأَشْهَبِ عَنِ
الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=864896سَأَلَنِي رَبِّي فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ فِيمَ اخْتَصَمَ الْمَلَأُ الْأَعْلَى ؟ قُلْتُ : فِي الْكَفَّارَاتِ وَالدَّرَجَاتِ . قَالَ : وَمَا الْكَفَّارَاتُ ؟ قُلْتُ : الْمَشْيُ عَلَى الْأَقْدَامِ إِلَى الْجَمَاعَاتِ ، وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي السَّبَرَاتِ ، وَالتَّعْقِيبُ فِي الْمَسَاجِدِ بِانْتِظَارِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ . قَالَ : وَمَا الدَّرَجَاتُ ؟ قُلْتُ : إِفْشَاءُ السَّلَامِ ، وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ ، وَالصَّلَاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ خَرَّجَهُ
التِّرْمِذِيُّ بِمَعْنَاهُ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَقَالَ فِيهِ : حَدِيثٌ غَرِيبٌ . وَعَنْ
مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ أَيْضًا وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ . وَقَدْ كَتَبْنَاهُ بِكَمَالِهِ فِي كِتَابِ ( الْأَسْنَى فِي شَرْحِ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى ) وَأَوْضَحْنَا إِشْكَالَهُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ . وَقَدْ مَضَى فِي [ يس ] الْقَوْلُ فِي الْمَشْيِ إِلَى الْمَسَاجِدِ ، وَأَنَّ الْخُطَا تُكَفِّرُ السَّيِّئَاتِ ، وَتَرْفَعُ الدَّرَجَاتِ . وَقِيلَ : الْمَلَأُ الْأَعْلَى الْمَلَائِكَةُ ، وَالضَّمِيرُ فِي يَخْتَصِمُونَ لِفِرْقَتَيْنِ . يَعْنِي قَوْلَ مَنْ قَالَ مِنْهُمُ : الْمَلَائِكَةُ بَنَاتُ اللَّهِ ، وَمَنْ قَالَ : آلِهَةٌ تُعْبَدُ . وَقِيلَ : الْمَلَأُ الْأَعْلَى هَاهُنَا
قُرَيْشٌ ، يَعْنِي : اخْتِصَامُهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ سِرًّا ، فَأَطْلَعَ اللَّهُ نَبِيَّهُ عَلَى ذَلِكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=70إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ أَيْ إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا الْإِنْذَارُ . وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْقَعْقَاعِ " إِلَّا إِنَّمَا " بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ ; لِأَنَّ الْوَحْيَ قَوْلٌ ، كَأَنَّهُ قَالَ : يُقَالُ لِي إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ مُبِينٌ ، وَمَنْ فَتَحَهَا جَعَلَهَا فِي مَوْضِعِ رَفْعٍ ; لِأَنَّهَا اسْمُ مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ . قَالَ
الْفَرَّاءُ : كَأَنَّكَ قُلْتَ : مَا يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا الْإِنْذَارُ ،
النَّحَّاسُ : وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ بِمَعْنَى إِلَّا لِأَنَّمَا . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .