قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6لقد كان لكم فيهم أي في
إبراهيم ومن معه من الأنبياء والأولياء .
" أسوة حسنة " أي في التبرؤ من الكفار . وقيل : كرر للتأكيد . وقيل : نزل الثاني بعد الأول بمدة ; وما أكثر المكررات في القرآن على هذا الوجه .
" ومن يتول " أي عن الإسلام وقبول هذه المواعظ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6فإن الله هو الغني أي لم يتعبدهم لحاجته إليهم .
" الحميد " في نفسه وصفاته . ولما نزلت عادى المسلمون أقرباءهم من المشركين فعلم الله شدة وجد المسلمين في ذلك فنزلت
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=7عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة وهذا بأن يسلم الكافر . وقد أسلم قوم منهم بعد فتح
مكة وخالطهم المسلمون ;
nindex.php?page=showalam&ids=12026كأبي سفيان بن حرب ،
nindex.php?page=showalam&ids=14062والحارث بن هشام ،
nindex.php?page=showalam&ids=3795وسهيل بن عمرو ،
nindex.php?page=showalam&ids=137وحكيم بن حزام . وقيل : المودة تزويج النبي صلى الله عليه وسلم
أم حبيبة بنت أبي سفيان ; فلانت عند ذلك عريكة
أبي سفيان ، واسترخت شكيمته في العداوة . قال
ابن عباس :
كانت المودة بعد الفتح تزويج النبي صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان ; وكانت تحت عبد الله بن جحش ، وكانت هي وزوجها من مهاجرة الحبشة . فأما زوجها فتنصر وسألها أن تتابعه على دينه فأبت وصبرت على دينها ، ومات زوجها على النصرانية . فبعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي فخطبها ; فقال النجاشي لأصحابه : من أولاكم بها ؟ قالوا : nindex.php?page=showalam&ids=2467خالد بن سعيد بن العاص . قال : فزوجها من نبيكم . ففعل ; وأمهرها النجاشي من عنده أربعمائة دينار . وقيل : خطبها النبي صلى الله عليه وسلم إلى
عثمان بن عفان ، فلما زوجه إياها بعث إلى النجاشي فيها ; فساق عنه المهر وبعث بها إليه . فقال
أبو سفيان وهو مشرك لما بلغه تزويج النبي صلى الله عليه وسلم ابنته : ذلك
[ ص: 53 ] الفحل لا يقدع أنفه . " يقدع " بالدال غير المعجمة ; يقال : هذا فحل لا يقدع أنفه ; أي لا يضرب أنفه . وذلك إذا كان كريما .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أَيْ فِي
إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْلِيَاءِ .
" أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ " أَيْ فِي التَّبَرُّؤِ مِنَ الْكُفَّارِ . وَقِيلَ : كُرِّرَ لِلتَّأْكِيدِ . وَقِيلَ : نَزَلَ الثَّانِي بَعْدَ الْأَوَّلِ بِمُدَّةٍ ; وَمَا أَكْثَرُ الْمُكَرَّرَاتِ فِي الْقُرْآنِ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ .
" وَمَنْ يَتَوَلَّ " أَيْ عَنِ الْإِسْلَامِ وَقَبُولِ هَذِهِ الْمَوَاعِظِ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=6فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ أَيْ لَمْ يَتَعَبَّدْهُمْ لِحَاجَتِهِ إِلَيْهِمْ .
" الْحَمِيدُ " فِي نَفْسِهِ وَصِفَاتِهِ . وَلَمَّا نَزَلَتْ عَادَى الْمُسْلِمُونَ أَقْرِبَاءَهُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَعَلِمَ اللَّهُ شِدَّةَ وَجْدِ الْمُسْلِمِينَ فِي ذَلِكَ فَنَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=7عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَهَذَا بِأَنْ يُسْلِمَ الْكَافِرُ . وَقَدْ أَسْلَمَ قَوْمٌ مِنْهُمْ بَعْدَ فَتْحِ
مَكَّةَ وَخَالَطَهُمُ الْمُسْلِمُونَ ;
nindex.php?page=showalam&ids=12026كَأَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14062وَالْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=3795وَسُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو ،
nindex.php?page=showalam&ids=137وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ . وَقِيلَ : الْمَوَدَّةُ تَزْوِيجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ ; فَلَانَتْ عِنْدَ ذَلِكَ عَرِيكَةُ
أَبِي سُفْيَانَ ، وَاسْتَرْخَتْ شَكِيمَتُهُ فِي الْعَدَاوَةِ . قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ :
كَانَتِ الْمَوَدَّةُ بَعْدَ الْفَتْحِ تَزْوِيجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ ; وَكَانَتْ تَحْتَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ ، وَكَانَتْ هِيَ وَزَوْجُهَا مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ . فَأَمَّا زَوْجُهَا فَتَنَصَّرَ وَسَأَلَهَا أَنْ تُتَابِعَهُ عَلَى دِينِهِ فَأَبَتْ وَصَبَرَتْ عَلَى دِينِهَا ، وَمَاتَ زَوْجُهَا عَلَى النَّصْرَانِيَّةِ . فَبَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّجَاشِيِّ فَخَطَبَهَا ; فَقَالَ النَّجَاشِيُّ لِأَصْحَابِهِ : مَنْ أَوْلَاكُمْ بِهَا ؟ قَالُوا : nindex.php?page=showalam&ids=2467خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ . قَالَ : فَزَوِّجْهَا مِنْ نَبِيِّكُمْ . فَفَعَلَ ; وَأَمْهَرَهَا النَّجَاشِيُّ مِنْ عِنْدِهِ أَرْبَعَمِائَةِ دِينَارٍ . وَقِيلَ : خَطَبَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى
عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، فَلَمَّا زَوَّجَهُ إِيَّاهَا بَعَثَ إِلَى النَّجَاشِيِّ فِيهَا ; فَسَاقَ عَنْهُ الْمَهْرَ وَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ . فَقَالَ
أَبُو سُفْيَانَ وَهُوَ مُشْرِكٌ لَمَّا بَلَغَهُ تَزْوِيجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنَتَهُ : ذَلِكَ
[ ص: 53 ] الْفَحْلُ لَا يُقْدَعُ أَنْفُهُ . " يُقْدَعُ " بِالدَّالِ غَيْرِ الْمُعْجَمَةِ ; يُقَالُ : هَذَا فَحْلٌ لَا يُقْدَعُ أَنْفُهُ ; أَيْ لَا يُضْرَبُ أَنْفُهُ . وَذَلِكَ إِذَا كَانَ كَرِيمًا .