كتاب الأدب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باب ما جاء في تشميت العاطس
2736 حدثنا حدثنا هناد عن أبو الأحوص عن أبي إسحق عن الحارث علي قال يسلم عليه إذا لقيه ويجيبه إذا دعاه ويشمته إذا عطس ويعوده إذا مرض ويتبع جنازته إذا مات ويحب له ما يحب لنفسه للمسلم على المسلم ست بالمعروف وفي الباب عن أبي هريرة وأبي أيوب والبراء وأبي مسعود قال أبو عيسى هذا حديث حسن وقد روي من غير وجه عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد تكلم بعضهم في قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث الأعور
كتاب الأدب
- باب ما جاء في تشميت العاطس
- باب ما يقول العاطس إذا عطس
- باب ما جاء كيف تشميت العاطس
- باب ما جاء في إيجاب التشميت بحمد العاطس
- باب ما جاء كم يشمت العاطس
- باب ما جاء في خفض الصوت وتخمير الوجه عند العطاس
- باب ما جاء إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب
- باب ما جاء أن العطاس في الصلاة من الشيطان
- باب كراهية أن يقام الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه
- باب ما جاء إذا قام الرجل من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به
- باب ما جاء في كراهية الجلوس بين الرجلين بغير إذنهما
- باب ما جاء في كراهية القعود وسط الحلقة
- باب ما جاء في كراهية قيام الرجل للرجل
- باب ما جاء في تقليم الأظفار
- باب في التوقيت في تقليم الأظفار وأخذ الشارب
- باب ما جاء في قص الشارب
- باب ما جاء في الأخذ من اللحية
- باب ما جاء في إعفاء اللحية
- باب ما جاء في وضع إحدى الرجلين على الأخرى مستلقيا
- باب ما جاء في الكراهية في ذلك
- باب ما جاء في كراهية الاضطجاع على البطن
- باب ما جاء في حفظ العورة
- باب ما جاء في الاتكاء
- باب ما جاء أن الرجل أحق بصدر دابته
- باب ما جاء في الرخصة في اتخاذ الأنماط
- باب ما جاء في ركوب ثلاثة على دابة
- باب ما جاء في نظرة المفاجأة
- باب ما جاء في احتجاب النساء من الرجال
- باب ما جاء في النهي عن الدخول على النساء إلا بإذن الأزواج
- باب ما جاء في تحذير فتنة النساء
- باب ما جاء في كراهية اتخاذ القصة
- باب ما جاء في الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة
- باب ما جاء في المتشبهات بالرجال من النساء
- باب ما جاء في كراهية خروج المرأة متعطرة
- باب ما جاء في طيب الرجال والنساء
- باب ما جاء في كراهية رد الطيب
- باب في كراهية مباشرة الرجال الرجال والمرأة المرأة
- باب ما جاء في حفظ العورة
- باب ما جاء أن الفخذ عورة
- باب ما جاء في النظافة
- باب ما جاء في الاستتار عند الجماع
- باب ما جاء في دخول الحمام
- باب ما جاء أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة ولا كلب
- باب ما جاء في كراهية لبس المعصفر للرجل والقسي
- باب ما جاء في لبس البياض
- باب ما جاء في الرخصة في لبس الحمرة للرجال
- باب ما جاء في الثوب الأخضر
- باب ما جاء في الثوب الأسود
- باب ما جاء في الثوب الأصفر
- باب ما جاء في كراهية التزعفر والخلوق للرجال
- باب ما جاء في كراهية الحرير والديباج
- باب ما جاء إن الله تعالى يحب أن يرى أثر نعمته على عبده
- باب ما جاء في الخف الأسود
- باب ما جاء في النهي عن نتف الشيب
- باب إن المستشار مؤتمن
- باب ما جاء في الشؤم
- باب ما جاء لا يتناجى اثنان دون ثالث
- باب ما جاء في العدة
- باب ما جاء في فداك أبي وأمي
- باب ما جاء في يا بني
- باب ما جاء في تعجيل اسم المولود
- باب ما جاء ما يستحب من الأسماء
- باب ما يكره من الأسماء
- باب ما جاء في تغيير الأسماء
- باب ما جاء في أسماء النبي صلى الله عليه وسلم
- باب ما جاء في كراهية الجمع بين اسم النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته
- باب ما جاء إن من الشعر حكمة
- باب ما جاء في إنشاد الشعر
- باب ما جاء لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير من أن يمتلئ شعرا
- باب ما جاء في الفصاحة والبيان
التالي
السابق
( باب ما جاء في تشميت العاطس )
" 4426 " : جواب العاطس بـ " يرحمك الله " . قال في النهاية : التشميت بالشين والسين الدعاء بالخير والبركة والمعجمة أعلاهما ، يقال شمت فلانا وشمت عليه تشميتا فهو مشمت ، واشتقاقه من الشوامت وهي القوائم ، كأنه دعا للعاطس بالثبات على طاعة الله تعالى ، وقيل معناه أبعدك الله عن الشماتة وجنبك ما يشمت به عليك ، انتهى . التشميت
قوله : ( عن ) بن عبد الله الأعور الهمداني الحارثي الكوفي صاحب الحارث علي . كذبه الشعبي في رأيه ، ورمي بالرفض وفي حديثه ضعف وليس له عند سوى حديثين ، مات في خلافة النسائي ابن الزبير ، قاله الحافظ .
قوله : ( للمسلم على المسلم ست بالمعروف ) صفة بعد صفة لموصوف محذوف يعني متلبسة بالمعروف ، وهو ما يرضاه الله من قول أو عمل ، ويحتمل أن يكون الباء بمعنى من ( يسلم عليه ) جملة استئنافية مبينة أو تقديره أن يسلم عليه أي على المسلم سواء عرفه أو لم يعرفه ( ويجيبه إذا دعاه ) أي إلى دعوة أو حاجة ( ويشمته ) بالشين المعجمة وتشديد الميم أي يدعو له بقوله يرحمك الله ( إذا عطس ) بفتح الطاء ويكسر على ما في القاموس ، يعني فحمد الله كما [ ص: 6 ] في رواية ( ويتبع ) بتشديد التاء من الاتباع ، ويجوز أن يكون بسكونها وفتح الموحدة أي يشهد ويشيع ( جنازته ) بكسر الجيم ويفتح ( ويحب له ما يحب ) أي مثل ما يحب ( لنفسه ) من الخير ، وهذا فذلكة الكل ، ولذا اقتصر عليه في حديث للمسلم على المسلم خصال ست أنس مرفوعا برواية أحمد وأصحاب الست إلا أبا داود : . ووقع في حديث لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه الذي أشار إليه البراء بن عازب الترمذي : الحديث . قال الحافظ في شرح هذا الحديث ما لفظه : قال أمرنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بسبع ونهانا عن سبع : أمرنا بعيادة المريض واتباع الجنازة وتشميت العاطس ابن دقيق العيد ظاهر الأمر الوجوب ، ويؤيده قوله في حديث الذي في الباب الذي يليه : أبي هريرة . وفي حديث فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته عند أبي هريرة مسلم : ، فذكر فيها : حق المسلم على المسلم ست ، وإذا عطس فحمد الله فشمته من وجه آخر : عن وللبخاري أبي هريرة وهو عند خمس تجب للمسلم على المسلم . فذكر منها التشميت مسلم أيضا ، وفي حديث عائشة عند أحمد وأبي يعلى : . وقد أخذ بظاهرها إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله وليقل من عنده يرحمك الله ابن مزين من المالكية ، وقال به جمهور أهل الظاهر . وقال ابن أبي جمرة : قال جماعة من علمائنا إنه فرض عين . وقواه ابن القيم في حواشي السنن فقال : جاء بلفظ الوجوب الصريح وبلفظ الحق الدال عليه ، وبلفظ على الظاهرة فيه ، وبصيغة الأمر التي هي حقيقة فيه ، وبقول الصحابي : أمرنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . قال لا ريب أن الفقهاء أثبتوا وجوب أشياء كثيرة بدون مجموع هذه الأشياء ، وذهب آخرون إلى أنها فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، ورجحه أبو الوليد بن رشد . وقال به الحنفية وجمهور الحنابلة ، وذهب وأبو بكر بن العربي عبد الوهاب وجماعة من المالكية إلى أنه مستحب ويجزئ الواحد عن الجماعة ، وهو قول الشافعية . والراجح من حيث الدليل القول الثاني والأحاديث الصحيحة الدالة على الوجوب لا تنافي كونه على الكفاية ، فإن وإن ورد في عموم المكلفين ففرض الكفاية يخاطب به الجميع على الأصح ويسقط بفعل البعض ، وأما من قال إنه فرض على مبهم ، فإنه ينافي كونه فرض عين . انتهى كلام الحافظ . وقال الأمر بتشميت العاطس ابن القيم في زاد المعاد بعد ذكر عدة أحاديث التشميت ما لفظه : وظاهر الحديث المبدوء به- يعني حديث عند أبي هريرة : البخاري فإذا عطس فحمد الله فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته الحديث- أن التشميت فرض عين على كل من سمع العاطس يحمد الله ولا يجزئ تشميت الواحد عنهم ، وهذا أحد قولي العلماء ، واختاره إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب ، ابن أبي زيد ولا دافع له ، انتهى . وابن العربي المالكي
قلت : الظاهر ما قاله ابن القيم والله تعالى أعلم .
[ ص: 7 ] قوله : ( وفي الباب عن أبي هريرة وأبي أيوب والبراء وأبي مسعود ) ، أما حديث فأخرجه أبي هريرة الترمذي في هذا الباب ، وأما حديث أبي أيوب فأخرجه أيضا الترمذي في باب ، وأما حديث كيف يشمت العاطس البراء فأخرجه البخاري ومسلم ، وأما حديث فأخرجه أبي مسعود وهو ابن عقبة الأنصاري أحمد .
قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه أحمد وابن ماجه والدارمي ( وقد تكلم بعضهم في ) إن شئت الوقوف على من تكلم فيه فارجع إلى تهذيب التهذيب ومقدمة صحيح الحارث الأعور مسلم وشرحه للنووي .
" 4426 " : جواب العاطس بـ " يرحمك الله " . قال في النهاية : التشميت بالشين والسين الدعاء بالخير والبركة والمعجمة أعلاهما ، يقال شمت فلانا وشمت عليه تشميتا فهو مشمت ، واشتقاقه من الشوامت وهي القوائم ، كأنه دعا للعاطس بالثبات على طاعة الله تعالى ، وقيل معناه أبعدك الله عن الشماتة وجنبك ما يشمت به عليك ، انتهى . التشميت
قوله : ( عن ) بن عبد الله الأعور الهمداني الحارثي الكوفي صاحب الحارث علي . كذبه الشعبي في رأيه ، ورمي بالرفض وفي حديثه ضعف وليس له عند سوى حديثين ، مات في خلافة النسائي ابن الزبير ، قاله الحافظ .
قوله : ( للمسلم على المسلم ست بالمعروف ) صفة بعد صفة لموصوف محذوف يعني متلبسة بالمعروف ، وهو ما يرضاه الله من قول أو عمل ، ويحتمل أن يكون الباء بمعنى من ( يسلم عليه ) جملة استئنافية مبينة أو تقديره أن يسلم عليه أي على المسلم سواء عرفه أو لم يعرفه ( ويجيبه إذا دعاه ) أي إلى دعوة أو حاجة ( ويشمته ) بالشين المعجمة وتشديد الميم أي يدعو له بقوله يرحمك الله ( إذا عطس ) بفتح الطاء ويكسر على ما في القاموس ، يعني فحمد الله كما [ ص: 6 ] في رواية ( ويتبع ) بتشديد التاء من الاتباع ، ويجوز أن يكون بسكونها وفتح الموحدة أي يشهد ويشيع ( جنازته ) بكسر الجيم ويفتح ( ويحب له ما يحب ) أي مثل ما يحب ( لنفسه ) من الخير ، وهذا فذلكة الكل ، ولذا اقتصر عليه في حديث للمسلم على المسلم خصال ست أنس مرفوعا برواية أحمد وأصحاب الست إلا أبا داود : . ووقع في حديث لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه الذي أشار إليه البراء بن عازب الترمذي : الحديث . قال الحافظ في شرح هذا الحديث ما لفظه : قال أمرنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بسبع ونهانا عن سبع : أمرنا بعيادة المريض واتباع الجنازة وتشميت العاطس ابن دقيق العيد ظاهر الأمر الوجوب ، ويؤيده قوله في حديث الذي في الباب الذي يليه : أبي هريرة . وفي حديث فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته عند أبي هريرة مسلم : ، فذكر فيها : حق المسلم على المسلم ست ، وإذا عطس فحمد الله فشمته من وجه آخر : عن وللبخاري أبي هريرة وهو عند خمس تجب للمسلم على المسلم . فذكر منها التشميت مسلم أيضا ، وفي حديث عائشة عند أحمد وأبي يعلى : . وقد أخذ بظاهرها إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله وليقل من عنده يرحمك الله ابن مزين من المالكية ، وقال به جمهور أهل الظاهر . وقال ابن أبي جمرة : قال جماعة من علمائنا إنه فرض عين . وقواه ابن القيم في حواشي السنن فقال : جاء بلفظ الوجوب الصريح وبلفظ الحق الدال عليه ، وبلفظ على الظاهرة فيه ، وبصيغة الأمر التي هي حقيقة فيه ، وبقول الصحابي : أمرنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم . قال لا ريب أن الفقهاء أثبتوا وجوب أشياء كثيرة بدون مجموع هذه الأشياء ، وذهب آخرون إلى أنها فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، ورجحه أبو الوليد بن رشد . وقال به الحنفية وجمهور الحنابلة ، وذهب وأبو بكر بن العربي عبد الوهاب وجماعة من المالكية إلى أنه مستحب ويجزئ الواحد عن الجماعة ، وهو قول الشافعية . والراجح من حيث الدليل القول الثاني والأحاديث الصحيحة الدالة على الوجوب لا تنافي كونه على الكفاية ، فإن وإن ورد في عموم المكلفين ففرض الكفاية يخاطب به الجميع على الأصح ويسقط بفعل البعض ، وأما من قال إنه فرض على مبهم ، فإنه ينافي كونه فرض عين . انتهى كلام الحافظ . وقال الأمر بتشميت العاطس ابن القيم في زاد المعاد بعد ذكر عدة أحاديث التشميت ما لفظه : وظاهر الحديث المبدوء به- يعني حديث عند أبي هريرة : البخاري فإذا عطس فحمد الله فحق على كل مسلم سمعه أن يشمته الحديث- أن التشميت فرض عين على كل من سمع العاطس يحمد الله ولا يجزئ تشميت الواحد عنهم ، وهذا أحد قولي العلماء ، واختاره إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب ، ابن أبي زيد ولا دافع له ، انتهى . وابن العربي المالكي
قلت : الظاهر ما قاله ابن القيم والله تعالى أعلم .
[ ص: 7 ] قوله : ( وفي الباب عن أبي هريرة وأبي أيوب والبراء وأبي مسعود ) ، أما حديث فأخرجه أبي هريرة الترمذي في هذا الباب ، وأما حديث أبي أيوب فأخرجه أيضا الترمذي في باب ، وأما حديث كيف يشمت العاطس البراء فأخرجه البخاري ومسلم ، وأما حديث فأخرجه أبي مسعود وهو ابن عقبة الأنصاري أحمد .
قوله : ( هذا حديث حسن ) وأخرجه أحمد وابن ماجه والدارمي ( وقد تكلم بعضهم في ) إن شئت الوقوف على من تكلم فيه فارجع إلى تهذيب التهذيب ومقدمة صحيح الحارث الأعور مسلم وشرحه للنووي .