nindex.php?page=treesubj&link=29070قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
فيه ثلاث مسائل :
الأولى : قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره كان
ابن عباس يقول : من يعمل من الكفار
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7مثقال ذرة خيرا يره في الدنيا ، ولا يثاب عليه في الآخرة ، ومن يعمل مثقال ذرة من شر عوقب عليه في الآخرة ، مع عقاب الشرك ، ومن يعمل مثقال ذرة من شر من المؤمنين يره في الدنيا ، ولا يعاقب عليه في الآخرة إذا مات ، ويتجاوز عنه ، وإن عمل مثقال ذرة من خير يقبل منه ، ويضاعف له في الآخرة . وفي بعض الحديث :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832650 " الذرة لا زنة لها " وهذا مثل ضربه الله تعالى : أنه لا يغفل من عمل ابن آدم صغيرة ولا كبيرة . وهو مثل قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40إن الله لا يظلم مثقال ذرة .
وقد تقدم الكلام هناك في الذر ، وأنه لا وزن له . وذكر بعض أهل اللغة أن الذر : أن يضرب الرجل بيده على الأرض ، فما علق بها من التراب فهو الذر ، وكذا قال
ابن عباس : إذا وضعت يدك على الأرض ورفعتها ، فكل واحد مما لزق به من التراب ذرة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي : فمن يعمل مثقال ذرة من خير من كافر ير ثوابه في الدنيا ، في نفسه وماله وأهله وولده ، حتى يخرج من الدنيا وليس له عند الله خير . ومن يعمل ، مثقال ذرة من شر من مؤمن ، ير عقوبته في الدنيا ، في نفسه وماله وولده وأهله ، حتى يخرج من الدنيا وليس له عند الله شر . دليله ما رواه العلماء الأثبات من حديث
أنس :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832651أن هذه الآية نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر يأكل ، فأمسك وقال : يا رسول الله ، وإنا لنرى ما عملنا من خير وشر ؟ قال : " ما رأيت مما تكره فهو مثاقيل ذر الشر ، ويدخر لكم مثاقيل ذر الخير ، حتى تعطوه يوم القيامة " .
قال
أبو إدريس : إن مصداقه في كتاب الله :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=30وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير . وقال
مقاتل : نزلت في رجلين ، وذلك أنه لما نزل
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=8ويطعمون الطعام على حبه كان أحدهم يأتيه السائل ، فيستقل أن يعطيه التمرة والكسرة والجوزة . وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير ، كالكذبة والغيبة والنظرة ، ويقول : إنما أوعد الله النار على الكبائر ;
[ ص: 135 ] فنزلت ترغبهم في القليل من الخير أن يعطوه ; فإنه يوشك أن يكثر ، ويحذرهم اليسير من الذنب ، فإنه يوشك أن يكثر ; وقاله
سعيد بن جبير . والإثم الصغير في عين صاحبه يوم القيامة أعظم من الجبال ، وجميع محاسنه أقل في عينه من كل شيء .
الثانية : قراءة العامة يره بفتح الياء فيهما . وقرأ
الجحدري والسلمي وعيسى بن عمر وأبان عن
عاصم : يره بضم الياء ; أي يريه الله إياه . والأولى الاختيار ; لقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=30يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا الآية . وسكن الهاء في قوله يره في الموضعين
هشام . وكذلك رواه
الكسائي عن
أبي بكر وأبي حيوة والمغيرة . واختلس
يعقوب nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري والجحدري وشيبة . وأشبع الباقون . وقيل يره أي يرى جزاءه ; لأن ما عمله قد مضى وعدم فلا يرى . وأنشدوا :
إن من يعتدي ويكسب إثما وزن مثقال ذرة سيراه ويجازى بفعله الشر شرا
وبفعل الجميل أيضا جزاه هكذا قوله تبارك ربي
في إذا زلزلت وجل ثناه
الثالثة : قال
ابن مسعود : هذه أحكم آية في القرآن ، وصدق . وقد اتفق العلماء على عموم هذه الآية ; القائلون بالعموم ومن لم يقل به . وروى
كعب الأحبار أنه قال : لقد أنزل الله على
محمد آيتين أحصتا ما في التوراة والإنجيل والزبور والصحف :
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره . قال الشيخ
أبو مدين في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره قال : في الحال قبل المآل . وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسمي هذه الآية الآية الجامعة الفاذة ; كما في الصحيح لما سئل عن الحمر وسكت عن البغال ، والجواب فيهما واحد ; لأن البغل والحمار لا كر فيهما ولا فر ; فلما ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - ما في الخيل من الأجر الدائم ، والثواب المستمر ، سأل السائل عن الحمر ; لأنهم لم يكن عندهم يومئذ بغل ، ولا دخل
الحجاز منها إلا بغلة النبي - صلى الله عليه وسلم - ( الدلدل ) ، التي أهداها له
المقوقس ، فأفتاه في الحمير بعموم الآية ، وإن في الحمار مثاقيل ذر كثيرة ; قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي . وفي الموطأ : أن مسكينا استطعم
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة أم المؤمنين وبين يديها عنب ; فقالت لإنسان : خذ حبة فأعطه إياها . فجعل ينظر إليها ويعجب ; فقالت : أتعجب ! كم ترى في هذه الحبة من مثقال ذرة . وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص : أنه تصدق بتمرتين ، فقبض السائل يده ، فقال للسائل : ويقبل الله منا مثاقيل الذر ، وفي التمرتين مثاقيل ذر كثيرة . وروى
المطلب بن حنطب :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832652أن أعرابيا سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها فقال : يا رسول الله ، [ ص: 136 ] أمثقال ذرة ! قال : " نعم " فقال الأعرابي : واسوأتاه ! مرارا : ثم قام وهو يقولها ; فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لقد دخل قلب الأعرابي الإيمان " .
وقال
الحسن : قدم
صعصعة عم الفرزدق على النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فلما سمع
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فمن يعمل مثقال ذرة الآيات قال : لا أبالي ألا أسمع من القرآن غيرها ، حسبي ، فقد انتهت الموعظة ; ذكره
الثعلبي . ولفظ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي : وروي
nindex.php?page=hadith&LINKID=832653أن صعصعة بن ناجية جد nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستقرئه ، فقرأ عليه هذه الآية ; فقال صعصعة : حسبي حسبي ; إن عملت مثقال ذرة شرا رأيته . وروى
معمر عن
nindex.php?page=showalam&ids=15944زيد بن أسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832654أن رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : علمني مما علمك الله . فدفعه إلى رجل يعلمه ; فعلمه nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=1إذا زلزلت - حتى إذا بلغ - nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قال : حسبي . فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " دعوه فإنه قد فقه " . ويحكى أن أعرابيا أخر خيرا يره فقيل : قدمت وأخرت . فقال :
خذا بطن هرشى أو قفاها فإنه كلا جانبي هرشى لهن طريق
nindex.php?page=treesubj&link=29070قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ
فِيهِ ثَلَاثُ مَسَائِلَ :
الْأُولَى : قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ كَانَ
ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ : مَنْ يَعْمَلْ مِنَ الْكُفَّارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ فِي الدُّنْيَا ، وَلَا يُثَابُ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ شَرٍّ عُوقِبَ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ ، مَعَ عِقَابِ الشِّرْكِ ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ شَرٍّ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَرَهُ فِي الدُّنْيَا ، وَلَا يُعَاقَبُ عَلَيْهِ فِي الْآخِرَةِ إِذَا مَاتَ ، وَيُتَجَاوَزُ عَنْهُ ، وَإِنْ عَمِلَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ يُقْبَلُ مِنْهُ ، وَيُضَاعَفُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ . وَفِي بَعْضِ الْحَدِيثِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832650 " الذَّرَّةُ لَا زِنَةَ لَهَا " وَهَذَا مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى : أَنَّهُ لَا يَغْفُلُ مِنْ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً . وَهُوَ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ .
وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ هُنَاكَ فِي الذَّرِّ ، وَأَنَّهُ لَا وَزْنَ لَهُ . وَذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ الذَّرَّ : أَنْ يَضْرِبَ الرَّجُلُ بِيَدِهِ عَلَى الْأَرْضِ ، فَمَا عَلِقَ بِهَا مِنَ التُّرَابِ فَهُوَ الذَّرُّ ، وَكَذَا قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ : إِذَا وَضَعْتَ يَدَكَ عَلَى الْأَرْضِ وَرَفَعْتَهَا ، فَكُلُّ وَاحِدٍ مِمَّا لَزِقَ بِهِ مِنَ التُّرَابِ ذَرَّةٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14980مُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ الْقُرَظِيُّ : فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ مِنْ كَافِرٍ يَرَ ثَوَابَهُ فِي الدُّنْيَا ، فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ وَأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ ، حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا وَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ . وَمَنْ يَعْمَلْ ، مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ شَرٍّ مِنْ مُؤْمِنٍ ، يَرَ عُقُوبَتَهُ فِي الدُّنْيَا ، فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَأَهْلِهِ ، حَتَّى يَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا وَلَيْسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ شَرٌّ . دَلِيلُهُ مَا رَوَاهُ الْعُلَمَاءُ الْأَثْبَاتُ مِنْ حَدِيثِ
أَنَسٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832651أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَبُو بَكْرٍ يَأْكُلُ ، فَأَمْسَكَ وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَإِنَّا لَنُرَى مَا عَمِلْنَا مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ ؟ قَالَ : " مَا رَأَيْتَ مِمَّا تَكْرَهُ فَهُوَ مَثَاقِيلُ ذَرِّ الشَّرِّ ، وَيُدَّخَرُ لَكُمْ مَثَاقِيلُ ذَرِّ الْخَيْرِ ، حَتَّى تُعْطَوْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " .
قَالَ
أَبُو إِدْرِيسَ : إِنَّ مِصْدَاقَهُ فِي كِتَابِ اللَّهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=42&ayano=30وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ . وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : نَزَلَتْ فِي رَجُلَيْنِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَ
nindex.php?page=tafseer&surano=76&ayano=8وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ كَانَ أَحَدُهُمْ يَأْتِيهِ السَّائِلُ ، فَيَسْتَقِلُّ أَنْ يُعْطِيَهُ التَّمْرَةَ وَالْكِسْرَةَ وَالْجَوْزَةَ . وَكَانَ الْآخَرُ يَتَهَاوَنُ بِالذَّنْبِ الْيَسِيرِ ، كَالْكَذْبَةِ وَالْغِيبَةِ وَالنَّظْرَةِ ، وَيَقُولُ : إِنَّمَا أَوْعَدَ اللَّهُ النَّارَ عَلَى الْكَبَائِرِ ;
[ ص: 135 ] فَنَزَلَتْ تُرَغِّبُهُمْ فِي الْقَلِيلِ مِنَ الْخَيْرِ أَنْ يُعْطُوهُ ; فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَكْثُرَ ، وَيُحَذِّرَهُمُ الْيَسِيرَ مِنَ الذَّنْبِ ، فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَكْثُرَ ; وَقَالَهُ
سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ . وَالْإِثْمُ الصَّغِيرُ فِي عَيْنِ صَاحِبِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْظَمُ مِنَ الْجِبَالِ ، وَجَمِيعُ مَحَاسِنِهِ أَقَلُّ فِي عَيْنِهِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ .
الثَّانِيَةُ : قِرَاءَةُ الْعَامَّةِ يَرَهُ بِفَتْحِ الْيَاءِ فِيهِمَا . وَقَرَأَ
الْجَحْدَرِيُّ وَالسُّلَمِيُّ وَعِيسَى بْنُ عُمَرَ وَأَبَانُ عَنْ
عَاصِمٍ : يُرَهُ بِضَمِّ الْيَاءِ ; أَيْ يُرِيهِ اللَّهُ إِيَّاهُ . وَالْأَوْلَى الِاخْتِيَارُ ; لِقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=30يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا الْآيَةَ . وَسَكَّنَ الْهَاءَ فِي قَوْلِهِ يَرَهْ فِي الْمَوْضِعَيْنِ
هِشَامٌ . وَكَذَلِكَ رَوَاهُ
الْكِسَائِيُّ عَنْ
أَبِي بَكْرٍ وَأَبِي حَيْوَةَ وَالْمُغِيرَةِ . وَاخْتَلَسَ
يَعْقُوبُ nindex.php?page=showalam&ids=12300وَالزُّهْرِيُّ وَالْجَحْدَرِيُّ وَشَيْبَةُ . وَأَشْبَعَ الْبَاقُونَ . وَقِيلَ يَرَهُ أَيْ يَرَى جَزَاءَهُ ; لِأَنَّ مَا عَمِلَهُ قَدْ مَضَى وَعُدِمَ فَلَا يُرَى . وَأَنْشَدُوا :
إِنَّ مَنْ يَعْتَدِي وَيَكْسِبُ إِثْمًا وَزْنَ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ سَيَرَاهُ وَيُجَازَى بِفِعْلِهِ الشَّرَّ شَرًّا
وَبِفِعْلِ الْجَمِيلِ أَيْضًا جَزَاهُ هَكَذَا قَوْلُهُ تَبَارَكَ رَبِّي
فِي إِذَا زُلْزِلَتْ وَجَلَّ ثَنَاهُ
الثَّالِثَةُ : قَالَ
ابْنُ مَسْعُودٍ : هَذِهِ أَحْكَمُ آيَةٍ فِي الْقُرْآنِ ، وَصَدَقَ . وَقَدِ اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى عُمُومِ هَذِهِ الْآيَةِ ; الْقَائِلُونَ بِالْعُمُومِ وَمَنْ لَمْ يَقُلْ بِهِ . وَرَوَى
كَعْبُ الْأَحْبَارِ أَنَّهُ قَالَ : لَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى
مُحَمَّدٍ آيَتَيْنِ أَحْصَتَا مَا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالصُّحُفِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ . قَالَ الشَّيْخُ
أَبُو مَدْيَنَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ قَالَ : فِي الْحَالِ قَبْلَ الْمَآلِ . وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُسَمِّي هَذِهِ الْآيَةَ الْآيَةَ الْجَامِعَةَ الْفَاذَّةَ ; كَمَا فِي الصَّحِيحِ لَمَّا سُئِلَ عَنِ الْحُمُرِ وَسَكَتَ عَنِ الْبِغَالِ ، وَالْجَوَابُ فِيهِمَا وَاحِدٌ ; لِأَنَّ الْبَغْلَ وَالْحِمَارَ لَا كَرَّ فِيهِمَا وَلَا فَرَّ ; فَلَمَّا ذَكَرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا فِي الْخَيْلِ مِنَ الْأَجْرِ الدَّائِمِ ، وَالثَّوَابِ الْمُسْتَمِرِّ ، سَأَلَ السَّائِلُ عَنِ الْحُمُرِ ; لِأَنَّهُمْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ يَوْمَئِذٍ بَغْلٌ ، وَلَا دَخَلَ
الْحِجَازَ مِنْهَا إِلَّا بَغْلَةُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ( الدُّلْدُلُ ) ، الَّتِي أَهْدَاهَا لَهُ
الْمُقَوْقِسُ ، فَأَفْتَاهُ فِي الْحَمِيرِ بِعُمُومِ الْآيَةِ ، وَإِنَّ فِي الْحِمَارِ مَثَاقِيلَ ذَرٍّ كَثِيرَةً ; قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12815ابْنُ الْعَرَبِيِّ . وَفِي الْمُوَطَّأِ : أَنَّ مِسْكِينًا اسْتَطْعَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ وَبَيْنَ يَدَيْهَا عِنَبٌ ; فَقَالَتْ لِإِنْسَانٍ : خُذْ حَبَّةً فَأَعْطِهِ إِيَّاهَا . فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَيَعْجَبُ ; فَقَالَتْ : أَتَعْجَبُ ! كَمْ تَرَى فِي هَذِهِ الْحَبَّةِ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ . وَرُوِيَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ : أَنَّهُ تَصَدَّقَ بِتَمْرَتَيْنِ ، فَقَبَضَ السَّائِلُ يَدَهُ ، فَقَالَ لِلسَّائِلِ : وَيَقْبَلُ اللَّهُ مِنَّا مَثَاقِيلَ الذَّرِّ ، وَفِي التَّمْرَتَيْنِ مَثَاقِيلُ ذَرٍّ كَثِيرَةٍ . وَرَوَى
الْمُطَّلِبُ بْنُ حَنْطَبٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832652أَنَّ أَعْرَابِيًّا سَمِعَ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَؤُهَا فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، [ ص: 136 ] أَمِثْقَالَ ذَرَّةٍ ! قَالَ : " نَعَمْ " فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ : وَاسَوْأَتَاهُ ! مِرَارًا : ثُمَّ قَامَ وَهُوَ يَقُولُهَا ; فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " لَقَدْ دَخَلَ قَلْبَ الْأَعْرَابِيِّ الْإِيمَانُ " .
وَقَالَ
الْحَسَنُ : قَدِمَ
صَعْصَعَةُ عَمُّ الْفَرَزْدَقِ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَلَمَّا سَمِعَ
nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ الْآيَاتِ قَالَ : لَا أُبَالِي أَلَّا أَسْمَعَ مِنَ الْقُرْآنِ غَيْرَهَا ، حَسْبِي ، فَقَدِ انْتَهَتِ الْمَوْعِظَةُ ; ذَكَرَهُ
الثَّعْلَبِيُّ . وَلَفْظُ
nindex.php?page=showalam&ids=15151الْمَاوَرْدِيِّ : وَرُوِيَ
nindex.php?page=hadith&LINKID=832653أَنَّ صَعْصَعَةَ بْنَ نَاجِيَةَ جَدَّ nindex.php?page=showalam&ids=14899الْفَرَزْدَقِ أَتَى النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْتَقْرِئُهُ ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ ; فَقَالَ صَعْصَعَةُ : حَسْبِي حَسْبِي ; إِنْ عَمِلْتُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا رَأَيْتُهُ . وَرَوَى
مَعْمَرٌ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15944زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=832654أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ . فَدَفَعَهُ إِلَى رَجُلٍ يُعَلِّمُهُ ; فَعَلَّمَهُ nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=1إِذَا زُلْزِلَتْ - حَتَّى إِذَا بَلَغَ - nindex.php?page=tafseer&surano=99&ayano=7فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ قَالَ : حَسْبِي . فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَقَالَ : " دَعُوهُ فَإِنَّهُ قَدْ فَقِهَ " . وَيُحْكَى أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَخَّرَ خَيْرًا يَرَهُ فَقِيلَ : قَدَّمْتَ وَأَخَّرْتَ . فَقَالَ :
خُذَا بَطْنَ هَرْشَى أَوْ قَفَاهَا فَإِنَّهُ كِلَا جَانِبَيْ هَرْشَى لَهُنَّ طَرِيقُ