قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=72حور مقصورات في الخيام فبأي آلاء ربكما تكذبان لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان فبأي آلاء ربكما تكذبان nindex.php?page=treesubj&link=29026قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=72حور مقصورات في الخيام حور جمع حوراء ، وهي الشديدة
[ ص: 171 ] بياض العين الشديدة سوادها وقد تقدم . مقصورات : محبوسات مستورات في الخيام في الحجال لسن بالطوافات في الطرق ؛ قاله
ابن عباس . وقال
عمر رضي الله عنه : الخيمة درة مجوفة ، وقاله
ابن عباس وقال : هي فرسخ في فرسخ لها أربعة آلاف مصراع من ذهب . وقال
الترمذي الحكيم أبو عبد الله في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=72حور مقصورات في الخيام : بلغنا في الرواية أن سحابة أمطرت من العرش فخلقت الحور من قطرات الرحمة ، ثم ضرب على كل واحدة منهن خيمة على شاطئ الأنهار سعتها أربعون ميلا وليس لها باب ، حتى إذا دخل ولي الله الجنة انصدعت الخيمة عن باب ليعلم ولي الله أن أبصار المخلوقين من الملائكة والخدم لم تأخذها ، فهي مقصورة قد قصر بها عن أبصار المخلوقين . والله أعلم .
وقال في الأوليين :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=56فيهن قاصرات الطرف قصرن طرفهن على الأزواج ولم يذكر أنهن مقصورات ، فدل على أن المقصورات أعلى وأفضل . وقال
مجاهد : مقصورات قد قصرن على أزواجهن فلا يردن بدلا منهم . وفي الصحاح : وقصرت الشيء أقصره قصرا حبسته ، ومنه مقصورة الجامع ، وقصرت الشيء على كذا إذا لم تجاوز إلى غيره ، وامرأة قصيرة وقصورة أي مقصورة في البيت لا تترك أن تخرج ، قال
كثير :
وأنت التي حببت كل قصيرة إلي وما تدري بذاك القصائر عنيت قصيرات الحجال ولم أرد
قصار الخطا شر النساء البحاتر
وأنشده
الفراء " قصورة " ، ذكره
ابن السكيت . وروى
أنس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
مررت ليلة أسري بي في الجنة بنهر حافتاه قباب المرجان فنوديت منه : السلام عليك يا رسول الله فقلت : يا جبريل من هؤلاء قال : هؤلاء جوار من الحور العين استأذن ربهن في أن يسلمن عليك فأذن لهن فقلن : نحن الخالدات فلا نموت أبدا ونحن الناعمات فلا نبؤس أبدا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدا أزواج رجال كرام ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=72حور مقصورات في الخيام أي محبوسات حبس صيانة وتكرمة . وروي
عن nindex.php?page=showalam&ids=10382أسماء بنت يزيد الأشهلية أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، إنا معشر النساء محصورات مقصورات ، قواعد بيوتكم وحوامل أولادكم ، فهل نشارككم في الأجر ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : نعم ، إذا أحسنتن تبعل أزواجكن وطلبتن مرضاتهم .
[ ص: 172 ] قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=74لم يطمثهن أي لم يمسسهن على ما تقدم قبل . وقراءة العامة " يطمثهن " بكسر الميم . وقرأ
أبو حيوة الشامي nindex.php?page=showalam&ids=16258وطلحة بن مصرف nindex.php?page=showalam&ids=13723والأعرج والشيرازي عن
الكسائي بضم الميم في الحرفين . وكان
الكسائي يكسر إحداهما ويضم الأخرى ويخير في ذلك ، فإذا رفع الأولى كسر الثانية وإذا كسر الأولى رفع الثانية . وهي قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق السبيعي . قال
أبو إسحاق : كنت أصلي خلف أصحاب
علي فيرفعون الميم ، وكنت أصلي خلف أصحاب
عبد الله فيكسرونها ، فاستعمل
الكسائي الأثرين . وهما لغتان طمث وطمث مثل يعرشون ويعكفون ، فمن ضم فللجمع بين اللغتين ، ومن كسر فلأنها اللغة السائرة . وإنما أعاد قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=74لم يطمثهن ليبين أن صفة الحور المقصورات في الخيام كصفة الحور القاصرات الطرف . يقول : إذا قصرن كانت لهن الخيام في تلك الحال .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=72حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ nindex.php?page=treesubj&link=29026قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=72حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ حُورٌ جَمْعُ حَوْرَاءَ ، وَهِيَ الشَّدِيدَةُ
[ ص: 171 ] بَيَاضَ الْعَيْنِ الشَّدِيدَةُ سَوَادَهَا وَقَدْ تَقَدَّمَ . مَقْصُورَاتٌ : مَحْبُوسَاتٌ مَسْتُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ فِي الْحِجَالِ لَسْنَ بِالطَّوَّافَاتِ فِي الطُّرُقِ ؛ قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ . وَقَالَ
عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : الْخَيْمَةُ دُرَّةٌ مُجَوَّفَةٌ ، وَقَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَالَ : هِيَ فَرْسَخٌ فِي فَرْسَخٍ لَهَا أَرْبَعَةُ آلَافِ مِصْرَاعٍ مِنْ ذَهَبٍ . وَقَالَ
التِّرْمِذِيُّ الْحَكِيمُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=72حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ : بَلَغَنَا فِي الرِّوَايَةِ أَنَّ سَحَابَةً أَمْطَرَتْ مِنَ الْعَرْشِ فَخُلِقَتِ الْحُورُ مِنْ قَطَرَاتِ الرَّحْمَةِ ، ثُمَّ ضُرِبَ عَلَى كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ خَيْمَةٌ عَلَى شَاطِئِ الْأَنْهَارِ سَعَتُهَا أَرْبَعُونَ مِيلًا وَلَيْسَ لَهَا بَابٌ ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ وَلِيُّ اللَّهِ الْجَنَّةَ انْصَدَعَتِ الْخَيْمَةُ عَنْ بَابٍ لِيَعْلَمَ وَلِيُّ اللَّهِ أَنَّ أَبْصَارَ الْمَخْلُوقِينَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَالْخَدَمِ لَمْ تَأْخُذْهَا ، فَهِيَ مَقْصُورَةٌ قَدْ قُصِرَ بِهَا عَنْ أَبْصَارِ الْمَخْلُوقِينَ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَالَ فِي الْأُولَيَيْنِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=56فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ قَصَرْنَ طَرْفَهُنَّ عَلَى الْأَزْوَاجِ وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَّهُنَّ مَقْصُورَاتٌ ، فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْمَقْصُورَاتِ أَعْلَى وَأَفْضَلُ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : مَقْصُورَاتٌ قَدْ قُصِرْنَ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ فَلَا يُرِدْنَ بَدَلًا مِنْهُمْ . وَفِي الصِّحَاحِ : وَقَصَرْتُ الشَّيْءَ أَقْصُرُهُ قَصْرًا حَبَسْتُهُ ، وَمِنْهُ مَقْصُورَةُ الْجَامِعِ ، وَقَصَرْتُ الشَّيْءَ عَلَى كَذَا إِذَا لَمْ تُجَاوِزْ إِلَى غَيْرِهِ ، وَامْرَأَةٌ قَصِيرَةٌ وَقَصُورَةٌ أَيْ مَقْصُورَةٌ فِي الْبَيْتِ لَا تُتْرَكُ أَنْ تَخْرُجَ ، قَالَ
كُثَيِّرٌ :
وَأَنْتِ الَّتِي حَبَّبْتِ كُلَّ قَصِيرَةٍ إِلَيَّ وَمَا تَدْرِي بِذَاكَ الْقَصَائِرُ عَنَيْتُ قَصِيرَاتِ الْحِجَالِ وَلَمْ أُرِدْ
قِصَارَ الْخُطَا شَرُّ النِّسَاءِ الْبَحَاتِرُ
وَأَنْشَدَهُ
الْفَرَّاءُ " قَصُورَةٍ " ، ذَكَرَهُ
ابْنُ السِّكِّيتِ . وَرَوَى
أَنَسٌ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فِي الْجَنَّةِ بِنَهَرٍ حَافَّتَاهُ قِبَابُ الْمَرْجَانِ فَنُودِيتُ مِنْهُ : السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَؤُلَاءِ قَالَ : هَؤُلَاءِ جَوَارٍ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ اسْتَأْذَنَّ رَبَّهُنَّ فِي أَنْ يُسَلِّمْنَ عَلَيْكَ فَأَذِنَ لَهُنَّ فَقُلْنَ : نَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلَا نَمُوتُ أَبَدًا وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلَا نَبْؤُسُ أَبَدًا وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلَا نَسْخَطُ أَبَدًا أَزْوَاجُ رِجَالٍ كِرَامٍ ثُمَّ قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=72حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ أَيْ مَحْبُوسَاتٌ حَبْسُ صِيَانَةٍ وَتَكْرِمَةٍ . وَرُوِيَ
عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=10382أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ الْأَشْهَلِيَّةِ أَنَّهَا أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا مَعْشَرَ النِّسَاءِ مَحْصُورَاتٌ مَقْصُورَاتٌ ، قَوَاعِدُ بُيُوتِكُمْ وَحَوَامِلُ أَوْلَادِكُمْ ، فَهَلْ نُشَارِكُكُمْ فِي الْأَجْرِ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : نَعَمْ ، إِذَا أَحْسَنْتُنَّ تَبَعُّلَ أَزْوَاجَكُنَّ وَطَلَبْتُنَّ مَرْضَاتَهُمْ .
[ ص: 172 ] قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=74لَمْ يَطْمِثْهُنَّ أَيْ لَمْ يَمْسَسْهُنَّ عَلَى مَا تَقَدَّمَ قَبْلُ . وَقِرَاءَةُ الْعَامَّةِ " يَطْمِثْهُنَّ " بِكَسْرِ الْمِيمِ . وَقَرَأَ
أَبُو حَيْوَةَ الشَّامِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=16258وَطَلْحَةُ بْنُ مُصَرِّفٍ nindex.php?page=showalam&ids=13723وَالْأَعْرَجُ وَالشِّيرَازِيُّ عَنِ
الْكِسَائِيِّ بِضَمِّ الْمِيمِ فِي الْحَرْفَيْنِ . وَكَانَ
الْكِسَائِيُّ يَكْسِرُ إِحْدَاهُمَا وَيَضُمُّ الْأُخْرَى وَيُخَيِّرُ فِي ذَلِكَ ، فَإِذَا رَفَعَ الْأُولَى كَسَرَ الثَّانِيَةَ وَإِذَا كَسَرَ الْأُولَى رَفَعَ الثَّانِيَةَ . وَهِيَ قِرَاءَةُ
nindex.php?page=showalam&ids=11813أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ . قَالَ
أَبُو إِسْحَاقَ : كُنْتُ أُصَلِّي خَلْفَ أَصْحَابِ
عَلِيٍّ فَيَرْفَعُونَ الْمِيمَ ، وَكُنْتُ أُصَلِّي خَلْفَ أَصْحَابِ
عَبْدِ اللَّهِ فَيَكْسِرُونَهَا ، فَاسْتَعْمَلَ
الْكِسَائِيُّ الْأَثَرَيْنِ . وَهُمَا لُغَتَانِ طَمُثَ وَطَمِثَ مِثْلُ يَعْرُشُونَ وَيَعْكِفُونَ ، فَمَنْ ضَمَّ فَلِلْجَمْعِ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ ، وَمَنْ كَسَرَ فَلِأَنَّهَا اللُّغَةُ السَّائِرَةُ . وَإِنَّمَا أَعَادَ قَوْلَهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=74لَمْ يَطْمِثْهُنَّ لِيُبَيِّنَ أَنَّ صِفَةَ الْحُورِ الْمَقْصُورَاتِ فِي الْخِيَامِ كَصِفَةِ الْحُورِ الْقَاصِرَاتِ الطَّرْفِ . يَقُولُ : إِذَا قُصِرْنَ كَانَتْ لَهُنَّ الْخِيَامُ فِي تِلْكَ الْحَالِ .