nindex.php?page=treesubj&link=29015قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=23فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون .
فيه مسألتان :
الأولى :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=23فأسر بعبادي ليلا أي : فأجبنا دعاءه وأوحينا إليه أن أسر بعبادي ، أي : بمن آمن بالله من
بني إسرائيل . ليلا أي : قبل الصباح إنكم متبعون وقرأ
أهل الحجاز ( فاسر ) بوصل الألف . وكذلك
ابن كثير ، من سرى . الباقون فأسر بالقطع ، من أسرى . وقد تقدم . وتقدم خروج
فرعون وراء
موسى في ( البقرة والأعراف وطه والشعراء ويونس ) وإغراقه وإنجاء
موسى ، فلا معنى للإعادة .
الثانية : أمر
موسى - عليه السلام - بالخروج ليلا . وسير الليل في الغالب إنما يكون عن خوف ، والخوف يكون بوجهين : إما من العدو فيتخذ الليل سترا مسدلا ، فهو من أستار الله تعالى . وإما من خوف المشقة على الدواب والأبدان بحر أو جدب ، فيتخذ السرى مصلحة من ذلك . وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسري ويدلج ومترفق ويستعجل ، بحسب الحاجة وما تقتضيه
[ ص: 127 ] المصلحة . وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831148إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الإبل حظها من الأرض وإذا سافرتم في السنة فبادروا بها نقيها . وقد مضى في أول " النحل " ، والحمد لله .
nindex.php?page=treesubj&link=29015قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=23فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ .
فِيهِ مَسْأَلَتَانِ :
الْأُولَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=44&ayano=23فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا أَيْ : فَأَجَبْنَا دُعَاءَهُ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي ، أَيْ : بِمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ . لَيْلًا أَيْ : قَبْلَ الصَّبَاحِ إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ وَقَرَأَ
أَهْلُ الْحِجَازِ ( فَاسْرِ ) بِوَصْلِ الْأَلِفِ . وَكَذَلِكَ
ابْنُ كَثِيرٍ ، مِنْ سَرَى . الْبَاقُونَ فَأَسْرِ بِالْقَطْعِ ، مِنْ أَسْرَى . وَقَدْ تَقَدَّمَ . وَتَقَدَّمَ خُرُوجُ
فِرْعَوْنَ وَرَاءَ
مُوسَى فِي ( الْبَقَرَةِ وَالْأَعْرَافِ وَطَه وَالشُّعَرَاءِ وَيُونُسَ ) وَإِغْرَاقُهُ وَإِنْجَاءُ
مُوسَى ، فَلَا مَعْنَى لِلْإِعَادَةِ .
الثَّانِيَةُ : أُمِرَ
مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - بِالْخُرُوجِ لَيْلًا . وَسَيْرُ اللَّيْلِ فِي الْغَالِبِ إِنَّمَا يَكُونُ عَنْ خَوْفٍ ، وَالْخَوْفٍ يَكُونُ بِوَجْهَيْنِ : إِمَّا مِنَ الْعَدُوِّ فَيَتَّخِذُ اللَّيْلُ سِتْرًا مُسْدِلًا ، فَهُوَ مِنْ أَسْتَارِ اللَّهِ تَعَالَى . وَإِمَّا مِنْ خَوْفِ الْمَشَقَّةِ عَلَى الدَّوَابِّ وَالْأَبْدَانِ بِحَرٍّ أَوْ جَدْبٍ ، فَيُتَّخَذُ السُّرَى مَصْلَحَةً مِنْ ذَلِكَ . وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْرِي وَيُدْلِجُ وَمُتَرَفِّقُ وَيَسْتَعْجِلُ ، بِحَسْبِ الْحَاجَةِ وَمَا تَقْتَضِيهِ
[ ص: 127 ] الْمَصْلَحَةُ . وَفِي الصَّحِيحِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=831148إِذَا سَافَرْتُمْ فِي الْخِصْبِ فَأَعْطُوا الْإِبِلَ حَظَّهَا مِنَ الْأَرْضِ وَإِذَا سَافَرْتُمْ فِي السَّنَةِ فَبَادِرُوا بِهَا نِقْيِهَا . وَقَدْ مَضَى فِي أَوَّلِ " النَّحْلِ " ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ .