قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=6ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا فكفروا وتولوا واستغنى الله والله غني حميد
قوله تعالى : ذلك أي هذا العذاب لهم بكفرهم بالرسل تأتيهم
" بالبينات " أي بالدلائل الواضحة .
فقالوا : أبشر يهدوننا أنكروا أن يكون الرسول من البشر . وارتفع " أبشر " على الابتداء . وقيل : بإضمار فعل ، والجمع على معنى بشر ; ولهذا قال : يهدوننا ولم يقل يهدينا . وقد يأتي الواحد بمعنى الجمع فيكون اسما للجنس ; وواحده إنسان لا واحد له من لفظه . وقد يأتي الجمع بمعنى الواحد ; نحو قوله تعالى : ما هذا بشرا .
[ ص: 126 ] " فكفروا " أي بهذا القول ; إذ قالوه استصغارا ولم يعلموا أن الله يبعث من يشاء إلى عباده . وقيل : كفروا بالرسل وتولوا عن البرهان وأعرضوا عن الإيمان والموعظة .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=6واستغنى الله أي بسلطانه عن طاعة عباده ; قاله
مقاتل . وقيل : استغنى الله بما أظهره لهم من البرهان وأوضحه لهم من البيان ، عن زيادة تدعو إلى الرشد وتقود إلى الهداية .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=6ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ
قَوْلُهُ تَعَالَى : ذَلِكَ أَيْ هَذَا الْعَذَابُ لَهُمْ بِكُفْرِهِمْ بِالرُّسُلِ تَأْتِيهِمْ
" بِالْبَيِّنَاتِ " أَيْ بِالدَّلَائِلِ الْوَاضِحَةِ .
فَقَالُوا : أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا أَنْكَرُوا أَنْ يَكُونَ الرَّسُولُ مِنَ الْبَشَرِ . وَارْتَفَعَ " أَبَشَرٌ " عَلَى الِابْتِدَاءِ . وَقِيلَ : بِإِضْمَارِ فِعْلٍ ، وَالْجَمْعُ عَلَى مَعْنَى بَشَرٍ ; وَلِهَذَا قَالَ : يَهْدُونَنَا وَلَمْ يَقُلْ يَهْدِينَا . وَقَدْ يَأْتِي الْوَاحِدُ بِمَعْنَى الْجَمْعِ فَيَكُونُ اسْمًا لِلْجِنْسِ ; وَوَاحِدَهُ إِنْسَانٌ لَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ . وَقَدْ يَأْتِي الْجَمْعُ بِمَعْنَى الْوَاحِدِ ; نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى : مَا هَذَا بَشَرًا .
[ ص: 126 ] " فَكَفَرُوا " أَيْ بِهَذَا الْقَوْلِ ; إِذْ قَالُوهُ اسْتِصْغَارًا وَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ يَشَاءُ إِلَى عِبَادِهِ . وَقِيلَ : كَفَرُوا بِالرُّسُلِ وَتَوَلَّوْا عَنِ الْبُرْهَانِ وَأَعْرَضُوا عَنِ الْإِيمَانِ وَالْمَوْعِظَةِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=64&ayano=6وَاسْتَغْنَى اللَّهُ أَيْ بِسُلْطَانِهِ عَنْ طَاعَةِ عِبَادِهِ ; قَالَهُ
مُقَاتِلٌ . وَقِيلَ : اسْتَغْنَى اللَّهُ بِمَا أَظْهَرَهُ لَهُمْ مِنَ الْبُرْهَانِ وَأَوْضَحَهُ لَهُمْ مِنَ الْبَيَانِ ، عَنْ زِيَادَةٍ تَدْعُو إِلَى الرُّشْدِ وَتَقُودُ إِلَى الْهِدَايَةِ .