قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=28فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة بل ضلوا عنهم وذلك إفكهم وما كانوا يفترون .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=28فلولا نصرهم لولا بمعنى هلا ، أي : هلا نصرهم آلهتهم التي تقربوا بها بزعمهم إلى الله لتشفع لهم حيث قالوا : هؤلاء شفعاؤنا عند الله ومنعتهم من الهلاك الواقع بهم . قال
الكسائي : القربان كل ما يتقرب به إلى الله تعالى من طاعة ونسيكة ، والجمع قرابين ، كالرهبان والرهابين . وأحد مفعولي اتخذ الراجع إلى الذين المحذوف ، والثاني آلهة وقربانا حال ، ولا يصح أن يكون قربانا مفعولا ثانيا . وآلهة بدل منه لفساد المعنى ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري . وقرئ ( قربانا ) بضم الراء .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=28بل ضلوا عنهم أي هلكوا عنهم . وقيل :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=28بل ضلوا عنهم أي : ضلت عنهم آلهتهم لأنها لم يصبها ما أصابهم ، إذ هي جماد . وقيل : ضلوا عنهم ، أي : تركوا الأصنام وتبرءوا منها .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=28وذلك إفكهم أي والآلهة التي ضلت عنهم هي إفكهم في قولهم : إنها تقربهم إلى الله زلفى . وقراءة العامة إفكهم بكسر الهمزة وسكون الفاء ، أي : كذبهم . والإفك : الكذب ، وكذلك الأفيكة ، والجمع الأفائك . ورجل أفاك أي : كذاب . وقرأ
ابن عباس ومجاهد وابن الزبير ( وذلك أفكهم ) بفتح الهمزة والفاء والكاف ، على الفعل ، أي : ذلك القول صرفهم عن التوحيد . والأفك ( بالفتح ) مصدر قولك : أفكه يأفكه أفكا ، أي : قلبه وصرفه عن الشيء . وقرأ
عكرمة ( أفكهم ) بتشديد الفاء على التأكيد والتكثير . قال
أبو حاتم : يعني قلبهم عما كانوا عليه من النعيم . وذكر
المهدوي عن
ابن عباس أيضا ( آفكهم ) بالمد وكسر الفاء ، بمعنى صارفهم . وعن
عبد الله بن الزبير باختلاف عنه ( آفكهم ) بالمد ، فجاز أن يكون أفعلهم ، أي : أصارهم إلى الإفك . وجاز أن يكون فاعلهم كخادعهم . ودليل قراءة العامة إفكهم قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=28وما كانوا يفترون [ ص: 195 ] أي يكذبون . وقيل : ( أفكهم ) مثل ( أفكهم ) الإفك والأفك كالحذر والحذر ، قاله
المهدوي .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=28فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ قُرْبَانًا آلِهَةً بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=28فَلَوْلَا نَصَرَهُمُ لَوْلَا بِمَعْنَى هَلَّا ، أَيْ : هَلَّا نَصَرَهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي تَقَرَّبُوا بِهَا بِزَعْمِهِمْ إِلَى اللَّهِ لِتَشْفَعَ لَهُمْ حَيْثُ قَالُوا : هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَنَعَتْهُمْ مِنَ الْهَلَاكِ الْوَاقِعِ بِهِمْ . قَالَ
الْكِسَائِيُّ : الْقُرْبَانُ كُلُّ مَا يُتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى مِنْ طَاعَةٍ وَنَسِيكَةٍ ، وَالْجَمْعُ قَرَابِينَ ، كَالرُّهْبَانِ وَالرَّهَابِينَ . وَأَحَدُ مَفْعُولَيِ اتَّخَذَ الرَّاجِعُ إِلَى الَّذِينَ الْمَحْذُوفِ ، وَالثَّانِي آلِهَةً وَقُرْبَانًا حَالٌ ، وَلَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَ قُرْبَانًا مَفْعُولًا ثَانِيًا . وَآلِهَةً بَدَلٌ مِنْهُ لِفَسَادِ الْمَعْنَى ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزَّمَخْشَرِيُّ . وَقُرِئَ ( قُرُبَانًا ) بِضَمِّ الرَّاءِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=28بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ أَيْ هَلَكُوا عَنْهُمْ . وَقِيلَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=28بَلْ ضَلُّوا عَنْهُمْ أَيْ : ضَلَّتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمْ لِأَنَّهَا لَمْ يُصِبْهَا مَا أَصَابَهُمْ ، إِذْ هِيَ جَمَادٌ . وَقِيلَ : ضَلُّوا عَنْهُمْ ، أَيْ : تَرَكُوا الْأَصْنَامَ وَتَبَرَّءُوا مِنْهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=28وَذَلِكَ إِفْكُهُمْ أَيْ وَالْآلِهَةُ الَّتِي ضَلَّتْ عَنْهُمْ هِيَ إِفْكُهُمْ فِي قَوْلِهِمْ : إِنَّهَا تُقَرِّبُهُمْ إِلَى اللَّهِ زُلْفَى . وَقِرَاءَةُ الْعَامَّةِ إِفْكُهُمْ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْفَاءِ ، أَيْ : كَذِبُهُمْ . وَالْإِفْكُ : الْكَذِبُ ، وَكَذَلِكَ الْأَفِيكَةُ ، وَالْجَمْعُ الْأَفَائِكُ . وَرَجُلٌ أَفَّاكٌ أَيْ : كَذَّابٌ . وَقَرَأَ
ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وَابْنُ الزُّبَيْرِ ( وَذَلِكَ أَفَكَهُمْ ) بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَالْفَاءِ وَالْكَافِ ، عَلَى الْفِعْلِ ، أَيْ : ذَلِكَ الْقَوْلُ صَرَفَهُمْ عَنِ التَّوْحِيدِ . وَالْأَفْكُ ( بِالْفَتْحِ ) مَصْدَرُ قَوْلِكَ : أَفَكَهُ يَأْفِكُهُ أَفْكًا ، أَيْ : قَلَبَهُ وَصَرَفَهُ عَنِ الشَّيْءِ . وَقَرَأَ
عِكْرِمَةُ ( أَفَّكَهُمْ ) بِتَشْدِيدِ الْفَاءِ عَلَى التَّأْكِيدِ وَالتَّكْثِيرِ . قَالَ
أَبُو حَاتِمٍ : يَعْنِي قَلَبَهُمْ عَمَّا كَانُوا عَلَيْهِ مِنَ النَّعِيمِ . وَذَكَرَ
الْمَهْدَوِيُّ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا ( آفِكَهُمْ ) بِالْمَدِّ وَكَسْرِ الْفَاءِ ، بِمَعْنَى صَارِفَهُمْ . وَعَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ بِاخْتِلَافٍ عَنْهُ ( آفَكَهُمْ ) بِالْمَدِّ ، فَجَازَ أَنْ يَكُونَ أَفْعَلَهُمْ ، أَيْ : أَصَارَهُمْ إِلَى الْإِفْكِ . وَجَازَ أَنْ يَكُونَ فَاعَلَهُمْ كَخَادَعَهُمْ . وَدَلِيلُ قِرَاءَةِ الْعَامَّةِ إِفْكُهُمْ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=28وَمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ [ ص: 195 ] أَيْ يَكْذِبُونَ . وَقِيلَ : ( أَفْكُهُمْ ) مِثْلُ ( أَفَكَهُمْ ) الْإِفْكُ وَالْأَفَكُ كَالْحِذْرِ وَالْحَذَرِ ، قَالَهُ
الْمَهْدَوِيُّ .