قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=5أيحسب أن لن يقدر عليه أحد يقول أهلكت مالا لبدا أيحسب أن لم يره أحد ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين nindex.php?page=treesubj&link=29061قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=5أيحسب أن لن يقدر عليه أحد أي أيظن ابن آدم أن لن يعاقبه الله - عز وجل - يقول أهلكت أي أنفقت . مالا لبدا أي كثيرا مجتمعا .
أيحسب أي أيظن . أن لم يره أي أن لم يعاينه أحد بل علم الله - عز وجل - ذلك منه ، فكان كاذبا في قوله : أهلكت ولم يكن أنفقه . وروى
nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة قال : يوقف العبد ، فيقال ماذا عملت في المال الذي رزقتك ؟ فيقول : أنفقته وزكيته . فيقال : كأنك إنما فعلت ذلك ليقال سخي ، فقد قيل ذلك . ثم يؤمر به إلى النار . وعن
سعيد عن
قتادة : إنك مسئول عن مالك من أين جمعت ؟ وكيف أنفقت ؟ وعن
ابن عباس قال : كان
أبو الأشدين يقول : أنفقت في عداوة
محمد مالا كثيرا وهو في ذلك كاذب . وقال
مقاتل :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832534نزلت في الحارث بن عامر بن نوفل ، أذنب فاستفتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأمره أن يكفر . فقال : لقد ذهب مالي في الكفارات والنفقات ، منذ دخلت في دين محمد . وهذا القول منه يحتمل أن يكون استطالة بما أنفق ، فيكون طغيانا منه ، أو أسفا عليه ، فيكون ندما منه .
وقرأ
أبو جعفر مالا لبدا بتشديد الباء مفتوحة ، على جمع لابد مثل راكع وركع ، وساجد وسجد ، وشاهد وشهد ، ونحوه . وقرأ
مجاهد وحميد بضم الباء واللام مخففا ، جمع لبود . الباقون بضم اللام وكسرها وفتح الباء مخففا ، جمع لبدة ولبدة ، وهو ما تلبد يريد الكثرة . وقد مضى في سورة ( الجن ) القول فيه .
وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقرأ أيحسب بضم السين في الموضعين . وقال
الحسن : يقول أتلفت مالا كثيرا ، فمن يحاسبني به ، دعني أحسبه . ألم يعلم أن الله قادر على محاسبته ، وأن الله - عز وجل - يرى صنيعه .
ثم عدد عليه نعمه فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=8ألم نجعل له عينين يبصر بهما .
ولسانا ينطق به . وشفتين يستر بهما ثغره . والمعنى : نحن فعلنا ذلك ، ونحن نقدر على أن نبعثه ونحصي عليه ما عمله . وقال
أبو حازم : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "
إن الله تعالى قال : يا ابن آدم ، إن نازعك لسانك فيما حرمت عليك ، فقد أعنتك عليه بطبقين ، فأطبق وإن نازعك بصرك فيما حرمت عليك ، فقد أعنتك عليه بطبقين ، فأطبق وإن نازعك فرجك إلى ما حرمت عليك ، فقد أعنتك عليه بطبقين ، فأطبق " .
[ ص: 58 ] والشفة : أصلها شفهة ، حذفت منها الهاء ، وتصغيرها : شفيهة ، والجمع : شفاه . ويقال : شفهات وشفوات ، والهاء أقيس ، والواو أعم ، تشبيها بالسنوات . وقال
الأزهري : يقال هذه شفة في الوصل وشفه ، بالتاء والهاء . وقال
قتادة : نعم الله ظاهرة ، يقررك بها حتى تشكر .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=5أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ nindex.php?page=treesubj&link=29061قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=5أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ أَيْ أَيَظُنُّ ابْنُ آدَمَ أَنْ لَنْ يُعَاقِبَهُ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ أَهْلَكْتُ أَيْ أَنْفَقْتُ . مَالًا لُبَدًا أَيْ كَثِيرًا مُجْتَمِعًا .
أَيَحْسَبُ أَيْ أَيَظُنُّ . أَنْ لَمْ يَرَهُ أَيْ أَنْ لَمْ يُعَايِنْهُ أَحَدٌ بَلْ عَلِمَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ - ذَلِكَ مِنْهُ ، فَكَانَ كَاذِبًا فِي قَوْلِهِ : أَهْلَكْتُ وَلَمْ يَكُنْ أَنْفَقَهُ . وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ : يُوقَفُ الْعَبْدُ ، فَيُقَالُ مَاذَا عَمِلْتَ فِي الْمَالِ الَّذِي رَزَقْتُكَ ؟ فَيَقُولُ : أَنْفَقْتُهُ وَزَكَّيْتُهُ . فَيُقَالُ : كَأَنَّكَ إِنَّمَا فَعَلْتَ ذَلِكَ لِيُقَالَ سَخِيٌّ ، فَقَدْ قِيلَ ذَلِكَ . ثُمَّ يُؤْمَرُ بِهِ إِلَى النَّارِ . وَعَنْ
سَعِيدٍ عَنْ
قَتَادَةَ : إِنَّكَ مَسْئُولٌ عَنْ مَالِكَ مِنْ أَيْنَ جَمَعْتَ ؟ وَكَيْفَ أَنْفَقْتَ ؟ وَعَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كَانَ
أَبُو الْأَشَدَّيْنِ يَقُولُ : أَنْفَقْتُ فِي عَدَاوَةِ
مُحَمَّدٍ مَالًا كَثِيرًا وَهُوَ فِي ذَلِكَ كَاذِبٌ . وَقَالَ
مُقَاتِلٌ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832534نَزَلَتْ فِي الْحَارِثِ بْنِ عَامِرِ بْنِ نَوْفَلٍ ، أَذْنَبَ فَاسْتَفْتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَمَرَهُ أَنْ يُكَّفِرَ . فَقَالَ : لَقَدْ ذَهَبَ مَالِي فِي الْكَفَّارَاتِ وَالنَّفَقَاتِ ، مُنْذُ دَخَلْتُ فِي دِينِ مُحَمَّدٍ . وَهَذَا الْقَوْلُ مِنْهُ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ اسْتِطَالَةً بِمَا أَنْفَقَ ، فَيَكُونُ طُغْيَانًا مِنْهُ ، أَوْ أَسَفًا عَلَيْهِ ، فَيَكُونُ نَدَمًا مِنْهُ .
وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ مَالًا لُبَّدًا بِتَشْدِيدِ الْبَاءِ مَفْتُوحَةً ، عَلَى جَمْعِ لَابِدٍ مِثْلُ رَاكِعٍ وَرُكَّعٍ ، وَسَاجِدٍ وَسُجَّدٍ ، وَشَاهِدٍ وَشُهَّدٍ ، وَنَحْوِهِ . وَقَرَأَ
مُجَاهِدٌ وَحُمَيْدٌ بِضَمِّ الْبَاءِ وَاللَّامِ مُخَفَّفًا ، جَمْعَ لُبُودٍ . الْبَاقُونَ بِضَمِّ اللَّامِ وَكَسْرِهَا وَفَتْحِ الْبَاءِ مُخَفَّفًا ، جَمْعَ لُبْدَةٍ وَلِبْدَةٍ ، وَهُوَ مَا تَلَبَّدَ يُرِيدُ الْكَثْرَةَ . وَقَدْ مَضَى فِي سُورَةِ ( الْجِنِّ ) الْقَوْلُ فِيهِ .
وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ أَيَحْسُبُ بِضَمِّ السِّينِ فِي الْمَوْضِعَيْنِ . وَقَالَ
الْحَسَنُ : يَقُولُ أَتْلَفْتُ مَالًا كَثِيرًا ، فَمَنْ يُحَاسِبُنِي بِهِ ، دَعْنِي أَحْسِبْهُ . أَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى مُحَاسَبَتِهِ ، وَأَنَّ اللَّهَ - عَزَّ وَجَلَّ - يَرَى صَنِيعَهُ .
ثُمَّ عَدَّدَ عَلَيْهِ نِعَمَهُ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=90&ayano=8أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ يُبْصِرُ بِهِمَا .
وَلِسَانًا يَنْطِقُ بِهِ . وَشَفَتَيْنِ يَسْتُرُ بِهِمَا ثَغْرَهُ . وَالْمَعْنَى : نَحْنُ فَعَلْنَا ذَلِكَ ، وَنَحْنُ نَقْدِرُ عَلَى أَنْ نَبْعَثَهُ وَنُحْصِيَ عَلَيْهِ مَا عَمِلَهُ . وَقَالَ
أَبُو حَازِمٍ : قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : "
إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : يَا ابْنَ آدَمَ ، إِنْ نَازَعَكَ لِسَانُكَ فِيمَا حَرَّمْتُ عَلَيْكَ ، فَقَدْ أَعَنْتُكَ عَلَيْهِ بِطَبَقَيْنِ ، فَأَطْبِقْ وَإِنْ نَازَعَكَ بَصَرُكَ فِيمَا حَرَّمْتُ عَلَيْكَ ، فَقَدْ أَعَنْتُكَ عَلَيْهِ بِطَبَقَيْنِ ، فَأَطْبِقْ وَإِنَّ نَازَعَكَ فَرْجُكَ إِلَى مَا حَرَّمْتُ عَلَيْكَ ، فَقَدْ أَعَنْتُكَ عَلَيْهِ بِطَبَقَيْنِ ، فَأَطْبِقْ " .
[ ص: 58 ] وَالشَّفَةُ : أَصْلُهَا شَفَهَةٌ ، حُذِفَتْ مِنْهَا الْهَاءُ ، وَتَصْغِيرُهَا : شُفَيْهَةٌ ، وَالْجَمْعُ : شِفَاهٌ . وَيُقَالُ : شَفَهَاتٌ وَشَفَواتٌ ، وَالْهَاءُ أَقْيَسُ ، وَالْوَاوُ أَعَمُّ ، تَشْبِيهًا بِالسَّنَوَاتِ . وَقَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : يُقَالُ هَذِهِ شَفَةٌ فِي الْوَصْلِ وَشَفَهٌ ، بِالتَّاءِ وَالْهَاءِ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : نِعَمُ اللَّهِ ظَاهِرَةٌ ، يُقَرِّرُكَ بِهَا حَتَّى تَشْكُرَ .