قوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=29010nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36ومن يضلل الله فما له من هاد nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=37ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36أليس الله بكاف عبده حذفت الياء من " كاف " لسكونها وسكون التنوين بعدها ، وكان الأصل ألا تحذف في الوقف لزوال التنوين ، إلا أنها حذفت ليعلم أنها كذلك في الوصل . ومن العرب من يثبتها في الوقف على الأصل فيقول : كافي . وقراءة العامة " عبده " بالتوحيد يعني
محمدا - صلى الله عليه وسلم - يكفيه الله وعيد المشركين وكيدهم . وقرأ
حمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " عباده " وهم الأنبياء ، أو الأنبياء والمؤمنون بهم . واختار
أبو عبيدة قراءة الجماعة لقوله عقيبه :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36ويخوفونك بالذين من دونه . ويحتمل أن يكون العبد لفظ الجنس ، كقوله عز من قائل :
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إن الإنسان لفي خسر وعلى هذا تكون القراءة الأولى راجعة إلى الثانية . والكفاية شر الأصنام ، فإنهم كانوا يخوفون المؤمنين بالأصنام ، حتى قال
إبراهيم عليه السلام :
[ ص: 230 ] nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=81وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله . وقال
الجرجاني : إن الله كاف عبده المؤمن وعبده الكافر ، هذا بالثواب وهذا بالعقاب .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36ويخوفونك بالذين من دونه وذلك أنهم خوفوا النبي - صلى الله عليه وسلم - مضرة الأوثان ، فقالوا : أتسب آلهتنا ؟ لئن لم تكف عن ذكرها لتخبلنك أو تصيبنك بسوء . وقال
قتادة : مشى
خالد بن الوليد إلى العزى ليكسرها بالفأس . فقال له سادنها : أحذركها يا
خالد فإن لها شدة لا يقوم لها شيء ، فعمد
خالد إلى العزى فهشم أنفها حتى كسرها بالفأس . وتخويفهم
لخالد تخويف للنبي صلى الله عليه وسلم ; لأنه الذي وجه
خالدا . ويدخل في الآية تخويفهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بكثرة جمعهم وقوتهم ، كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=44أم يقولون نحن جميع منتصر .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36ومن يضلل الله فما له من هاد تقدم .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=37ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام أي ممن عاداه أو عادى رسله .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=29010nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=37وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ حُذِفَتِ الْيَاءُ مِنْ " كَافٍ " لِسُكُونِهَا وَسُكُونِ التَّنْوِينِ بَعْدَهَا ، وَكَانَ الْأَصْلُ أَلَّا تُحْذَفَ فِي الْوَقْفِ لِزَوَالِ التَّنْوِينِ ، إِلَّا أَنَّهَا حُذِفَتْ لِيُعْلَمَ أَنَّهَا كَذَلِكَ فِي الْوَصْلِ . وَمِنَ الْعَرَبِ مَنْ يُثْبِتُهَا فِي الْوَقْفِ عَلَى الْأَصْلِ فَيَقُولُ : كَافِي . وَقِرَاءَةُ الْعَامَّةِ " عَبْدَهُ " بِالتَّوْحِيدِ يَعْنِي
مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَكْفِيهِ اللَّهُ وَعِيدَ الْمُشْرِكِينَ وَكَيْدَهُمْ . وَقَرَأَ
حَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ " عِبَادَهُ " وَهُمُ الْأَنْبِيَاءُ ، أَوِ الْأَنْبِيَاءُ وَالْمُؤْمِنُونَ بِهِمْ . وَاخْتَارَ
أَبُو عُبَيْدَةَ قِرَاءَةَ الْجَمَاعَةِ لِقَوْلِهِ عَقِيبَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ . وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْعَبْدُ لَفْظَ الْجِنْسِ ، كَقَوْلِهِ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=103&ayano=2إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ وَعَلَى هَذَا تَكُونُ الْقِرَاءَةُ الْأُولَى رَاجِعَةً إِلَى الثَّانِيَةِ . وَالْكِفَايَةُ شَرُّ الْأَصْنَامِ ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا يُخَوِّفُونَ الْمُؤْمِنِينَ بِالْأَصْنَامِ ، حَتَّى قَالَ
إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ :
[ ص: 230 ] nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=81وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ . وَقَالَ
الْجُرْجَانِيُّ : إِنَّ اللَّهَ كَافٍ عَبْدَهُ الْمُؤْمِنَ وَعَبْدَهُ الْكَافِرَ ، هَذَا بِالثَّوَابِ وَهَذَا بِالْعِقَابِ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَذَلِكَ أَنَّهُمْ خَوَّفُوا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَضَرَّةَ الْأَوْثَانِ ، فَقَالُوا : أَتَسُبُّ آلِهَتَنَا ؟ لَئِنْ لَمْ تَكُفَّ عَنْ ذِكْرِهَا لَتُخَبِّلَنَّكَ أَوْ تُصِيبَنَّكَ بِسُوءٍ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : مَشَى
خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ إِلَى الْعُزَّى لِيَكْسِرَهَا بِالْفَأْسِ . فَقَالَ لَهُ سَادِنُهَا : أُحَذِّرُكَهَا يَا
خَالِدُ فَإِنَّ لَهَا شِدَّةً لَا يَقُومُ لَهَا شَيْءٌ ، فَعَمَدَ
خَالِدٌ إِلَى الْعُزَّى فَهَشَّمَ أَنْفَهَا حَتَّى كَسَرَهَا بِالْفَأْسِ . وَتَخْوِيفُهُمْ
لِخَالِدٍ تَخْوِيفٌ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ; لِأَنَّهُ الَّذِي وَجَّهَ
خَالِدًا . وَيَدْخُلُ فِي الْآيَةِ تَخْوِيفُهُمُ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِكَثْرَةِ جَمْعِهِمْ وَقُوَّتِهِمْ ، كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=54&ayano=44أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=36وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ تَقَدَّمَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=39&ayano=37وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ أَيْ مِمَّنْ عَادَاهُ أَوْ عَادَى رُسُلَهُ .