قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=26وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون وقال الذين كفروا ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين .
nindex.php?page=treesubj&link=29012قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=26وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لما أخبر تعالى عن كفر
قوم هود وصالح وغيرهم أخبر عن مشركي
قريش وأنهم كذبوا القرآن فقالوا : لا تسمعوا . وقيل : معنى لا تسمعوا لا تطيعوا ، يقال : سمعت لك أي : أطعتك . والغوا فيه قال
ابن عباس : قال
أبو جهل : إذا قرأ
محمد فصيحوا في وجهه حتى لا يدري ما يقول . وقيل : إنهم فعلوا ذلك لما أعجزهم القرآن . وقال
مجاهد : المعنى والغوا فيه بالمكاء والتصفيق والتخليط في المنطق حتى يصير لغوا . وقال
الضحاك : أكثروا الكلام ليختلط عليه ما يقول . وقال
أبو العالية nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس أيضا : قعوا فيه وعيبوه . لعلكم تغلبون
محمدا على قراءته فلا يظهر ولا يستميل القلوب . وقرأ
عيسى بن عمر والجحدري وابن أبي إسحاق وأبو [ ص: 318 ] حيوة وبكر بن حبيب السهمي " والغوا " بضم الغين وهي لغة من لغا يلغو . وقراءة الجماعة من لغي يلغى . قال
الهروي : وقوله : والغوا فيه قيل : عارضوه بكلام لا يفهم . يقال : لغوت ألغو وألغى ، ولغي يلغى ثلاث لغات . وقد مضى معنى اللغو في " البقرة " وهو ما لا يعلم له حقيقة ولا تحصيل .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=27فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا قد تقدم أن الذوق يكون محسوسا ، ومعنى العذاب الشديد : ما يتوالى فلا ينقطع . وقيل : هو العذاب في جميع أجزائهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=27ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون أي ولنجزينهم في الآخرة جزاء قبح أعمالهم التي عملوها في الدنيا . وأسوأ الأعمال الشرك .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=28ذلك جزاء أعداء الله النار أي ذلك العذاب الشديد ، ثم بينه بقوله " النار " وقرأ
ابن عباس " ذلك جزاء أعداء الله النار دار الخلد " فترجم بالدار عن النار وهو مجاز الآية . و " ذلك " ابتداء و " جزاء " الخبر و " النار " بدل من جزاء أو خبر مبتدأ مضمر ، والجملة في موضع بيان للجملة الأولى .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=29وقال الذين كفروا يعني في النار فذكره بلفظ الماضي والمراد المستقبل
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=29ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس يعني إبليس وابن آدم الذي قتل أخاه . عن
ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود وغيرهما ، ويشهد لهذا القول الحديث المرفوع :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831088ما من مسلم يقتل ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من ذنبه لأنه أول من سن القتل خرجه
الترمذي ، وقيل : هو بمعنى الجنس ، وبني على التثنية لاختلاف الجنسين .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=29نجعلهما تحت أقدامنا سألوا ذلك حتى يشتفوا منهم بأن يجعلوهم تحت أقدامهم ليكونا من الأسفلين في النار وهو الدرك الأسفل . سألوا أن يضعف الله عذاب من كان سبب ضلالتهم من الجن والإنس . وقرأ
ابن محيصن والسوسي عن
أبي عمرو وابن عامر وأبو بكر والمفضل " أرنا " بإسكان الراء ، وعن
أبي عمرو أيضا باختلاسها . وأشبع الباقون كسرتها . وقد تقدم في " الأعراف " .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=26وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ .
nindex.php?page=treesubj&link=29012قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=26وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَمَّا أَخْبَرَ تَعَالَى عَنْ كُفْرِ
قَوْمِ هُودٍ وَصَالِحٍ وَغَيْرِهِمْ أَخْبَرَ عَنْ مُشْرِكِي
قُرَيْشٍ وَأَنَّهُمْ كَذَّبُوا الْقُرْآنَ فَقَالُوا : لَا تَسْمَعُوا . وَقِيلَ : مَعْنَى لَا تَسْمَعُوا لَا تُطِيعُوا ، يُقَالُ : سَمِعْتُ لَكَ أَيْ : أَطَعْتُكَ . وَالْغَوْا فِيهِ قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : قَالَ
أَبُو جَهْلٍ : إِذَا قَرَأَ
مُحَمَّدٌ فَصِيحُوا فِي وَجْهِهِ حَتَّى لَا يَدْرِي مَا يَقُولُ . وَقِيلَ : إِنَّهُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ لَمَّا أَعْجَزَهُمُ الْقُرْآنُ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : الْمَعْنَى وَالْغَوْا فِيهِ بِالْمُكَاءِ وَالتَّصْفِيقِ وَالتَّخْلِيطِ فِي الْمَنْطِقِ حَتَّى يَصِيرَ لَغْوًا . وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : أَكْثِرُوا الْكَلَامَ لِيَخْتَلِطَ عَلَيْهِ مَا يَقُولُ . وَقَالَ
أَبُو الْعَالِيَةِ nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ أَيْضًا : قِعُوا فِيهِ وَعَيِّبُوهُ . لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ
مُحَمَّدًا عَلَى قِرَاءَتِهِ فَلَا يَظْهَرُ وَلَا يَسْتَمِيلُ الْقُلُوبَ . وَقَرَأَ
عِيسَى بْنُ عُمَرَ وَالْجَحْدَرِيُّ وَابْنُ أَبِي إِسْحَاقَ وَأَبُو [ ص: 318 ] حَيْوَةَ وَبَكْرُ بْنُ حَبِيبٍ السَّهْمِيُّ " وَالْغُوا " بِضَمِّ الْغَيْنِ وَهِيَ لُغَةٌ مِنْ لَغَا يَلْغُو . وَقِرَاءَةُ الْجَمَاعَةِ مِنْ لَغِيَ يَلْغَى . قَالَ
الْهَرَوِيُّ : وَقَوْلُهُ : وَالْغَوْا فِيهِ قِيلَ : عَارِضُوهُ بِكَلَامٍ لَا يُفْهَمُ . يُقَالُ : لَغَوْتُ أَلْغُو وَأَلْغَى ، وَلَغِيَ يَلْغَى ثَلَاثُ لُغَاتٍ . وَقَدْ مَضَى مَعْنَى اللَّغْوِ فِي " الْبَقَرَةِ " وَهُوَ مَا لَا يُعْلَمُ لَهُ حَقِيقَةٌ وَلَا تَحْصِيلٌ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=27فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا قَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الذَّوْقَ يَكُونُ مَحْسُوسًا ، وَمَعْنَى الْعَذَابِ الشَّدِيدِ : مَا يَتَوَالَى فَلَا يَنْقَطِعُ . وَقِيلَ : هُوَ الْعَذَابُ فِي جَمِيعِ أَجْزَائِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=27وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ أَيْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ جَزَاءَ قُبْحِ أَعْمَالِهِمُ الَّتِي عَمِلُوهَا فِي الدُّنْيَا . وَأَسْوَأُ الْأَعْمَالِ الشِّرْكُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=28ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ أَيْ ذَلِكَ الْعَذَابُ الشَّدِيدُ ، ثُمَّ بَيَّنَهُ بِقَوْلِهِ " النَّارُ " وَقَرَأَ
ابْنُ عَبَّاسٍ " ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ دَارُ الْخُلْدِ " فَتَرْجَمَ بِالدَّارِ عَنِ النَّارِ وَهُوَ مَجَازُ الْآيَةِ . وَ " ذَلِكَ " ابْتِدَاءٌ وَ " جَزَاءُ " الْخَبَرُ وَ " النَّارُ " بَدَلٌ مِنْ جَزَاءٍ أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مُضْمَرٌ ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَوْضِعِ بَيَانٍ لِلْجُمْلَةِ الْأُولَى .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=29وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا يَعْنِي فِي النَّارِ فَذَكَرَهُ بِلَفْظِ الْمَاضِي وَالْمُرَادُ الْمُسْتَقْبَلُ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=29رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ يَعْنِي إِبْلِيسَ وَابْنَ آدَمَ الَّذِي قَتَلَ أَخَاهُ . عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ وَغَيْرِهِمَا ، وَيَشْهَدُ لِهَذَا الْقَوْلِ الْحَدِيثُ الْمَرْفُوعُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831088مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُقْتَلُ ظُلْمًا إِلَّا كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الْأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ ذَنْبِهِ لِأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ خَرَّجَهُ
التِّرْمِذِيُّ ، وَقِيلَ : هُوَ بِمَعْنَى الْجِنْسِ ، وَبُنِيَ عَلَى التَّثْنِيَةِ لِاخْتِلَافِ الْجِنْسَيْنِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=29نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا سَأَلُوا ذَلِكَ حَتَّى يَشْتَفُوا مِنْهُمْ بِأَنْ يَجْعَلُوهُمْ تَحْتَ أَقْدَامِهِمْ لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ فِي النَّارِ وَهُوَ الدَّرْكُ الْأَسْفَلُ . سَأَلُوا أَنْ يُضَعِّفَ اللَّهُ عَذَابَ مَنْ كَانَ سَبَبَ ضَلَالَتِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ . وَقَرَأَ
ابْنُ مُحَيْصِنٍ وَالسُّوسِيُّ عَنْ
أَبِي عَمْرٍو وَابْنُ عَامِرٍ وَأَبُو بَكْرٍ وَالْمُفَضَّلُ " أَرْنَا " بِإِسْكَانِ الرَّاءِ ، وَعَنْ
أَبِي عَمْرٍو أَيْضًا بِاخْتِلَاسِهَا . وَأَشْبَعَ الْبَاقُونَ كَسْرَتَهَا . وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي " الْأَعْرَافِ " .