قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما .
قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات أي بإيصال الهموم إليهم بسبب علو كلمة المسلمين ، وبأن يسلط النبي - عليه السلام - قتلا وأسرا واسترقاقا .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6الظانين بالله ظن السوء يعني ظنهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يرجع إلى
المدينة ، ولا أحد من أصحابه حين خرج إلى
الحديبية ، وأن المشركين يستأصلونهم . كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12بل ظننتم أن لن ينقلب الرسول والمؤمنون إلى أهليهم أبدا . وقال
الخليل nindex.php?page=showalam&ids=16076وسيبويه : السوء هنا الفساد .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6عليهم دائرة السوء في الدنيا بالقتل والسبي والأسر ، وفي الآخرة جهنم . وقرأ
ابن كثير وأبو عمرو ( دائرة السوء ) بالضم . وفتح الباقون . قال
الجوهري : ساءه يسوءه سوءا ( بالفتح )
[ ص: 243 ] ومساءة ومساية ، نقيض سره ، والاسم السوء ( بالضم ) . وقرئ ( عليهم دائرة السوء ) يعني الهزيمة والشر . ومن فتح فهو من المساءة .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما دليل على كفرهم لأن
nindex.php?page=treesubj&link=29697الله تعالى لا يغضب إلا على كافر خارج عن الإيمان تقدم في غير موضع جميعه ، والحمد لله . وقيل : لما جرى صلح
الحديبية قال
ابن أبي : أيظن
محمد أنه إذا صالح أهل
مكة أو فتحها لا يبقى له عدو ، فأين
فارس والروم فبين الله - عز وجل - أن جنود السماوات والأرض أكثر من
فارس والروم . وقيل : يدخل فيه جميع المخلوقات . وقال
ابن عباس :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4ولله جنود السماوات الملائكة . وجنود الأرض المؤمنون . وأعاد لأن الذي سبق عقيب ذكر المشركين من
قريش ، وهذا عقيب ذكر المنافقين وسائر المشركين . والمراد في الموضعين التخويف والتهديد . فلو أراد إهلاك المنافقين والمشركين لم يعجزه ذلك ، ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا .
قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ أَيْ بِإِيصَالِ الْهُمُومِ إِلَيْهِمْ بِسَبَبِ عُلُوِّ كَلِمَةِ الْمُسْلِمِينَ ، وَبِأَنْ يُسَلِّطَ النَّبِيَّ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَتْلًا وَأَسْرًا وَاسْتِرْقَاقًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ يَعْنِي ظَنَّهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يَرْجِعُ إِلَى
الْمَدِينَةِ ، وَلَا أَحَدَ مِنْ أَصْحَابِهِ حِينَ خَرَجَ إِلَى
الْحُدَيْبِيَةِ ، وَأَنَّ الْمُشْرِكِينَ يَسْتَأْصِلُونَهُمْ . كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=12بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَدًا . وَقَالَ
الْخَلِيلُ nindex.php?page=showalam&ids=16076وَسِيبَوَيْهِ : السَّوْءُ هُنَا الْفَسَادُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ فِي الدُّنْيَا بِالْقَتْلِ وَالسَّبْيِ وَالْأَسْرِ ، وَفِي الْآخِرَةِ جَهَنَّمُ . وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ وَأَبُو عَمْرٍو ( دَائِرَةُ السُّوءِ ) بِالضَّمِّ . وَفَتَحَ الْبَاقُونَ . قَالَ
الْجَوْهَرِيُّ : سَاءَهُ يَسُوءُهُ سَوْءًا ( بِالْفَتْحِ )
[ ص: 243 ] وَمَسَاءَةً وَمَسَايَةً ، نَقِيضُ سَرَّهُ ، وَالِاسْمُ السُّوءُ ( بِالضَّمِّ ) . وَقُرِئَ ( عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السُّوءِ ) يَعْنِي الْهَزِيمَةَ وَالشَّرَّ . وَمَنْ فَتَحَ فَهُوَ مِنَ الْمَسَاءَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=6وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا دَلِيلٌ عَلَى كُفْرِهِمْ لِأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29697اللَّهَ تَعَالَى لَا يَغْضَبُ إِلَّا عَلَى كَافِرٍ خَارِجٍ عَنِ الْإِيمَانِ تَقَدَّمَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ جَمِيعُهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ . وَقِيلَ : لَمَّا جَرَى صُلْحُ
الْحُدَيْبِيَةِ قَالَ
ابْنُ أُبَيٍّ : أَيَظُنُّ
مُحَمَّدٌ أَنَّهُ إِذَا صَالَحَ أَهْلَ
مَكَّةَ أَوْ فَتَحَهَا لَا يَبْقَى لَهُ عَدُوٌّ ، فَأَيْنَ
فَارِسُ وَالرُّومُ فَبَيَّنَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنَّ جُنُودَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْثَرُ مِنْ
فَارِسَ وَالرُّومِ . وَقِيلَ : يَدْخُلُ فِيهِ جَمِيعُ الْمَخْلُوقَاتِ . وَقَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ :
nindex.php?page=tafseer&surano=48&ayano=4وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ الْمَلَائِكَةُ . وَجُنُودُ الْأَرْضِ الْمُؤْمِنُونَ . وَأَعَادَ لِأَنَّ الَّذِي سَبَقَ عُقَيْبَ ذِكْرِ الْمُشْرِكِينَ مِنْ
قُرَيْشٍ ، وَهَذَا عُقَيْبُ ذِكْرِ الْمُنَافِقِينَ وَسَائِرِ الْمُشْرِكِينَ . وَالْمُرَادُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ التَّخْوِيفُ وَالتَّهْدِيدُ . فَلَوْ أَرَادَ إِهْلَاكَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُشْرِكِينَ لَمْ يُعْجِزْهُ ذَلِكَ ، وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى .