قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=11وما يغني عنه ماله إذا تردى إن علينا للهدى وإن لنا للآخرة والأولى
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=11وما يغني عنه ماله إذا تردى أي مات . يقال : ردي الرجل يردى ردى : إذا هلك . قال :
صرفت الهوى عنهن من خشية الردى
وقال
أبو صالح وزيد بن أسلم :
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=11إذا تردى : سقط في جهنم ومنه المتردية . ويقال : ردي في البئر وتردى : إذا سقط في بئر ، أو تهور من جبل . يقال : ما أدري أين ردي ؟ أي أين ذهب . وما : يحتمل أن تكون جحدا أي ولا يغني عنه ماله شيئا ويحتمل أن تكون استفهاما معناه التوبيخ أي أي شيء يغني عنه إذا هلك ووقع في جهنم !
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=12إن علينا للهدى [ ص: 77 ] أي إن علينا أن نبين طريق الهدى من طريق الضلالة . فالهدى : بمعنى بيان الأحكام ، قاله
الزجاج . أي على الله البيان ، بيان حلاله وحرامه ، وطاعته ومعصيته قاله
قتادة . وقال
الفراء : من سلك الهدى فعلى الله سبيله لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وعلى الله قصد السبيل يقول : من أراد الله فهو على السبيل القاصد . وقيل : معناه إن علينا للهدى والإضلال ، فترك الإضلال كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26بيدك الخير ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88بيده ملكوت كل شيء . وكما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=81سرابيل تقيكم الحر وهي تقي البرد عن
الفراء أيضا . وقيل : أي إن علينا ثواب هداه الذي هديناه .
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=13وإن لنا للآخرة والأولى ، للآخرة الجنة . والأولى الدنيا . وكذا روى
عطاء عن
ابن عباس . أي الدنيا والآخرة لله تعالى . وروى
أبو صالح عن
ابن عباس قال : ثواب الدنيا والآخرة ، وهو كقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=134من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة فمن طلبهما من غير مالكهما فقد أخطأ الطريق .
قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=11وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=11وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى أَيْ مَاتَ . يُقَالُ : رَدِيَ الرَّجُلُ يَرْدَى رَدًى : إِذَا هَلَكَ . قَالَ :
صَرَفْتُ الْهَوَى عَنْهُنَّ مِنْ خَشْيَةِ الرَّدَى
وَقَالَ
أَبُو صَالِحٍ وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=11إِذَا تَرَدَّى : سَقَطَ فِي جَهَنَّمَ وَمِنْهُ الْمُتَرَدِّيَةُ . وَيُقَالُ : رَدِيَ فِي الْبِئْرِ وَتَرَدَّى : إِذَا سَقَطَ فِي بِئْرٍ ، أَوْ تَهَوَّرَ مِنْ جَبَلٍ . يُقَالُ : مَا أَدْرِي أَيْنَ رَدِيَ ؟ أَيْ أَيْنَ ذَهَبَ . وَمَا : يَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ جَحْدًا أَيْ وَلَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ شَيْئًا وَيَحْتَمِلُ أَنْ تَكُونَ اسْتِفْهَامًا مَعْنَاهُ التَّوْبِيخُ أَيْ أَيُ شَيْءٍ يُغْنِي عَنْهُ إِذَا هَلَكَ وَوَقَعَ فِي جَهَنَّمَ !
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=12إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى [ ص: 77 ] أَيْ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ نُبَيِّنَ طَرِيقَ الْهُدَى مِنْ طَرِيقِ الضَّلَالَةِ . فَالْهُدَى : بِمَعْنَى بَيَانِ الْأَحْكَامِ ، قَالَهُ
الزَّجَّاجُ . أَيْ عَلَى اللَّهِ الْبَيَانُ ، بَيَانُ حَلَالِهِ وَحَرَامِهِ ، وَطَاعَتِهِ وَمَعْصِيَتِهِ قَالَهُ
قَتَادَةُ . وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : مَنْ سَلَكَ الْهُدَى فَعَلَى اللَّهِ سَبِيلُهُ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=9وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ يَقُولُ : مَنْ أَرَادَ اللَّهَ فَهُوَ عَلَى السَّبِيلِ الْقَاصِدِ . وَقِيلَ : مَعْنَاهُ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى وَالْإِضْلَالَ ، فَتَرَكَ الْإِضْلَالَ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=26بِيَدِكَ الْخَيْرُ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=23&ayano=88بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ . وَكَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=81سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَهِيَ تَقِي الْبَرْدَ عَنِ
الْفَرَّاءِ أَيْضًا . وَقِيلَ : أَيْ إِنَّ عَلَيْنَا ثَوَابَ هُدَاهُ الَّذِي هَدَيْنَاهُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=92&ayano=13وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى ، لَلْآخِرَةَ الْجَنَّةُ . وَالْأُولَى الدُّنْيَا . وَكَذَا رَوَى
عَطَاءٌ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ . أَيِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ لِلَّهِ تَعَالَى . وَرَوَى
أَبُو صَالِحٍ عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=134مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَمَنْ طَلَبَهُمَا مِنْ غَيْرِ مَالِكِهِمَا فَقَدْ أَخْطَأَ الطَّرِيقَ .